الباندا هي من بين تلك الحيوانات التي يمكن التعرف عليها على الفور، ويرجع ذلك إلى لونها الأبيض والأسود المميز، وخاصة الهالات السوداء حول عيونها، ومظهرها اللطيف والمحبوب هو الذي جعله حيوانا مفضلا لدى الكثيرين، ومع ذلك، فإن أعداد الباندا مستمر في الانخفاض، فما هي أسباب انقراض الباندا؟ وكم عدد حيوانات الباندا المتبقية في العالم؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان بقاء الباندا على قيد الحياة؟ دعونا نكتشف المزيد عن أسباب انقراض الباندا وما يتم فعله لتحسين أعدادها، تابعونا.
كم عدد الباندا المتبقية في العالم؟
يجد الكثير منا الباندا رائعة بسبب مظهرها الذي يشبه دمية الدب، وتاريخيا، عاشت هذه الدببة العملاقة في الصين فقط، حيث ظلت من الأنواع المحلية، وحتى الآن، لا يوجد سوى 1864 حيوان باندا متبقية في البرية، وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية، وفي الوقت نفسه، كانت هناك تقارير تفيد بوجود ما يقرب من 600 من حيوانات الباندا تعيش في الأسر.
وعلى النقيض مما كان عليه الحال في أواخر السبعينيات عندما كانت الأعداد حوالي 1000باندا فإن هذه قصة نجاح حقيقية، ووفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، تعتبر الباندا العملاقة ضعيفة، وهي تقع بين شبه مهددة ومهددة بالإنقراض، وفي ضوء ذلك، ما الذي يحدث مع سكان الباندا؟ لماذا أصبح هذا المخلوق المنعزل عموما والذي يتغذى على الخيزران مهددا إلى هذا الحد؟ دعونا نلقي نظرة على أسباب انقراض الباندا.
ما هي أسباب انقراض الباندا؟
هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر سلبا على أعداد الباندا، وتعد حقيقة أن دب الباندا هي حيوانات آكلة للنباتات في المقام الأول أحد أكبر العوامل، فهي من الحيوانات العاشبة التي تأكل أوراق الشجر، ونظرا لأن الباندا تأكل براعم وأوراق الخيزران في المقام الأول، فهذه نقطة مهمة يجب تذكرها، وفيما يلي نظرة عامة على كيفية تأثير إزالة الغابات وعوامل أخرى على دب الباندا.
1- فقدان موئل الباندا:
الباندا البرية هي الأكثر عرضة للتهديد بإزالة الغابات، وفي الواقع، هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلها لا تزال من الأنواع المعرضة للخطر اليوم، حيث فقدت الباندا موطنها بشكل دائم في بعض المناطق بسبب إزالة الغابات، وكان هناك وقت كانت فيه حيوانات الباندا البرية تتجول عبر غابات الخيزران في أنحاء كثيرة من آسيا، وحاليا، لا يمكن العثور على الباندا البرية إلا في الصين، والباندا على وشك الانقراض نتيجة فقدان الموائل، و غابات الخيزران هي مصدر الغذاء الرئيسي للباندا، و إذا تم التخلص منها بالكامل، فإن مصدر غذائها سيختفي تماما، ونتيجة لإزالة الغابات، سوف تتضور الباندا جوعا حتى الموت إذا لم تتمكن من الوصول إلى الخيزران.
2- عدم قدرة الباندا على التكيف:
ليس من غير المعتاد أن تتكيف الحيوانات مع النشاط البشري في المناطق البرية، ربما لاحظت أن الجرذان والفئران تكيفت للعيش بين البشر، ولقد وجدت العديد من الحيوانات طرقا للاندماج في بيئتها الجديدة، بما في ذلك الطيور والثعالب وحتى الذئاب، لكن الباندا لا تستطيع أن تعيش بنجاح بين البشر، والسبب في ذلك هو أن نظامها الغذائي يتطلب منها تناول الخيزران حصريا، ولا يوجد شيء آخر يستطيع الجهاز الهضمي للباندا هضمه بشكل صحيح، حتى لو أكلوا شيئا آخر غير الخيزران، فلن يتمكنوا من الاندماج بأمان في المدن، وعلى النقيض من الحيوانات الصغيرة مثل السناجب والجرذان وحتى الكلاب والقطط البرية، فإن الباندا أكبر بكثير من أن تعيش بين البشر.
3- الصيد غير القانوني لدب الباندا البرية:
قد يبدو الصيد غير المشروع للأنواع المهددة أمرا لا يمكن تصوره، ولكنه للأسف يحدث بالفعل، ومن الممكن أن يجني الصيادون الكثير من المال في السوق السوداء عن طريق بيع جلود الباندا، ولذلك قررت الحكومة الصينية التدخل ببعض القوانين القاسية من أجل وضع حد لهذا الوضع، وتفرض الحكومة الصينية عقوبات صارمة على أي شخص يتم القبض عليه وهو يقوم بالصيد الجائر لحيوانات الباندا، لكن بعض الصيادين يستمرون على الرغم من المخاطر، وبما أن أعداد الباندا البرية منخفضة للغاية، فإن قتل باندا واحدة على يد الصيادين غير القانونيين يعد مأساة.
4- صعوبة تربية الباندا لرضيعها:
غالبا ما تعاني الباندا من انخفاض معدل الولادة بشكل خطير، ويرجع ذلك إلى النظام الغذائي لدب الباندا الذي يتكون من نبات الخيزران الذي هو منخفض في السعرات الحرارية للغاية، وبالرغم من أن الباندا الأم تلد توأم إلا أنها تتخلى دائما عن أحدهما لأنها ببساطة لا تستطيع تربية كلا من الصغيرين، وهذا هو السبب في أن حديقة الحيوان يتبادل فيها المسؤولين صغار الباندا كل يوم بين الباندا الأم والحاضنة، وبالتالي فإن الباندا الأم تكون قادرة على رعاية كلا من الصغيرين، ولكن من المؤسف أن الأمر لا يكون بالقدر الكافي.
5- الباندا تحصل على الحمل مرة واحدة في السنة:
من الأمور الصعبة حقا لدب الباندا المهدد بالإنقراض أن الأنثى فقط تحصل على الحمل مرة واحدة في السنة، حيث أن أنثى الباندا يحدث لها تبويض مرة واحدة في السنة، وليس هناك سوى 24 ساعة فقط كحد أقصى لاحتمال حدوث الحمل في ذلك الوقت، وحتى الأطباء البيطريين المتخصصين في الباندا يقولون أنه من الصعب معرفة علامات التبويض، وأحيانا يخفق الأطباء في معرفة زمن التبويض.
6- صعوبة معرفة أن الباندا حامل:
من الأمور الصعبة أيضا على المسؤولين في حديقة الحيوان أن يعرفوا أن أنثى الباندا حامل، حيث أن مستويات الهرمون عند أنثى الباندا الغير حامل هي نفسها عندما تكون الأنثى حامل، وسواء أنثى الباندا حاملا أم لا فإنها تبدأ في بناء وتجهيز عشها، وأنها تنام لفترات طويلة، وأيضا تقوم بفعل أشياء أخرى مثل الباندا الحامل، وأجنة الباندا أيضا من الصعب العثور عليها عن طريق الموجات الفوق صوتية، وأحيانا يمكن الخطأ بين الجنين وبين براز الباندا، ولجعل الأمور أكثر دقة، فإن حمل أنثى الباندا يمكن أن ينتهي في أي وقت بين (3-6) أشهر.
7- أكل الباندا نبات الخيزران:
حوالي 99% من النظام الغذائي لدب الباندا يتكون من نبات الخيزران، وفي البرية، فإن الباندا يمكنها أن تهضم فقط حوالي 17 % من الخيزران التي تتناوله، ويرجع ذلك إلى أن الميكروبات في أمعاء الباندا لا تتكيف مع نبات الخيزران، والبكتيريا معدة في أمعاء الباندا لهضم اللحوم وليس النباتات، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الباندا ليس لديها الجينات اللازمة لإنتاج الإنزيمات التي تهضم النباتات.
ولكن الباندا في نهاية المطاف بالفعل تتناول نبات الخيزران تقريبا كل يوم عندما تكون مستيقظة، وذلك لأنها تحتاج إلى كميات هائلة من نبات الخيزران من أجل البقاء، والنظام الغذائي لدب الباندا الذي هو من الخيزران منخفض السعرات الحرارية، وهذا يعني أيضا أن الباندا ليس لديها ما يكفي من الدهون لفترة السبات (البيات الشتوي) مثل معظم الدببة، وأنها تحاول أن تستهلك القليل من الطاقة كل يوم إذا أمكن.
8- تفقد الباندا القدرة على تذوق اللحوم:
الباندا سوف تنمو أفضل بكثير إذا أكلت اللحوم بدلا من نبات الخيزران، فلماذا لا تأكل اللحوم؟ والإجابة هي أن الجين الذي يسمح للحيوانات بتذوق النكهات اللذيذة الموجودة في اللحوم هو في الواقع غير نشط في الباندا، وهذا يعني أنه حتى لو أعطيت اللحوم إلى الباندا بكميات كبيرة، فإنها لن تأكلها لأنها لا تستطيع أن تتذوقها ، والجهاز الهضمي عند الباندا معد لهضم النباتات وليس اللحوم، مما يجعلها أكلة غير فعالة للغاية.
هل يتم فعل أي شيء لمساعدة سكان الباندا؟
في سبتمبر 2016، أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن الباندا العملاقة لن يتم إدراجها على أنها مهددة بالانقراض بعد الآن، ولقد تم تصنيفها الآن على أنها ضعيفة، وبذلت الحكومة الصينية جهودا عديدة لحماية الباندا، ولهذا السبب يتحسن الوضع، واتخذت الحكومة عدة خطوات لضمان بقاء الباندا العملاقة، وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
1- الحفاظ على موطن الباندا العملاقة:
من أجل إنقاذ الباندا العملاقة، من الضروري الحفاظ على موطنها، وسيكون من المستحيل على الباندا البقاء على قيد الحياة خارج الأسر إذا لم يكن لديها موطن للعيش فيه، وقد أنشأت الحكومة الصينية إجمالي 13 منطقة محمية طبيعية للباندا من أجل حماية موئل الباندا العملاقة، ولقد تركت الحقول التي كانت تستخدم للزراعة كغابات لتنمو مرة أخرى مع مرور الوقت، والأمور تتحسن بالنسبة للأشجار والخيزران، والموائل تتعافى، كما تم فصل مناطق محمية الغابات عن الممارسات الزراعية المحيطة بالغابات.
2- إصدار قوانين لوقف الصيد غير المشروع للباندا:
هناك مشكلة متزايدة تتمثل في الصيد الجائر بين مجموعات الباندا، كما ذكرنا سابقا في هذه المقالة، ويعد شراء وبيع فراء الباندا في السوق السوداء عملا مربحا يوفر الكثير من المال، وفي إطار جهود الحكومة الصينية لحماية حيوانات الباندا العملاقة من الصيد والتهريب، تم سن قوانين وعقوبات صارمة، ويعاقب الآن صيد الباندا وتهريبه بالسجن لمدة لا تقل عن عشر سنوات وغرامة إذا ثبتت إدانتهم.
3- مساعدة الباندا على التكاثر أثناء وجودها في الأسر:
الصعوبات الإنجابية شائعة بين الباندا، ونتيجة لذلك، بذلت الصين جهودا كبيرة لمساعدة أعداد الباندا في حل مشاكل التكاثر، ولقد مات قدر كبير من الخيزران خلال الثمانينيات في جبال تشيونغلاي، وهي واحدة من أهم مناطق الموائل للباندا العملاقة، وكان هناك العديد من حيوانات الباندا العملاقة التي كانت تتضور جوعا، لذلك تم إنقاذها وإحضارها إلى حديقة حيوان تشنغدو، ولفصل أعمالهم البحثية عن الباندا العملاقة، تم إنشاء مركز تشنغدو للباندا في عام 1987، ومنذ ذلك الحين، ولد أكثر من 150 باندا عملاقة من حيوانات الباندا الستة الجائعة الأصلية.
حقائق عن دب الباندا:
- الباندا العملاقة (التي يشار إليها غالبا باسم الباندا) هي دببة سوداء وبيضاء، وفي البرية، توجد في غابات الخيزران الكثيفة، في أعالي جبال وسط الصين.
- هذه الثدييات الرائعة هي حيوانات آكلة اللحوم، ولكن في حين أن الباندا تأكل أحيانا الحيوانات الصغيرة والأسماك، فإن الخيزران يمثل 99 بالمائة من نظامها الغذائي.
- الباندا هي آكلة كبيرة فهي تملأ بطونها كل يوم لمدة تصل إلى 12 ساعة، وتأكل ما يصل إلى 12 كيلوغراما من الخيزران.
- الإسم العلمي لدب الباندا العملاقة هو أيلوروبودا ميلانوليكوا، ويعني قدم القطة السوداء والبيضاء.
- تنمو الباندا العملاقة إلى ما بين 1.2 متر و1.5 متر، وتزن ما بين 75 كجم و 135 كجم، والعلماء ليسوا متأكدين من المدة التي تعيشها الباندا في البرية، ولكن في الأسر تعيش حوالي 30 عاما.
- تولد صغار الباندا باللون الوردي ويبلغ طولها حوالي 15 سم أي بحجم قلم رصاص تقريبا، كما أنها تولد عمياء ولا يفتحون أعينهم إلا بعد ستة إلى ثمانية أسابيع من الولادة.
- يعتقد أن هذه الثدييات الرائعة حيوانات منعزلة، حيث يجتمع الذكور والإناث معا لفترة وجيزة فقط للتزاوج، ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الباندا العملاقة تجتمع أحيانا خارج موسم التكاثر، وتتواصل مع بعضها البعض من خلال علامات الرائحة والأصوات.
- تلد أنثى الباندا شبلا أو شبلين كل عامين، ويبقى الأشبال مع أمهاتهم لمدة 18 شهرا قبل أن يغامروا بمفردهم.
- على عكس معظم الدببة الأخرى، الباندا لا تدخل في سبات شتوي، وعندما يقترب الشتاء، يتجهون إلى أسفل منازلهم الجبلية إلى درجات حرارة أكثر دفئا، حيث يستمرون في قضم الخيزران.
- من المثير للاهتمام أن جهود الحفاظ على البيئة تعني أن أعداد دب الباندا تتزايد في البرية، وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، إلا أن هذا النوع لم يعد مهددا بالانقراض.