لا توجد أمراض جيدة، لكن هناك أمراض أسوأ من الامراض الاخرى، خاصة الأمراض المعدية المميتة التي تمثل الفزع الأكبر للبشرية فتسببت في قتل ملايين الأرواح بأكثر الطرق إيلاما خلال بضعة أيام، ولابزال العلم الحديث يحاول إيجاد علاج لبعض هذه الأمراض المعدية المميتة التي تحدت التطور العلمي حتى الآن، وفي هذا المقال ستتعرف علي أخطر 10 من الأمراض المعدية المميتة .
وفي حين أنه من الضرورة البيئية أن تتطور مسببات الأمراض المعدية لكي تنتشر بشكل أكثر كفاءة، إلا أنه لا يوجد سبب واضح لحدوث بعض هذه الوفيات والقضاء على المضيف ( الكائن الحي)، وقد تظن أنه من مصلحة العامل المعدي أن يبقى مضيفه على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة للانتشار إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، لكن الأمراض التالية تسبب الوفاة خلال أيام قليلة.
10- الانفلونزا :
معظم الناس تعتبر الانفلونزا هو مرض مزعج وكانت الانفلونزا مسؤولة عن واحدة من أكثر الأوبئة تدميرا في كل العصور، وهي الانفلونزا الاسبانية (1918-1919) التي قتلت ما يصل إلى 100 مليون شخص، وكان هناك نوع معين من سلالة الانفلونزا (H1N1) غير عادي وكان معظم الوفيات من بين الشباب والأشخاص الأكثر صحة، ويبدو أن الأنفلونزا حولت في الواقع جهاز المناعة في الجسم السليم على نفسه مما خلق ما يسمى عاصفة السيتوكين أو متلازمة السيتوكين التي هاجمت الرئتين.
وكانت الأنفلونزا الأخيرة التي كانت أهم العناوين الرئيسية هي أنفلونزا الخنازير، وهو نوع جديد من سلالة H1N1، وقد حدثت الوفيات بالفعل ويبدو أنها ضارة بشكل خاص، ولكن لا شيء مقارنة بحجم الأنفلونزا الإسبانية، وربما يكون السبب الأكبر تخوفا من الانفلونزا هو قدرتها على التألف والتحور لتشكيل سلالات جديدة.
وأهم هذه المخاوف هو أن سلالة شديدة سوف تتحد مع سلالة شديدة الإنتقال، وهذا يمكن أن يحدث حتى عبر الأنواع كما هو الحال مع أنفلونزا الطيور H5N1، وفي الوقت الحالي لا تستطيع أنفلونزا الطيور الانتقال من شخص إلى آخر، ولكن مجرد حدث جيني صغير يمكن أن يفتح الطريق لوباء كبير .
9- الايدز :
الايدز من الأمراض المعدية المميتة حيث تعمل عدوى فيروس العوز المناعي البشري أو متلازمة نقص المناعة المكتسب من خلال تدمير دفاعات الجسم فعليا لأي عدد من الأمراض والعدوى الأخرى، ولا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح، وحتى وقت قريب لم يكن هناك علاج فعال، وقد مات حتى الآن أكثر من 30 مليون شخص بسبب الإيدز، حيث أصيب ما يقرب من 40 مليون شخص بالعدوى.
يزيد فيروس نقص المناعة البشري من فرص التقاط العدوى مثل السل، وداء المقوسات، والتهاب الكبد، وكما أنه يثير إمكانية تطوير عدة أشكال من السرطان، وأدت العلاجات الجديدة بالأدوية المضادة للفيروسات إلى زيادة متوسط العمر المتوقع إلى حد كبير بالنسبة للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري ومع ذلك، فإن الطبيعة المتغيرة باستمرار لفيروس نقص المناعة البشري تجعل من الصعب مكافحته.
ويدخل الفيروس نفسه بالفعل في الحمض النووي لخلايا الجسم، ليصبح جزءا من القالب الجيني الخاص بك، وليس ذلك فحسب بل يتطور بسرعة داخل الجسم إلى الحد الذي يمكن أن تصنع فيه سلسلة تطورات من عينات فيروسات تم أخذها في أجزاء مختلفة من الجسم.
8- السل :
السل شديد العدوى وينتشر بسهولة عبر قطرات محمولة جوا على سبيل المثال العطس، وفي الواقع، حوالي ثلث سكان العالم مصابون بالسل، والحمد لله هو في شكل كامن ومن المحتمل أن الأشخاص المصابون يمكن أن لا يكونوا على علم، ويتقدم 1 فقط من كل 10 حالات إلى المرض النشط الذي لديه معدل وفيات يصل الى 50٪ من المصابين إن لم يتم معالجته، ويفتك السل بنحو 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الملاريا.
المرض يؤثر في المقام الأول على الرئتين ولكن يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم بما في ذلك الخصيتين، وأكثر الأعراض الأولية شيوعا هي سعال الدم يتبعه فقدان الوزن السريع، ومع تقدم المرض يتم نخر مساحات كبيرة من الرئتين وتحويلها إلى مادة تشبه الجبن، وفي الحالات القصوى يمكن للعدوى أن تؤدي الى تآكل في الشريان الرئوي للرئة مما يؤدي الى غرق المريض في دمه.
يحدث السل الذي يصيب باقي الجسم (السل خارج الرئة) في حوالي 20٪ من الحالات، ويمكن أن يؤثر ذلك على الجهاز العصبي والجهاز البولي التناسلي والعظام، كما يمكن رؤيته في الصورة أعلاه حيث يصيب العمود الفقري وينضغط على نفسه، وفي بعض الحالات يمكن أن يغزو السل العديد من الأعضاء (Miliary TB) التي تؤثر على الكبد والطحال والمخ وكذلك على الرئتين وهذه حالة خطيرة بشكل خاص، حيث أن معظم تلف الأنسجة في مرض السل يتسبب فيه الجهاز المناعي للجسم نفسه قصف المنطقة المصابة بمجموعة من المواد الكيميائية، ولذلك لا تخلو قائمتنا الأمراض المعدية من مرض السل.
7- الجمرة الخبيثة :
الجمرة الخبيثة هي عدوى بكتيرية في معظم أشكالها قاتلة، وهناك ثلاث طرق يمكن أن يصاب بها الشخص وهذا مهم جدا لكيفية تقدم المرض، والطريقة الأكثر فتكا هي عن طريق الاستنشاق، وإذا لم يتم علاج هذا المرض فهو بالفعل قاتل، ومع العلاج بالمضادات الحيوية الفورية لا يزال ما يقرب من نصف المصابين على قيد الحياة، ويمكن ابتلاع الجمرة الخبيثة من خلال اللحوم المصابة.
وتشمل الأعراض الأولية لهذا الشكل تقيؤ الدم والإسهال الشديد، والنتائج أفضل قليلا إذا تم العلاج الفوري مع معدل وفيات يصل الى (25-60) ٪، ويمكن للبكتيريا أيضا أن تنتشر من خلال الجلد المشقوق، وهذا يسبب قرحة حادة وقد تؤدي إلى التهاب في الأطراف كلها، ومع ذلك ، فإن الموت نادر الحدوث حيث لا يستطيع العامل الممرض اختراق الجلد.
العامل النشط من الجمرة الخبيثة هو المسمى السم القاتل على الرغم من أنه ليس قاتل في الواقع حتى يتحد مع عامل الاستسقاء، والمستضد الواقي، ويتسبب الدمج معا تدمير الأنسجة على نطاق واسع والنزيف الدموي مع الدم الداكن غير المخثر الناتج عن الفتحات الجسدية، وتحدث الوفاة خلال بضعة أيام إلى أسبوعين.
ولأن الجمرة الخبيثة من الامراض المعدية المميتة كان هناك جزيرة في اسكتلندا غير صالحة للسكن لمدة 50 عاما بعد التجارب التي أجرتها الحكومة البريطانية على الجمرة الخبيثة، وكان لا بد من تطهيرها قبل أن يتمكن أي شخص من العودة اليها ومن الصعب للغاية استئصال جراثيم الجمرة الخبيثة من خلال الحرق.
6- الكوليرا:
تعتبر الكوليرا واحدة من أكثر الأمراض المعدية والتي يمكن تمريرها بسهولة من خلال الأغذية والمياه الملوثة، وتاريخيا قد دمرت الكوليرا المجتمعات المحلية ، مما أسفر عن مقتل نصفها، وحتى الآن يمكن أن تؤدي الكوليرا الى قتل ما يقرب من 120،000 شخصا في السنة، وفي الماضي كانت تقتل الملايين.
الكوليرا تقتل من خلال الجفاف السريع، والأعراض هي قئ من دون توقف وإسهال مستمر حتى لا يمكنك فعل المزيد، وتشير إحدى التقديرات إلى أنه يمكن للمرضى إنتاج ما يصل إلى 20 لتراً (5 جالون أمريكي) من الإسهال يوميا، والكوليرا من السهل علاجها بالسوائل والالكتروليتات، وعندما يتم العلاج 1 ٪ فقط من المصابين يمكن أن يقضى عليهم، ودون علاج هناك فرصة لأكثر من 60 ٪ من المصابين يموتون، ويمكن أن تقتل السلالات الاكثر خطورة خلال ساعتين إذا ترك المريض دون علاج.
5- بكتريا المكورات العنقودية :
MRSA أو المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين هو مخيف بشكل خاص لأنه يجعل الطب الحديث غير فعال، وهذا المرض كان لديه القدرة في العصور القديمة الى اصابة الفلاحين بكل أنواع الدمامل والأمراض الجلدية البشعة، ولكن هذه الجرثومة أكثر من مجرد عدوى جلدية كان من المعروف أنها تقتل في غضون 24 ساعة.
هناك عدد من سلالات الجراثيم العنقودية المقاومة للميثيسيلين مع بعضها الأكثر فتكا من غيرها (ST1: USA400 و ST8: USA300)، ولكنهم يملكون شيئا مشتركا، فهي مقاومة لمجموعة واسعة من المضادات الحيوية الأكثر استخداما المتوفرة للبشر، وليست قابلة للعلاج بسهولة.
الحالات المرتبطة بالجرثومة MRSA:
* التهاب اللفافة الناخر : حالة تآكل اللحم وتؤثر على طبقات أعمق من الجلد.
* متلازمة الصدمة السمية : عدوى جهازية يمكن أن تكون قاتلة.
* الالتهاب الرئوي الناخر : عدوى تآكل اللحم في الرئتين.
* التهاب العظم والنقي : عدوى مؤلمة في العظام.
* تعفن الدم : يمكن أن تكون عدوى مميتة لمجرى الدم
* التهاب الشغاف : عدوى القلب
يمكن للجرثومة العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) التي تعتبر من اخطر الامراض المعدية المميتة أن تأكل جسدك بفاعلية مع عدد قليل جدا من المضادات الحيوية الفعالة وزيادة المقاومة، ويبدو أن عصر المضادات الحيوية يقترب من نهايته، والكثير من هذا يعود إلى الناس الذين يسيئون استخدامه ويفرطون في استعماله.
4- داء الكلب :
داء الكلب من الأمراض المعدية المميتة القاتل دائما إذا لم يعالج المصاب فورا بعد العضة، وإذا لم يحدث التدخل إلا بعد ظهور الأعراض، فإن هناك فرصة 8٪ لبقاء المصاب على قيد الحياة، ويقتل داء الكلب في جميع أنحاء العالم حوالي 55000 شخص، ومعظمهم في أفريقيا والهند، ولكنه لا يزال موجودا في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويصيب داء الكلب الجهاز العصبي المركزي أولا ويؤدي في النهاية إلى الإصابة بالمرض في المخ مما يؤدي إلى الوفاة، وتشمل الأعراض الألم الحاد، والحركات العنيفة، والإثارة غير المنضبط (الهوس وهلع الماء) وينظر إلى هذا على أنه حالة من الذعر عندما يُعطى المريض سوائل للشرب حتى عند العطش ويسبب التشنجات الحادة بشكل مؤلم للعضلات في الحلق.
ولعل أكثر الأعراض المعروفة هي الرغوة في الفم الناتجة عن الإفراط في إنتاج اللعاب، وتختلف فترة حضانة داء الكلب بشكل كبير من بضعة أيام إلى عدة سنوات، وللأسف بمجرد بدء الأعراض تحدث الوفاة خلال (2-10) أيام، ويمكن حمل داء الكلب عن طريق الحيوانات ذات الدم الحار، ولكن في الغالبية العظمى من الحالات تكون بسبب عضة من كلب.
3- الجدري :
قد يكون الجدري من أكثر الامراض فظاعة من أي مرض، فقد يكون من الأمراض المعدية المميتة، والمظهر التقليدي هو الجسم الذي يتم تغطيته بالجدري (بثرات مملوءة بالسوائل)، وهذا لا يقتصر على الجلد سواء ولكن يمكن أن يحدث في الفم والحلق، ولقد كان المرض موجودا منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد وكان مسؤوًا وحده عن 300 مليون حالة وفاة منذ عام 1800، بينما بلغ معدل الوفيات حوالي الثلث فقط، فإن معظم الناجين يعانون بعض الندوب مع مضاعفات أخرى بما في ذلك العمى، وعدد الوفيات مرتفع على الرغم من أن الجدري معدي بشكل لا يصدق.
معدل الوفيات يعتمد على نوع المرض، ومن بين الأشكال الأربعة يكون الجدري الخبيث والجدري النزفي عادة مميت، وهذا أخطر أشكال الجدري، ولا توجد تقرحات للجلد، وبدلا من ذلك يوجد نزيف تحت الجلد يتسبب في تحوله إلى اللون الأسود، ولذلك يسمى الجدري الأسود، وهذا النوع من الجدري سيقتل في غضون 6 أيام تقريبا، والخبر السار حول الجدري المميت هو أنه تم القضاء عليه رسميا، فلقد كان العالم خاليا من مرض الجدري منذ عام 1976 مع آخر حالة مسجلة وهي رحيمة البالغة من العمر عامين في بنغلاديش.
2- الطاعون الدملي :
الطاعون الدبلي يسمى الموت الأسود وهو من الأمراض المعدية المميتة الذي اجتاح أوروبا في العصور الوسطى وقتل ما يقدر بنحو 100 مليون شخص، وكانت هناك أوبئة الطاعون الأخرى بما في ذلك واحدة في القرن السادس الذي قتل 50 مليون شخص في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
ينتشر الطاعون ببكتيريا تحملها براغيث الجرذان، وللأسف فإنها تقتلها أيضا، وتحدث الأعراض في خلال (2-5) أيام من اللدغة، وفي البداية تتضخم الغدد اللمفاوية القريبة من لدغة البراغيث مثل كرات الجولف، وتشمل الأعراض الأخرى تشنجات ونوبات واحتمال تقيؤ الدم، والغرغرينا التي تحدث في الأطراف يمكن أن تسبب تحويل الأصابع والقدمين والأنف الى اللون الاسود، ويمكن أن يغير لون الجلد، مع وجود ألم شديد بسبب الجلد المتحلل على الشخص الحي.
لا يزال الطاعون الدبلي موجودا وتحدث حالات متفرقة حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت هناك فاشيات كبيرة في الآونة الأخيرة مثل التي حدثت في عام 1946، والأخبار الجيدة (نسبيا) هي أنه يمكن علاجه بشكل فعال إذا تم إعطاء المضادات الحيوية في غضون 24 ساعة، وإلا فإن معدل الوفيات يزيد عن 60٪.
1- الإيبولا :
الإيبولا من الأمراض المعدية المميتة وهناك توجد أدلة على أن الايبولا يمكن أن تنتشر عن طريق الهواء، ولا يوجد علاج، ولا يوجد لقاح، ومن المعروف أن الوفاة المؤلمة تحدث بنسبة تزيد على 90٪ من الحالات في بعض حالات تفشي المرض، ولهذه الأسباب يتفوق فيروس الإيبولا على أي مرض حالي ليصبح أكثر الامراض المعدية المميتة على كوكب الأرض.
الإيبولا هي في الواقع مجموعة من الفيروسات التي تنتمي إلى وسط أفريقيا، ويبدو أن أول حالة تم الإبلاغ عنها في منتصف السبعينات كانت مرتبطة بالطعام المحلي للحوم الأدغال أي الحياة البرية الأصلية، وأحد الأشياء المخيفة حول الإيبولا لا يوجد شيء مؤكد من أين جاء، ولا أحد يعرف على وجه اليقين أين هو موجود، ومن المفترض وجود خزان طبيعي للفيروس داخل بعض الحيوانات، ولكن الأنواع غير معروفة.
تبدأ عدوى فيروس إيبولا بالألم في كل مكان، ومها المفاصل والعضلات، وتشنجات في البطن والصداع، ويظهر الطفح الجلدي عادة أيضا، ويتداخل الإيبولا مع آلية تخثر الدم ويمكن أن يحدث النزف من كل فتحة، ويحدث الموت الحتمي عادة بسبب فشل الأعضاء ونخر الأنسجة الداخلية .