عند التفكير في عصر البليستوسين، قد يتبادر إلى ذهننا الرعب الكبير، فأول ما يتبادر إلى ذهنك أسد الكهوف، والذئب الرهيب، والقطط ذات الأسنان السيفية، ودب الكهوف، وهذه ليست سوى بعض المخلوقات الوحشية التي سارت على الأرض خلال العصر الجليدي الأخير ولكنها الآن انقرضت، ولكن أحد هذه المخلوقات لم يكن مثل الآخرين.
اتضح أن دب الكهوف بعض من أكبر الدببة التي كانت تجوب أوروبا، وكانت من الحيوانات النباتية، ودب الكهوف ليس مثل الدببة الموجودة الآن ما عدا دب الباندا المحبوب، ولكن هذا الحيوان الضخم لم يكن يحمله البشر على القائمة.
اشتبه الباحثون في أن دب الكهوف كان على الأقل نباتي بسبب أسنانه، وبالرغم من أن هذا الدب لديه أسنان ضخمة، ويبدو أن هذه الأسنان كانت مناسبة بشكل أفضل للطحن أكثر من القطع، ومع ذلك، فإن دراسة جديدة لتحليل أسنان السلالة المتطورة لدب الكهوف قد تكون قد استقرت.
أسنان دب الكهوف تخبرنا عن القصة :
نظر فريق بحث من ألمانيا وإسبانيا عن قرب في بقايا الأسنان لدب يعرف بدب دنينجر، وهو سلف مباشر لدب الكهوف، واستخدم التحليل الجديد طرقا إحصائية متطورة، تدعى المورفومترية الهندسية، لمقارنة أشكال الفك السفلي والجماجم لكل من الدبين.
أظهرت التحليلات أن دب دنينجر كان له شكل مشابه جدا لفك وجمجمة دب الكهوف التقليدي، وهذا ما أوضحه آنكي فان هيترن ، المؤلف الرئيسي للدراسة، لذلك على أقل تقدير، كان دب دنينجر قد تم تكييفه بالفعل مع نظام غذائي نباتي قبل أن ينحدر منه دب الكهوف.
وهناك نقاش مستمر حول المدى الذي كان فيه دب الكهوف القديم نباتيا، ولذلك، المعلومات الجديدة عن النظام الغذائي لسلفه المباشر دب دينينجر كانت مهمة جدا، لأنها تعلمنا الفرق بين النظام الغذائي لدب الكهوف وبين الدب البني قبل 500 ألف سنة، ومن المحتمل في وقت سابق، وهذا ما قاله ميكيل أرليج مؤلف مشارك في الدراسة.
بالطبع، من المحتمل أنك مازلت لا تريد أن تتجول في كهف حيث كان يعشش دب الكهوف، بالرغم من أنه قد يفضل الفواكه والمكسرات على اللحم والعظام، ولكنه يمكن أن يكون أكثر من قادر في الدفاع عن نفسه، ومع ذلك، من المريح أن نفكر أن عالم البليستوسين كان لديه على الأقل حيوان مفترس ضخم، وعملاقا أكثر رقة.