قد تبدو الماشية موضوعا عاديا وباطنيا في نفس الوقت، ولكن عندما كنت أبحث عن هذه القائمة، وجدت أنه من المثير للإهتمام التفكير في كيف أن كل من هذه القضايا هي تعليق علينا كبشر، وأوضحت بعض الدراسات كيف أدت العلاقة التكافلية بين الماشية والبشر إلى أن تصبح البقرة جزءا لا يتجزأ من جوانب مختلفة من ثقافتنا، بما في ذلك الأدب، والموسيقى والفنون البصرية، ويجادل الكتاب بأن تطورات البشر والماشية متشابكة بإحكام، ولا عجب أن صناعة الماشية محفوفة بالمخاطر للغاية، وستلاحظ بعض الموضوعات الشائعة في جميع أنحاء القائمة، حيث نشأ العديد من هذه الخلافات بسبب ممارسات الزراعة الصناعية الحديثة، وغالبا ما يتم تقسيم جانبي المشكلة بناء على ما إذا كنا نرى الماشية كسلع أكثر أو كائنات حية زميلة.
1- تعقيم الماشية:
يجادل المدافعون عن رعاية الحيوان بأن إخصاء الثيران أمر غير ضروري وقاسي، قائلين إن الثيران تتكاثر بشكل أفضل وتنتج لحوما أكثر من ونظيراتها المخصية، ولا تعتبر عملية الإخصاء مؤلمة فحسب بل إنها تعرض الحيوان أيضا لخطر الإصابة، ومع ذلك، يقول أولئك الذين يؤيدون الإخصاء إنه يقلل من العدوانية على الماشية وأن الناس يفضلون طعم لحم البقر من العجول، والتي عادة ما تكون أكثر رخامية وأقل صلابة مما يجعلها أكثر قابلية للتسويق، ومن المرجح أيضا أن تتسبب الثيران العدوانية في إتلاف المعدات وإصابة الماشية الأخرى أو من يتعامل معها من البشر.
حتى بين مؤيدي الإخصاء، يحتدم الجدل حول متى وكيف نخصي، حيث تلتئم العجول بشكل أفضل بعد الإخصاء الجراحي أكثر من الحيوانات الأكبر سنا، ولكن عادة ما يتم الإخصاء الجراحي للعجول دون تخدير، وتتضمن الطرق الأخرى قطع الدورة الدموية للأعضاء التناسلية باستخدام الحلقات المطاطية، وفي النهاية، تسقط الخصيتان، ولكن هل يسبب هذا للحيوان ألما أكثر من مجرد قطع الغدد التناسلية؟
2- طرق ذبح الماشية:
كرست أستاذة علم الحيوان تمبل جراندين حياتها لإنشاء أنظمة أكثر إنسانية للتعامل مع الماشية في المسالخ، وإن مرض التوحد لديها والذي يسمح لها برؤية العالم من خلال عيون الأبقار والحيوانات الأخرى يعلمها بالعديد من الإبتكارات التي تجعل اللحظات الأخيرة للحيوان هادئة وسلمية قدر الإمكان، وتمشيا مع توصياتها يتم ذبح معظم الماشية اليوم باستخدام مسدس صاعق أسير والتي عند استخدامها بشكل صحيح تقتل الحيوان على الفور.
وهذا بالتأكيد في الغرب وليس من الشريعة الإسلامية في شيء ولا تعتبر المجتمعات اليهودية والمسلمة أن هذا النوع من الذبح يتماشى مع قوانينهم الغذائية الدينية، والتي تتطلب ذبح الماشية بجرعة واحدة سريعة في الحلق تقطع الأوردة الوداجية والشرايين السباتية ولكنها تترك الحبل الشوكي سليم، والتسبب في الحد الأدنى من المعاناة هو أحد أهداف طقوس الذبح هذه، ولكن لا يتم ذلك دائما بشكل صحيح، و في وقت سابق من هذا العام واجهت الحكومة الأسترالية ضغوطا لوقف صادرات الماشية الحية إلى إندونيسيا حيث ظهرت مقاطع فيديو لممارسات الذبح اللاإنساني.
3- لحم الماشية:
يعترض بعض الناس على فكرة أكل حيوان صغير لكن لحم العجل ليس أكثر من منتج ثانوي لتربية الألبان، ومن أجل إنتاج الحليب يجب أن تلد الأبقار وبسبب الطلب العالمي على الحليب تلد الأبقار عددا أكبر من الأطفال منا، ويمكن أن تدعم الماشية التي نمت بشكل كامل، ولذلك، إذا كنت نباتيا لأسباب ولكنك تستهلك منتجات الألبان المشتقة من زراعة المصنع فأنت في الواقع تغذي صناعة لحم العجل عن غير قصد خاصة إذا كنت تأكل الجبن الذي لا يتطلب الحليب فحسب بل يتطلب أيضا المنفحة من معدة العجل، ويجد البعض الآخر ممارسة قاسية تتمثل في حرمان عجل عجل من حليب أمه (حتى نتمكن من شربه) ومن علف الماشية الصلب (حتى يظل لحمه شاحبا) وبدلا من ذلك يتم تغذية هذه العجول بتركيبة مصل اللبن منذ الولادة.
4- الهرمونات والمضادات الحيوية:
يسمح للمزارعين في أمريكا الشمالية بإعطاء هرمونات الماشية لتعزيز نموهم وإنتاجيتهم، على الرغم من عدم السماح بالهرمونات الإصطناعية في كندا، والهرمونات المعززة للنمو محظورة تماما في أوروبا، ومصدر القلق الرئيسي هو أن الإنسان يمكن أن يمتص هذه الهرمونات عندما يأكل لحم البقر أو يستهلك منتجات الألبان، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السرطان.
وقد تتسرب الهرمونات أيضا من نفايات الماشية إلى البيئة حيث يمكن أن تكون آثارها على الحياة البرية مدمرة، وتدافع صناعة الماشية في أمريكا الشمالية عن موقفها مستشهدة بالبحث الذي يثبت أن محفزات النمو الهرموني لا يشكلون تهديدا لصحة الإنسان، ويقولون إن عدم استخدام الهرمونات سيؤدي إلى زيادة أسعار لحوم البقر للمستهلكين بشكل كبير.
يتعلق الجدل المتعلق باستخدام المضادات الحيوية، ويلقي النقاد باللوم على زراعة المصانع، وغالبا ما تكون المضادات الحيوية مطلوبة عندما يتم الإحتفاظ بالحيوانات في أماكن قريبة وتشترك في نفس العلف، وعندما يتمكنون من الوصول إلى المراعي ينخفض انتقال المرض بشكل كبير، وإن إعطاء المضادات الحيوية السريرية عندما يمرض حيوان بالفعل ليس هو نقطة الخلاف الرئيسية، وبدلا من ذلك، إنها الإدارة الشاملة للمضادات الحيوية كإجراء وقائي يعتقد البعض أنه مساهم رئيسي في مقاومة المضادات الحيوية العالمية.
5- الحليب الخام مقابل الحليب المبستر:
سيخبرك أي شخص نشأ في مزرعة ألبان أن طعم الحليب أفضل من البقرة مباشرة، ويوافق مؤيدو الحليب الخام، وهم يدفعون الحكومات للسماح ببيع الحليب غير المبستر، وهو أمر غير قانوني في العديد من الولايات القضائية، ويجادلون بأن البسترة تغير توازن العناصر الغذائية في الحليب وتدمر البكتيريا المفيدة، والإنزيمات وخصائص الحليب المضادة للميكروبات، فضلا عن تغيير حلاوته الطبيعية.
ويعتقد العديد من المدافعين عن الحليب الخام أن البسترة ضرورية فقط بسبب الزراعة في المصنع، حيث يتم خلط الحليب من جميع حيوانات الماشية التي قد يكون بعضها مريضا، معا في وعاء كبير مما يؤدي حتما إلى تلوث الدفعة بأكملها، وهم يصرون على أنه إذا كانت البقرة غير مريضة وإذا كان لديها حق الوصول إلى المراعي وتنتج لبنا خاليا من الدم أو التخثر فإن الحليب آمن تماما للشرب.
أنصار البسترة سيختلفون، وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض أن اللبن الخام مسؤول عن ثلاث مرات دخول المستشفى مقارنة بالأمراض الأخرى التي تنقلها الأغذية، ويمكن أن يتلوث الحليب في أي وقت بين الحلب والاستهلاك بما في ذلك النقل والتعبئة، ويمكن أن يحتوي على الإشريكية القولونية أو السالمونيلا أو الليستيريا، وفي كندا، لا يزال بيع الحليب الخام ومنتجات الألبان الخام (الجبن القديم استثناء) غير قانوني، ولقد تجاوز بعض عشاق الحليب الخام القيود القانونية من خلال المشاركة في اتفاقيات مشاركة الأبقار ويمكن للمالكين قانونا شرب الحليب الخام من الماشية، وتسمح حاليا ثماني وعشرون ولاية أمريكية بما في ذلك كاليفورنيا وواشنطن وماين ببيع الحليب الخام الخاضع للفحص والمعتمد في متاجر البقالة.
6- تغذية الماشية على العشب مقابل الحبوب:
أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الماشية المجترة مثل الأبقار والأغنام والماعز مهمة جدا للإنسان تاريخيا هي أنها قادرة على تحويل شيء لا يمكننا هضمه (السليلوز في العشب) إلى شيء يمكننا هضمه (الحليب أو اللحم البقري)، ولذلك يجادل المدافعون عن الماشية التي تتغذى على الأعشاب بأن إطعامهم شيئا يمكننا بالفعل هضمه بسهولة والحبوب هو إهدار للطعام، ومع ذلك، فإن الماشية التي تتغذى على العشب ليست منتجة مثل الحيوانات التي تتغذى على الحبوب، والأخيرة تحتوي على نسبة عالية من الدهون مما يجعل لحوم أبقارها أكثر قابلية للتسويق.
يتركز هذا النقاش مرة أخرى على قضية الزراعة الصناعية حيث يسمح عادة للماشية التي تغذيها الأعشاب بالوصول إلى المراعي وهي ممارسة تتطلب المزيد من موارد الأرض والعمالة في حين أن الماشية التي تتغذى على الحبوب عادة ما يتم وضعها داخل مزارع المصانع الكبيرة، ويصر منتقدو التغذية بالحبوب على أن النظام الغذائي الطبيعي للماشية يتكون من الأعشاب وليس الحبوب، وأن أجهزتهم الهضمية ببساطة لا تستطيع التعامل مع الحبوب جيدا، مما يؤدي إلى الأمراض التي تتطلب المضادات الحيوية.
7- ممارسات الماشية الرعي:
تتعلق مسألة الرعي بمناظرة التغذية على العشب مقابل التغذية بالحبوب، وحدثت الغالبية العظمى من إزالة الغابات في منطقة الأمازون لأن مربي الماشية يحتاجون إلى الأرض للسماح للماشية بالرعي، ويحرقون رقعة من الغابات المطيرة ويزرعون المحاصيل للماشية فقط لجعل الماشية تستنفد الإمدادات الغذائية والعناصر الغذائية في تلك المنطقة وتتكرر الدورة.
كما تم استنفاد الأراضي العشبية الأصلية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية من سحق الماشية، ولذا فإن الإحتفاظ بالأبقار التي يتم تغذيتها بالحبوب قد يكون مفيدا للحفاظ على مناظرنا الطبيعية مع إنتاج لحوم أبقار أكثر قابلية للتسويق، ولكن هل هناك طريقة لإستيعاب الرعي مع تشجيع نمو النبات؟ يعتقد ذلك المزارع وعالم الأحياء الزيمبابوي آلان سافوري، ولاحظ أنه في البرية تبقى حيوانات الرعي من الماشية في مجموعات ضيقة لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة.
ويقومون بتخصيب تلك المنطقة الصغيرة بروثهم ثم ينتقلون إلى رقعة صغيرة أخرى من النباتات مما يسمح لأول مرة بالتجديد والنمو، ومن خلال محاكاة هذا النمط بعناية (بدلا من ترك الماشية تتفرق على نطاق واسع) باستخدام إطار عمل أطلق عليه سافوري اسم الإدارة الشاملة، ويمكن لمربي الماشية في الواقع تعزيز نمو النباتات المحلية مما يؤدي إلى زيادة التنوع البيولوجي والإستدامة.
8- اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري:
مرض جنون البقر هو تنكس في الدماغ ناجم عن بروتين ممرض أو بريون، ويصاب الحيوان المصاب بثقوب في دماغه تسبب مشاكل في التنسيق، والعدوان المفرط، وفي النهاية الموت، ويعتقد معظم الباحثين أن المرض نشأ لأن الماشية نباتية بطبيعتها وكانت تتغذى على اللحوم والعظام كمكمل بروتيني، وتم الحصول على الوجبة من الماشية النافقة وربما تلوثت في مسلخ أو معمل معالجة بالبريون الذي يسبب سكرابي وهو مرض مشابه في الأغنام.
وتم ربط مرض جنون البقر بما يعرف بمرض كروتزفيلد جاكوب المتنوع في البشر، وهو اضطراب عصبي مرعب يبدأ بالخرف وفقدان الذاكرة وتغيرات الشخصية والهلوسة ويتطور إلى فقدان التوازن والتنسيق وينتهي دائما بالموت، وبعد ظهور المرض عادة ما يكون لدى المرضى أشهر فقط للعيش.
تعتبر ممارسة إطعام حيواني إلى نباتي أمرا مسيئًا بدرجة كافية لكثير من الناس، ولكن حقيقة أن الماشية كانت تأكل الماشية النافقة تعني أن البشر كانوا يجبرونها بشكل أساسي على أن يكونوا أكلة لحوم جنسها، وحظر لمدة عشر سنوات على صادرات لحوم الأبقار من بريطانيا حيث كان حدوث مرض جنون البقر أكثر شيوعا، وتبع ذلك تغييرات تنظيمية على علف الماشية بعد تفشي المرض في منتصف التسعينيات، ومع ذلك حتى يومنا هذا لا تزال الماشية تعطى علفا مشتقا من بقايا الحيوانات وليس فقط تلك الحيوانات المجترة.