كريستيان هيجنز مخترع ساعة البندول

كريستيان هيجنز عالم رياضيات هولندي وعالم فيزياء عاش في القرن السابع عشر، ولد كريستيان هيجنز في عام 1629 في مدينة لاهاي لعائلة ثرية ومؤثرة وكان والده قسطنطين هيغنز، وهو دبلوماسي وشاعر معروف، وتضمنت الدائرة الإجتماعية لوالده العديد من الشخصيات الفكرية البارزة، وأبرزها العالم والفيلسوف رينيه ديكارت.

 

وأبدى هيجنز اهتمامًا ملحوظًا بالرياضيات عندما كان طفلا ومهاراته في الرياضيات والرسم جذبت انتباه ديكارت الذي زار أسرة هيجنز عدة مرات، وتلقى كريستيان هيجنز تعليمه في المنزل حتى سن 16 عامًا، حيث تعلم مجموعة واسعة من المهارات بما في ذلك اللغات والموسيقى والتاريخ والجغرافيا والرياضيات والمنطق والرقص والمبارزة وركوب الخيل.

 

درس كريستيان هيجنز الرياضيات والقانون في جامعة ليدن في عام 1645، ودخل كلية بريدا بعد ذلك بعامين، وكانت زيارته الأولى إلى باريس في عام 1655 حيث انتقل إلى شركة متميزة بسبب مزايا خلفيته العائلية وثروته، وخلال إحدى زياراته اجتمع مع عالم الرياضيات والفيلسوف الفرنسي بليز باسكال، وكان الاثنان بالفعل مطابقين في حبهم للرياضيات وفي باريس تعرف هيغنز أيضًا على عالم الرياضيات الألماني غوتفريد فيلهلم ليبنيز، وهو مثقف آخر بارز طور معه علاقة صداقة مهنية استمرت مدى الحياة، وتوجت سنوات بحث هيجنز في باريس بنشر أعماله الأكثر روعةً والتي ناقش فيها، من بين موضوعات أخرى، نظريات حول رياضيات الإنحناء، ومشاكل الديناميات مثل صيغة زمن تأرجح البندولات البسيطة، وقوانين قوة الطرد المركزي.

 

 

ونشر كريستيان هيجنز الأول في عام 1651 مساهمة كبيرة في مجال التربيع، كما درس العدسات الكروية وبدأ في عمل عدساته الخاصة في عام 1655 ، ونشر أطروحة حول نظرية الإحتمالات في عام 1657، ومع هذه المنشورات وغيرها، اكتسب هيغنز سمعة باعتباره عالم رياضيات يحظى بتقدير كبير في أوروبا، وفي عام 1659، اكتشف شكل حلقات كوكب زحل باستخدام التلسكوب الذي ساعد في تطويره، وقادة اهتمامه بعلم الفلك إلى اكتشاف البندول كأداة دقيقة لقياس الوقت، وحصل كريستيان هيجنز على براءة اختراع أول ساعة بندول في عام 1656، كما اخترع البندول الدائري وكانت ساعة البندول الخاصة به هي الطريقة الأكثر دقة لقياس الوقت في الوجود في ذلك الوقت.

 

جذبت أعمال هيغنز انتباه العديد من العلماء البارزين في ذلك الوقت، وحتى الملوك، حيث جاء دوق ودوقة يورك لمراقبة القمر وزحل من خلال تلسكوبه، وتم انتخاب هيغنز لنخبة "الجمعية الملكية" في لندن عام 1663، وفي عام 1666، أصبح أحد الأعضاء المؤسسين للأكاديمية الفرنسية للعلوم، وكان كريستيان هيجنز مميزا بين جميع الأعضاء الآخرين وتم إعطاؤه شقة في مبنى المؤسسة.

 

عانى كريستيان هيجنز من سوء الصحة طوال حياته، وفي عام 1670، بعد نوبة مرض خطير اعتبر خلالها نفسه على وشك الموت، طلب هيغنز إرسال أوراقه غير المنشورة عن الميكانيكا إلى الجمعية الملكية، لكنه تعافى واستمر في عمله في باريس حتى عام 1676، عندما أجبرته نوبة مرض أخرى على العودة إلى منزله في لاهاي وواصل عمله هناك على سرعة الضوء لمدة عامين، وعلى الرغم من صحته المحفوفة بالمخاطر، عاش هيغنز حتى عام 1695 واصل خلالها عمله في مواضيع مختلفة، وحتى الآن، تم الإعتراف به على نطاق واسع كواحد من أعظم علماء الرياضيات في كل العصور.

مواضيع مميزة