اسباب تكون شلالات الدم في القارة القطبية الجنوبية

من المعروف ان القارة القطبية الجنوبية تعتبر من بعض المناطق الصحراوية الاكثر تطرفا علي هذا الكوكب ، فالوديان الموجودة في القارة القطبية الجنوبية هي اكثر الاماكن الجافة علي الارض ، ولكن تحت التربة الجليدية هذه يكمن شبكة واسعة وقديمة من مياة مالحة ووسائل مليئة بالحياة ، ومن الغريب ان تلك الوديان جافة فكلها تقريبا خالية من الجليد باستثناء عدد قليل من الانهار الجليدية المعزولة ، ونجد ان المياه السطحية الموجودة الوحيدة هي عبارة عن حفنة من البحيرات المتجمدة الصغيرة ، فقد ربطتهم المياه وسط شبكة ضخمة داخل الاخاديد .

المناخ هناك في هذه المنطقة مناخ جاف للغاية ويوجد الكثير من البرد والرياح فهذه الوديان عمرها الالاف السنين ، قد لوحظ ان هناك الوانا مثيرة غارقة في ذلك الثلج الابيض الصارخ فنجد الصخور اصبحت ملونة باللون البني المحمر ولكن لا يوجد تفسير مؤكد حتي الان لهذه الالوان .

ولكن بالرغم من ذلك فقد اخذ االعلماء في دراسة هذه الشلالات لسنوات عديدة فبعضهم يقولون ان البكتيريا التي تعيش تحت الجليد هي السبب في ذلك ومنهم من يقول انه محلول ملحي بلون الصدأ التي جعلت من الشلالات تأخذ لون الدم فهناك مئات من امتار المياه المالحة تحت هذا الشلال الاحمر ، فشلالات الدم هذه تصب في بحيرة بوني في اقصي الجنوب ، وهناك علماء يعتقدون ان الطحالب الحمراء هي المسئولة عن هذا اللون .

وبعض العلماء الاخرين قاموا بعمل دراسة شاملة حول المنطقة كلها لمعرفة تاريخها ويستطيعوا تفسير هذه الشلالات المثيرة للجدل ، ووجدوا ان المنطقة بها نسبة اكسجين تجعل منها مجتمع قد استقبل لا يقل عن 17 نوع من انواع الكائنات الحية الدقيقة ، كما انهم يعتقدون ان البحيرة محاصرة تحت الجليد لمدة تصل الي 2 مليون سنة ، فنستنتج ان المياه الجوفية هناك قد ادارت نظام ايكولوجي خفي مما جعل العديد من العلماء يفكرون عما اذا كان يمكنهم فعل نظام بيئي مماثل علي سطح كوكب المريخ مثلا وذلك لان المريخ يوجد عليه وديان جافة مشابهة بالتي في القارة القطبية الجنوبية .

هذا الطين الدموي الغامض اللون والنابض بالحياة في نفس الوقت ، فشلالات الدم هذه ليست مجرد حالة شاذة وانما هي مدخل متكامل يوصلنا الي عالم اخر موجود تحت الجليد ، فقد تم اكتشاف ان هناك المزيد يحدث في هذه المنطقة وهو بالفعل اكثر من مجرد تفاعل كيميائي يحدث ليحول المياة المالحة الي مادة تحمل لون الدم .

وبعد تحليل المياه المالحة الموجودة تحت الجليد وجد انها تزيد حوالي ثلاثة مرات فدرجة الملوحة اكثر من مياه البحر المتوسط ويرجع هذا سبب في انها لا تتجمد في درجات الحرارة الباردة التي تؤثر علي اي مياه عذبة ولذلك تكون الميكروبات قادرة علي التواجد في ظل هذه الظروف القاسية وتزدهر .

مواضيع مميزة