عندما تقوم الحيوانات بالإلتزام بتلبية إحتياجاتها الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى، يجب أن تتعلم هذه الحيوانات التكيف مع بيئتها، وخاصة البيئات ذات درجات الحرارة العالية التي يمكن أن تكون قاسية ومن الصعب على الحيوانات البقاء على قيد الحياة فيها بدون أن تتكيف، وأيضا حتى بالنسبة للحيوانات جيدة التكيف، وللوفاء باحتياجاتهم والبقاء على قيد الحياة في مثل هذه البيئات، قد تطور لدى الحيوانات سمات جسدية وسلوكية معينة تساعدها على التكيف في هذه الظروف القاسية .
التكيفات السلوكية لدى الحيوانات في الأماكن ذات الحرارة العالية :
من أجل البقاء على قيد الحياة مع درجات الحرارة العالية جدا، تتكيف الحيوانات لتتصرف بطرق تحمي أجسادها، على سبيل المثال، تتحرك الثعابين الرملية عبر الرمال الساخنة عن طريق الحركة الجانبية المتعرجة، وهي حركة يتم القيام بها عن طريق إجراء حركة موجية حيث تقع أجزاء صغيرة من جسم الثعبان على الأرض، ولتقليل الإحتكاك بالأرض الساخنة، يتم ركض العديد من السحالي بسرعة على أطرافها الأربعة، أو الركض على أرجلهم الخلفية، وتعتمد السناجب الأرضية الأفريقية على ذيلها الكثيفة لتظللها أثناء البحث عن الطعام .
التكيفات التشريحية لدى الحيوانات :
للبقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة القاسية، تعد التكيفات التشريحية ضرورية للعديد من أنواع الحيوانات، على سبيل المثال، النعام يتكيف مع عدم نمو الريش على منطقة البطن والساقين والرقبة والرأس، وهذا يسمح للنعام بالهروب بسهولة بدلا من أن ينمو لديه فقط الريش على الجزء الأكبر من ظهورهم لمنع أشعة الشمس عن جلدهم، وأرانب الصحراء تتكيف مع درجات الحرارة العالية مع آذانهم الطويلة والعديد من الأوعية الدموية، والتي هي فعالة في إخراج الحرارة من الجسم عندما تسترخي الأرانب في الظل .
التكيفات الفيسيولوجي لدى الحيوانات :
الماء عنصر نادر في البيئات الصحراوية، ولذا فإن الحيوانات التي تعيش في الصحراء تكيفت لتعيش على القليل من الماء، وبعض الحيوانات مثل وحوش جيلا تخزن المياه في طبقات دهنية للإستخدام البطيء على المدى الطويل، وسنام الجمل ليس لتخزين المياه ولكن لتخزين الدهون، وهذه الطبقات الدهنية تساعده على العيش بدون طعام لفترات طويلة .
ومع ذلك، فإن الجمال والحيوانات الأخرى في المناخات الحارة تقلل من فقدان الماء عن طريق تقليل التعرق والتبول والتبرز الى أقصى حد، وبعض من أهم التكيفات الفسيولوجية لدى الحيوانات التي تعيش في الموائل عالية الحرارة هي القدرة في الحصول على المياه والإحتفاظ بها، فالقوارض الصحراوية مثل فئران الكنغر تحصل على كل الماء الذي تحتاجه عن طريق أكل البذور الجافة، وهذا ممكن بسبب قدرتها الأيضية على الإحتفاظ بالماء بكفاءة وإنتاج بول وبراز شديد التركيز، والبرمائيات الصحراوية تمتص الماء من خلال الجلد عن طريق الاختباء في الجحور الرطبة عندما تكون درجات الحرارة في ذروتها .
الهجوع الصيفي والحيوانات الليلة :
الهجوع الصيفي هو شكل من أشكال السبات أو البيات الشتوي الذي يكافيء التكيف مع الطقس البارد، فكثير من الحيوانات في المناخات الحارة تخفض درجة حرارة أجسامها مع إنخفاض معدل الأيض، حيث تدخل الحيوانات في حالة شبه كامنة، وتصبح غير نشطة، مما يقلل من إستجابتها للحرارة وفقدانها للماء من خلال العرق والتنفس .
وتفضل الحيوانات مثل سلحفاة الصحراء النوم في جحورها الرطبة عندما تكون درجات الحرارة في ذروتها، وفي الصباح الباكر وفي وقت متأخر من فترة الظهيرة عندما تهدأ درجات الحرارة تكون السلحفاة نشطة، وهو السلوك المعروف باسم البيات الصيفي الذي يمكن السلحفاة من الإحتفاظ بالطاقة والمياه، وبعض الأنواع من الخفافيش والبوم والثعابين والقوارض والثعالب هم من الحيوانات الليلية، فينامون خلال النهار في جحورهم وينشطون ليلاً لصيد فرائسهم أو للبحث عن الطعام .