معظم الحيوانات هي جنس واحد طوال حياتها، ولكن بعض الأنواع قادرة على تغيير جنسها، فتقوم البرمائيات التي تعرض عدة أمثلة مثيرة للإهتمام في هذه الظاهرة، وأحيانا بتغيير جنسها إستجابة للمحفزات البيئية التي قد تكون ذات طبيعة اجتماعية أو مناخية أو كيميائية، وفي بعض الحالات، يبدو هذا طبيعيا، في حين أن البعض الآخر من البرمائيات يفعل ذلك نتيجة لمبيدات الأعشاب أو غيرها من أشكال التلوث البيئي.
العوامل التي تحدد جنس البرمائيات :
بينما تحدد الكروموسومات الجنس الأولي للثدييات والطيور، فإن العوامل البيئية أو اللاجينية تحدد جنس العديد من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك بعض الزواحف واللافقاريات والبرمائيات، وغالبا ما تكون درجات حرارة الحضانة مهمة في تحديد الجنس الأولي للحيوان، ولكن في وقت لاحق ، يمكن للمتغيرات الإجتماعية أو المناخية أن تسبب انعكاسات لبعض الأنواع، وقد يظهر بعض الأفراد سمات مرتبطة بكل من الجنسين، والتي يمكن أن تكون مرحلة النهاية أو خطوة في إنتقال نشط بين الجنسين.
البرمائيات ثنائية الجنس :
ضفادع القصب الأفريقية تسكن السافانا الموسمية وتشكل مستعمرات تكاثر كثيفة خلال موسم الأمطار، وفي الأسر، عندما تحتفظ بالإناث يمكن أن يصبح بعض الأفراد ذكورا خصبة وتؤدي وظيفتها، ويطلقون ذريتهم، ويغير ومن البرمائيات التي تغير جنسها أيضا بعض السمندل أيضا، وعندما اختبر العلماء استجابات يرقات سمندر الماء أو النيوط المتوج لدرجات الحرارة القصوى، وجدوا أن نسبة من الحيوانات التي عادة ما تتمايز إلى ذكور أو إناث بناء على عوامل وراثية قد غيرت الجنس، وعندما كانت درجات الحرارة عند الحد الأقصى لنطاقها المقبول، أصبح حوالي نصف الإناث من الذكور في درجات الحرارة المنخفضة، وحدث العكس وأصبح حوالي نصف الذكور من الإناث.
تغيير جنس البرمائيات :
اقترح العلماء عددا من المزايا المحتملة التي قد تتسبب في تغيير البرمائيات للجنس، وتؤكد إحدى هذه الفرضيات أن العوامل الإجتماعية هي سبب تغيير الجنس، كما يبدو بالنسبة لضفادع القصب الأفريقية، والإحتمال الآخر هو وجود ضغوط انتقائية مختلفة في كل جنس، على سبيل المثال، في بعض الأنواع، تنتج الإناث الكبيرة ذرية أكثر بكثير من الإناث الصغيرة.
ومع ذلك، فإن نجاح الذكور التناسلي مستقل إلى حد كبير عن الحجم، وفي مثل هذه الحالات، يمكن للحيوان زيادة عدد النسل الذي ينتجه، وهو إعتبار مهم للغاية لأنواع مثل الضفادع ذات الوفيات المرتفعة لدى البالغين من خلال كونه ذكرا عندما يكون صغيرا ويتحول إلى أنثى بعد بلوغ الحجم الكبير.
عوامل كيميائية تسبب تغيير جنس البرمائيات :
بحثت دراسة أجراها إيه إل ريدر وزملاؤه، ونشرت في عدد عام 1998 من وجهات نظر الصحة البيئية، أن ضفادع الكريكيت الشمالية الذين يعيشون في البرك الملوثة في إلينوي، وأظهر العديد من هذه البرمائيات حصصا جنسية تتناقض بشكل صارخ مع المجموعات السكانية النموذجية، وبالإضافة إلى ذلك، وجد الفريق أن حوالي 2.7 % من البالغين في الدراسة كانوا أفرادا بين الجنسين ممن أظهروا جوانب من كلا الجنسين.
وورددت دراسات أخرى قام بها مجموعة متنوعة من العلماء نتائج فريق ريدر، وأشار العديد منهم إلى مبيدات الأعشاب الزراعية الشائعة أترازين باعتباره السبب الرئيسي لهذا التغيير بين الجنسين، وتحولت العديد من الضفادع الذكور إلى إناث وأنتجت صغار قابلة للحياة بعد التعرض للمادة الكيميائية، وفي حين أن هذه الظاهرة تهدد مجموعات الضفادع في حد ذاتها، وجدت دراسة نشرت عام 2010 في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم أن مبيدات أترازين يضعف أيضا وظيفة المناعة بين الضفادع.