ربما يكون سمك القرش الأبيض الكبير قد قضى على قرش ميجالودون العملاق، فقبل ظهور البشر بملايين السنين، كان هناك نوع من سمك القرش الذي نما وتطور حتى وصل إلى 60 قدما (18 مترا) في الطول يطوف المحيطات، وبناءا على السجل الأحفوري، يشك العلماء في أن قرش ميجالودون العملاق قد توفي منذ حوالي 2.6 مليون عام، في الوقت الذي إنقرضت فيه الكثير من الأنواع البحرية الأخرى، وقد إقترح الباحثون مؤخرا أن هذا الموت الجماعي قد يكون ناتجا عن إنفجار سوبر نوفا الكبير، ولكن العلماء ربما أخطأوا في حساب موت قرش ميجالودون بحوالي مليون سنة.
للحصول على مقالة نشرت في مجلة بيرج، أعاد الباحثون فحص السجل الأحفوري لقرش ميجالودون في كاليفورنيا وباها كاليفورنيا، المكسيك، حيث تم العثور على العديد من الأمثلة على الأسماك الضخمة، وهناك أدلة واضحة على أنه حتى حوالي 3.6 مليون سنة كان قرش ميجالودون حي في المحيط، ولكن بعد ذلك، تصبح الأمور مراوغة، وكانت الأحافير التي يرجع تاريخها إلى ما بين 2.6 مليون و 3.6 مليون سنة تميل إلى إصدار مشكلات، وقد بدا أن العديد من الحفريات قد تحولت داخل الصخور المحيطة بطرق تعقد الأساليب التي يستخدمها العلماء.
لكن إذا مات قرش ميجالودون العملاق منذ 3.6 مليون سنة، فإنه لم يكن جزءا من هذا الإنقراض البحري الشامل، فماذا قتلهم؟ وقد أشار الباحثون في الدراسة الجديدة إلى أن أسماك القرش الضخمة تفوقت عليها حيوانات مفترسة أصغر حجما وأقوى، حيث قد وصل سمك القرش الأبيض الكبير إلى المحيطات منذ حوالي 4 ملايين سنة، أي قبل 400000 عام فقط من تاريخ وفاة قرش ميجالودون العملاق.
نقترح أن هذا التداخل القصير (منذ 3.6 إلى 4 ملايين عام) كان وقتا كافيا لنشر سمك القرش الأبيض الكبير في جميع أنحاء العالم، والقضاء على قرش ميجالودون العملاق، خلال نطاقه، مما دفعه إلى الإنقراض، وهذا ما تحدث عنه عالم الحفريات في كلية تشارلستون روبرت بويسنيكر، مؤلف كتاب الدراسة.
إقترح بويسنيكر أيضا أن الفكرة الكاملة للموت المفاجئ البحري منذ 2.6 مليون عام قد تكون قطعة أثرية من الثغرات الموجودة في السجل الأحفوري، بدلا من كونها نتيجة لبعض الكوارث مثل إنفجار نوفا الكبير، وأما بالنسبة لسمك القرش الكبير، إذا عرفوا ما الذي قتل قرش ميجالودون العملاق فإنهم لا يقولون ذلك.
هناك عدة ألغاز أذهلت علماء القرش لسنوات، ما هي الأسباب التي أدت إلى اختفاء قرش ميجالودون العملاق أكبر قرش يسبح في محيط كوكبنا؟ على الرغم من أن الأفلام الحديثة والأفلام المزيفة استهزأت بفكرة أن قرش ميجالودون العملاق لايزال على قيد الحياة، إلا أنه منقرض وفقا لعلماء الأحياء البحرية، وتم اقتراح نظريات تتراوح من عدم وجود فريسة إلى أحداث الإنقراض الجماعي، منقرضة أم لا.
ويجذب المخلوق الذي يبلغ طوله 60 قدما انتباه الجميع، وخاصة أن روبرت بويسنيكر عالم الحفريات في كلية تشارلستون في ساوث كارولينا الذي عثر على أسنان قرش ميجالودون العملاق في كاليفورنيا وبدأ البحث عن المزيد من الأدلة على هذا الحيوان في الساحل الغربي، ثم وسع بويسنكر وزملاؤه مطاردتهم إلى أبعد من ذلك، حيث وسعوا آفاقهم ليتعلموا كيف يمكن لسمكة قرش عملاقة مثل سمك القرش الأبيض الكبير أن يتخلص مما قد يكون أحد أفضل عمالقة الكوكب المختفية.
إن ما بدأ في شاطئ رملي في كاليفورنيا لصالح بويسنيكر، أدى إلى إجابة مدهشة، فقد اختفى قرش ميجالودون العملاق قبل نحو 3.6 مليون سنة أي قبل مليون سنة من أي تقديرات سابقة أخرى، وهذا المخطط الزمني المنشور في مجلة بيرج يعني القضاء على قرش ميجالودون العملاق من قبل الحيوان الذي نعرفه اليوم وهو سمك القرش الأبيض الكبير وهو يمكن أن يكون السبب وراء ما هز في نهاية المطاف النظم الإيكولوجية البحرية القديمة لدينا.