الزرافة، هذا الحيوان الرائع اللطيف ذو العنق الطويل، والذي يمتلك أطول عنق في العالم، فـ الزرافة هي أطول الحيوانات على وجه الأرض، فيميل معظم الناس المواطنين إلى حديقة الحيوانات لرؤية ما لا نستطيع رؤيته في البرية من الحيوانات وخاصة الزرافة التي يحبها معظم الأطفال، والكبار أيضا، والزرافة دليل على إبداع الله في خلقه، وفي مقالتنا معنا الكثير من الأسرار الغامضة والمفاجأة عن الزرافة، ومعنا سوف تتعرف على أنواع الزرافة، وأين تعيش، وطريقة تغذيتها، والطريقة الغريبة الغامضة التي تستخدمها عندما تشرب، وكيفية تكاثرها، والكثير من المعلومات الأخرى عن الزرافة، لذلك إبقوا معنا.
وصف الزرافة:
تستخدم الزرافة طولها لتحقيق ميزة رائعة حيث تتناول الأوراق والبراعم من قمم الأشجار التي لا يمكن أن يصل إليها إلا عدد قليل من الحيوانات الأخرى ويذكر أن أشجار الأكاسيا هي المفضلة لدى هذا العملاق اللطيف، وحتى لسان الزرافة طويل، ويساعد اللسان، الذي يبلغ طوله 21 بوصة، على انتزاع الأوراق اللذيذة من الفروع، وتأكل الزرافة معظم الوقت، ومثل الأبقار تجتر الطعام وتمضغه، وتأكل الزرافة مئات الأرطال من الأوراق كل أسبوع ويجب أن تسافر أميالا للعثور على ما يكفي من الطعام، ويساعد ارتفاع الزرافة أيضا في مراقبة الحيوانات المفترسة بشدة عبر مساحة واسعة من السافانا الأفريقية.
طول الزرافة يمكن أن يسبب لها بعض الصعوبات، فمن الصعب والخطير أن تشرب الزرافة من حفرة ماء، وللقيام بذلك، يجب عليها فرد أرجلها والإنحناء في وضع حرج والذي يجعلها عرضة للحيوانات المفترسة مثل الأسود، وتحتاج الزرافة أن تشرب مرة واحدة فقط كل عدة أيام، وتحصل على معظم مياهها من النباتات التي تأكلها، وتلد أنثى الزرافة واقفة، ويسقط صغارها من إرتفاع شاهق إلى حد ما يصل إلى أكثر من 5 أقدام على الأرض عند الولادة، ويمكن لهؤلاء الرضع الوقوف في نصف ساعة والركض مع الأم بعد عشر ساعات من الولادة.
الزرافة هي اطول الحيوانات الحية التي يتم التعرف عليها على الفور عن طريق رقبتها الطويلة بشكل ملحوظ واستثنائي، وذكر حيوان الزرافة يتراوح طوله ما بين 15-19 قدم اى حوالي 4.6-6 متر، بينما إناث الزرافة هي أقصر في الطول ويتراوح طولها ما بين 13-16 قدم اي حوالي 4-4.8 متر .
ذكر الزرافة البالغ يزن ما بين 800-1930 كيلوجرام بينما لا يزيد وزن إناث الزرافة عن 550-1180 كيلوجرام، والزرافة لديها أطول ذيل بين الثدييات البرية حيث يمكن ان ينمو ذيل الزرافة ليصل الى 8 اقدام أي 2.4 متر، بالاضافة إلى طول الزرافة الفارع، فان الزرافة هي واحدة من أثقل الحيوانات البرية، وأرجل الزرافة الأمامية أطول حوالي 10% من أرجلها الخلفية، وهذه الميزة تجعل الزرافة تبدو وكأنها منحدرة الى الخلف بشكل ملحوظ.
وهذا الأمر يساعد الزرافة في الحفاظ على توازنها وإلا سقطت الزرافة على وجهها بسبب وزن رقبتها الطويلة، والزرافة لها حوافر كبيرة حجمها أكبر من أطباق الطعام الموجودة لدينا، حيث يصل قطرها حوالي 12 بوصة، ويمكن أن يتراوح لون معطف الزرافة من اللون الأسمر الفاتح إلى الأسود تقريبا، اعتمادا على ما تأكله الزرافة والمكان الذي تعيش فيه، وتعتبر علامات كل زرافة فردية مثل بصمات الإنسان.
أقرأ أيضاً - لماذا الزرافة تهمهم ليلا؟
اين تعيش الزرافة؟
الزرافة موطنها قارة أفريقيا بشكل عام، ولكنها تسكن مناطق جنوب الصحراء الكبرى بشكل خاص، ويشمل توزيعها عدة أجزاء من القارة، والأنواع لها موائل مماثلة تشمل السافانا والأراضي العشبية والغابات المفتوحة، وستنتقل الزرافة إلى حيث تحتاج للعثور على الطعام، وقد يفترض بعض الناس أنه نظرا لأن الزرافة تتغذى على الأوراق العالية في الأشجار، فإنها ستزدهر بشكل أفضل في الغابات الكثيفة والوفيرة، ومع ذلك، لن يكون هذا جيدا بالنسبة لها نظرا لطولها لأنها بحاجة إلى مساحة واسعة للمناورة من الحيوانات المفترسة.
يتراوح النطاق الذي تعيش فيه الزرافة بين 8 و 50 ميلا مربعا، في حين أن مناطق الموائل هذه غالبا ما تتداخل مع مجموعات أخرى، إلا أنها ستتكيف مع ذلك، لأنها لا تظهر سلوكا إقليميا، وهناك مشكلة شائعة تتمثل في أن موطنها الطبيعي يستمر في الإنكماش بسبب الأنشطة البشرية، مما يؤدي إلى نطاق منزلي أصغر، ونتيجة لذلك، يتم تقليل مصادر الغذاء.
الزرافة تزدهر في المناطق التي يكون فيها المناخ شديد الحرارة، كما تستمتع أيضا بالمساحات المفتوحة الواسعة التي تسمح لها برؤية الحيوانات المفترسة من مسافة بعيدة، بينما ترعى الزرافة للحصول على الطعام، ويمكنها الفرار بسرعة إذا احتاجت لذلك، لذا يجب أن يكون موطنها موطنا يسمح لها بالتنقل بحرية.
ما هي أنواع الزرافة وأين يعيش كل نوع؟
هناك عدة انواع من الزرافات كلها تعيش في قارة أفريقيا ولكن يختلف نطاقها الخغرافي طبقاً لكل نوع، ويمكن حصر أنواع الزرافة في الأنواع التالية:
1. الزرافة الشبكية، المعروفة أيضا بإسم الزرافة الصومالية، والتي تعيش في جنوب إثيوبيا والصومال وكذلك شمال شرق كينيا، وتعيش في الغابات المطيرة والسافانا، ووفقا للتقديرات، تعيش حوالي 450 عينة في حدائق الحيوان حول العالم باعتبارها واحدة من أكثر الأنواع شيوعا الموجودة في هذه المناطق.
2. زرافة جنوب أفريقيا أو الزرافة كابية الرأس، وهي تعيش في شمال دولة جنوب أفريقيا، جنوب بوتسوانا وزيمبابوي، وكذلك جنوب غرب موزمبيق، وتعيش حاليا حوالي 12000 فرد في البرية وحوالي 45 في الأسر.
3. الزرافة النيجيرية أو زرافة غرب إفريقيا، ويقتصر توزيعها على جنوب غرب النيجر، وهناك عدد قليل آخر في المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية، وهي معرضة لخطر الإنقراض، ولا يوجد سوى حوالي 300 فرد في البرية، وتعيش في حوض نهر النيجر والمرتفعات بالقرب من مجتمع كوري الريفي، والواقع على بعد 60 كم شرق نيامي عاصمة النيجر.
4. الزرافة النوبية، ويمكنك العثور عليها إذا ذهبت إلى جنوب السودان أو جنوب غرب إثيوبيا، ويعيش عدد قليل جدا من الأفراد في حدائق الحيوان، وفي البرية، من غير المعروف بالضبط عدد الأفراد الذين بقوا على قيد الحياة ولكن يقدر عددهم بأقل من 250 فرد.
5. الزرافة الأنغولية أو الزرافة الناميبية، وهي تعيش في شمال ناميبيا، وهناك مجموعة أخرى في جنوب غرب بوتسوانا وزامبيا، وكذلك غرب زيمبابوي، وتعيش في السافانا والشجيرات، ويعيش البعض في مناطق محمية مثل منتزه إيتوشا الوطني في ناميبيا، ويبلغ عدد سكانها في البرية أقل من 20000 فردا، بينما يتم الإحتفاظ بحوالي 20 فردا فقط في الأسر.
6. زرافة كردفان، وهي نوع فرعي آخر من الزرافة الشمالية، والزرافة تعيش في شمال الكاميرون وجنوب تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى ولا يعيش سوى عدد قليل منها في غرب السودان، وفي حدائق الحيوان يوجد حوالي 65 فرد منها وفي البرية ما يقرب من 3000 فرد.
7. الزرافة الأنغولية تعيش في شمال ناميبيا، كما تسكن في جنوب غرب بوتسوانا وزامبيا، وكذلك في غرب زيمبابوي، وتعيش في السافانا والشجيرات، ويعيش البعض في مناطق محمية مثل منتزه إيتوشا الوطني في ناميبيا، ويبلغ عدد سكانها أقل من 20000 فردا، بينما يتم الإحتفاظ بحوالي 20 فردا فقط في الأسر.
8. زرافة روتشيلد، ولها توزيع يمتد عبر كينيا وأوغندا، ووجودها في السودان غير مؤكد، وفي البرية، تشير بعض التقديرات إلى أنه لا يزال هناك حوالي 700 فقط على قيد الحياة وفي حدائق الحيوان أكثر من 450، وهو رقم ينذر بالخطر.
9. الزرافة الروديسية، وهي تتميز بتوزيع محدود للغاية، لأنها تعيش فقط في شرق زامبيا، وتحديدا في وادي لوانغوا، حيث المناظر الطبيعية التي بها نباتات وفيرة وتنوع بيولوجي عال من الحيوانات والنباتات، ويعيش أقل من 1500 فرد في البرية، ولا توجد سجلات مؤكدة للزرافات الروديسية في حدائق الحيوان.
ماذا تأكل الزرافة؟
الزرافة من الحيوانات العاشبة أي أنها حيوان يمتلك نظام غذائي نباتي، وأوراق شجرة الأكاسيا والميموزا هي طعامها المفضل، ولكنها تأكل أيضا أوراق الأشجار الأخرى، وبذورا، وبراعم، وفروع الأشجار، وأحيانا العشب، وفي الواقع، تظهر الأبحاث الأكاديمية أن الزرافة يمكنها أن تأكل ما يصل إلى 85٪ من براعم الأكاسيا الجديدة، وتعتبر من المتصفحات، وليست من الرعاة، مما يعني أنها تستهلك في الغالب نباتات أعلى بدلا من العشب والنباتات المنخفضة أو الموجودة على الأرض.
والنظام الغذائي للزرافة بسيط ولكنه تطور ليكون فعالا في طريقة تناولها للطعام، وسوف تأكل الزرافة أيضا عظام الحيوانات الأخرى وتمضغها للحصول على العناصر الغذائية التي يفتقر إليها الجسم، ويتم مضغ العظام وامتصاصها حتى تحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية، ثم تقوم ببصقها.
كيف تأكل الزرافة؟
أحد أكثر الأشياء إثارة للإهتمام في النظام الغذائي للزرافة هو الطريقة التي تأكل بها، حيث لديها العديد من السمات التي تساعدها على تناول الطعام حيث تقضي حوالي 18 ساعة في اليوم في العثور على الطعام، وتطورت الزرافات لتصبح أكلة فعالة، مما يساعدها على تناول أكثر من 34 كيلوجرام من الطعام يوميا، وبشكل عام تأكل الزرافة ما بين 1.6٪ و 2.1٪ من وزن الجسم يوميا، وبعض الأشياء التي تساعد الزرافة على الأكل هي:
* اللسان الطويل الداكن
* ارتفاع الزرافة
* قلة الأسنان الأمامية العلوية
حيث يساعد لسان الزرافة الطويل في الوصول إلى الأطعمة المرتفعة مع ارتفاعها، واللسان له لون أرجواني غامق لحمايته من أشعة الشمس وهو سميك لحمايته من الأشواك، وتفتقر الزرافة أيضا إلى الأسنان الأمامية العلوية التي تساعدها على مضغ وتمزيق الأوراق من الفروع.
أقرأ أيضاً - تشريح الزرافة الداخلي
ماذا تأكل الزرافة؟
تتغذى الزرافة على الأطعمة التي تشمل:
* أشجار الأكاسيا
* أشجار الميموزا
* أوراق الأشجار
* البذور
* البراعم
* الزهور
* العشب
ماذا تأكل صغار الزرافة؟
عندما تولد صغار الزرافة يتم ركلهم برفق من قبل الأم حتى يتمكنوا من الوقوف، ويبلغ ارتفاع الزرافة الصغيرة حوالي ستة أقدام عند الولادة، والتي تحتاج إليه للوصول إلى حليب الأم، وتشرب العجول لبن الأم حتى عمر 9 إلى 12 شهرا، وفي حوالي 3 أشهر تبدأ في تناول أوراق الأشجار، وسيبدأون ببطء في استبدال الحليب بأوراق الأشجار والعشب.
سلوك الزرافة:
إناث الزرافة تعيش عادة في قطعان مكونة من عشرة أفراد أو أكثر، وينضم إليهم أيضا عدد قليل من ذكور الزرافة الأصغر سنا، أما ذكور الزرافة البالغة فتميل الى العيش بشكل منفرد أو في مجموعات تضم عدد من حيوانات الزرافة الذكور البالغين، والزرافة قد تنضم أو تنفصل عن القطيع في أي وقت وبدون سبب معين، وقد يظن البعض أن إنتشار الزرافة على نطاق واسع يجعلها لا تبقى على إتصال مع بعضها البعض، ولكن هذا ليس صحيحا، فالطول الفارع للزرافة يسمح لها بإبقاء عيونها على جيرانها من الزرافات الأخرى التي تتواجد على مسافة منها.
الزرافة هي من الحيوانات المجترة، أي أنها من الثدييات المجهزة بمعدة متخصصة تهضم طعامها، والزرافة تمضغ ما تجتره بإستمرار، وهو عبارة عن كتلة من الطعام شبه المهضوم يخرج من معدتها ويحتاج إلى مزيد من التكسير، والقطعان لها نطاق منزلي يبلغ متوسطه حوالي 100 ميل مربع، وتتقاطع القطعان معا، وتتقاسم نطاقات بعضها البعض دون مشاكل إجتماعية.
إناث الزرافة تقضي ما يزيد قليلا من 12 ساعة يوميا أي نصف اليوم في الرعي، بينما ذكور الزرافة تقضي وقتا أقل للقيام بذلك حيث تقضي حوالي 43% من الوقت في الرعي، ومعظم فترات الليل تقضيها الزرافة في الإستلقاء وخاصة من بعد حلول الظلام وحتى قبل الفجر، وذكور الزرافة تقضي حوالي 22% من اليوم في المشي، مقارنة ب 13% للإناث، وباقي الوقت يبحث ذكور الزرافة عن الإناث للتزاوج معهم.
قطيع الزرافة ليس لديه زعيم محدد والزرافات الإنفرادية لا تترك القطعان بشكل نهائي، فهي تقوم بمساعدة الإناث في القطعان برعاية حيوانات الزرافة الصغيرة، وكما ذكرنا فان الزرافة تقضي ما يصل الى نصف اليوم في التغذية وهذا الوقت يكون إما من خلال البحث عن الطعام أو هضم الأكل ببطء.
واحد من أهم سلوك الزرافة هي المبارزة التي تتم بين ذكور الزراف من أجل الفوز بالإناث من أجل التزاوج، ومبارزات الزرافة هي الأكثر استثنائية في المملكة الحيوانية، حيث تبدأ المبارزة بإقتراب اثنين من الذكور من بعضهما البعض، والانخراط في فرك ومشابكة أعناقهم، ويعرف هذا السلوك بالمعانقة، وهو يتيح للإناث بتقييم حجم كل ذكر وقوته، وفي كثير من الأحيان تكون المعانقة وحدها كافية لفرض الهيمنة، وتبدأ المنافسة بين الذكرين بتبادل الضرب بين رؤوسهم وذلك بإستخدام القرون الصغيرة في رؤوسهم، وكل ذكر يقوم بتقويس ساقيه ويتأرجح برأسه، والذكر الذي يفوز هو الذي يضرب خصمه ضربة قوية تسقطه أرضا أو ينتهي بإنسحاب أحد الأطراف ويمشي بعيدا.
تكاثر الزرافة :
يمكن أن يحدث موسم التزاوج بين حيوانات الزرافة في أي وقت خلال العام، ومع ذلك فإن حيوانات الزرافة البرية تقوم بالتزاوج عادة خلال مواسم محددة، أما في الأسر فيمكن أن يحدث ذلك على مدار السنة، والزرافة تصل الى مرحلة النضج الجنسي في الأسر بعد حوالي 3-4 سنوات من العمر، أما في البرية فتصل الزرافة للنضج الجنسي بعد 6-7 سنوات من العمر، ويجب أن تكون الإناث أكبر سنا لتتحمل عملية الحمل والولادة.
وعندما تكون الزرافة جاهزة للتزاوج تبدأ المعركة بين ذكر الزرافة وزملائه للفوز بالإناث، ولا يتم التزاوج الا بموافقة الإناث، وفترة حمل إناث الزرافة يتراوح بين 13-15 شهرا، وعندما تكون الزرافة الأنثى جاهزة للولادة فإنها تتحرك الى المنطقة التي تعيش فيها، ولحظة ولادة عجل الزرافة مثيرة للغاية، حيث تقف الزرافة الأم على أقدامها الأربع والعجل يتهاوى على الأرض، واللآفت للنظر ان عجل الزرافة نادرا ما يصاب خلال ذلك السقوط.
الزرافة المولودة حديثا غالبا ما تكون قادرة على الوقوف على قدميها في غضون 20 دقيقة، وسرعان ما تتغذى على حليب الأم، ويمكن لصغير الزرافة السير بعد ساعة من الولادة ويتمكن من الجري بعد 24 ساعة من الولادة، ويصل طوله عند الولادة 6 اقدام اي حوالي 2 متر، وعند الولادة يتراوح وزنه ما بين 47-70 كيلوجرام، وصغير الزرافة يزيد طوله 3 سم كل يوم بعد الولادة خلال الأسبوع الأول، ويمكن مضاعفة طوله في عامه الأول ليصل طوله إلى حوالي 3 متر، وفي ذلك الوقت يتم فطامه ويصبح حيوان الزرافة الشاب مستقلا تماما بعد مرور 15 شهر من العمر، وصغير الزرافة يمكن أن يرضع لمدة سنة كاملة، ومع ذلك فإنه يبدأ في تناول النبات بجانب اللبن بعد بضعة أسابيع من الولادة .
الزرافة البالغة ليس لديها قلق من الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور، فحوافرها الضخمة فعالة جدا لحمايتها وصد أي هجوم من الحيوانات المفترسة، والزرافة أكثر عرضة للهجوم خلال الإستلقاء أو عندما تشرب، لأن هذا يعطي الحيوان المفترس الفرصة للقفز فوقها ووضع أنيابه في حلقها، أما الزرافة العجل حديث الولادة فهو أكثر عرضة للخطر بشكل كبير على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الأم من أجل حمايته.
وأكثر من 50% من حيوانات الزرافة الصغار يقتلون خلال الشهر الأول من العمر عن طريق هجمات الضباع والقطط الكبيرة مثل الأسود والنمور، ويصل متوسط عمر الزرافة في الأسر الى حوالي 30 عاما، بينما يصل متوسط عمرها في البرية الى حوالي 25 عاما، ويطلق على ذكور حيوان الزرافة "الثيران" ويطلق على إناث الزرافة "الأبقار" وصغار الزرافة يطلق عليها "العجول"
أقرأ أيضاً - كيف تقف الزرافة على ساقيها النحيلتين؟
كيف تنام الزرافة؟
في بعض الأحيان تخلد الزرافة الى النوم في فترات النهار، وغالبا ما يتم ذلك وهي واقفة، فالزرافة لا تستلقي على الأرض عادة إلا خلال ساعات الليل فقط، حيث تقوم بدس أقدامها تحت جسدها ويظل رأسها في وضع مستقيم، ورغم ذلك عندما تنام الزرافة لا يستمر نومها إلا لبضع دقائق فقط في كل مرة.
كيف تتحرك الزرافة؟
الزرافة لها طريقتين للحركة وهي المشي والركض، وعندما تمشي الزرافة يتحرك كلا القدمين على جانب واحد من الجسم في انسجام تام، وتليها الأقدام من الناحية الأخرى، وعند ركض الزرافة فإنها تقوم بتحريك الأقدام الأمامية معا ثم تقفز بالأقدام الخلفية، وأثناء الركض تتحرك رقبة الزرافة إلى الخلف والأمام للحفاظ على توازنها، وتبلغ السرعة القصوى لحيوان الزرافة 56 كيلومتر في الساعة.
ومع ذلك، ونظرا لطول ساقيها يبدو للناظر أن الزرافة لا تجري بسرعة كبيرة، والزرافة ليست من الحيوانات المسافرة على الرغم من أرجلها الطويلة، والزرافة لا تستطيع المشي على الأرض في المستنقعات بسبب حوافرها التي تعرضها للغرق سريعا، ولذلك فنادرا جدا ما تقوم الزرافة بعبور الأنهار، ولا تلتقي الزرافات على ضفتي النهر إلا عندما تنخفض مستويات المياه.
كيف يعمل قلب الزرافة؟
تتمتع الزرافة بأحد أعلى مستويات ضغط الدم مقارنة بأي حيوان ثديي آخر، حيث يصل ضغط دمها إلى 280/180 ملم زئبق، وهو ضعف ضغط الدم عند البشر (120/80 ملم زئبق)، ويرجع ذلك إلى أن رأس الزرافة يرتفع بمتوسط مترين فوق قلبها، ولذلك يجب على القلب أن يقاوم قوى الجاذبية لضمان حصول الدماغ على تدفق الدم والأكسجين المناسبين، ولكن كيف يتم تحقيق ذلك بالضبط؟
يبلغ متوسط وزن قلب الزرافة 11 كيلوجرامًا (كما هو الحال في جميع الثدييات)، ويتكون من نصفين، الأيمن والأيسر، كل منهما مسؤول عن تحريك الدم حول الجسم، على البطين الأيمن للقلب فقط ضخ الدم لمسافة قصيرة نسبيًا إلى الرئتين، من ناحية أخرى، يتعين على البطين الأيسر للقلب ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك وصوله إلى الرأس، من أجل الوصول إلى الدماغ، يجب على القلب ضخ الدم ليس فقط ضد الجاذبية ولكن أيضًا ضد الضغط الهيدروستاتيكي للدم الموجود بالفعل في الشريان الرأسي الطويل، مما يتطلب قدرًا هائلاً من القوة.
ومن أجل توليد هذه القوة، تم الافتراض سابقًا أن للزرافة قلبًا أكبر بكثير بالنسبة لحجم جسمها، لكن الأبحاث الحديثة كشفت أنه لا توجد مساحة كافية في تجويف الجسم لقلب أكبر، بدلاً من ذلك، وجد أن البطين الأيسر للقلب له جدران سميكة بشكل لا يصدق، وعضلات جيدة ونصف قطر حجرة صغيرة يمنح كل نبضة قلب القوة الكافية لدفع الدم حول الجسم.
يشكل وجود حجرة صغيرة للبطين الأيسر بعض التحديات الإضافية، من أجل السماح بتدفق الدم بشكل كافٍ، فإن قلب الزرافة له في الواقع إيقاع كهربائي متغير، مما يتيح مزيدًا من الوقت للبطين الأيسر ليمتلئ بالدم بين كل نبضة قلب، بالإضافة إلى ذلك، فإن متوسط معدل ضربات القلب أثناء الراحة أعلى قليلاً من المتوقع لحيوان بهذا الحجم بمعدل 40-90 نبضة في الدقيقة، للمقارنة، هذا المعدل هو نفسه تقريبًا لمتوسط معدل ضربات القلب للإنسان (60-100 نبضة في الدقيقة) وأعلى بكثير من معدل ضربات القلب (30 نبضة في الدقيقة).
باختصار، قلب الزرافة ليس أكبر مقارنة بمعظم الثدييات، بل لديه عضلة أكثر سمكا في البطين الأيسر للقلب تولد قوة كافية لمحاربة الجاذبية، إن معدل ضربات القلب الأسرع قليلاً مقارنة بالحيوانات الأخرى من حجمها جنبًا إلى جنب مع ضربات القلب المتغيرة يتيح للقلب وقتًا أطول قليلاً لملء الدم بين ضربات القلب لتحقيق كفاءة أكبر بشكل عام.
كيف تنحني الزرافة إلى أسفل ؟
إنحناء الزرافة هو التحدي الأكبر يوميا للوصول إلى مستوى سطح الأرض، فعلى سبيل المثال عندما تقوم الزرافة بشرب الماء فإنها تباعد ما بين ساقيها بزاوية تصل الى 45 درجة، ونظام الدورة الدموية مهيأ خصيصا ليناسب الزرافة لأن ارتفاع ضغط الدم بحاجة الى ضخ المزيد من الدم ليصل إلى المخ، ونظريا عندما تخفض الزرافة رأسها قد ينفجر مخها نتيجة ضخ الدم القوي، ولكن الأوعية الدموية للزرافة مرنة الأمر الذي يؤدي الى تخفيف الضغط الزائد.
والزرافة تمتلك أيضا سلسلة من الصمامات في أوردة الرقبة والتي تضمن أن يتدفق الدم دائما من الرأس إلى الخلف نحو القلب حتى عندما تخفض الزرافة رأسها بحيث يكون تدفق الدم في وضع معاكس للجاذبية، وعندما تقوم الزرافة بالشرب من آبار المياه يحدث ذلك عادة في أزواج بحيث تشرب إحدى الزرافات وتقوم الأخرى بمراقبة الحيوانات المفترسة.
كيف تكيفت الزرافة في بيئتها؟
الزرافة تتكيف بشكل مدهش مع نمط حياتها في البرية، لأن الزرافة تنمو الى إرتفاع طويل جدا، والذي يعطي الزرافة الفرصة للوصول الى مستوى أوراق الشجر البعيدة عن متناول باقي الحيوانات، بالاضافة إلى أن ألوان الزرافة تعطيها فرصة رائعة للتمويه والإختباء من الحيوانات المفترسة، والزرافة أيضا تمتلك جلد سميك جدا وهو يوفر لها الحماية الكافية.
جفون الزرافة الطويلة تحميها من النمل والشوك التي قد تصاب بها من فروع الأشجار، بالإضافة إلى أن صمامات الأوردة التي ذكرنها من قبل الموجودة في رقبتها تساعد في السيطرة على إندفاع الدم الكبير إلى رأسها ويمنعها من فقدان الوعي، ولسان الزرافة يصل طوله إلى حوالي 46 سم، وحجم الفم مناسب لإستخدام اللسان في معالجة المواد الغذائية والسوائل من الطعام، مما يجعلها تتمكن من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن.
هل الزرافة مهددة بخطر الإنقراض؟
على غرار العديد من حيوانات أفريقيا الكبيرة، انخفضت أعداد حيوانات الزرافة خلال القرن الماضي في وقت واحد، وكانت قطعان الزرافة تنتشر على نطاق واسع في السافانا في جميع أنحاء القارة الأفريقية، أما الآن، فلا تتواجد إلا في شرق أفريقيا خاصة في دولة تنزانيا، وكان التراجع الكبير في أعداد الزرافة يرجع إلى حد كبير إلى الصيد الجائر، فالزرافة هي المصدر التقليدي للجلد والشعر، وعلى الرغم من صعوبة أكل لحوم الزرافة إلا أن البعض يتغذى عليها.
صيد الزرافة ليس له حتى الأن تأثير كارثي كما حدث مع بعض أنواع الحيوانات الأفريقية الأخرى، وإنما هو يدعو إلى القلق، فالموائل الطبيعية أيضا تأثرت بشدة نتيجة الأنشطة البشرية، وتخضع الزرافة حاليا لإجراءات الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة عن طريق إنشاء محميات خاصة لحماية الأعداد المتبقية من الزرافة في أفريقيا.
أسئلة وأجوبة:
س: هل الزرافة تحب البشر؟
ج: إن الزرافة لا تستمتع فقط بكونها محاطة بالزرافات الأخرى، بل إنها تستمتع أيضا بالبشر، وسوف تأكل من يدك ببساطة.
س: هل تستطيع الزرافة السباحة؟
ج: وجد الباحثون أن الزرافة ستكون سباحة ضعيفة للغاية، ويمكن افتراض أنها ستتجنب هذا النشاط إذا كان ذلك ممكنا.
س: هل تستطيع الزرافة الركل أو القفز؟
ج: تستطيع الزرافة الجلوس لكنها عادة لا تجلس بسبب ضعفها أمام الحيوانات المفترسة، والزرافة لا تقفز، ويمكن للزرافة أن ترفس في أي اتجاه، ولا يمكن لركلتها أن تقتل أسدا فحسب، بل يمكن أيضاً أن تقطع رأس الحيوان.
س: هل الزرافة من الحيوانات السريعة؟
ج: إلى حد كبير تعتبر الزرافة من الحيوانات السريعة، حيث يمكن أن تركض بسرعة تصل إلى 56 كيلومتر في الساعة، ويرجع ذلك إلى أقدامها الطويلة التي تساعدها على الجري بسرعة كبيرة على الرغم من حجمه الضخم.
س: ماذا يغطي جسم الزرافة؟
ج: يغطي جسم الزرافة جلد فوقه شعر قصير وكثيف يغطي جسمها بالكامل، وعادة ما يكون بلون أصفر داكن تتخلله بقع داكنة تسمح للزرافة بالتمويه من الحيوانات المفترسة.