هل الطيور تمتلك حاسة الشم؟

في حين أن البصر هو أهم حاسة تستخدمها الطيور، إلا أن حاسة الشم تلعب دورا حاسما في بقائها على قيد الحياة أيضا، وتم اكتشاف حاسة الشم لدى الطيور فقط في الخمسين عاما الماضية، ويبدو أن البيئة قد حددت أن تصبح الحواس مهيمنة مع تطور أنواع الطيور، فيمكن لطيور القطرس على سبيل المثال استخدام الرائحة للعثور على الفريسة عبر مسافات طويلة، والتحول إلى حاسة البصر عند الإقتراب من طعامهم.

 

وأيضا، يمكن لطيور جلم الماء أن يتنقل باستخدام حاسة الشم ولكنها تثق في رؤيتها عندما تحرم من الحاسة الشمية، وتعتمد أنواع معينة من الطيور في الغالب على البصر للبقاء على قيد الحياة بينما يحتكر البعض الآخر مستقبلاتها الشمية، وبشكل عام، بينما تختلف حاسة الشم بين الأنواع تعتمد الطيور بشكل أكبر على البصر والسمع أكثر من حاستي اللمس والتذوق.

 

حاسة الرؤية لدى الطيور:
من المناسب أن تشغل العيون مساحة أكبر في جماجم الطيور مما تفعله دماغها لأن البصر في معظم الحالات هو أهم حاسة، وعادة ما تتمتع الأنواع في فئة الطيور ببصر حاد للغاية مما يسمح لها برصد الحيوانات المفترسة والفرائس والطيور الأخرى من ارتفاعات كبيرة وعبر مسافات طويلة، ولعب التطور دورا في الحفاظ على أنواع الطيور الصغيرة، وغرسها مع القدرة على رؤية ضوء الأشعة فوق البنفسجية على عكس الطيور المفترسة والبشر، وفي حين أن الطيور الجارحة لها عيون أمامية ثابتة، فإن الأنواع الأخرى لها عيون على جوانب رؤوسها لمراقبة نطاق أوسع.

 

حاسة السمع لدى الطيور:
على الرغم من أن البصر يهيمن عادة على الحواس الأخرى في أنواع الطيور، إلا أن الحس السمعي ضروري أيضا لبقاء الطيور على قيد الحياة، وعندما تسمع زقزقة الطيور، فإنها توصل المعلومات مع بعضها البعض، وتستخدم الطيور حاسة السمع للبحث عن الطعام ، والهروب من الحيوانات المفترسة، وفي بعض الأنواع تحديد مواقع صغارها، وسمع الطيور تماما مثل بصرهم متطور للغاية.

 

الطيور أفضل مع حاسة الشم:
طورت بعض الطيور حواس شم قوية للغاية بعد أن تطورت إلى موطن يعطي الأولوية للرائحة على البصر، وهنا بعض الأمثلة على الطيور التي تفضل حاسة الشم على البصر.

 

النسر الرومي من الطيور التي تفضل حاسة الشم:

النسر الرومي هو أحد أفضل الأمثلة على أنواع الطيور التي تعتمد بشكل كبير على الرائحة، ولقد طور حاسة الشم لتحديد الطعام في البيئات ذات الستائر الكثيفة من الأوراق، ويمكن للنسر الرومي تحديد مشهد الطعام دون الحاجة إلى رؤيته، وربما تكون قد شاهدت مجموعة صغيرة من النسور تدور في الهواء أثناء انتظارها لإلتقاط رائحة جديدة.

 

طائر الكيوي من الطيور التي تفضل حاسة الشم:

طيور الكيوي الرمز الوطني لنيوزيلندا، وهي طيور لا تطير بمناقير طويلة للغاية بالنظر إلى حجمها الصغير، وهي الطيور الوحيدة المعروفة بفتحات أنف على طرف منقارها الحساس، ونظرا لأن الكيوي لا يستطيع الطيران فقد تكيف كنوع على شم الطعام المخفي، ويمكنهم الشعور بدودة عميقة في الأرض والإمساك بها دون فتح منقارها، وعلى الرغم من أهميتها الثقافية في نيوزيلندا فقد الكيوي بمعدل 2٪ كل عام، وهناك أقل من 70000 طائر متبقي في البلاد.

 

طائر القطرس وجلم الماء من الطيور التي تفضل حاسة الشم:

تتحكم البصلة الشمية في الدماغ في حاسة الشم لدى الكائن، فتمتلك طيور القطرس وجلم الماء والطيور الطيور البحرية بعضا من أكبر البصيلات الشمية (مقارنة بحجم الدماغ) من أي نوع من أنواع الطيور، وقارنت إحدى الدراسات جلم الماء الذي لديه حاسة الشم والذي لا يمتلك ووجدت أنّ أولئك الذين يفتقرون إلى حاسة الشم قد سلكوا طريقا بديلا أثناء رحلة العودة إلى الوطن بعد البحث عن الطعام.

 

واستخدمت طيور جلم الماء المحرومة من الرائحة الرؤية لتكوين معلومات طبوغرافية، وحلقت بالقرب من الساحل مقارنة بطيور جلم الماء مع حاسة الشم، وعلاوة على ذلك، وتستطيع طيور القطرس التي تتغذى في الليل تحديد موقع جحورها في الظلام باستخدام الرائحة، وتلعب حاسة الشم لدى الطيور أيضا دورا في البحث عن الطعام، ويمكن لطيور جلم الماء أن تفرز روائح الطعام مثل الحبار والكريل عندما تتغذى فوق المحيط.

 

الحمام من الطيور التي تفضل حاسة الشم:

أجريت تجربة مماثلة لدراسة شيرووتر على الحمام في السبعينيات، وبعد حرمان مجموعة من الحمام من حاسة الشم وجد الباحثون أن الطيور لم تستطع العودة إلى المنزل بعد إطلاق سراحها في مواقع مختلفة، ومن خلال مراقبة الحمام الذي لا يمكنه شم الرائحة اكتشف الباحثون أن الطيور تتعقب الروائح البيئية بناء على اتجاه الرياح ويمكنها تمييز الروائح المألوفة في الهواء للمساعدة في تحديد وجهتها المقصودة.

 

ويمكن للحمام والطيور البحرية على حد سواء استخدام مركبات الرائحة في جو للتنقل وتحديد مواقعهم عندما يكونون في أماكن غير مألوفة، ولعبت حاسة الشم دورا رئيسيا في الحفاظ على بقاء بعض الطيور الأكثر شهرة لدينا اليوم، وعلى الرغم من وجود هذه الأنواع منذ آلاف السنين فإن أهمية الشم لم تتحقق إلا مؤخرا، مما صدم بعض علماء الطيور الذين قللوا سابقا من حاسة الشم لدى الطيور.

مواضيع مميزة