ما هو الفرق بين النسر والصقر؟

الكثير منا لا يعرف الفرق بين النسر والصقر، ولكن هواة مراقبة الطيور يعرفون ذلك، فيمكن أن تكون مراقبة الطيور تجربة ثرية للغاية إذا تم القيام بها بشكل صحيح، ومن الرائع مشاهدة الطيور في السماء، ولكل طائر سماته التي تميزه عن غيره، وعلى الرغم من وجود الكثير من الطيور في السماء، فقد ينشأ الإرتباك عندما تبدو الطيور متشابهة مع بعضها البعض، ويوجد مثل هذا الإلتباس بين النسر والصقر، وكل من هذه الطيور تبدو مهيبة أثناء الطيران، ومن مسافة بعيدة، قد يتصور المرء النسر صقرا أو العكس بسبب الأجنحة الكبيرة وهيكل الجسم المماثل.

 

النسر أقوى وأكبر حجما بالمقارنة بالصقر، وهيكل جناحه مختلف أيضا، ويمتلك الصقر أجنحة طويلة ومدببة، في حين أن النسر لها أجنحة عريضة مدورة، وعند مقارنة لون العين، يكون لون عين النسر أصفر شاحبا بينما لون عيون الصقر بني غامق، وبينما يتمتع النسر بأفضل بصر، يعتبر الصقر أسرع حيوان في العالم، ويمكن أن يصل حجم النسر إلى متر واحد، لكن يمكن أن يصل ارتفاع الصقر إلى 60 سم فقط.

 

والنسر لديه مخالب قوية، وللصقر سن خاص في منقاره، وتتراوح العديد من المواصفات من الحجم واللون والعائلة التي ينتمون إليها وسلوكهم الذي يجعل هذين الطائرين مختلفين تماما عن الآخر، وفي حين أنه من السمات الشائعة ما يربك البشر أنفسهم، فإن التفاصيل التالية ستمكن المرء من تحديد الإختلافات بسهولة تامة.

 

عائلة النسر والصقر:
النسر هو طائر كبير من الطيور الجارحة ينتمي إلى العائلة البازية، ويوجد حوالي 60 نوعا من النسور، منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء مناطق أوراسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية وأستراليا، ومن ناحية أخرى، فإن الصقر هو أيضا طيور جارحة ولكنه ينتمي إلى عائلة الصقريات وجنس الفالكو ويوجد حوالي 40 نوعا من الصقور منتشرة في جميع أنحاء العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وفي حين أن النسر والصقر كلاهما من الطيور الجارحة، فإن تقنيات الصيد الخاصة بهم مختلفة.

النسر له رأس ومنقار ثقيل، وأصغر نسر في عائلته أيضا له أجنحة طويلة وعريضة وأسرع من الطيور الأخرى خارج عائلته، ويحتوي النسر على منقار معقوف يمكنه من تفكيك لحم الفريسة، وأرجله قوية بما يكفي للقبض على الفريسة والتأكد من عدم سقوطها من بين أرجله، كما أن مخالبه قوية جدا يمكنه قتل الفريسة بمجرد أن يمسك بساقيه، وعادة، يصطاد الفريسة الحية.

 

الصقر هو أيضا طيور جارحة، ومع ذلك، يعتبر النسر أقوى من الصقر، وليس لديه مخلب أقوى من مخلب النسر، وأسلوبه في اصطياد الفريسة هو الغوص بالقرب من الفريسة وأخذها على حين غرة، وعلى الجانب الآخر، يمسك النسر بفرائسه عن طريق الإستيلاء عليها وسحقها بمخالبه القوية، ويفترس الصقر الطيور الصغيرة حسب موطنه مثل الحمام والحمائم، والنسر، مع ذلك، لديه مجموعة متنوعة من الفرائس التي يتطلع إليها، وهذا يشمل الأسماك والثعابين والثدييات الأرضية، وخاصة النسل الصغير والطيور الأخرى.

 

صفات النسر والصقر الجسدية:
يتمتع النسر ببنية قوية، ويتمتع الصقر بجسم نحيل أقل بكثير مقارنة بالنسر، وأجنحة الصقر مدببة، وعيون الصقر إما سوداء أو بنية داكنة، وهو ليس عدواني مقارنة بالنسر، ومن ناحية أخرى، النسر له جسم عريض الصدر بأجنحة مستديرة، وتختلف ألوان عيونه، وهو عدواني جدا، والصقر ليس كذلك.

 

يغطي الريش أجنحة الصقر، وله أجنحة رفيعة مدببة في النهاية، والأجنحة أعرض من جسم الصقر، والنسر له أرجل أيضا مصقولة حتى أصابع القدم، وفي حالة نسر البحر فإن أرجله مغطاة بالريش حتى نصف أصابع القدم، ولديه أجنحة مستديرة على عكس الصقر، والنسر لها حافة بارزة تشبه الحاجب فوق عينيه، ولا توجد في الصقور، ويستطيع النسر أن يبحث عن فريسة أكبر، نظرا لحجمه وجسمه، ولا يصطاد الصقر نظرا لحجمه.

 

حجم النسر والصقر:
يمكن أن يتراوح ارتفاع النسر من 40 سم إلى 1 متر، مما يجعله أكبر الطيور الموجودة، ونتيجة لهذا، هناك عدد أقل من الحيوانات المفترسة للنسر نفسه، ومع ذلك، فهذه ليست الحالة نفسها عندما لا يزال النسر كتكوت لا يمتلك القوة للبحث عن الفريسة، وتكون إناث عدد قليل من الأنواع أكبر من الذكور في بعض الأحيان، ويتراوح حجم الصقر بين 25 سم ولا يزيد عن 60 سم، مما يجعله أصغر نسبيا من النسر.

 

وعلى الرغم من أن الصقر هو من الحيوانات المفترسة المسيطرة، إلا أن قوته تتضاءل أمام النسور، أو عندما يكون على الأرض، والذئاب والبشر هم المفترسون الرئيسيون للصقور عندما يكونون على الأرض، وحتى النسور وبعض البوم تميل إلى مهاجمة الصقور ذات الأحجام الصغيرة.

 

تكاثر النسر والصقر:
أنثى النسر تبني أعشاشا على الأشجار على ارتفاع كبير أو على المنحدرات للبقاء في أمان، وتضع أنثى النسر بيضتين من اللون الأبيض، ويستغرق الفقس حوالي شهر، وفي العديد من الأنواع، يكون صغير النسر أقوى من الآخر، مما يجعل الفرخ الآخر شقيقا أضعف، وفي بعض الأحيان، ينتهي الأمر بالشقيق الأقوى بقتل الأخ الأضعف، ولا يتخذ الوالدان أي إجراء لوقف القتل، وفي حالة الصقر، لا يبني أعشاشه عادة، ويستخدم حفرة الأشجار أو التلال الطبيعية للمنحدرات أو هيكل من صنع الإنسان لوضع البيض، مما يجعل الصغار والبيض عرضة قليلا للحيوانات المفترسة التي يمكنها الوصول إلى العش.

 

يبدأ الصقر في التكاثر عندما يبلغ من العمر عاما واحدا، وتضع الأنثى ثلاث إلى أربع بيضات من بيض مائل إلى البياض وعلامات بنية داكنة يفقس البيض في 28-35 يوما، وحالة الأخ الأضعف والأقوى الموجودة مع النسور غير موجودة هنا، والصقر هو طائر منعزل، ومن ثم يجتمع فقط للتزاوج، والنسر أحادي الزواج، أي يتزاوجون مدى الحياة ويعيد استخدام نفس العش بعد عام للتزاوج.

 

ويتمتع النسر بالولاء في الموقع ويمكنه العيش في مكان طوال حياته حتى تصبح ظروف مثل الطقس وتوافر الطعام مشكلة، والصقور هي طيور منعزلة، ومن ثم يقضون الوقت في نفس المكان أو يهاجرون ما يصل إلى 15000 ميل في السنة، والنسور لا تهاجر.

مواضيع مميزة