لماذا تعقد الغربان جنازات موتاهم ؟

هناك سلوك غير عادي ولكنه معروف بين الغربان، حيث أنهم يتجمعون حول أجساد موتاهم، فسوف يحيط بغراب ميت في الشارع أو في حقل من بضعة غربان إلى أكثر من اثني عشر من الغربان، وكلهم يبدون وكأنهم يفكرون في رفيقهم الذي طرح أرضا، وقد تم توثيق فكرة الجنازات لدى الغربان ولكن ليس بالضرورة أن تكون مفهومة بالمعنى المعروف لدينا، ولذلك قرر عالم الأحياء في جامعة واشنطن كايلي سويفت وجون مارزلوف إنشاء تجارب لمعرفة ما يحدث بالضبط.

 

إذا كنت قد قرأت في أي وقت عن تجارب سلوك الغربان، فستعرف أن التجارب غالبا ما تتضمن باحثين يرتدون أقنعة مخيفة بشكل لا يصدق، كما ترون في الفيديو أدناه، وقد تعلم الغربان أن يتعرفوا على الوجوه الفردية وأن يعلموا صغارهم أنه يجب أن يشعروا بالقلق حيال هذه الوجوه، ولأن الغربان تتمتع بذاكرة طويلة، فإن الباحثين يمكن أن تكرههم الغربان المحليون لعقود، ولتفادي هذا العداء طويل الأمد، قام متطوعو واشنطن بالبحث عن أقنعة، كما أنهم كانوا يضعون علامات تشير إلى أن التمرين كان جزءا من دراسة الغراب، "العلامات كانت للبشر بالطبع ليس للغربان، ولكن ليس كفكرة سيئة إلى جانب الأقنعة المخيفة أن يحمل الباحثون غرابا ميتا".

 

 

بدأت التجربة مع امرأة تدعى كيلي إن، حيث قامت بنثر الفول السوداني والجبن على الأرض، وإنقضت الغربان عليها لتتغذى على الوجبات الخفيفة، بينما لاحظت الباحثة سويفت الطيور من بعيد، بينما يمشي شخص أخر إلى الطيور مرتدي قناع اللاتكس وفي يد شريكه غراب محنط.

 

 

ما هو رد فعل الغربان ؟

الباحثة سويفت شاهدت ما يحدث عندما يقترب المتطوع من الغربان، فعندما يحمل شخص ما الغراب، يتم تجمهر الغربان حول الشخص في كل مرة تقريبا، وستواصل الغربان تأنيب وتعنيف هذا الشخص لمدة ستة أسابيع، حتى لو كان الشخص خالي اليدين، ويستغرق الغربان أيضا وقتا أطول للإقتراب من مصدر الطعام مرة أخرى بعد رؤية شخص لديه غراب ميت في تلك المنطقة.

 

من ناحية أخرى، إذا كان هناك متطوع ملثم يحمل حمامة محنطة، فإن الغربان سوف تتجمهر على الشخص الملثم ولكن 40٪ فقط من الغربان، ولن يتردد الغربان في العودة إلى مصدر الغذاء بعد مغادرة الشخص، والإستنتاج، هو مشهد غراب ميت يترك انطباعا دائما على الغربان الحية.

 

وتقترح سويفت ومارزلوف أن السبب الذي يدفع الغربان إلى هذا الاهتمام الشديد هو أنها فرصة للتعلم من أجل البقاء على قيد الحياة، وهي فرصة لمعرفة أي فرد من البشر، أو لمعرفة الحيوانات، أو الأوضاع الخطيرة، وقد يكون تجمع الغربان معا طريقة لمشاركة هذه المعلومات مع المجموعة، مما يحمي هذا باقي أعضاء السرب.

 

 

من الواضح أن الغربان تعرف كيف تتعرف على صديق مقابل العدو، وفي أحد الأمثلة المشهورة حديثا، بدأت الغربان في تقديم الهدايا إلى طفلة صغيرة كانت تغذيها بانتظام، في حين تستمر في تعنيف الأشخاص الذين يدركون أنهم قاموا بإيذائهم، وتعليم الغرباء الآخرين تعنيف نفس الأفراد، وما يسمى جنازات الغراب قد يكون إنعقاد جلسة جماعية، حيث يتعلمون الدروس حول ما تسبب في ضرر رفيقهم حتى يتمكنوا من تجنب مصيره المماثل.

 

إن البحث مقنع بشكل خاص لأنه من المعروف أن هناك القليل من الأنواع فقط هي التي تهتم بموتاها، وقالت سويفت لصحيفة نيويورك تايمز، أن الغربان حيوانات ذكية تعيش في مجموعات إجتماعية ومعروفة بمهاراتها المعرفية المتقدمة،ومن المدهش أن تفكر الغربان أن تقوم بشيء من هذا القبيل بحيث لا يفعله سوى عدد قليل من الحيوانات الأخرى التي نعرفها.

مواضيع مميزة