يتراوح عمق المحيطات على الأرض من السطح إلى أكثر من 36000 قدم، ويبلغ متوسط ساعات العمق أكثر من 2 ميل بحري بقليل، أو حوالي 12،100 قدم، وأعمق نقطة معروفة في المحيطات هي ما يقرب من 7 أميال تحت السطح، وبالرغم من نقص بعض العوامل الحيوية هناك إلا أن هناك حياة بحرية.
أعمق نقطة في المحيطات :
أعمق منطقة في المحيطات هي خندق ماريانا، وتسمى أيضا خندق مارياناز الذي يقع في الجزء الغربي من المحيط الهادئ، حيث يبلغ طول الخندق حوالي 1،554 ميلا وعرضه 44 ميلا، أو أكبر 120 مرة من جراند كانيون أو الأخدود العظيم، ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن الخندق أعرض خمس مرات تقريبا من العمق.
تسمى أعمق نقطة في المحيطات خندق تشالنجر ديب، وهو بعد السفينة البريطانية تشالنجر الثانية التي تم اكتشافها في رحلة مسح عام 1951، ويقع تشالنجر ديب في الطرف الجنوبي من خندق ماريانا بالقرب من جزر ماريانا، وقد تم أخذ قياسات مختلفة لعمق المحيط في خندق تشالنجر ديب، ولكن يتم وصفه عادة بعمق 11000 متر، أو 6.84 ميل تحت سطح المحيط، وعلى ارتفاع 29355 قدما يعد جبل إيفرست أطول بقعة على وجه الأرض ولكن إذا غمرت الجبل بقاعدته في تشالنجر ديب، فستظل القمة أكثر من ميل تحت السطح، وضغط المياه في خندق تشالنجر ديب هو 8 أطنان لكل بوصة مربعة، وبالمقارنة فإن ضغط المياه على عمق قدم واحد يزيد قليلا عن 15 رطلا لكل بوصة مربعة.
كيف تم تكوين خندق ماريانا في المحيطات ؟
يقع خندق ماريانا عند التقاء اثنتين من لوحات الأرض، وهي الأجزاء الضخمة من الغلاف الخارجي الجامد للكوكب أسفل القشرة، وصفيحة المحيط الهادئ مغمورة أو تغوص تحتها الصفيحة الفلبينية، وخلال هذا الغوص البطيء، تم أنسحاب الصفيحة الفلبينية لأسفل مما شكل الخندق.
الزيارات البشرية إلى قاع المحيطات :
استكشف علماء المحيطات جاك بيكار ودون والش تحدي تشالنجر ديب في يناير 1960 على متن مجسم يسمى تريست، وحملت الغاطسة العلماء لنحو 36000 قدم إلى أسفل الأمر الذي استغرق 5 ساعات، وكان بإمكانهم قضاء 20 دقيقة فقط في قاع البحر، حيث رأوا طمي وبعض الروبيان والأسماك على الرغم من أن رؤيتهم تعوقها الرواسب التي أثارتها سفينتهم، وقد استغرقت الرحلة إلى السطح 3 ساعات.
في 25 مارس 2012، أصبح المخرج والمستكشف الوطني جيمس كاميرون أول شخص يقوم برحلة فردية إلى أعمق نقطة في المحيطات على وجه الأرض، ووصلت غواصته التي يبلغ طولها حوالي 24 قدما إلى تشالنجر ديب أعمق نقطة في المحيطات إلى 35756 قدما (10898 مترا) بعد نزول 2.5 ساعة، على عكس زيارة بيكارد ووالش القصيرة، أمضى كاميرون أكثر من 3 ساعات في استكشاف الخندق على الرغم من أن محاولاته لأخذ عينات بيولوجية أعيقت بسبب مواطن الخلل الفنية، وقد قامت اثنتان من الغواصات بدون قائد واحدة من اليابان والأخرى من معهد وودز هول لعلوم المحيطات في ماساتشوستس باستكشاف تشالنجر ديب.
أصبح المستكشف الأمريكي المغمور فيكتور فيسكوفو أول شخص يغوص إلى أعمق النقاط في المحيطات الأرضية الخمسة، وعاد الآن إلى اليابسة ليكشف عن اكتشافاته، ويتجه المستكسف البالغ من العمر 53 عاما إلى أعماق مجهولة حيث يزور تشققات كهفية في المحيط الهادئ، والهندي، والجنوبي، والقطب الشمالي، والمحيط الأطلسي على مدى 10 أشهر، وأعلن فيسكوفو أنه أكمل غوصه الأخير في 24 أغسطس 2019، حيث انخفض إلى 5،550 متر (18،208.66 قدم) في مولوي ديب أدنى نقطة في المحيط المتجمد الشمالي الجليدي الذي يقع على بعد حوالي 170 ميلا غرب سفالبارد، النرويج، وأن رحلة فيسكوفو إلى تشالنجر ديب في الطرف الجنوبي من خندق ماريانا في المحيط الهادئ في مايو كانت أعمق غوص بحري مأهول على الإطلاق على ارتفاع 10927 مترا (35853 قدما).
الحياة البحرية في خندق ماريانا :
على الرغم من درجات الحرارة الباردة والضغط الشديد ونقص الضوء تحت أعمق نقطة في المحيطات توجد حياة بحرية في خندق ماريانا، وتم العثور على الأوليات وهي الحيوانات ذات الخلية لواحدة تسمى المنخربات، ويوجد أيضا القشريات واللافقاريات الأخرى وحتى الأسماك توجد هناك.