الإنقراض الجماعي يشمل أكبر وأصغر الحيوانات

ربما تمر الأرض بعملية الإنقراض الجماعي، وهو الأول من نوعه في تاريخ البشرية، والأول بمساعدة الإنسان، ويمكن للحياة أن تنتعش من الإنقراضات الجماعية كما حدث عدة مرات على مدى 4.5 مليار سنة، ولكن العديد من الأنواع المهمة ستضيع في هذه الأثناء، وبما أن البشرية لا تزال تعتمد على النظم البيئية من حولها، فإن هذا لا يتعلق فقط بالحفاظ على الحياة البرية لمصلحتها الخاصة، ولا نتحمل فقط مسؤولية حماية الطبيعة من أنفسنا، ولدينا مصلحة ذاتية كبيرة في حمايتها لأنفسنا أيضا.

 

في دراسة جديدة، كشف العلماء عن غرابة جديرة بالملاحظة حول أزمة الإنقراض الحالية، وتميل الأنواع الحيوانية المعرضة لخطر أكبر إلى أن تكون من بين الأنواع الأكبر أو الأصغر، وإذا تركنا هذا يحدث، كتب المؤلفون في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير في النظم البيئية التي تدعمنا، وكتبوا، يبدو أن النشاط البشري مهيأ لقطع كل من الرأس والذيل لتوزيع حجم الحياة، وهذا الإنضغاط لتوزيع حجم الحياة الفقارية لا يمثل فقط تحولا جذريا في العمارة الحية لكوكبنا، ولكن من المحتمل أن يعجل بتغييرات لاحقة في الأداء البيئي.

 

فحص الباحثون أكثر من 27000 نوع من الحيوانات الفقارية، بما في ذلك الطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك والثدييات، والتي تم تقييم مخاطر الإنقراض لديها من قبل الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وعندما قارنوا هذا الخطر بحجم الجسم، فإليك ما وجدوه، وهذا لا يعني أننا يجب أن نتجاهل الحيوانات متوسطة الحجم، ولكنه قد يقدم منظورا قيما لجهود الحفظ، وخاصة بين المخلوقات الأقل شهرة، وحدد العلماء آلاف الأنواع المعرضة لخطر الإنقراض، وإلى حد كبير بسبب الأنشطة البشرية مثل الصيد الجائر والتلوث وفقدان الموائل، ومع ذلك فإن العديد من الأنواع والموائل تتلاشى بسرعة كبيرة للغاية بحيث لا يمكن دراستها، ناهيك عن حمايتها.

يقول ويليام ريبل، أستاذ علم البيئة في جامعة ولاية أوريغون، إن معرفة كيفية ارتباط حجم جسم الحيوان باحتمالية تعرض الأنواع للتهديد يوفر لنا أداة لتقييم مخاطر الإنقراض للعديد من الأنواع التي لا نعرف عنها سوى القليل جدا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان، ويكتب ريبل وزملاؤه أن الأنواع الكبيرة والصغيرة تميل إلى أن تكون معرضة لخطر الإنقراض لأسباب مختلفة.

 

ويقتل الناس بشكل مباشر العديد من الحيوانات الكبيرة من أجل اللحوم أو الأدوية أو الأسطورة أو الراحة، من الفيلة ووحيد القرن التي يستهدفها الصيادون إلى أسماك القرش والثدييات البحرية التي يتم اصطيادها عمدا أو كصيد عرضي، فتتعرض السلحفاة الجبلية البورمية الكبيرة لخطر الإنقراض بسبب الصيد وفقدان الموائل، كمثال.

يقول ريبل، يتم قتل العديد من الأنواع الكبيرة واستهلاكها من قبل البشر، وحوالي 90 % من جميع الأنواع المهددة التي يزيد حجمها عن 2.2 رطل (1 كيلوجرام) في الحجم مهددة بالحصاد، وفي الوقت نفسه، تعيش أيضا مجموعة واسعة من الفقاريات ذات الأجسام الكبيرة في أجزاء متضائلة وغير متصلة من موائلها السابقة، والمخلوقات الصغيرة معرضة لخطر أقل بشكل عام في الإنقراض، ولكن من الأسهل علينا التغاضي عن تدهورها، وكتب الباحثون، كمجموعة تحظى الحيوانات الكبيرة عموما بإهتمام وتركيز بحثي أكثر من الحيوانات الصغيرة، وتشير الأنماط الإجمالية التي أبلغنا عنها إلى أن ضعف الفقاريات الصغيرة قد تم التقليل من شأنه.

هذه الفقاريات الصغيرة بشكل عام أقل من 1.2 أوقية (35 جراما) من وزن الجسم مهددة بشكل أساسي بفقدان أو تعديل موائلها، ويشير الباحثون إلى أن معظم هذه الأنواع أصغر من أن يتم حصادها بشكل مكثف للإستهلاك البشري أو للإستخدامات الاستغلالية الأخرى، ولكن هذا لا يمكن أن يحميها من فقدان الموائل، ومن الأمثلة على ذلك ضفدع الموز كلارك، والطيور الطنانة ذات الياقوت الأزرق، والخفافيش ذات الأنف الخنزير، وأسماك الكهوف التي تتسلق الشلال.

 

ووجدت الدراسة أن الوضع مريع بشكل خاص بالنسبة للأنواع الصغيرة التي تتطلب موائل المياه العذبة، كمثال، ضفدع الموز كلارك موطنه إثيوبيا معرض لخطر الإنقراض بسبب فقدان موطنه بسبب قطع الأشجار، والمستوطنات البشرية والزراعة، بما في ذلك مزارع البن.

 

توضح هذه النتائج كيف أن استراتيجيات الحفظ المختلفة مطلوبة للحياة البرية الكبيرة والصغيرة، وفقا لمؤلفي الدراسة، وكتبوا، بالنسبة للأنواع الكبيرة، هناك حاجة ملحة لتقليل القتل والإستهلاك المباشر للأنواع الحساسة للحصاد، وعلى النقيض من ذلك، بالنسبة للأنواع ذات الأجسام الصغيرة، تعد حماية المياه العذبة وموائل الأرض أمرا أساسيا لأن العديد من هذه الأنواع لها نطاقات محدودة للغاية.

مواضيع مميزة