كشف سر الأفعى الطائرة

تتدلى الأفعى الطائرة على ارتفاع 49 قدما (15 مترا) من الأرض، وتتشابك ذيلها حول فرع شجرة، وفجأة، يندفع الجزء الخلفي للأفعى وتنطلق، وتقذف جسدها نحو أرضية الغابة، وفي الزواحف الأخرى، ستكون القفزة انتحارية، أو على الأقل دعوة لعظام مكسورة، ولكن الأفعى الطائرة المعنية هي كريسوبلا باراديسي، وهي واحدة من خمسة أنواع ذات صلة من الثعابين التي تعيش على الأشجار من جنوب شرق وجنوب آسيا، وعندما تقفز هذه الأفعى الطائرة فإنها لا تنحدر، وهو الإنزلاق من شجرة إلى شجرة، وهذا إنجاز يمكنها فعله على مسافات لا تقل عن 79 قدما (24 مترا).

 

ما لا يعرفه أحد هو بالضبط كيف تمكنت هذه الزواحف من الطيران حتى الآن بدون أجنحة، والآن، وجدت دراسة جديدة أن القدرات الجوية المذهلة لدى الأفعى الطائرة قد يكون جميعها في طريقة تحركها، وبالنسبة لأي طيار، فأنت بحاجة حقا إلى معرفة الأساسيات، ومدى السرعة التي يسير بها، وما هو شكل الطيار، وما هو شكل الجناح، وقال مؤلف الدراسة جيك سوشا عالم الأحياء في هذه الدراسة الجديدة نحصل الآن حقا على نظرة ثاقبة للوضع الدقيق للجسم كما هو الحال في هذا الإنزلاق المتطور حقا، وقدم سوشا بحثه في (22 نوفمبر) في اجتماع قسم الجمعية الفيزيائية الأمريكية لديناميكيات السوائل في لونج بيتش بولاية كاليفورنيا.

 

الألعاب البهلوانية الجوية لدى الأفعى الطائرة:

بحث سوشا في الديناميكا الهوائية لإنزلاق الأفعى الطائرة لسنوات، ووجدت دراساته السابقة أن هذه الأفعى الطائرة تتسطح عند إنطلاقها، متموجة جنبا إلى جنب كما لو كانت تنزلق في الهواء، وقال سوشا إنها تنزلق بسرعة بين 26 و 33 قدما في الثانية (8 إلى 10 أمتار في الثانية)، ولمعرفة المزيد حول كيفية وضع الأفعى الطائرة لنفسها أثناء الإنزلاق، قام سوشا وزملاؤه بتصوير ثعابين بالفيديو وهي تطلق نفسها من البرج الذي يبلغ ارتفاعه 49 قدما نحو الأرض.

 

ووضع الباحثون نقاطا بيضاء على أجسام الثعابين حتى يتمكنوا من حساب مكان وجود الحيوان في الفضاء في كل نقطة أثناء الرحلة، وقال سوشا إن هذه التقنية مشابهة لتلك المستخدمة في التقاط الحركة لألعاب الفيديو أو أفلام الرسوم المتحركة، وقال سوشا إن الأفعى الطائرة تنزلق، هذا ما تفعله، ولذا فهي مثل أنا خارج من هنا سأذهب إلى هناك.

 

بعد ذلك، استخدم الباحثون الفيديو لنمذجة وتحليل القوى المؤثرة على جسم الأفعى الطائرة، ووجدوا أن الأفعى الطائرة ليست أفقية أثناء إنزلاقها، وهي في الواقع مائلة بمقدار 25 درجة بالنسبة لتدفق الهواء الناتج عن رحلتها، وهي تمسك بالنصف الأمامي من جسمها إلى حد ما، بإستثناء التموجات جنبا إلى جنب، وفي الوقت نفسه، يتحرك ذيلها لأعلى ولأسفل، وقال سوشا، وجدنا بالتأكيد أن هناك أماكن جيدة للتواجد وأماكن سيئة، وأماكن تزيد من إنتاج قوتها وأماكن تجعلها أقل ملائمة, ويبدو أن الأفعى الطائرة تستخدم تكوينا مناسبا للغاية لكونها طائر جيد.

 

من المثير للدهشة، أنه على الرغم من أن الأفعى الطائرة تتحرك لأسفل نحو الأرض، فإن القوة الكلية على جسمها أثناء الإنزلاق هي قوة صاعدة على الأقل لفترة وجيزة، وقال سوشا إن هذا يعني أنك إذا جمعت كل قوة مؤثرة على الأفعى الطائرة فستترك لديك قوة صغيرة تدفع الافعى نحو الأعلى، وقال سوشا إن الأفعى الطائرة لا تبدأ في الواقع في التحرك لأعلى جزئيا لأنها لا تطير بعيدا بما يكفي لتأثير القوة الصاعدة الصافية، وجزئيا لأن القوة الصاعدة تختفي بسرعة.

 

رحلة الأفعى الطائرة:

قال جريج بيرنز، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة سينسيناتي الذي يدرس الثدييات الطائرة، إن حقيقة أن الأفعى الطائرة لا تنزلق في توازن أمر عابر أم لا، أمر مثير، ولديك شيء لا يبدو أنه يجب أن تكون قادرا على الطيران على الإطلاق، وهو في الواقع قادرة على الطيران بشكل جيد بما يكفي بحيث تدعم أكثر من وزن جسمها بالقوة، وقال بيرنز الذي لم يشارك في البحث هذا شيء رائع، وأضاف بيرنز، لفترة طويلة اعتقد الناس أنها عملية بسيطة للغاية مثل قيادة طائرة ورقية، واتضح أن هذا ليس صحيحا.

 

قال سوشا إن الخطوة التالية هي معرفة كيف يؤثر وضع جسم الأفعى الطائرة على انزلاقها، وقال سوشا، الأفعى نفسها هي مجرد جناح طويل، وهذا الجناح يعيد تشكيله باستمرار، إنه يتطور باستمرار ويلتوي وقد يتفاعل أجزاء من الجسم اعتمادا على مكان وجودها في الفضاء مع اليقظة من الجزء الأمامي من الجسم، وهذا قد يؤلم أو يساعد أو يكون لا تأثير, وقال سوشا إن النتائج يمكن أن تكون قابلة للتطبيق في النهاية على بناء مركبات طيران صغيرة ورشيقة، ولكنه قال إن الأفعى الطائرة مثيرة أيضا في حد ذاتها، وقال، الآن لدينا إطار عمل لإجراء دراسات مفصلة للديناميكا الهوائية.

مواضيع مميزة