كيف تبقى التماسيح على قيد الحياة في بركة مجمدة ؟

مع إنخفاض درجات الحرارة على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إكتشفت التماسيح في حديقة محمية في ولاية كارولينا الشمالية طريقة لطيفة للبقاء على قيد الحياة في منازلهم الجليدية، ولقد برزت أنوفها خارج الماء عندما بدأ في التجمد، وأصبحت الحراشيف الخاصة بها هي القناة الوحيدة للأكسجين.

 

تم رصد العديد من التماسيح الأمريكية مع أنوفها تبرز خارج سطح المياه الجليدية في متنزه سوامب في أوشن آيل بيتش، جنوب ولاية كارولينا الشمالية، والذي يضم منازل التماسيح المسورة حول الماء بالقرب من نهر شالوت، قال جورج هاوارد المدير العام للحديقة، الماء الموجود فيه التماسيح يميل إلى التجمد في ليالي باردة شبه متتالية، وهذا لا يحدث في كثير من الأحيان، والتماسيح تفعل ذلك كأسلوب للبقاء على قيد الحياة، وآلية للسماح لها بالتنفس في حالة تجمد المياه، وقد رصد هاوارد نفس سلوك لدى التماسيح بإبراز أنفها في شهر يناير في الحديقة أثناء إعصار القنبلة.

 

قال جورج هاوارد لعلوم الحياة، في هذا الوقت من العام، تقوم التماسيح بعملية تسمى الإيقاع، وهي أشبه ما تكون بالسبات أو البيات الشتوي إلا أنها تدرك تمام الإدراك، حيث أن التماسبح ينخفض لديها معدل الأيض لتنجو من البرد، ولا تأكل لبضعة أشهر حتى تصل درجة الحرارة إلى 70 درجة فهرنهايت أي حوالي 21 درجة مئوية وما فوق، وأثناء عملية الإيقاع يتباطأ التمثيل الغذائي لدى التماسيح، مما يسمح لها بالخروج دون طعام مع إحتمال البرد لمدة أربعة إلى خمسة أشهر فقط، لا تستطيع التماسيح أن تترك أجسادها في درجة حرارة شديدة البرودة أو أنها سوف تموت، والتماسيح الأمريكية هي عضوة في رتبة التمساحيات، وهي حيوانات من ذوات الدم البارد، لذلك فهي تأخذ في الأساس درجة حرارة محيطها، وهذا هو السبب في أنها تستلقي في الشمس وتستخدم الحرارة للتدفئة، والسبب في أنها لا يمكنها العيش بعيدا عن الشمال في الولايات المتحدة.

 

عندما تنخفض درجة حرارة الهواء إلى أقل من 21 درجة مئوية، تقوم التماسيح أحيانا بحفر أوكار طينية تحت الماء للتدفئة، وقال جريج سكوبيان من متحف نورث كارولينا للعلوم الطبيعية، والذي إستشهد بأبحاث نشرت في عام 1980، إنه من الواضح أن التماسيح يمكن أن تظل غارقة في الماء حيث تبرز خطمها فقط فوق السطح لساعات أو إلى بضعة أيام.

 

في دراسة نشرت عام 1982 في مجلة الطبيعة الأمريكية، وجد باحثون من مختبر البيئة في نهر سافانا أن تمساحا في بركة مجمدة في ولاية كارولينا الجنوبية يحتفظ بفتحة من أجل التنفس في الثلج الذي يبلغ سمكه 0.6 بوصة (1.5 سم) لعدة أيام، على الرغم من أن الحيوان توفي لاحقا لأن جسمه أصبح باردا للغاية، حيث انخفض إلى 39 درجة فهرنهايت (4 درجة مئوية).

 

أبلغ العلماء عن سلوك مشابه في عام 1983 في مجلة الزواحف، واصفين موقف التنفس المغمور الذي كسر فيه الخطم سطح الماء (أي الجليد)، في حين أن ما تبقى من الرأس والجسم يوجد في أسفل عرين، على الرغم من أن سكوبين أمين مركز الطبيعة في المتحف، لم يشهد أبدا ما يسمى بالردود الجليدية، فقد أخبر أن السلوك غريب بالنسبة للتماسيح، وأضاف قائلا، هناك زواحف وبرمائيات أخرى تظهر بعض الإستراتيجيات الرائعة لفصل الشتاء، مثل الضفادع التي تنتج مضادات البرودة (مثل التجمد) والسلاحف التي يمكن أن تتنفسها بشكل أساسي من مؤخرتها (أي التنفس المذراقي).

مواضيع مميزة