محاولات غريبة لكسب المال من الفضاء الخارجي

الناس يريدون دائما كسب المال، ومعظم الناس أيضا يفتنون بالفضاء الخارجي، والسفر إلى الفضاء، ويتطلب الأمر نوع خاص من الأشخاص للجمع بين تلك الرغبات ومحاولة كسب المال من الرحلات الفضائية وأبحاث الفضاء، ولكن بعض الناس قد فعلو ذلك بالفعل، حيث أن البعض منهم كانوا يتاجرون ببيع الأراضي على سطح القمر.

 

1- قضية محكمة ناسا 1998 :

 

 

عندما هبط مسبار ناسا سوجورنر وباثفايندر على سطح المريخ، بشرت ناسا العالم باعتبار أن هذه خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للبشرية، ولكن لم يكن الجميع في سعادة غامرة، حيث في عام 1997 قام  ثلاثة رجال يمنيين دعوى قضائية ضد وكالة ناسا لتجاوزها على ما اعتبروه ممتلكاتهم، والذين ادعوا أنهم ورثو هذا الكوكب من أسلافهم القدماء الذين عاشوا على سطح المريخ من3000 سنة قبل مهمة ناسا، واستندوا في ادعائهم على إشارات غامضة وأساطير سبأ والتفسير الليبرالي للنصوص القديمة.

 

المحكمة اليمنية رأت أن الرجال اليمنين مختليين عقليا، وقد طالب الرجال باجتماع مع السفير الأمريكي ومطالبة ناسا بتعتيم كامل لبيانات المريخ حتى يتوصل الطرفين الى الحل، وقد زادت الدعاية، وطالبت الحكومة الرجال بالسجن اذا لم يتم اسقاط القضية، وامتثل الرجال بسرعة، وبالرغم من اسقاط القضية، فقد استمر الرجال في محاولة لكسب المال من المريخ بسبب ادعائهم لملكيتهم لها، وفي عام 1998 قد أعلنوا أنهم كانو يقومون ببيع قطع من الأرض على سطح المريخ للناس بسعر 2 دولار للمتر المربع، وكانت هناك معاهدة دولية تنص أنه لا يوجد أرض خارج كوكب الأرض تنتمي الى أي شخص.

 

2- الإعلان التجاري الفضائي تنوفا :

 

 

الدعاية الفضائية أصبحت هي موجة المستقبل، حيث في عام 1997 قامت شركة الحليب الإسرائيلية تنوفا بالتخطيط لتصوير اعلان تجاري على محطة الفضاء الروسية مير والتي تضم قائد المهمة فاسيلي، وكانت تنوفا تريد أن تسلط الضوء على جودة منتجها من الحليب، ومن المثير للاهتمام، أن الاعلان التجاري ليس حدث تاريخي فقط، ولكن ساعد في العلاقات الاسرائيلية والروسية، حيث قد تعاونت الدولتان في تصوير الاعلان التجاري وتخفيف حدة التوتر بينهما، وقد فتح الاعلان التجاري تنوفا جبهة جديدة من مخططات الدعاية الممكنة لشركات بتفان وربحت ما يكفي من المال، والاعلان التجاري لشرب اللبن في الفضاء الذي استغرق 90 ثانية تطلب تسعة أشهر من التخطيط والتنفيذ والذي تكلف حوالي 450 ألف دولار ولكنه كان يستحق كل هذا العناء.

 


3- بيع لوناخود 2 :

 

 

في عام 1973 أرسل الاتحاد السوفيتي المركبة الفضائية لونا 21 بدون طيار الى القمر، وعندما هبطت لونا 21 على سطح القمر أطلقت العربة الفضائية لوناخود 2، وبحلول شهر يونيو من ذلك العام أعلن الاتحاد السوفيتي أن المشروع قد انتهى، ولا أحد يعرف لماذا انتهى، إما لأن العربة الفضائية قد فقدت الاتصال مع برج المراقبة، أو أنها غير قادرة على القيادة على سطح القمر.

 

ظلت لونخود 2 على سطح القمر لعدة سنوات، حتى ديسمبر عام 1993 عندما ظهرت عنوان لوناخود والمركبة الفضائية لونا 21 في مزاد سوثبي في نيويورك، حيث أن شركة لافوكين التي قد صممت المركبة المتجولة والمركبة الفضائية قد باعتهم في المزاد بحوالي 68500 دولار، ومن الواضح أنهم لم يسترجعو من القمر، وقد حصل على ملكيتهم ريتشارد جاريوت متعهد ألعاب الفيديو جيم، وأصبح جايوت يمتلك جسم على سطح جرم سماوي.

 

4- تذكرة وقوف في الفضاء لجريجوري نيميتز :

 

 

في عام 1996 أطلقت وكالة ناسا الفضائية مهمة من خلال المسبار الفضائي نير شوميكر الى ايروس 433، وهو كويكب صغير قريب من الأرض، حيث كان يدور المسبار حول الكويكب وقد ارسلت البعثة الكثير من المعلومات والبيانات الى وكالة ناسا للدراسة، وفي عام 2001 نجح المسبار أخيرا في الهبوط على سطحه، وقد وقف رجل يدعى جريجوري دبليو نيميتز في طريق احتفال وكالة ناسا، وقد ادعى أنه يمتلك كويكب ايروس 433 منذ 13 شهرا قبل هبوط المسبار عليه، وقد قام بتسجيل دعواه مع منظمة غير ربحية.

 

في غضون أيام من هبوط نير شوميمر على الكويكب، قد تلقت وكالة ناسا فاتورة من نيميتز الذي ادعى أن ناسا تدين له بعشرين دولار بسبب الوقوف على أرض الكويكب،  أي ما يعادل عشرين سنتا سنويا ولكن وكالة ناسا رفضت الدفع، قام نميتز برفع دعوى قضائية ضد وكالة ناسا للتخلف عن السداد، وأحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف الأميركية في سان فرانسيسكو، ورفض القاضي العمل على الدعوى، بدون اتخاذ إجراءات قانونية، وربما ذلك لأن العلماء قد اكتشفوا أن  إيروس 433 يحمل المليارات الدولارات من البلاتين.

 

5- احتيال وينجو باعادة تسمية الكواكب :

 

 

من لا يريد أن يضع اسمه على كوكب من الكواكب ؟ هذا يبدو كأنه حلم مستحيل حتى اكتشف بعض الكواكب التي تدور حول نجوم اخرى، وكانت هناك اسماء مملة للكواكب مثل كبلر 452b، وقد وعد وينجو احد أعضاء البحوث الفلكية بتغيير كل ذلك من خلال تقديم مسابقة لتسمية الكواكب خارج المجموعة الشمسية، وفي البداية قد سمح وينجو للمستخدمين بارسال اسم لكوكب خارج المجموعة الشمسية بحوالي 0.99 دولار للتقديم، ثم رفع التكلفة الى 9.99 دولار ثم التصويت على أفضل الأسماء التي يفضلها، وعلماء الفلك أوضحو أن تسمية الأجرام الفضائية تنظم بدقة من قبل الاتحاد الفلكي الدولي والذي استمر في تعيين أسماء رسمية الى الكواكب الخارجية بغض النظر عن ما يدعي وينجو، وقد انذر الاتحاد وينجو بأنه يروض لعملية احتيال، ومع ذلك أتى الناس بعدما اعلن وينجو أن لهم الحق في امتلاك حفرة ابتداء من خمسة دولار للحفرة الصغيرة، وقد رفض الاتحاد الفلكي الدولي بالاعتراف بأي من هذه الأسماء، ولكن ذلك لم يمنع الناس من إنفاق المال على مخطط وينجو.

 

6- بوكاري سويت كبسولة الحلم القمرية :

 

 

قد خططت شركة المشروبات الغازية بوكاري سويت اليابانية باطلاق مهمة الدعاية الخاصة بها الى القمر، حيث قد صمم المهندسون كبسولة على شكل علبة والتي تحتوي على مسحوق البوكاري سويت، وتحتوي العلبة أو الكبسولة أيضا على رسائل من اطفال الأرض، والعلبة تحتوي على 70 مركب لابقائها آمنة أثناء مرورها عبر الفضاء، وقد تشاركت شركة المشروبات الغازية مع مؤسسة أستروبوتيك التكنولوجية بوضع الكبسولة واطلاقها على الصاروخ سبيس اكس في بداية عام 2016، واذا سارت الأمور طبقا للخطة فسوف تكون بوكاري سويت أول شركة خاصة من الأرض كائنة على سطح القمر مع كبسولة الحلم القمرية، وبوكاري سويت تأمل أن السفر الى القمر سيكون مألوفا، وإذا كان الأمر كذلك، سيكون لديهم بالفعل مخطط الإعلان على سطح القمر.

 

7- دينيس هوب يمتلك القمر :

 

 

من أنجح عمليات الاحتيال العقاري الفضائية كانت لدينيس هوب، وذلك بعد تأسيس شركته عام 1995، والذي ادعى بملكيته للقمر وبدأ في بيع قطع من الأراضي على سطح القمر، وثمن القطعة حوالي 20 دولارا، وادعى ان القطعة غنية بالهيليوم التي تبلغ قيمته 125 الف دولار لكل أوقية، وحالما يصبح السفر اللى القمر امر مألوفا، فسوف تصبح شخص غني عند ذلك، وهذا يتعارض مع المعاهدات الدولية التي تنص على أن القمر لا يمكن الادعاء بملكيته، وقال هوب أنه قدم طلب رسمي الى الامم المتحدة لمنحه الاذن ببيع الأراضي على القمر، وعندما لم يصله الرد اعتبر ذلك موافقة، وقد ذكر هوب أنه قد باع أكثر من 2.5 مليون قطعة من بينها قطع بيعت للرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ورونالد ريجن، وجورج بوش، وقبل بضع سنوات، قد وسع هوب نشاطه لبيع الأراضي على سطح المريخ، والزهرة، وعطارد، وقمر كوكب المشتري أيو.

مواضيع مميزة