التخدير هي المواد التي تستخدم لتخفيف الآلام أو انتاج حالة من تخدير بعض أو كل الحواس ، وخاصة اللمس التي تتوقف عن العمل، ومكتشف التخدير هم الممارسون الصينيون المبكرون الذين استخدموا الوخز بالإبر (إدخال إبر رقيقة صلبة في مواقع محددة من الجسم)، كما استخدموا ايضا دخان القنب الهندي (وهي ألياف صعبة تم الحصول عليها من سيقان نبات طويل القامة) لفقدان الشخص الاحساس بالألم، والحضارة الهندوسية القديمة (الهند الشرقية) كانت تستخدم نبات الهنبان والنبيذ وكذلك دخان القنب في التخدير، وفي القرن الأول وصف الطبيب اليوناني ديوسكوريديس استخدام النبيذ المصنوع من ماندراجورا لتوفير نوم عميق في المرضى الذين يخضعون للعمليات الجراحية، وقد استخدم ديسوسوريدس الكلمة اليونانية تخدير لوصف هذا النوم .
- مكتشف التخدير البدائي :
من هو مكتشف التخدير ؟
استخدمت المشروبات الكحولية مثل النبيذ والبراندي منذ فترة طويلة في التخدير، كما استخدم ايضا الأفيون الذي يأتي من نبات الخشخاش، والذي لديه أيضا تاريخ طويل من الاستخدام في الثقافات البشرية، وقد تم العثور على بذور خشخاش الأفيون في مساكن البحيرة السويسرية في عصور ما قبل التاريخ وفي الأطلال المصرية، وقد أشاد الفيلسوف الفارسي والطبيب ابن سينا في القرن الحادي عشر بأن الأفيون يستخدم كأقوى المواد المنتجة في التخدير والغيبوبة، والطبيب الإنجليزي توماس سيدينهام استخدم الأفيون في العديد من الاستخدامات الطبية في عام 1600 .
تشير الكتابات العربية المبكرة إلى التخدير الناتج عن الاستنشاق من خلال الاسفنج الذي يسمى الإسفنج النائم، والذي قدمته كلية الطب في ساليرنو (إيطاليا) في أواخر القرن الثاني عشر، وأوغو بورغونوني (هيو لوكا) في إيطاليا في القرن الثالث عشر، وتم الترويج للإسفنج ووصفه الجراح ثيودوريك بورغونوني (1205-1298)، وهذا النوع من المخدر ينطوي على اسفنجة غارقة في محلول ذائب من الأفيون، وماندراغورا، وعصير الشوكران، وغيرها من المواد المخدرة، ثم يتم تجفيف الاسفنجة وتخزينها، وفقط قبل الجراحة تبلل وتوضع على أنف المريض، والأبخرة المتصاعدة تفقد المريض الوعي .
كما تم اكتشاف الطرق الميكانيكية لإحداث آثار التخدير ، واستخدم الفرنسي غي دي تشولياك (1300-1368) ضغطا على الجذع العصبي في عام 1300، كما فعل الطبيب الفرنسي أمبرويز باريه ذلك ايضا في عام 1500، وقد أوصى ألكسندر مونرو الثاني من أدنبرة باسكتلندا، بالممارسة الرومانية القديمة لنزف المرضى حتى يدخلوا في غيبوبة وفقدان الوعي في عام 1777، ووضعها موضع التنفيذ حتى عام 1800 من قبل فيليب سينج فيسيك في فيلادلفيا بنسلفانيا .
- مكتشف التخدير الحديث :
بدأ التخدير الحديث في أواخر القرن الثامن عشر عندما بدأ الكيميائيين دراستهم في استخدام الغازات المختلفة، وقد اكتشف جوزيف بريستلي أكسيد النيتروز في عام 1772، وفي عام 1800 اكتشف همفري ديفي أن الغاز كان له خصائص مخدرة عندما تم استنشاقه، وفي عام 1818 قرر الطالب ديفي مايكل فاراداي أن استنشاق الأثير كان له نفس التأثير، وقام هنري هيل هيكمان (1800-1830) بتجريب كل من ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز على الحيوانات لإجراء جراحة غير مؤلمة في أوائل عام 1820 .
خصائص التخدير من الأثير وأكسيد النيتروز تم اعتمادها بسرعة من قبل العديد من أطباء الأسنان والأطباء الأمريكيين، وأجرى طبيب جورجيا كروفورد لونج العملية الأولى من خلال التخدير بالأثير في عام 1842، وبعد عامين استخدم طبيب الأسنان هوراس ويلز (1815-1848) استنشاق أكسيد النيتروز لخلع الأسنان دون ألم، وقام طبيب الأسنان في بوسطن ويليام تي جي مورتون بترتيب أول جراحة من خلال التخدير بالاثير المخدر عام 1846، وقد تم توثيق هذه التقنية في لندن بإنجلترا بعد شهرين فقط من جراحة مورتون عندما قام الدكتور روبرت ليستون (1794-1847) بعملية بتر باستخدام مخدر الأثير، وسرعان ما مارست هذه التقنية في جميع أنحاء العالم، وطبيب التوليد الاسكتلندي جيمس يونغ سيمبسون (1811-1870) قام بتجريب الأثير، ثم الكلوروفورم لتخفيف آلام الولادة .
- بعض الانواع الاخرى من التخدير :
كما أصبح التخدير الموضعي (تخدير او اماتة الجزء الوحيد من الجسم الذي سوف يعالج) مهما، وخاصة بعد اختراع المحقن تحت الجلد من قبل تشارلز غابرييل برافاز في عام 1853، ولم يمض وقت طويل على ذلك، حيث قام ألكسندر وود من إدنبرة، باسكتلندا استخدام الحقنة لحقن المورفين لتخفيف الألم، والدكتور بو ريتشاردسون من غلاسكو، باسكتلندا قدم رذاذ الأثير لتجميد الأنسجة في عام 1866، واستخدم كارل كولر الكوكايين كمخدر موضعي في عام 1884 والجراح ويليام هالستيد من بالتيمور بولاية ماريلاند وضع تقنية التخدير عن طريق منع النبضات العصبية مع الحقن بالكوكايين، وبسبب الطبيعة المسببة لإدمان للكوكايين، تم استبداله بمواد تركيبية مثل نوفوكين .
كان التخدير داخل الرغامى او القصبة الهوائية تنطوي على إدخال مخدر من خلال أنبوب في القصبة الهوائية في الحلق، واجريت من قبل الجراح جورج فيل في نيويورك في عام 1909، وتم تجريب التخدير في العمود الفقري (المستخدم لتخدير النصف السفلي من الجسم) في عام 1885 من قبل طبيب الأعصاب ليونارد كومينغ في نيويورك، والذي قام بحقن محلول الكوكايين في العمود الفقري للمريض .