معلومات عن ألفريد هيتشكوك

من هو ألفريد هيتشكوك ؟

المعروف ايضا باسم "سيد التشويق، " ألفريد هيتشكوك الذى لقُب ايضا بلقب السير ألفريد هيتشكوك، كان واحدا من المخرجين السينمائيين الاكثر شهرة في القرن العشرين، فاخرج اكثر من 50 فيلما بين عامى 1920و 1970، ارتبطت افلام هيتشكوك ببرنامجه التلفزيوني الناجح" ألفريد هيتشكوك يقدم "، اصبح اسمه مرادفا للتشويق .

النشأة مع الخوف من السلطة :

ولد ألفريد هيتشكوك جوزيف في 13 اغسطس عام 1899، في ليتون في الطرف الشرقي من لندن ، وكان والداه إيما جين هيتشكوك ، والتي كانت معروف عنها كونها عنيدة، ووالده ويليام هيتشكوك ، والذي كان يعمل بقال، والذي كان معروفا عنه كونه  صارم، كان لهيتشكوك اثنين من الاشقاء الاكبر سنا وليام وايلين .

وكان هيتشكوك خائف طوال الوقت من ابيه الصارم وكثيرا ما كان يختفي من السلطة والبوليس ، فكان طفلا منطوى ، واحب هيتشكوك الرسم وابتكار الالعاب في وقت فراغه ، فتعلم فن الرسم في كلية الهندسة والملاحة فى لندن بين عامي 1913 -1915 .

اول وظيفة لهيتشكوك :

بعد تخرجه، حصل هيتشكوك على وظيفته الاولى في عام 1915  في شركة هينلي للتلغراف، وهي شركة لتصنيع الكابلات الكهربائية ولكنه سرعان ما شعر بالملل من وظيفته، فكان يذهب بانتظام الى السينما بمفرده كل مساء، واحب قراءة الصحف الخاصة بصناعة السينما، واخذ دروس تعلم الرسم في جامعة لندن، بدأ هيتشكوك ان يحصل على الثقة بالنفس وبدأ يظهر براعته وذكائه في العمل، فرسم هيتشكوك الرسوم الكاريكاتيرية لزملائه وكتب قصصا قصيرة مع نهايات مفاجئة ، وبدأت مجلة النادي الاجتماعي في نشر رسوم هيتشكوك وقصصه، ونتيجة لذلك، تمت ترقية هيتشكوك إلى قسم الإعلانات فى هينلي، حيث كان اكثر سعادة بالعمل الابداعى فى الاعلانات .

بداية هيتشكوك في مجال صناعة الافلام :

وفي عام 1919، رأى هيتشكوك إعلانا في إحدى الصحف الخاصة بالسينما شركة في هوليوود وهي باراماونت للانتاج، وهذه الشركة تقوم ببناء استوديو في ايسلينجتون، لندن، في ذلك الوقت، كانت تعتبر صناعة السينما الامريكية متفوقة على نظيرتها البريطانية، وبالتالي كان هيتشكوك متحمس للغاية بفتح استوديو محلي فى لندن، املا في ابهار القائمين على الاستوديو الجديد .

وبالفعل نال اعجابهم علي عمله وعزمه، لذلك تم تعيينه فى الاستديو كمصمم جرافيك ، وفي غضون بضعة اشهر، عرض الاستوديو على هيتشكوك البالغ من العمر 20 عاما وظيفة بدوام كامل، قبلها هيتشكوك وترك وظيفته الثابتة في هينلي للدخول في عالم صناعة الافلام المتقلب .

بدأ العمل الجديد بثقة هادئة ورغبة في صنع افلام، وبدأ هيتشكوك المساعدة ككاتب سيناريو، ومساعد مخرج، وهناك التقى هيتشكوك بالما ريفيل، التى كانت مسؤولة عن تحرير الافلام، وعندما مرض المخرج اثناء تصوير فيلم عام  1923 ، قام هيتشكوك بالاخراج والانتهاء من تصوير الفيلم بدلا منه، ثم اتيحت له الفرصة للاخراج مرة اخري ولكن لم يكتمل بسبب نقص الاموال، وبعدها اغلق الاستوديو باكمله ، وعندما تولى بالكون- سافيل- فريدمان ادارة الاستوديو، كان هيتشكوك واحدا من عدد قليل من الناس الذين طلب منهم البقاء، واصبح هيتشكوك مساعد مخرج وكاتب السيناريو لفيلم " امرأة لامرأة" .

وفي عام (1923) هيتشكوك عين الما ريفيل مرة اخرى،  وحقق الفيلم نجاحا كبيرا في شباك التذاكر، علي عكس الفيلم التالي"الظل الابيض" عام 1924 ، فقد فشل في شباك التذاكر، ومرة اخرى تم اغلاق الاستوديو ، وهذه المرة، اخذت شركة غينزبورو للانتاج ادارة الاستوديو وسُئل هيتشكوك مرة اخرى للبقاء .

هيتشكوك يصبح مخرجا :

وفي عام 1924، كان هيتشكوك المخرج المساعد لفيلم "الحارس الاسود" عام (1925)، وهو فيلم تم تصويره في برلين ، وهناك استغل هيتشكوك وجوده فى برلين وتعلم اشياء كثيرة عن صناعة الافلام الالمانية واستخدامهم لاجهزة تصوير حديثة وحتى مواضيع افلامهم كانت عميقة ومستفزة مثل المرضى النفسيين والخيانة ، فكانت مواضيعهم اكثر من الاستخدام الدارج للمواضيع كالكوميديا والمغامرة، فكانت معروفة باسم التعبيرية الالمانية، وكان صناع السينما الالمانية سعيدين على حد سواء لتعلم تقنية اميركية من هيتشكوك حيث كان يرسم مشهد على عدسة الكاميرا باعتباره المقدمة .

وفي عام 1925، حصل هيتشكوك على تجربته الإخراجية الاولى " حديقة المتعة" عام  (1926)، الذي تم تصويره في كل من المانيا وإيطاليا، مرة اخرى اختار هيتشكوك الما للعمل معه هذه المرة كمساعدة مخرج له للفيلم الصامت، اثناء التصوير بدأت قصة الحب الناشئة بين هيتشكوك والما .

هيتشكوك يحقق النجاح :

تزوج كل من هيتشكوك والما في 12 فبراير 1926 وكانت الما معاونة له فى جميع افلامه،  وفي عام 1926، قام هيتشكوك بإخراج " النزيل" ، وهو فيلم تشويق تم تصويره في بريطانيا حول "رجل اتهم خطأ بجريمة" وهيتشكوك هو من اختار القصة ، واستخدم فيه بطاقات كتابة اقل من المعتاد، واضاف اجزاء كوميدية بسيطة ، فالموزع لم يعجب بذلك واجل عرضه، وفوجىء هيتشكوك بالفشل لدرجة انه فكر في تغيير مهنته، ولكن لحسن الحظ، تم عرض الفيلم بعد بضعة اشهر من قبل الموزع، الذي كان يحتاج الى فيلم فقام بعرض هذا الفيلم"النزيل" عام (1927) و حقق نجاحا كبيرا مع الجمهور .

افضل مخرج بريطاني عام 1930 :

اصبحت عائلة هيتشكوك مشغولة جدا فى صناعة الافلام، عام 1928 انجبت الما طفلتهم الوحيدة "باتريشا"، وجاء الفيلم التالى له لكي يحقق نجاح ساحقا وهو  فيلم "الابتزاز" الذى كان اول فيلم ناطق، وخلال الثلاثينيات، قدم هيتشكوك فيلم بعد فيلم واخترع مصطلح "ماكجيفين " لتوضيح ان الشىء الذى يسعى اليه الاشرار ليس بحاجة لشرحه او لشرح من اين جاء انما هو يستخدم لتحريك مجرى الاحداث، ورأى هيتشكوك انه لم يكن في حاجة إلى ملل الجمهور مع التفاصيل ، لا يهم من اين جاءت "عقدة الفيلم" المهم فقط الاحداث التالية لها، ولا يزال يستخدم هذا المصطلح في صناعة الافلام المعاصرة، جذب هيتشكوك انظار دافيد سيزنيك، وهو منتج امريكى، وفى عام 1939 ، كان هيتشكوك هو المخرج البريطانى الاول فى هذا الوقت ووافق على العمل مع سيزنيك ونقل عائلته الى هوليوود .

هيتشكوك فى هوليوود :

في حين احبت الما وباتريشيا الطقس في جنوب كاليفورنيا ، لم يحب هيتشكوك هذا الطقس، فاستمر في ارتداء البدل الإنجليزية الداكنة مهما كان الطقس حار،  في الاستوديو، وكان يعمل بجد في اول فيلم اميريكى له " يبيكا" (1940)، و نجح فيلم ريبيكا وحصل على جائزة الاوسكار لافضل فيلم في عام 1940، وكاد هيتشكوك يحصل على جائزة لافضل مخرج، لكنه خسر امام جون فورد عن فيلم " عناقيد الغضب" .

مشاهد لا تنسى :

وبالرغم من نجاح افلامه الا انه دائما ما كان متخوف من التشويق في الحياة الحقيقية ، فلم يكن هيتشكوك حتى يحب قيادة السيارة ،  فكان يتمتع بالتشويق على الشاشة في مشاهد لا تنسى، والتي شملت في كثير من الاحيان الآثار والمعالم الشهيرة، اخذ هيتشكوك جمهوره إلى السقف المقبب من المتحف البريطانى لمشهد مطاردة في" ابتزاز" (1929)، و اخذهم الى تمثال الحرية في " المخرب" (1942)،وإلى شوارع مونتي كارلو في" للقبض على لص" (1955)، وإلى قاعة رويال البرت في" الرجل الذي عرف اكثر من اللازم"  (1956)، وغيرها من المشاهد التى لا ولن تنسى من ذاكرة المشاهد .

هيتشكوك و برنامجه التلفزيوني :

في عام 1955، بدأ هيتشكوك شركة شيلمى للإنتاج، سميت باسم منزله الريفي في إنجلترا، وانتج برنامجه التليفزيوني " ألفريد هيتشكوك يقدم " ، الذي تحول إلى "ساعة مع  هيتشكوك"، وكان هذا البرنامج التلفزيوني الناجح في الفترة من 1955 إلى 1965، ويقوم فيه بعرض افلام درامية لمخرجين غيره ويعلق عليها فى نهاية عرض الفيلم، وفي عام 1956، اصبح هيتشكوك مواطنا امريكيا .

الجوائز، الفروسية، وموت هيتشكوك :

رغم ترشيحه خمس مرات لافضل مخرج، الا ان هيتشكوك لم يفز بجائزة الاوسكار ولا مرة، ولكنه حصل علي الجائزة التذكارية "ايرفينغثالبرج"في حفل توزيع جوائز الاوسكار عام 1967، وقال ببساطة: "شكرا لكم".
وفي عام 1979، قدم معهد الفيلم الاميركي لهيتشكوك جائزة على اعماله كلها التى قدمها خلال مسيرته في حفل اقيم في فندق هيلتون بيفرلي، وقال مازحا انه يجب ان يكون على وشك الموت قريبا ، وبالفعل هذا ما حدث ، ففي عام 1980، اعطت الملكة اليزابيث الثانية لقب فارس لهيتشكوك، وبعدها بثلاثة اشهر توفي السير ألفريد هيتشكوك بسبب الفشل الكلوي في سن الثمانين في منزله في بيل اير، وتم حرق رفاته ورميها فوق المحيط الهادي .

مواضيع مميزة