الأسماك من الكائنات الرائعة التي اذهلت البشرية بألوانها الجذابة والبراقة ،حتى انها سحرت علماء البحار والمحيطات لتتبع حياتها تحت الماء ،ليكشفوا لنا اسرار الأسماك وقدراتها المذهلة مثل: قدرة الدلافين على استخدام الالتراساوند ،ولغة الحيتان الصوتية التي يتراوح ترددها من 0.2 إلى 150 كيلو هرتز !! ،والكثير غيرها من اسرار الاسماك التي ستتعرف على 10 منها في هذا المقال .
الأسماك هي مجموعة من المجموعات الرئيسية الستة للحيوانات جنبا إلى جنب مع اللافقاريات والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات، و بالرغم من كون الأسماك وفيرة جدا في محيطات وبحيرات وأنهار العالم، ويتم اكتشاف الأنواع الجديدة من الاسماك باستمرار، إلا أن هناك العديد من الأسماك في طريقها الى الانقراض بسبب الصيد الجائر.
1- هناك ثلاث أنواع رئيسية من الأسماك :
تنقسم الأسماك على نطاق واسع إلى ثلاث فئات، وتشمل الأسماك العظمية التي تحتوي على الأسماك شعاعية الزعانف والأسماك لحمية الزعانف والتي تشمل أكثر من 30000 نوعا تتراوح من أسماك الطعام المألوفة مثل سمك السلمون والتونة إلى أسماك الرئة والثعابين الكهربائية.
والفئة الثانية هي الأسماك الغضروفية والتي تشتمل على أسماك القرش، وسمك الراي اللاسع، أسماك الورنك، والفئة الثالثة من الاسماك هي الأسماك عديمة الفكوك والتي تشمل اسماك الجالكي، والاسماك المخاطية، والفئة الرابعة من الاسماك انقرضت وهي الأسماك المدرعة.
2- جميع الأسماك لديها خياشيم :
الأسماك مثل جميع الحيوانات تحتاج إلى الأكسجين من أجل تدعيم عملية الأيض، ولكن الفرق هو أن الفقاريات الأرضية تتنفس الهواء في حين تعتمد الأسماك على الأكسجين الذائب في الماء، وتحقيقا لهذه الغاية طورت الأسماك الخياشيم والأعضاء متعددة الطبقات المعقدة التي تمتص الأكسجين من الماء وتفرز ثاني أكسيد الكربون.
ولا تعمل الخياشيم إلا عندما تتدفق المياه المؤكسجة باستمرار عبرها، وهذا هو السبب في أن الأسماك وأسماك القرش دائما تتحرك، ولذلك تموت معظم الاسماك عندما يتم اصطيادها وتخرج من الماء، وتمتلك بعض الأسماك مثل سمك الرئة وسمك السلور رئات بدائية بالإضافة إلى خياشيمها ويمكنها أن تتنفس الهواء عندما تتطلب الظروف ذلك.
3- الأسماك كانت أول حيوانات فقارية في العالم :
قبل أن توجد الفقاريات كان هناك الحبليات وهي حيوانات بحرية صغيرة تمتلك جوانب ثنائية متماثلة، ورؤوسها متميزة عن ذيولها، والحبل العصبي يمتد على طول أجسامها، وقبل ما يزيد قليلا عن 500 مليون سنة خلال فترة العصر الكمبري تطور سكان الحبليات إلى أول فقاريات حقيقية، ثم استمروا إلى إنتاج كل من الزواحف والطيور والبرمائيات والثدييات التي نعرفها ونحبها اليوم، والمجموعة السادسة من الحيوانات هي اللافقاريات التي لم يكن لديها أبدا العمود الفقري إلا أنها اليوم تمثل نسبة كبيرة تبلغ 97 في المائة من جميع أنواع الحيوانات.
4- معظم الأسماك من ذوات الدم البارد :
الاسماك مثل البرمائيات والزواحف التي ترتبط بها عن قرب، فالغالبية العظمى من الأسماك هي من ذوات الدم البارد، حيث تعتمد الأسماك على درجة حرارة البيئة المحيطة لتدعيم عملية الايض الداخلية، ومن المثير للدهشة أن البراكودا، والتونا، والماكريل، وسمك أبو سيف التي تنتمي إلى الرتبة الفرعية الاسقمريات كلها من الأسماك ذوات الدم الحار بالرغم من أنها تستخدم نظام مختلف تماما عن الثدييات والطيور.
والتونة يمكن أن تحافظ على درجة حرارة جسمها الداخلية التي تبلغ 90 درجة فهرنهايت حتى عند السباحة في مياه درجة حرارتها 45 درجة، وأسماك القرش ماكو هي أيضا من ذوات الدم الحار، وهو التكيف الذي يمنح لهم مع الطاقة المضافة عند مطاردة الفريسة.
5- الأسماك بيوضة وليست ولودة :
الفقاريات البيوضة تضع البيض، والفقاريات الولودة تحمل صغارها (على الأقل لفترة وجيزة من الزمن) في رحم الأم، وبخلاف الفقاريات الأخرى، تقوم معظم أنواع الأسماك بتخصيب بيضها خارجيا، فالأنثى تقذف المئات أو الآلاف من البيض الصغير غير المخصب، وعندها يقوم الذكر بإطلاق الحيوانات المنوية في الماء.
وهناك عدد قليل من الأسماك يمكن أن تشارك في التلقيح الداخلي، وهناك بعض الاستثناءات، فالأسماك البيوضة الولودة يفقس البيض بينما لا يزال في جسم الأم، و هناك حتى عدد قليل من الأسماك الولودة مثل أسماك قرش الليمون نجد أن الاناث لديها أعضاء تشبه إلى حد بعيد مشيمة الثدييات.
6- الأسماك لديها مثانة السباحة :
تعيش الاسماك في نظم بيئية طبقية، والسلسلة الغذائية مختلفة جدا تبدأ من 20 قدم تحت السطح الى عمق ميل واحد أو ميلين، ولهذا السبب، يكون من مصلحة الأسماك الحفاظ على عمق ثابت، والذي تحققه العديد من أنواع الأسماك بمساعدة مثانة السباحة، وهو جهاز مملوء بالغاز داخل أجسامها يحافظ على طفو الاسماك الى اعلى والى اسفل.
7- قد تكون الاسماك (أو قد لا تكون) قادرة على الشعور بالألم :
الأشخاص الذين يعاملون الحيوانات الفقارية بإنسانية مثل الأبقار والدجاج ليس لديهم رأي كبير عندما يتعلق الأمر بالاسماك، ولكن هناك عدد قليل من الدراسات (المثيرة للجدل إلى حد ما) تظهر أن الاسماك قادرة على الشعور بالألم، على الرغم من أن هذه الفقاريات تفتقر إلى بنية الدماغ والتي يطلق عليها القشرة المخية الحديثة التي ترتبط بالألم في الثدييات، وفي إنجلترا تبنت الجمعية الملكية لحماية الحيوانات موقفا ضد القسوة على الأسماك والتي تشمل صنارات الأسماك التي يمكن أن تؤدي الى تشوه الاسماك.
8- الأسماك لا تستطيع ان ترمش :
واحدة من السمات التي تجعل الأسماك تبدو غريبة جدا هي افتقارها إلى الجفون، وبالتالي لا تستطيع أن ترمش، ويحافظ سمك الماكريل على نفس التحديق سواء كان مرتاحا أو منزعجا، أو سواء كان حيا أم ميتا، وهذا يثير السؤال المتعلق بكيفية نوم الأسماك، وعلى الرغم من أن عيون الأسماك مفتوحة على مصراعيها إلا أن هناك بعض الأدلة على أن الأسماك تنام، أو على الأقل تنخرط في سلوك مماثل لنوم الإنسان، فبعض الأسماك تطفو ببطء في مكانها أو تقحم نفسها في الصخور أو الشعاب المرجانية، مما قد يشير إلى انخفاض عملية الأيض لديها.
9- حاسة الأسماك تنشط مع الخطوط الجانبية :
على الرغم من أن العديد من الأسماك لديها رؤية ممتازة، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالسمع والشم فإن الحواس تكون لديها ضعيفة، ومع ذلك، فإن هذه الفقاريات البحرية مدعمة بحاسة لا توجد لدى الفقاريات الأرضية التي تفتقرها تماما وهي الخطوط الجانبية التي تمتد عبر طول أجسامها حيث تستشعر بها حركة الماء، أو حتى في بعض الأنواع تستشعر بها التيارات الكهربائية.
والخطوط الجانبية لدى الأسماك مهم بشكل خاص للحفاظ على مكانه في السلسلة الغذائية، فالحيوانات المفترسة تستخدم هذه الحاسة السادسة للبحث على الفريسة، وتستخدمها لتجنب الحيوانات المفترسة الأخرى، وتستخدم الأسماك أيضا خطوطها الجانبية للتجمع في الأسراب، واختيار الاتجاه الصحيح لهجرتها الدورية.
10- هناك العديد من الأسماك في البحر مهددة بالانقراض :
محيطات العالم ضخمة وعميقة للغاية، وهي مكتظة بالعديد من أنواع الأسماك، بحيث يمكنك أن تبرر لكثير من الناس اعتقادهم بأن التونة وسمك السلمون وما شابهها هي مصادر غذائية لا تنتهي، ولكن الصيد المفرط يمكن أن يؤدي بسهولة إلى انقراض عدد من الأسماك، حيث يحصد البشر الاسماك كغذاء للانسان بشكل أسرع مما تستطيع الاسماك مواكبته بالتوالد وعلى الرغم من خطر انقراض بعض الأنواع إلا أنه يستمر الصيد التجاري لبعض أنواع الاسماك دون توقف، وإذا استمر هذا الاتجاه قد تختفي بعض الأسماك المفضلة لدينا من محيطات العالم في غضون 50 عاما.