تمكنت التماسيح من البقاء على قيد الحياة طوال الـ 80 مليون سنة الماضية، مما يدل على نجاحها في التكيف مع التطورات التي حدثت من حولها بما في ذلك العصر الجليدي والحياة بين الديناصورات الضخمة، ولكن من أهم العوامل التي ساعدت التماسيح على البقاء هو إستراتيجيتها الإنجابية، فمن أهم تكيفات التماسيح هو استخدامها درجة الحرارة لتحديد جنس الصغار داخل البيض، فإرتفاع درجة الحرارة أو إنخفاضها يحدد ما إذا كان الجنين ذكراً أو أنثى، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال ... تابعوا معنا
بيولوجيا التماسيح الأساسية :
أربعة عشر نوعا من التماسيح تسكن جنوب آسيا وأستراليا وأفريقيا والأمريكتين، وتحتوي بمختلف أنواعها على بيولوجيا متشابهة إلى حد كبير، ولكنها تظهر بعض الاختلافات في الحجم، ونادرا ما تزيد التماسيح القزمة عن خمس أقدام في الطول، في حين أن التماسيح التي تعيش في مصبات الأنهار تتجاوز أحيانا 20 قدما في الطول .
وجميع أنواع التماسيح هي كائنات مفترسة، ولكن فرائسها تختلف بإختلاف حجم التماسيح وأنواعها، فأنواع التماسيح الصغيرة تتغذى على الحشرات والأسماك والبرمائيات في حين أن أكبر التماسيح تصطاد حيوانات كبيرة مثل الحيوانات البرية والحمر الوحشية وغيرها من التماسيح الأخرى، وبشكل عام، التماسيح هي زواحف إجتماعية بشكل غير عادي، فالتماسيح تشكل مجموعات كبيرة، والتي تتواصل بصريا وصوتيا وتوفر كمية كبيرة من الموارد من أجل الرعاية الأبوية لصغارها .
تكاثر التماسيح :
بعد فترة وجيزة من التكاثر، تبدأ التماسيح الإناث في البحث عن مواقع العش الملائمة، وعادة ما يحفرون حفراً ضحلة أو يصنعون أكواما من الغطاء النباتي، وفي بعض الأحيان تحدد موقع أعشاشها في أماكن مظللة، وتضع إناث التماسيح الكبيرة ما يصل إلى 90 بيضة في كل مرة على الرغم من أن الإناث الصغيرة لا تضع سوى عدد ضئيل منها، وبعد وضع البيض تعود إناث التماسيح إلى الماء، ولكنها تبقى قريبة لحماية البيض خلال فترة الحضانة بأكملها، والتي تدوم حوالي ثلاثة أشهر .
تحديد جنس التماسيح يعتمد على درجة الحرارة :
في حين أن المعلومات الوراثية تحدد جنس معظم الثدييات والثعابين والطيور والعديد من الحيوانات الأخرى، إلا أن الظروف البيئية تحدد جنس العديد من أنواع بعض الحيوانات الأخرى بما في ذلك التماسيح، وعلى الرغم من أن العلماء لا يزالون يحققون في تفاصيل أنواع الحيوانات المختلفة، إلا أن رتبة التمساحيات بما في ذلك التماسيح، والتماسيح الأمريكية، والكيمان أو التماسيح الإستوائية وتماسيح غاريال تنتج عادة أجنة أنثى بطبيعتها، والتي يمكن أن تصبح ذكورا عند إستيفاء بعض الشروط البيئية .
وعادة، عندما يتم الوصول إلى درجة حرارة عالية بما فيه الكفاية، يبدأ الجنين إنتاج هرمونات منشطة للذكورة، والتي تتسبب في نمو الأعضاء التناسلية الذكرية، وفي بعض الأنواع الأخرى عندما تصل درجات الحرارة إلى نقطة معينة، فإنها تحفز إنتاج الإناث أكثر من الذكور، وفي كثير من الأحيان يحدد موقع وضع البيض إذا كان مشمس أو مظلل درجات حرارة العش، وبالتالي جنس الأجنة .
عواقب تغير المناخ على تحديد جنس التماسيح :
بالإضافة إلى إزالة الغابات وتدمير الموئل والإضطهاد الكامل للتماسيح، يجب على التماسيح أن تواجه تحديا هائلا آخر وهو تغير المناخ، ومع إرتفاع درجات الحرارة العالمية أو الإحتباس الحراري، يتم تغير المعدلات الجنسية للأنواع، وفي حالة بعض التماسيح مثل تماسيح كوستاريكا الأمريكية، فإن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر بالفعل على النسبة بين الجنسين الذكور والإناث، وعادة تفقس خمس إناث لكل ذكر، ومع ذلك، فإن مجموعات البيض الأخيرة تظهر نسبة 1:1 للجنس، وتقدر لورا بوراس عالمة الأحياء التي تقوم ببعض الدراسات على تماسيح كوستاريكا، أنه بالنظر إلى تنوع الضغوط التي تواجه هذه التماسيح، فمن المحتمل أن تختفي كليا بحلول عام 2040 .