5 أشياء تحتاج لمعرفتها حول الصيد الجائر في أفريقيا

ضع قائمة بأكثر الحيوانات شهرة في العالم، وربما ستفكر في الفيل ووحيد القرن، وبطريقة ما، هذه المخلوقات مثل المحيطات والأشجار والجبال، لا يمكننا تخيل الأرض بدون وجود هؤلاء المخلوقات، ولسوء الحظ، هناك ما يعرف بالصيد الجائر، فيقتل ما يقرب من 35000 فيل و 1000 وحيد القرن على يد الصيادين كل عام، وتسبب الطلب على قرون العاج ووحيد القرن بالفعل في انقراض وحيد القرن الأسود الغربي، ويعتقد بعض دعاة الحفاظ على البيئة أن كلا من وحيد القرن والفيلة قد تتلاشى تماما في غضون عقدين فقط، وفي هذه القائمة نركز فقط على الصيد الجائر في إفريقيا.

 

1- من المسؤول عن الصيد الجائر؟
مع الفيلة ووحيد القرن على وشك الإنقراض، من الطبيعي أن نسأل من المسؤول؟ حسنا، أسهل إجابة هي توجيه أصابع الإتهام إلى الصيادين غير الشرعيين، وبعد كل شيء، ولكن في حين أن هناك بالتأكيد أشرار يستخدمون أرباحهم من الصيد الجائر غير المشروع لدعم الإرهاب، فإن معظم الصيادين هم رجال فقراء يحاولون فقط إطعام أسرهم، وللعثور على الأشرار الحقيقيين هنا عليك أن تنظر نحو الشرق، في بلدان مثل الصين وفيتنام الطلب على السلع الحيوانية في السوق السوداء مرتفع بشكل فلكي، والناس على استعداد لدفع مبالغ هائلة من المال مقابل أنياب الأفيال وقرون وحيد القرن، ويمكن بيع رطل واحد فقط من العاج بأكثر من 1000 دولار، والمواطنون الفيتناميون على استعداد لدفع ما يصل إلى 100000 دولار مقابل كيلوغرام واحد فقط (2.2 رطل) من قرن وحيد القرن المطحون.

إذن ما هي الأسعار الباهظة؟ حسنا، في فيتنام، يستخدم قرن وحيد القرن كعلاج سحري للجميع، ومن المفترض أن تناول هذه الأشياء يمكن أن يفعل أي شيء تقريبا، من علاج صداع الكحول إلى التخلص من السرطان، ويعتقد أيضا أن القرن المسحوق يمكن أن يجعلك منتشيا، وهو أمر سخيف تماما لأنه يتكون أساسا من الكيراتين، وهو نفس الشيء الذي يتكون من أظافرنا، ولكن خلافا للإعتقاد السائد، لا يستخدم الآسيويون قرن وحيد القرن كمنشط جنسي، حسنا، على الأقل لم يفعلوا ذلك حتى خلق الغربيون الشائعات، وعادت أسطورة القوى الجنسية لقرون وحيد القرن إلى فيتنام.

 

أما العاج، فيستخدم في صنع التحف والأعمال الفنية، وفي الصين، تعتبر هذه القطع المزخرفة رموزا للمكانة ويتم تقديمها غالبا كهدايا من رجل أعمال إلى آخر، ولكن من أين تأتي هذه الحلي؟ حسنا، يمكنك زيارة متجر غير قانوني عبر الإنترنت أو زيارة أحد المتاجر ال 150 المرخصة لبيع العاج، وإذا كان دعاة الحفاظ على البيئة يأملون في إنقاذ وحيد القرن والفيلة من الإنقراض، فعليهم أولا منع الصيد الجائر وتغيير الطريقة التي يفكر بها الناس في جنوب شرق آسيا بشأن هذه الحيوانات الأفريقية، باستثناء ذلك، لا يوجد أمل حقيقي.

 

2- أمريكا أحد أسباب الصيد الجائر أيضا:
في عام 1989، دخلت اتفاقية الأمم المتحدة للتجارة الدولية في الأنواع المهددة بالإنقراض التاريخ من خلال التصويت على حظر تجارة العاج الدولية والصيد الجائر، وبالطبع، لم يؤثر ذلك على سوق العاج داخل الدول الفردية، ولهذا السبب أصدر الرئيس باراك أوباما في عام 2013 أمرا تنفيذيا يحظر بيع العاج داخل الولايات المتحدة، ولإيصال النقطة إلى الوطن فقط، سحقت الحكومة 5.4 أطنان مترية (6 أطنان) من المادة.

 

ومع ذلك، في حين أن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول التي تقود الحملة في الحرب على الصيد الجائر، فهناك بالتأكيد القليل من الدماء الملطخة على يدي العم سام، وصدق أو لا تصدق، أمريكا هي في الواقع ثاني أكبر سوق للعاج في العالم، وحتى وقت قريب، كانت ولايات مثل نيويورك وكاليفورنيا وهاواي مناطق ساخنة للذهب الأبيض، وإذا قفزت في آلة الزمن وسافرت إلى الوراء بضع سنوات فقط، فستعرف أنه كان هناك وقت كانت فيه الولايات المتحدة مركزا لتجارة العاج في العالم.

 

3- صور السفاري القاتلة أحد أسباب الصيد الجائر:
تخطط لأخذ إجازة إلى أفريقيا؟ حسنا، قد ترغب في الإحتفاظ بجهاز الأي فون الخاص بك في جيبك، وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة حولت التصوير الفوتوغرافي للهواة إلى حدث يومي، فقد أعطت أيضا للصيادين طريقة جديدة سهلة لتعقب الفريسة المحتملة، والسر هو تحديد الموقع الجغرافي، وهي وظيفة تتضمن معلومات جغرافية في صور هاتفك الذكي، وإذا التقط السائح صورة وحيد القرن، ونسي إيقاف تشغيل ميزة العلامة الجغرافية، ونشر تلك الصورة على الفيس بوك يمكن للصيادين بسهولة استخراج البيانات الوصفية الجغرافية التي ستمنحهم خط الطول وخط العرض لمحجرهم، وإنها نفس الطريقة التي دمر بها الإرهابيون أربع طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي، وألقى المسؤولون القبض على المبرمج والقاتل المشتبه به جون مكافي.

 

لا يكون وحيد القرن في عجلة من أمره عادة، ويبقى في نفس المكان لعدة أيام، ولذلك حتى إذا عثر الصيادون غير المشروع على صورة قديمة، فقد لا تزال توفر معلومات مفيدة، والأسوأ من ذلك غالبا ما يتنكر الصيادون على أنهم سائحون، حتى يتمكنوا من التقاط صورة سريعة دون إثارة أي شك، وعندما تغرب الشمس يظهر باقي أفراد الطاقم وينهون المهمة بالصيد الجائر، حتى إذا كانت ميزة العلامة الجغرافية معطلة، يحتاج المصطافون إلى توخي الحذر عند استخدام كاميراتهم، وإذا كان هناك حفرة مائية أو جبل في الخلفية، فمن المحتمل أن يتعرف الصيادون على المعلم ويستخدمون حسابك على الإنستجرام لصالحهم، وقد منعت بعض جولات السفاري الضيوف من استخدام هواتفهم في أماكن معينة تماما، ويظهر فقط أن التكنولوجيا ليست جيدة ولا سيئة كل هذا يتوقف على كيفية استخدامها.

 

4- الفيلة تفقد أنيابها بسبب الصيد الجائر:
على الرغم من تبرع مشاهير مثل ليوناردو دي كابريو وشركات مثل جوجل بملايين الدولارات لإنقاذ الأفيال من الصيد الجائر، إلا أن هذه المخلوقات الجميلة لا تزال تموت بمعدل مذهل، ووفقا لدراسة نشرت في المجلة الأفريقية لعلم البيئة فإن 38.2 في المائة من إناث الأفيال في حديقة جنوب لوانغوا الوطنية ولدت بدون أسنان علامتها التجارية، وقارن ذلك بقطعان أخرى، وستجد أن هذا عدد قليل جدا، وفي إحدى المجموعات السكانية فقدت 98 في المائة من الإناث أنيابها، وهذا ليس مجرد اتجاه أفريقي.

 

وفي آسيا، ارتفع عدد الذكور الذين ليس لديهم أنياب من 2-5 في المائة إلى 5-10 في المائة، ويبدو الأمر كما لو كان الصيادون يقتلون الأفيال ذات الموهبة الجيدة، والأفيال التي ليس لها أنياب تنقل جيناتها، وإذا استمر هذا الأمر فقد نعيش يوما ما في عالم لا توجد فيه أنياب الأفيال، وبالطبع، قد يمثل ذلك مشاكل للحيوانات بسبب الصيد الجائر لأنها تحتاج إلى أنيابها للقتال والبحث عن الطعام، ولكن إذا قرر الإنتقاء الطبيعي التخلص من أنيابهم، فمن المحتمل أن يتمكنوا من التكيف، وعلى الرغم من أنه من المحزن التفكير في هذه المخلوقات العظيمة بدون قطع العاج المميزة، إلا أنها أفضل بكثير من فكرة عدم وجود أفيال على الأرض على الإطلاق.

 

5- الصيد الجائر وقتل النسور:
لم تكن الأفيال ووحيد القرن الضحية الوحيدة لمشاكل الصيد الجائر في إفريقيا، صدق أو لا تصدق، الصقور تواجه مشكلة كبيرة أيضا من الصيد الجائر، وبصفتها أبشع زبال في العالم، لا تحظى النسور عادة بالإعجاب أو التقدير، ولكن هذه الطيور عمال نظافة فعالون بشكل لا يصدق، وتحافظ على كوكبنا لطيف ونظيف وهذه هي المشكلة في الواقع، والفيل الميت هو مأدبة ملكية لمجموعة من الصقور الجائعة.

 

وعندما تشم نفحة من الفطر المتحلل ستندفع النسور بالمئات، وهذه أخبار سيئة للصيادين، كما قد تتوقع، هؤلاء الرجال يريدون الحفاظ على سر قتلهم، ولا يريدون حراس الحديقة العثور على أي دليل على جريمتهم، ولسوء الحظ، النسور مثل الكلاب البوليسية، تفوح منهم رائحة اللحم النتن ويقودون المسؤولين مباشرة إلى مسرح الجريمة.

 

في محاولة يائسة لتغطية آثارهم، بدأ الصيادون في إغراق جثث الأفيال بالمواد الكيميائية، وتسمم أي نسر يظهر لتناول الطعام، وفي عام 2013، قتل الصيادون في ناميبيا 600 طائر وكان ذلك لفيل واحد فقط، ووقعت أحداث مماثلة في عام 2012، وتركت مئات النسور تتعفن في الشمس، وهذه حقا أخبار سيئة للنسور، وسبعة من أصل 11 نوعا تعيش في إفريقيا معرضة بالفعل للخطر أو معرضة للخطر بسبب الصيد الجائر، ومما زاد الطين بلة، أن النسور الأم تضع بيضة واحدة فقط كل عام أو عامين، وعندما تفكر في صيادي النسور نعم، هناك صيادون حقيقيون للنسور قطعوا رؤوسهم من أجل العلاجات الأفريقية التقليدية، ويمكنك أن ترى أن هذه الطيور المسكينة تواجه مشكلة كبيرة وهي الصيد الجائر.

 

5- حراس أمن الفيل ووحيد القرن
ضع صائدا غير مشروع في مواجهة فيل، وستكون هناك احتمالية بنسبة 100٪ أن يفوز الصياد، بالتأكيد، يمكن لفيل يبلغ وزنه 4.3 طن متري (5 أطنان) أن يسحق رجلا ناضجا مثل الحشرة، ولكن هناك احتمالات جيدة أن يحمل الصياد مدفع رشاش، وعلى الأقل، من المحتمل أنه يرتدي جعبة مليئة بالسهام ذات الرؤوس السامة، وبمعنى آخر، يجب ألا تجلب نابا إلى معركة بالأسلحة النارية.

 

ولحسن الحظ، فإن الصيادين ليسوا الوحيدين الذين يحشدون القوة النارية في السافانا، وانطلق في رحلة إلى محمية ناكوبرات في كينيا أو حديقة أودزالا الوطنية في جمهورية الكونغو، وستجد شاحنات مليئة برجال يرتدون ملابس مموهة يحزمون بنادق آلية بالكامل، هؤلاء هم حراس الأفيال الشخصيين، ويتم دفع أموال مقابل حماية هذه الحيوانات من الصيادين غير الشرعيين ومن الصيد الجائر، وإذا لزم الأمر، فسيستخدمون القوة المميتة.

 

الشيء المثير للإهتمام حقا في حراس الأفيال هو أن جميعهم تقريبا كانوا صيادين سابقين تخلوا عن طرقهم الإجرامية، وفي مقابل تسليم أسلحتهم غير القانونية وتقديم معلومات مهمة عن الصيادين الآخرين، ويتم منحهم وظائف بدوام كامل ومصدر دخل مشروع بدل من الصيد الجائر، ولكن الفيلة ليست الحيوانات الوحيدة التي تتلقى الحماية، وحيد القرن الأبيض الذي يعيش في محمية أول بجيتا في كينيا يحيط به رجال مسلحون على مدار 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع.

مواضيع مميزة