أفعى المامبا السوداء هي أفعى أفريقية سامة، واكتسبت لقب الثعبان الأكثر دموية في العالم، ويطلق على لدغة أفعى المامبا السوداء قبلة الموت، فـ أفعى المامبا السوداء من أخطر الثعابين في العالم، وعلى الرغم من كل هذه المعلومات المخيفة، فإن العديد من الأساطير حول هذا الثعبان خاطئة، و أفعى المامبا السوداء على الرغم من أنهت قد تكون مميتة، إلا أنها صياد خجول يمكن أن يتجنبك، ولكن هل المامبا السوداء قاتلة إلى هذا الحد؟ وهل يوجد مضاد لسم هذا الثعبان الخطير؟ هل تؤدي اللدغة إلى الوفاة؟ إليكم إجابات عن كل هذه السئلة وأكثر خلال السطور القليلة التالية.

ما هي المامبا السوداء؟
المامبا السوداء أفعى سريعة، عصبية، سامة، ومميتة، وعندما تتعرض هذه الأفعى المخيفة للتهديد تكون شديدة العدوانية، ولقد تم إلقاء اللوم عليها في العديد من الوفيات البشرية، والأساطير الأفريقية تبالغ في قدراتها إلى حد لا يصدق، ولهذه الأسباب، تعتبر المامبا السوداء على نطاق واسع أخطر الثعابين في العالم.

وصف أفعى المامبا السوداء:
يتراوح لون أفعى المامبا السوداء من اللون الزيتوني إلى الرمادي إلى البني الداكن مع جسم سفلي أصفر، وصغار أفعى المامبا السوداء أكثر شحوبا في اللون من البالغين، ويحصل الثعبان على اسمه الشائع بسبب لون فمه الأسود الذي يفتحه ويظهره عند تهديده، ومثل أقاربه من الأفعى المرجانية، فإن أفعى المامبا السوداء مغطاه بحراشف ناعمة ومسطحة.

أفعى المامبا السوداء هي أطول ثعبان سام في أفريقيا وثاني أطول ثعبان سام في العالم بعد الكوبرا الملك، ويتراوح طول أفعى المامبا السوداء من 2 إلى 4.5 متر (6.6 إلى 14.8 قدم) وتزن في المتوسط 1.6 كجم (3.5 رطل)، وعندما يرتفع الثعبان ليضرب، قد يبدو أنه يتوازن ويقف على ذيله، ولكن هذا مجرد وهم خلقته حقيقة أن جسمه طويل بشكل غير عادي، بالإضافة إلى حقيقة أن لونه يمتزج مع محيطه.

المامبا السوداء لديها رأس مع حافة جبين واضحة وعيون متوسطة الحجم، والمامبا السوداء لها لون أبيض مائل إلى الرمادي تحت البطن، وداخل الفم رمادى غامق مائل إلى الأسود تقريبا، وتتراوح عيون المامبا السوداء بين البني الرمادي ودرجات الأسود، وبؤبؤة العين محاطة بلون أبيض فضي أو أصفر، والثعبان اليافع أفتح في اللون من البالغ، وعادة ما يكون رمادي أو أخضر زيتوني، ويغمق مع تقدم العمر.

سرعة أفعى المامبا السوداء:
في حين أن أفعى المامبا السوداء هي أسرع ثعبان في أفريقيا، إلا أنها تستخدم سرعتها للهروب من الخطر بدلا من صيد الفريسة، وقد تم تسجيل الثعبان بسرعة 11 كم / ساعة (6.8 ميل في الساعة) لمسافة 43 م (141 قدما)، وفي المقابل، يبلغ متوسط سرعة ركض إناث الإنسان 6.5 ميل في الساعة، في حين أن معدل ركض الإنسان من الذكور حوالي 8.3 ميل في الساعة، ويمكن لكل من الرجال والنساء الركض بشكل أسرع لمسافة قصيرة، والحصان يركض بسرعة 25 إلى 30 ميلا في الساعة، وأفعى المامبا السوداء لا تلاحق الناس أو الخيول أو السيارات، ولكن حتى لو فعلت ذلك، لن تتمكن بسرعتها القصوى اللحاق بهم.

أقرأ أيضا - ما الفرق بين المامبا السوداء والمامبا الخضراء؟

موطن وموئل أفعى المامبا السوداء:
المامبا السوداء تعيش في مجموعة واسعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويشمل نطاقها جمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وإريتريا، والصومال، وكينيا، وأوغندا، وتنزانيا، وموزمبيق، وملاوي، وزامبيا، وزيمبابوي، وبوتسوانا، وجنوب إفريقيا، وناميبيا، وأنجولا، وتفضل هذه الثعابين البيئات الجافة بشكل معتدل مثل الأراضي الحرجية الخفيفة والنباتات الصخرية وقمم الجبال والسافانا شبه القاحلة، كما يسكنون السافانا الرطبة وغابات الأراضي المنخفضة وقد يزورون المناطق الزراعية.

سلوك أفعى المامبا السوداء:
المامبا السوداء مخلوقات أرضية أكثر من كونها شجرية، في الأرض تتحرك المامبا السوداء وراسها ورقبتها مرفوعين، وعادة ما تستخدم أكوام النمل الأبيض، والجحور المهجورة، والشقوق الصخرية، وشقوق الأشجار كمأوى، والمامبا السوداء انفرادية أي أنها تعيش منفردة، وهي من الحيوانات النهارية وتميل إلى التشمس في الصباح ومرة أخرى بعد الظهر، وقد تعود يوميا إلى نفس موقع التشمس، والمامبا السوداء متقلبة وغير متوقعة في كثير من الأحيان، وهي رشيقة ويمكنها التحرك بسرعة.

وفي البرية، نادرا ما تتساهل في اقتراب البشر من مسافة تزيد عن 40 مترا (130 قدما)، وعندما تدرك المامبا السوداء وجود تهديد، فإنها تتراجع إلى الشقوق أو الحفرة، وعند مواجهتها من المحتمل أن تظهر عرض التهديد، حيث تفتح فمها الأسود وتنقر بلسانها، ويمكنها أيضا أن تصدر صوت هسهسة وتمدد قلنسوة العنق، وأثناء عرض التهديد، قد تؤدي أي حركة مفاجئة من قبل الدخيل إلى قيام الثعبان بتنفيذ سلسلة من الضربات السريعة، مما يؤدي إلى تسمم شديد، وسمعة المامبا السوداء بأنها مستعدة للهجوم مبالغ فيها، وعادة ما يتم استفزازها من خلال التهديدات.

غذاء المامبا السوداء:
عندما يكون الطعام وفيرا، تحافظ أفعى المامبا السوداء على مخبأ دائم، ويغامر في النهار للبحث عن فريسة، والمامبا من الحيوانات آكلة اللحوم، ويتغذى الثعبان على الصراصير والطيور والخفافيش وحيوان جلاجو، أفعى المامبا السوداء تفترس من خلال الكمين، وعندما تأتي الفريسة في النطاق يرتفع الثعبان عن الأرض، ويضرب مرة أو أكثر، وينتظر سمه ليشل ويقتل الضحية قبل تناولها، وتأكل المامبا السوداء الثدييات الصغيرة والطيور والبرمائيات، وفيما يلي قائمة بالأطعمة التي تأكلها المامبا السوداء بشكل رئيسي:

* الفئران
* الجرذان
* الطيور (خاصة الصقور والفراخ)
* الضفادع
* السحالي
* الخفافيش
* السناجب الأرضية الأفريقية
* أرانب الصخور
* صغار الأدغال
* النمس
* الببغاوات
* الثعابين الأخرى مثل كوبرا الغابة

كيف تصطاد المامبا السوداء؟
المامبا السوداء هي حيوانات أرضية مما يعني أنها تقضي معظم وقتها على الأرض أكثر من الأشجار، وسوف تنزلق في أرضية الغابة بحثا عن القوارض الصغيرة أو البرمائيات أو الطيور أو حتى الثعابين الأخرى، على سبيل المثال، إذا تسللت إلى سنجاب أرضي أفريقي صغير، فإنها سترفع جسدها، وتضرب السنجاب بسرعة، وتلدغه بأنيابها الحادة، وتحقن بسم قوي، وستمسك بعض الثعابين بفرائسها في فمها وتتصارع معها حتى تموت، ولكن المامبا السوداء تلدغ ثم تبتعد، وربما تترك الفريسة ترحل، فهي تعرف أنها تستطيع مطاردة كل ما تصطاده أو ربما لأنها تعرف أن سمها قوي وسريع، وحتى لا تحتاج إلى إنفاق طاقتها بالركض وراء الحيوان، وسوف تتبع الفريسة المصابة، وتنتظر السم ليقتلها (وهذا لا يستغرق وقتا طويلا) ثم تبتلع الفريسة بأكملها.

أقرأ أيضا - 10 من أخطر أنواع الثعابين الأفريقية

تكاثر أفعى المامبا السوداء:
ثعبان المامبا السوداء متعدد الزوجات، وهذا يعني أن كلا من الذكور والإناث يتزاوجون مع شركاء متعددين، ويمتد موسم التكاثر من سبتمبر إلى فبراير، ويتنافس الذكور عن طريق المصارعة في محاولة لإخضاع بعضهم البعض عن طريق تشابك أجسادهم والتصارع بأعناقهم، وليس من خلال اللدغ، وأثناء التزاوج، ينزلق الذكر على الجانب الظهري للأنثى أثناء تحريك لسانها، وستشير الأنثى إلى استعدادها للتزاوج برفع ذيلها والبقاء ثابتة.

والمامبا السوداء بيوضة، حيث تضع الإناث من 6-17 بيضة، ويكون البيض طويل بيضاوي الشكل، ويبلغ طوله عادة 60-80 مم (2.4-3.1 بوصة) وقطره 30-36 مم (1.2-1.4 بوصة)، وتستمر فترة الحضانة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وعند الفقس، يتراوح طول الصغار من 40-60 سم (16-24 بوصة)، وهم مستقلون منذ الولادة ويجب أن يكونوا قادرين على رعاية أنفسهم، وقد تنمو الثعابين بسرعة لتصل إلى مترين (6 أقدام و7 بوصات) بعد عامهم الأول.

وصغار المامبا السوداء عدوانية للغاية ويمكن أن تكون قاتلة مثل البالغين، ولا تميل المامبا السوداء إلى التفاعل كثيرا مع بعضها البعض، ولكن من المعروف أنها تشترك في مخبأ مع مامبا أخرى أو حتى أنواع أخرى من الثعابين، وعمر أفعى المامبا السوداء في البرية غير معروف، ولكن من المعروف أن العينات الأسيرة تعيش 11 عاما.

هل أفعى المامبا السوداء مهددة بالإنقراض؟
أفعى المامبا السوداء ليس مهددة بالإنقراض، مع تصنيف أقل اهتمام في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من خلال الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة، و أفعى المامبا السوداء وفيرة في جميع أنحاء مداه، مع عدد سكان مستقر، ومع ذلك، تواجه أفعى المامبا السوداء بعض التهديدات، حيث يقتل البشر الثعابين خوفا، بالإضافة إلى الحيوانات المفترسة، والنمس محصن جزئيا ضد سم المامبا السوداء وسريع بما يكفي لقتل صغار الثعبان دون أن يتعرض للدغ، وتصطاد النسور أفعى المامبا السوداء، وخاصة نسر الثعبان أسود الصدر ونسر الثعبان البني.

ما الحيوانات المفترسة آكلة المامبا السوداء؟
تقع المامبا السوداء في الجزء العلوي من السلسلة الغذائية، لذلك لا يوجد الكثير من الحيوانات التي تأكل المامبا السوداء، والتهديد الرئيسي لهذه الثعابين هو الطيور الجارحة مثل طيور السكرتير ونسور الافعى البنية، وسوف تنقض النسور وتنتزع ثعبانا في مؤخرة الرأس على أمل كسر عنقه، والطيور السكرتير لديها تقنية فريدة من نوعها لصيد الثعابين، وطيور السكرتير هي طيور طويلة تشبه طيور الكركي، بعضها يصل طوله إلى 4 أقدام، ولها أرجل طويلة قوية، وهم يصطادون على الأرض، وإذا صادفوا ثعبانا، فسوف يدوسون على رأسه، ويضربون رقبته في أقل من ثانية، أسرع مما يمكن للثعبان أن يضربها.

سم المامبا السوداء:
قبل ظهور مضاد لسم المامبا السوداء، كانت لدغة هذا الثعبان المخيف قاتلة دائما، وعادة في غضون حوالي 20 دقيقة، ولسوء الحظ، لا يزال مضادات السموم غير متوفرة على نطاق واسع في المناطق الريفية من نطاق المامبا السوداء، وتظل الوفيات المرتبطة بـ المامبا السوداء متكررة، ولا يؤدي التعدي على أراضي المامبا السوداء إلى الضغط عليها فحسب، بل يساهم في زيادة خطورة الإتصال البشري المحتمل مع هذه الثعابين الخطيرة.

أفعى المامبا السوداء والبشر:
اللدغات غير شائعة لأن أفعى المامبا السوداء تتجنب البشر، بالرغم من أنه عدوانية، ولكنها لا تدافع عن مخبأها، وتشمل الإسعافات الأولية تطبيق الضغط أو عاصبة لإبطاء تطور السم، وتليها إعطاء مضاد السم، وفي المناطق الريفية قد لا يكون مضاد السموم متاحا، لذلك لا تزال تحدث وفيات، وسم أفعى المامبا السوداء هو كوكتيل قوي يحتوي على السم العصبي كارديوتوكسين، ودندروتوكسين، ونيوتوتوكسين، وتشمل الأعراض المبكرة للدغة الصداع والطعم المعدني واللعاب المفرط والتعرق والإحساس بالوخز.

عند حدوث اللدغة ينهار الشخص في أقل من 45 دقيقة ويمكن أن يموت في غضون 7 إلى 15 ساعة، ويشمل السبب النهائي للوفاة فشل الجهاز التنفسي والاختناق وإنهيار الدورة الدموية، وقبل توافر مضادات السموم كان معدل الوفيات من لدغة أفعى المامبا السوداء تقريبا 100٪، وعلى الرغم من ندرة اللدغة، إلا أن هناك حالات على قيد الحياة دون علاج.

أقرأ أيضا - أفعى الكوبرا المصرية أحد أخطر الأفاعي السامة

أسئلة متنوعة عن المامبا السوداء:

س: هل المامبا السوداء أسرع ثعبان في العالم؟
ج: المامبا السوداء ليست أسرع ثعبان على هذا الكوكب، ولكنها في المرتبة الثانية بعد ثعبان الصوندر، ويمكن أن تصل سرعات ثعبان الصوندر إلى 18 ميلا في الساعة، بينما تبلغ السرعة القصوى للمامبا السوداء ما يقرب من 7 ميلا في الساعة فقط، ولا يزال هذا سريعا جدا بالنسبة للثعبان، ولم يتم العثور على هذين الثعبانين في نفس المكان، لذا فإن المامبا السوداء هي أسرع ثعبان في بيئتها.

س: هل المامبا السوداء تأكل بعضها البعض؟
ج: بعض أنواع الثعابين آكلة لحوم جنسها، مما يعني أنها تأكل بعضها البعض، وتشير دراسة بحثية عن الكوبرا الأفريقية إلى أن الذكور يأكلون بعضهم البعض أكثر مما يعتقد، ويعتقد أن الأنواع مثل الكوبرا الملك وأفعى كريت والثعبان الملك وثعابين الصوندر تتناول الثعابين بانتظام، فلماذا تأكل الثعابين ثعابين أخرى من نفس النوع؟ هناك عدد قليل من الأسباب التي تجعلنا نرى أكل الحيوانات بعضها بعضا في البرية تتمثل في نقص مصادر الغذاء الأخرى، فهذا يقلل من المنافسة على الطعام، ويقلل من المنافسة على الرفيق، وكمغذيات انتهازية سوف يأكلون ما هو متاح، ومن غير الموثق ما إذا كانت المامبا السوداء تأكل بعضها البعض.

س: ماذا تأكل صغار المامبا السوداء؟
ج: تأكل صغار المامبا السوداء نفس النظام الغذائي الذي يأكله البالغون، فقط فريسة أصغر، والثعابين حديثة الولادة تكون بمفردها وقادرة على الصيد و اصطياد الفريسة، وقد يبدأون بفرائس صغيرة مثل الحشرات والخنافس والفئران الصغيرة والطيور التي تعشش ثم يشقون طريقهم إلى الثدييات الأكبر حجما.

أقرأ أيضا - 10 من أخطر أنواع الثعابين في العالم