الصقر طائر متوسط الحجم يعيش في جميع أنحاء أوروبا وآسيا، وينتقل إلى إفريقيا في فصل الشتاء، والصقر كم أكثر الطيور الجارحة شيوعا في المملكة المتحدة، ويوجد في كل مقاطعة تقريبا، ونظرا لحجمه الكبير ولونه البني غالبا ما يتم الخلط بينه وبين الأنواع الأخرى، وخاصة طائر الحدأة الحمراء والنسر الذهبي، وقد يبدو متشابه من مسافة بعيدة ولكن الصقر الشائع له نداء مميز جدا مثل مواء القط، وشكل الطيران مميز، وعند التحليق والإنزلاق يتحرك الذيل كالمروحة وغالبا ما يتم تثبيت أجنحته على شكل حرف v ، ويختلف لون الأفراد من البني الغامق إلى الأفتح كثيرا على الرغم من أن لديهم جميعا ذيلا مخطط بدقة وأطراف جناح داكنة.

موطن وموئل الصقر :
يوجد الصقر في جميع أنحاء أوروبا وروسيا وأجزاء من شمال إفريقيا وآسيا في أشهر الشتاء الباردة، ويعيش في مجموعة من الموائل، وخاصة الأراضي الحرجية والمستنقعات والمراعي والأعراش والأراضي الصالحة للزراعة والمستنقعات والقرى وأحيانا البلدات والمدن.

عادات ونمط حياة الصقر الشائع :

يبدو الصقر الشائع كسولا عندما يجلس بهدوء لفترات طويلة، ولكنه في الواقع طائر نشط للغاية، ويطير ذهابا وإيابا فوق الحقول والغابات، وعادة ما يعيش حياة منعزلة، ولكن عند الهجرة قد تتشكل قطعان يصل عددها إلى 20 طائر حيث يستخدم الحرارة للإنزلاق لمسافات طويلة مع القليل من الجهد، وعندما يحلق الصقر الشائع فوق المسطحات المائية الكبيرة حيث لا توجد حرارة، مثل مضيق جبل طارق، تتسلق الطيور أعلى مستوى ممكن قبل الإنزلاق عبر الإمتداد بأكمله، وهذا النوع إقليمي للغاية، وسيقاتل إذا كان هناك تطفل على أراضي التزاوج، والعديد من الطيور الصغيرة مثل الغربان تعتبره تهديدا وستهاجمه بشكل متكرر حتى يطير بعيدا عن منطقة أو شجرة معينة، وأكثر أصواته شيوعا تبدو مثل مواء القطة.

الصقر الشائع والنظام الغذائي :

الصقر الشائع هو من الطيور آكلات اللحوم، والصقر يأكل الطيور والثدييات الصغيرة والجيف، وإذا كان هناك نقص في هذه الفريسة، فسوف يأكل ديدان الأرض والحشرات الكبيرة.

تكاثر الصقر الشائع :

الصقر الشائع هو أحادي الزواج، والأزواج تتزاوج مدى الحياة، ويجذب الذكر رفيقته من خلال أداء عرض جوي مذهل يسمى السفينة الدوارة، حيث يطير الصقر عاليا في السماء، ثم يستدير ويهبط لأسفل، ويلتف ويدور في دوامة ليصعد مرة أخرى على الفور ويكرر العرض الذي يحدث شهر من مارس إلى مايو، ويقوم الزوج المتكاثر ببناء عشهم في شجرة كبيرة على فرع أو شوكة، وعادة ما يكون بالقرب من حافة الغابة.

والعش عبارة عن منصة ضخمة مصنوعة من العصي ومبطنة بالخضرة، حيث تضع أنثى الصقر الشائع بيضتين إلى أربع بيضات، وتصل مدة الحضانة حوالي 33 إلى 38 يوما، وعندما تفقس الكتاكيت، يتم تحضينها من قبل أمها لمدة ثلاثة أسابيع، ويقوم الذكر بتوفير الطعام لها، وينبت الريش عندما يبلغ عمر الصغار حوالي 50 إلى 60 يوما، ويستمر كلا الوالدين في إطعامهم لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع أخرى، وعندما يبلغ الصقر ثلاثة أعوام يصبح ناضج للتكاثر.

هل الصقر الشائع مهدد بالإنقراض ؟

حاليا لا ينظر إلى الصقر الشائع على أنه مهدد عالميا، وتاريخيا في المملكة المتحدة تأثروا بالإضطهاد المتكرر من قبل حراس الطرائد والذي يستمر في بعض المناطق على الرغم من كونه غير قانوني الآن، كما تأثرت هذه الطيور بشكل كبير بالإنخفاض الهائل خلال الخمسينيات من القرن الماضي بسبب إنخفاض أعداد الأرانب، وهو أحد مصادرها الرئيسية للغذاء في المملكة المتحدة، وذلك بسبب ظهور مرض الورم المخاطي (مرض يسببه فيروس الورم المخاطي الذي يصيب الأرانب).

وفقا للقائمة الحمراء للإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة يبلغ إجمالي حجم الصقر المشترك حوالي 2،100،000 إلى 3700،000 فرد بالغ، ويبلغ عدد الصقر الشائع في أوروبا حوالي 814.000-1.390.000 زوجا، أي ما يعادل 1.630.000-2.770.000 فرد بالغ، ووفقا لمورد الجمعية الملكية لحماية الطيور يبلغ إجمالي حجم التكاثر في المملكة المتحدة 57000-79000 زوج، وبشكل عام يتم تصنيف الصقر الشائع حاليا على أنها أقل قلق وتظل أعداده ثابتة اليوم، والصقر الشائع كحيوان مفترس قد يكون له تأثير على عدد أنواع فرائسه.

حقائق أخرى عن الصقر الشائع :

* شتهر الصقر الشائع بالطريقة التي يلتقط بها حيوانات الخلد، حيث يحدق في الأرض وبمجرد أن تتحرك التربة يطير فجأة من على جثمه لإلتقاط الخلد دون تردد، ويتم التقاط معظم الفرائس بمجرد تحديد موقعها بصريا أثناء الطيران على ارتفاع منخفض في رحلة دائرية، وأحيانا بعد البحث من ارتفاع حوالي 100 متر.

* يتمتع الصقر الشائع بسمع جيد جدا، ويمكنه سماع فأر يتحرك في العشب، وعندما يحدد موقع مثل هذه الفريسة سوف يحلق الصقر ببطء على الأرض ويركض بسرعة بخفة الحركة لإلتقاط الفريسة.

* غالبا ما يطلق على الصقر الشائع اسم النسر السياحي، حيث يخلط الناس بينه وبين النسور أو طائر الحدأة الحمراء.

* ينقر الصقر الشائع على الأرض لجذب ديدان الأرض إلى السطح ثم يأكلها.