هجرة الطيور هي واحدة من عجائب العالم الطبيعي، حيث يهاجر ما يقرب من نصف أنواع الطيور كل عام، فبعضها يقوم برحلات قصيرة، والبعض الآخر يسافر آلاف الأميال، ويشير مصطلح هجرة الطيور إلى الممارسة التي تطير فيها الطيور عبر مسافات شاسعة لتجنب الشتاء البارد القاسي، وتهاجر الطيور جنوبا في فصل الشتاء كل عام وتعود إلى حيث ولدت بمجرد أن يمر البرد ويتوفر الطعام بسهولة مرة أخرى.
لماذا تهاجر الطيور؟
تهاجر الطيور للإنتقال من مناطق الموارد المنخفضة أو المتناقصة من المواد الغذائية إلى مناطق الموارد العالية أو المتزايدة، والموارد الأساسية التي يتم البحث عنها هي الطعام و مواقع التعشيش، وإليك المزيد حول كيفية تطور هجرة الطيور، فتميل الطيور التي تعشش في نصف الكرة الشمالي إلى الهجرة شمالا في الربيع للإستفادة من تزايد أعداد الحشرات والنباتات الناشئة ووفرة مواقع التعشيش، ومع اقتراب فصل الشتاء وتناقص توافر الحشرات والمواد الغذائية الأخرى تتحرك الطيور جنوبا مرة أخرى، ويعد الهروب من البرد عاملا محفزا، ولكن العديد من الأنواع بما في ذلك الطيور الطنانة يمكنها تحمل درجات الحرارة المتجمدة طالما توفر الإمدادات الكافية من الغذاء.
الطيور دائما ما تسعى الى الأماكن الأكثر دفئا والمكان الذي يتوافر به الغذاء ويكون آمن لعملية التزاوج، فنجد أن الهجرة الموسمية تحدث في المقام الأول في شمال نصف الكرة الجنوبي، لأنه في نصف الكرة الجنوبي، وخصوصا في المناطق المدارية، تكون دائما دافئة بما فيه الكفاية للحصول على مدار العام على إمدادات كافية من المواد الغذائية.
متى تهاجر الطيور ؟
كل أنواع الطيور تهاجر في وقت معين من السنة، ووقت معين من اليوم، فبعضها غير منتظمة في أنماط هجرتها، فنجد بعض الأنواع تبدأ الهجرة جنوبا في أوائل شهر يوليو والبعض الآخر لا يهاجر حتى يصبح الطقس قاسي جدا أو أن الطعام يكون غير متوفر، وبينت العديد من الدراسات أن طول ساعات النهار في اليوم يحفز كثيرا عملية هجرة الطيور، في الربيع، قد تشاهد الطيور المهاجرة في وقت مبكر من يناير في فلوريدا، كما أن معظم الطيور تطير ليلا في قطعان صغيرة، وهذا يسمح لهم بتناول الطعام خلال النهار، وتجنب بعض الحيوانات المفترسة.
كيف تهاجر الطيور؟
يمكن للطيور المهاجرة أن تغطي آلاف الأميال في رحلتها السنوية، وغالبا ما تسافر في نفس المسار عاما بعد عام مع القليل من الإنحراف، وغالبا ما تقوم طيور السنة الأولى بالهجرة لأول مرة بمفردها، وبطريقة ما يمكنهم العثور على منزلهم الشتوي على الرغم من عدم رؤيته من قبل، والعودة في الربيع التالي إلى المكان الذي ولدوا فيه.
أسرار مهاراتهم الملاحية المذهلة ليست مفهومة تماما، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الطيور تجمع عدة أنواع مختلفة من الحواس عند التنقل، ويمكن للطيور الحصول على معلومات البوصلة من الشمس والنجوم ومن خلال استشعار المجال المغناطيسي للأرض، و يحصلون أيضا على معلومات من موقع غروب الشمس ومن المعالم التي شوهدت خلال النهار، حتى أن هناك دليلا على أن حاسة الشم تلعب دورا، على الأقل بالنسبة للحمام الزاجل.
تتبع بعض الأنواع، وخاصة الطيور المائية وطيور الغرنوقي المسارات المفضلة في هجرتها السنوية، وغالبا ما ترتبط هذه المسارات بمواقع التوقف المهمة التي توفر الإمدادات الغذائية الضرورية لبقاء الطيور على قيد الحياة، وتميل الطيور الصغيرة إلى الهجرة على جبهات واسعة عبر المناظر الطبيعية، وكشفت الدراسات التي تستخدم بيانات الطيور أن العديد من الطيور الصغيرة تسلك طرقا مختلفة في الربيع والخريف للإستفادة من الأنماط الموسمية في الطقس والطعام.
ما الذي يساعد الطيور على الطيران؟
معظم أنواع الطيور لها ريش، فهناك العديد من الخصائص الأخرى التي تشترك فيها الطيور، ولكن الريش هو سمة فريدة تشترك فيها الطيور، ويمكنهم من الطيران، ولكن هل تعلم أنه ليس كل الطيور تطير؟ فمثلا طائر النعام، و الكيوي، وطائر الكاسوري، لا يطيرون، كما يوجد بعض الطيور تسبح مثل البطريق، وعلي الجانب الأخر يوجد بعض الحيوانات تطير بجانب الطيور فمثلا الخفافيش هي من الثدييات وليس من الطيور ومع ذلك فإنها تطير .
ما هي أنواع الطيور؟
* الطيور المقيمة إقامة دائمة، وهي طيور غير مهاجرة وتبقي في منطقتها على مدار السنة كلها.
* الطيور التي تكون من سكان الصيف وهي تلك الطيور المهاجرة التي تتحرك شمالا في الربيع لتبني لنفسها العش خلال فصل الصيف، وتعود مرة أخري إلى الجنوب في فصل الخريف.
* الطيور التي تكون من سكان الشتاء، فهي تلك الطيور المهاجرة التي تتجه جنوبا لقضاء فصل الشتاء.
* الطيور العابرة وهي تلك الأنواع المهاجرة الذين يكون عشها أبعد من أحيائهم، و يعبروا شمالا، وفي فصل الشتاء يعبرون جنوبا.
أقرأ أيضاً - أغلى أنواع الطيور في العالم
مخاطر هجرة الطيور:
القيام برحلة يمكن أن تمتد لمسافة عدة آلاف من الأميال ذهابا وإيابا هي مهمة خطيرة وشاقة، وهو جهد يختبر كل من القدرات الجسدية والعقلية للطيور، والإجهاد البدني للرحلة، ونقص الإمدادات الغذائية الكافية على طول الطريق، وسوء الأحوال الجوية، وزيادة التعرض للحيوانات المفترسة، كلها عوامل تزيد من مخاطر الرحلة، وفي العقود الأخيرة، واجه المهاجرون البعيدون تهديدا متزايدا من أبراج الاتصالات والمباني الشاهقة، وتنجذب العديد من الأنواع إلى أضواء المباني الشاهقة ويقتل الملايين كل عام في اصطدامها بالهياكل.
في بعض الأحيان تضطر الطيور أن تطير عبر الموائل القاسية مثل الصحاري حيث يوجد القليل من الماء، أو تطير فوق المحيطات حيث لا يوجد مكان على الأرض ويوجد القليل من الطعام، فأحيانا الطقس العاصف قد يجعل الرحلة صعبة، كما يمكن أن يكون هناك العديد من الحيوانات المفترسة على طول طريق الهجرة.
دراسة هجرة الطيور:
يستخدم العلماء العديد من التقنيات في دراسة هجرة الطيور، بما في ذلك النطاقات، وتتبع الأقمار الصناعية، وطريقة جديدة نسبيا تتضمن أجهزة خفيفة الوزن تعرف بإسم أدوات تحديد المواقع الجغرافية، وأحد الأهداف هو تحديد مواقع التوقف والشتاء الهامة، بمجرد تحديدها، يمكن اتخاذ خطوات لحماية هذه المواقع الرئيسية وحفظها، وفي كل ربيع يستخدم ما يقرب من 500000 من طيور الغرنوقي الرملية وبعض الغرنوق الصياح المهدد بالإنقراض وادي نهر بلات المركزي في نبراسكا كمأوى انطلاق أثناء هجرتهم شمالا إلى مناطق التكاثر والتعشيش في كندا وألاسكا والقطب الشمالي السيبيري.
ما هي الفخاخ التي تقع بها الطيور أثناء الهجرة؟
تجذب أشجار البلوط الحية العملاقة مثل هذه الموجودة في هاي آيلاند، تكساس العديد من أجمل الطيور لدينا بعد رحلة الربيع عبر خليج المكسيك، ويبدو أن بعض الأماكن لديها موهبة في تركيز الطيور المهاجرة بأعداد أكبر من المعتاد، وغالبا ما تعرف أفخاخ المهاجرين هذه بالنقاط الساخنة للطيور، وعادة ما يكون هذا نتيجة لظروف الطقس المحلية، أو وفرة الطعام، أو التضاريس المحلية.
على سبيل المثال، الطيور المغردة الصغيرة المهاجرة شمالا في الربيع تطير مباشرة فوق خليج المكسيك، و تهبط على سواحل دول ساحل الخليج، وعندما تجلب العواصف أو الجبهات الباردة رياحا معاكسة يمكن أن تكون هذه الطيور قريبة من الإرهاق عندما تصل إلى الأرض، وفي مثل هذه الحالات، يتوجهون إلى أقرب موقع يقدم الطعام والغطاء وعادة بساتين البلوط الحية على الجزر الحاجزة، حيث يمكن لأعداد كبيرة جدا من المهاجرين التجمع فيما يعرف بإسم السقوط، وأصبحت مصائد الهجرة هذه شائعة جدا لدى الطيور، حتى اكتسبت سمعة دولية.
يمكن لشبه الجزيرة أيضا تركيز الطيور المهاجرة لأنها تتبع الأرض ثم تتوقف قبل الإنطلاق فوق الماء، وهذا ما يفسر سبب وجود أماكن مثل بوينت بيلي، وأونتاريو، فلوريدا كيز، وبوينت رييس، وكاليفورنيا، وكيب ماي نيوجيرسي تتمتع بسمعة طيبة كنقاط ساخنة للهجرة، وهجرة الربيع هي وقت مناسب بشكل خاص لأولئك الذين يطعمون الطيور في الفناء الخلفي لمنزلهم لجذب الأنواع التي لا تراها عادة، ويمكن أن يؤدي تقديم مجموعة متنوعة من مصادر الغذاء والمياه وإضافة مصادر غذاء طبيعية إلى المناظر الطبيعية إلى جعل الفناء الخلفي جذابا للطيور المغردة المهاجرة.
أقرأ أيضاً - أين تسافر الطيور المهاجرة ولماذا؟
استراتيجية الهجرة لدى الطيور المهاجرة:
تم تجهيز الطيور مع حواس مدهشة تساعدهم على التنقل بدقة في مساراتهم الخاصة أثناء الهجرة، فيمتلكون حاسة رؤية استثنائية تسمح لهم بتحديد معالم بصرية عند الهجرة في المسافات الطويلة، وتشمل هذه المعالم الجبال، والسواحل والأنهار، كما أنها تميز طريقها عن طريق اتجاه الشمس والنجوم.
ما هي مسارات الطيران لدى الطيور المهاجرة؟
هناك 4 مسارات رئيسية للطيران لدى الطيور، فإنها تتبع بعض طرق الهجرة التي أنشأتها، كما أنه في بعض الاحيان تمر عبر الطرق التي تنبأ بها، فدائما ما تأخذ الطيور المسارات التي تتجنب أي إشكال قد تعيق طريقهم، مثل الجبال أو الماء.
كيف تستمر الطيور في رحلتها؟
بعض الطيور تأكل على طول رحلتهم من خلال إيجاد بعض الطعام عندما تكون جائعة، ولكن بعض الطيور الأخري تأكل قبل الهجرة، فتقوم بتخزين الطعام لوقت لآحق، فالدهون العالية الموجودة في الطعام تعطيهم الكثير من الطاقة التي قد تكفيهم لعدة أسابيع أثناء رحلتهم.
كيف تجد الطيور طريقها؟
عملية الهجرة معقدة جدا، ولذلك فهي تتطلب ثلاثة أمور، أولا، يجب على الطيور معرفة الموقع الحالي، ووجهتهم والاتجاه الذي يجب أن يسلكوه للوصول إلى هناك، وبعض الطيور تستخدم الشمس والنجوم في التنقل لمعرفة الطريق، بينما يستخدم البعض الأخر رائحة المكان المحيط بها لمعرفة ماهيته، و يزال البعض الآخر يتتبع الطيور الأخرى في السرب.
ما الطيور التي لا تهاجر ولماذا؟
في المناطق الإستوائية، لا تجد الطيور حاجة للهجرة لأن الطقس دافئ دائما وهناك إمدادات غذائية ثابتة، ومع ذلك، في المناطق الباردة، تهاجر الطيور جنوبا عندما تقصر الأيام وتنخفض الإمدادات الغذائية، وتهاجر الطيور إلى المناطق الأكثر برودة في الصيف لتتكاثر وتطير إلى المناطق الأكثر دفئا في الشتاء، ولا تهاجر كل الطيور، فالأنواع المألوفة مثل الحمام والغربان قادرة على البقاء على قيد الحياة في الشتاء ولا تطير إلى المناخات الأكثر دفئا، وتستعد الطيور للرحلة الطويلة عن طريق الدخول في حالة تسمى فرط الأكل، حيث تتراكم على الطعام من أجل تخزين الدهون، وسوف تتحول الدهون لاحقا إلى طاقة أثناء الرحلة الشاقة، وبعض الطيور مثل الدخلة السوداء تضاعف وزن جسمها تقريبا.
إلى أي مدى يمكن أن تطير الطيور المهاجرة دون توقف؟
تطير بعض الطيور مسافات قياسية لتحافظ على نمط حياتها، وتستخدم طيور الخرشنة القطبية الشمالية، على سبيل المثال، لتبريد المناخات، وبدلا من قضاء فصل الشتاء على الشاطئ في مكان ما، سوف يطيرون على بعد 38600 كيلومتر تقريبا من الدائرة القطبية الشمالية إلى القارة القطبية الجنوبية حيث يمكنهم الإستمتاع بمناخ بارد مماثل، وينعكس هذا النمط بالنسبة للطيور التي تنتمي إلى نصف الكرة الجنوبي، ومع ذلك، نظرا لوجود المزيد من الأراضي القارية في نصف الكرة الشمالي، فإن هذه الأنماط تكون أكثر وضوحا عندما يكون الشتاء هناك، ومن هنا مصطلح الطيران جنوبا لفصل الشتاء.
أسئلة أخرى متنوعة عن هجرة الطيور:
س: ما هو الطائر المهاجر الأكثر شيوعا؟
ج: أفضل 5 طيور مهاجرة يمكنك اكتشافها بسهولة هي:
* طائر الفلامنجو الأكبر هو الأكثر شعبية في أنواع طيور الفلامنجو.
* طائر البقويقة ذو الذيل الأسود
* طائر أبو مجرفة الشمالي
* طائر النورس ذو الرأس السوداء.
* الدريجة الصغير.
س: كم عدد أنواع الطيور المهاجرة؟
ج: ما لا يقل عن 4000 نوع من الطيور مهاجرة بشكل منتظم، وهذا يمثل حوالي 40 في المائة من الإجمالي العالمي، ولكن بعض أجزاء العالم بها نسبة مهاجرين أعلى من غيرها، في المناطق الشمالية البعيدة مثل كندا أو الدول الإسكندنافية تهاجر معظم الأنواع جنوبا هربا من الشتاء.
س: إلى أي مدى تهاجر معظم الطيور؟
ج: تتراوح هذه المسافة من 15 إلى 55 ميلا في الساعة، اعتمادا على الأنواع والرياح السائدة ودرجة حرارة الهواء، وبهذه المعدلات، تطير الطيور المهاجرة عادة من 15 إلى 600 ميل أو أكثر كل يوم.
س: ماذا تسمى الطيور الغير مهاجرة؟
ج: هناك عدد قليل من الطيور التي قد تكون على دراية بها والتي لا تهاجر، وغالبا ما تعرف بإسم الطيور المقيمة.
س: كيف تقرر الطيور متى تهاجر؟
ج: يمكن أن تحدث الهجرة من خلال مجموعة من التغييرات في طول النهار، وانخفاض درجات الحرارة، والتغيرات في الإمدادات الغذائية، والاستعداد الوراثي.
س: هل تهاجر الطيور في الليل؟
ج: تهاجر معظم الطيور في الليل، وتساعد النجوم والقمر في ملاحة الطيور الليلية، حيث يكون الليل خالي من حرارة النهار، ويكون الغلاف الجوي أكثر استقرارا، مما يجعل من السهل الحفاظ على مسار ثابت، وخاصة بالنسبة للطيور الأصغر مثل طيور الدخلة التي قد تطير ببطء يصل إلى 15 ميلا في الساعة.
س: كيف تتذكر الطيور أين تهاجر؟
ج: تستخدم الطيور التي تطير لمسافات طويلة إشارات سماوية وحاسة الشم والمجال المغناطيسي للأرض كدليل تقريبي للملاحة، ومع اقترابهم من وجهتهم النهائية، يقومون بتبديل الإستراتيجيات، ويبحثون عن معالم مثل الشجيرات والأشجار التي حفظوها خلال الرحلات السابقة.
س: هل يهاجر القيق الأزرق في الشتاء؟
ج: يهاجر الآلاف من طيور القيق الأزرق في قطعان على طول البحيرات العظمى وسواحل المحيط الأطلسي، لكن الكثير عن هجرتهم لا يزال لغزا، وبعضها موجود طوال فصل الشتاء في جميع أنحاء مداها، وقد يكون صغار القيق الأزرق أكثر عرضة للهجرة من البالغين، لكن العديد من البالغين يهاجرون أيضا.
س: هل تهاجر طيور الكرادلة في الشتاء؟
ج: نظرا لأن هذه الطيور لا تهاجر عادة على الرغم من أنها قد تسافر إذا أصبح الطعام نادرا يمكنك الإستمتاع بالكرادلة الشمالية في فناء منزلك طوال العام، بما في ذلك أشهر الشتاء.
أقرأ أيضاً - أسرع الطيور في العالم