كيف تعادي المحيطات الحيوانات ؟

تغير المناخ والصيد الجائر قد هز الحياة في المحيطات، ولكن بعض أنواع الحيوانات أفضل حالا من غيرها، وعلى نحو تقليدي، لم تكن المحيطات معادية لمكان عيش الحيوانات، فقد تطورت أنواع الحيوانات التي تجعل المحيطات موطنها على مدى آلاف السنين لتزدهر في أعماقها.

 

ما يبدو محيرا لنا، قدرة الأسماك على العيش على بعد خمسة أميال تحت سطح البحر، على سبيل المثال، هذه مجرد حياة لدى الحيوانات الأخرى، يقول ماثيو سافوكا باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراة في محطة هوبكنز البحرية بجامعة ستانفورد في مونتيري، وهذه البيئة ليست معادية لهم مثلنا في غرفتنا المعيشية، وعلى الرغم من أن المحيطات تتغير مع مرور الوقت مثل، عندما تدور الأرض وتخرج من العصور الجليدية، فإن هذه التغييرات تحدث تدريجيا، حيث يتم تطور أنواع الحيوانات للتكيف.

يقول سافوكا، لكن البشر أضروا بالمحيطات بطريقة عالمية، سواء من خلال الصيد الجائر أو البلاستيك أو أي شيء، ونحن نفعل ذلك بسرعة كبيرة، وهذا اعتداء متكرر مستمر بلا هوادة، وبالنسبة للعديد من الحيوانات، لا يمكن للتطور ببساطة مواكبة التغيير الذي يحركه الإنسان، والبلاستيك والصيد غير المستدام وتحمض المحيطات والمياه الدافئة من بين أمور أخرى كلها جعلت المحيطات مكانا أكثر عدائية على الحيوانات التي تعيش هناك.

 

الحيوانات طويلة العمر مثل طيور القطرس البحرية والحيتان الزرقاء تتطور ببطء شديد على مدى آلاف السنين لأن أجيالها متباعدة للغاية، ولكن البلاستيك على سبيل المثال لم يكن موجودا إلا منذ 60 عاما وهو أساسا عمر حيوان واحد، ويقول سافوكا إن الأمر قد يستغرق 60 ألف عام حتى تبدأ أجيال من هذه الأنواع طويلة العمر من الحيوانات في التكيف مع العيش معها، وأصبحت المحيطات أساسا حقل ألغام من البلاستيك، فقد وجد أحد إناث الحيتان حامل ماتت بسبب 50 رطل من البلاسيك في بطنها.

الحيوانات التي تتكاثر بشكل متكرر ولديها أعمار قصيرة مثل الأسماك الصغيرة والعوالق تتطور بسرعة أكبر، ويقول الباحث سافوكا، قد يتم إنقاذ جنسهم بالتطور، وكيفية حياة الحيوانات في المحيطات تؤثر أيضا على قدرتها على التكيف مع التغيير المستمر، وعموما، الأنواع الحيوانية تقل في مكان ما على طول السلسلة، وفي نهاية الأمر يوجد الحيوانات المتخصصة وهم عادة الحيوانات المفترسة العليا، مثل الحيتان القاتلة وأسماك القرش التي تطورت لتزدهر في بيئة معينة جدا وتتناول فريسة محددة، وبسبب تمركزهم الضيق للغاية، فإنهم يستجيبون لاستغلال مواطنهم، ولكنهم رهيبون في التكيف مع التغيير، كما يقول سافوكا، ومع تغير بيئاتهم أو استنفاد مصدر الغذاء الأساسي يتعرضون لظروف غير مألوفة ويكافحون للتكيف معها.

يقول سافوكا، بعد ذلك ، هناك أنواع الحيوانات العامة، مثل سمك القد والسمك المفلطح في المحيط الأطلسي على سبيل المثال، فهم قادرون على الإزدهار والتطور في العديد من البيئات المختلفة وتناول نظام غذائي متنوع، وعلى الرغم من أن الحيوانات العامة لا يسيطرون على البيئة المحيطة بهم مثل الحيوانات المفترسة التي تتواجد في قمة السلسلة الغذائية، إلا أنه يمكنهم التكيف عندما تصبح بيئتهم غير متوقعة.

 

حملات القتل مثل قرون من صيد سمك القد أو صيد الحيتان في شمال المحيط الأطلسي تؤثر على الأنواع العامة والمتخصصة من الحيوانات البحرية على قدم المساواة، ويقول سافوكا إن هذا القتل العمد يخلق تأثيرات تموجية في جميع النظم الإيكولوجية وسلاسل الغذاء، ويقول الباحث سافوكا، لقد قمنا بإزالة 95 % من الحيتان في أقل من 100 عام، وهي أسرع خسارة للكتلة الحيوية في التاريخ، والبشر هم آلات القتل الفعالة هذه فنحن قادرون على إزالة أنواع كاملة من كوكبنا في أقل من قرن.

مواضيع مميزة