هل الحيوانات تمتلك الحاسة السادسة بالكوارث الطبيعية؟

من القطط التي تجري وتختبئ تحت السرير قبل وقوع الزلزال إلى الكلاب التي ترفض الخروج قبل وقوع كارثة تسونامي، هناك الكثير من القصص عن الحيوانات الأليفة التي يبدو أن لديها حاسة سادسة بشأن الطقس، وعلى الرغم من وجود القليل من العلم لإثبات هذه الادعاءات، إلا أن الأدلة القصصية تشير إلى قدرة الحيوانات على التنبؤ بطريقة ما بالكوارث الطبيعية.

 

هناك سجلات من 373 قبل الميلاد، تظهر أن مجموعات ضخمة من الجرذان والثعابين وابن عرس وبعض الحيوانات الأخرى هربت من مدينة هيليس اليونانية قبل أيام فقط من وقوع زلزال دمر المنطقة، وفقا لتقارير ناشيونال جيوغرافيك، وانتشرت قصص مماثلة عبر القرون مع بعض الحيوانات الأخرى التي هربت من كوارث أخرى.

 

في عام 1975، على سبيل المثال، أمر المسؤولون الصينيون بإخلاء مدينة هايتشنغ، استنادا جزئيًا إلى سلوك الحيوانات غير المعتاد، حيث ضرب زلزال بقوة 7.3 درجة بعد فترة وجيزة، مما أسفر عن مقتل 2041 شخصا وإصابة 27538 آخرين، ولكن الخبراء قدروا أن عدد القتلى والجرحى كان سيتجاوز 150 ألفا إذا لم يكن هناك إجلاء.

 

في عام 2004، نجت العديد من الحيوانات من أمواج تسونامي في المحيط الهندي التي أودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص في أكثر من اثني عشر دولة، وبدأت القصص تظهر عن الحيوانات التي تصرفت بشكل غريب في الأيام التي سبقت العاصفة، حيث الكلاب رفضت الخروج ، والأفيال هتفت وركضت إلى مناطق مرتفعة، وطيور النحام تخلت عن مناطق تعشيشها المعتاد، وتساءل البعض عما إذا كانت الحيوانات قادرة على الشعور بالعاصفة قبل البشر واتخاذ تدابير وقائية.

من أسماك القرش إلى الحيوانات الأليفة:
أظهرت بعض الدراسات أن أسماك القرش تستجيب لإنخفاض الضغط الجوي المرتبط بالعواصف بالإنتقال إلى المياه العميقة للعثور على ملاذ آمن، وسبح أكثر من اثني عشر من أسماك القرش ذات الرؤوس السوداء في المياه العميقة قبل أن تصل العاصفة الإستوائية غابرييل إلى اليابسة في خليج تيرا سييا في فلوريدا في عام 2001.

 

وبالمثل، عندما اقترب إعصار تشارلي في عام 2004، تحركت أسماك القرش المتعقبة إلى المياه المفتوحة أو اختفت خارج النطاق، ويبدو أن تحركاتها يتزامن مع التغيرات في ضغط الهواء والماء، ولكن حتى بالقرب من المنزل، هناك الكثير من القصص من أصحاب الحيوانات الأليفة الذين يقسمون أن كلابهم وقططهم يعرفون متى يكون الطقس سيئا في الطريق، وهناك بعض السلوك مثل الركض أو الإختباء والأنين أو الذعر.

 

وجد استطلاع أجرته أحد الوكالات عام 2010 أن حوالي ثلثي أصحاب الحيوانات الأليفة يعتقدون أن حيواناتهم الأليفة لديها حاسة سادسة عند اقتراب عاصفة أو طقس قاسي آخر، وأفادوا أن كلابهم وقططهم تفعل أشياء مثل محاولة الإختباء في مكان آمن، أو تصدر أنين أو تبكي، أو تصبح مفرطة النشاط.

 

ماذا يقول العلماء عن الحاسة السادسة عند الحيوانات؟
على الرغم من هذه الروايات القصصية، لا يزال بعض العلماء متشككين، حيث يعيد بعض الباحثين هذه القصص إلى تأثير التركيز النفسي، حيث يتذكر الناس السلوكيات غير العادية فقط بعد وقوع الكارثة، ويقولون إذا لم يحدث الحدث، فلن يتذكر الناس أبدا أن الحيوانات الأليفة الخاصة بهم قد تصرفوا بطريقة غريبة.

 

يقول آندي مايكل، عالم الجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، ما نواجهه هو الكثير من الحكايات، حيث تتفاعل الحيوانات مع الكثير من الأشياء مثل الجوع، والدفاع عن أراضيها، والتزاوج، والحيوانات المفترسة، لذلك من الصعب الحصول على دراسة منضبطة للحصول على إشارة التحذير المتقدمة هذه، وتم إجراء بعض الدراسات حول التنبؤ بالحيوانات من قبل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في السبعينيات، لكن مايكل قال، لم يخرج أي شيء ملموس من ذلك، ومنذ ذلك الحين، لم تقم الوكالة بإجراء المزيد من الأبحاث في المنطقة، لكن ليست كل الأبحاث رافضة.

 

اقترحت دراسة أجريت عام 2011 أنه نظرا لأن حواس الكلب الشمية أقوى بـ 10000 إلى 100000 مرة من حواس الإنسان، فقد يكون قادرا على شم التغييرات في الهواء قبل الكوارث الطبيعية، ونظرية أخرى هي أن الحيوانات تلتقط الموجات فوق الصوتية، وهي موجات منخفضة التردد للغاية ناتجة عن الزلازل والإنفجارات البركانية والبرق وغيرها من الأحداث الطبيعية النشطة للغاية، لذلك، في حين أن العلماء قد لا يتفقون على القدرة النفسية المحتملة لحيوانك الأليف، فإذا كان كلبك وقطك يخافان بدون سبب، فقد ترغب في البحث عن مكان أعلى أو على الأقل الإنضمام إليهما تحت السرير.

مواضيع مميزة