ما هي الكمية المناسبة التي يجب شربها من القهوة و الكافيين ؟

قد تكون القهوة مثير للجدل في الكثير من الاحيان ، وهذا يكون اعتمادا على من يسأل، فهو سيكون واحدا من هؤلاء ، إما يعتبر القهوة من ضمن المشروبات الرائعة فقط أو انه يعتبرها كأدمان ، وفي الواقع قد ألقيت نظرة على الابحاث ، ويبدو واضحا جدا أن القهوة تم تجريحها.


وفي حقيقة الامر ان القهوة هي في الواقع من المشروبات الاكثر تعقيدا، مع مئات المركبات النشطة بيولوجيا ، وايضا هي واحدة من أكبر مصادر مضادات الأكسدة للكثير من الناس ، فتظهر الدراسات أيضا أن الاشخاص الذين يشربون القهوة لديهم خطر أقل من الأمراض مثل مرض السكري من النوع 2، والاضطرابات العصبية وأمراض الكبد اكثر من الاشخاص الذين لا يشربونها.  


ومع ذلك، سيكون فقط القليل منها هو شيئا جيدا ، وهذا لا يعني أن الكثير منها هو بالضرورة الأفضل لك او انه حتى آمن، ولكنك ستظل تتساءل كم من القهوة قد يكون أكثر من اللازم، وما هي الكمية المطلوبة لتحقيق أقصى قدر من الفوائد الصحية مع القليل من المخاطر ،هيا نكتشف سويا :



كم مقدار الكافيين في فنجان قهوة واحد :


كما هو متعارف عليه ان المادة الفعالة في القهوة هي مادة الكافيين ، وهي تعتبر جوهر العقلية الأكثر استهلاكا في العالم ، ولكن محتوى الكافيين في فنجان واحد من القهوة قد يكون متغير بدرجة كبيرة، فهو يتراوح ما بين 50 الي 400 ملليجرام لكل كوب.


فكوب القهوة الصغير المصنوع في البيت يمكن أن يحتوي على 50 ملليجرام ، بينما يمكن أن يحتوي القهوة الكبير في ستاربكس علي أكثر من 300 ملليجرام ، وكقاعدة عامة، يمكن أن نفترض أن متوسط كوب عبارة  عن 226 ملل من القهوة يحتوي على حوالي 100 ملليجرام من الكافيين.


وتاتي عدة مصادر تشير إلى أن 400 مليجرام من الكافيين، أو 4 أكواب من القهوة، هي آمنة تماما بالنسبة للبالغين ، ومع ذلك، هناك الكثير من الاشخاص يشربون أكثر من ذلك بكثير دون أية مشاكل ، ولكن يجب ان نضع في اعتبارنا أن هناك العديد من المصادر الأخرى للكافيين إلى جانب القهوة، بما في ذلك الشاي، والمشروبات الغازية ، ومشروبات الطاقة، و الشوكولاته وبعض الأدوية.



أعراض قصيرة الأجل للكثير من الكافيين :


عندما يتعلق الأمر بالآثار الصحية للقهوة، فهناك على حد سواء أعراض قصيرة الأجل واعراض طويلة الأجل ، فدعونا نتحدث عن الأعراض التي تحدث على المدى القصير لأول مرة، والتي ترتبط معظمها بالكافيين في حد ذاته ، فإذا كنت تشرب الكثير من القهوة في فترة قصيرة من الزمن، فسوف تواجه الأعراض معظمها التي تعود إلى الدماغ والجهاز الهضمي.


وفيما يلي بعض الأعراض الشائعة لتناول الكثير من الكافيين علي المدي القصير :

الأرق.

القلق.

الدوخة.

اضطراب في المعدة.

التهيج.

سرعة ضربات القلب.

الهزات.


إذا واجهت مثل هذه الأعراض بعد شرب القهوة، فقد تكون حساس لمادة الكافيين وقد ترغب في خفض الكمية الخاصة بك أو ببساطة تجنب الكافيين تماما ، فمن الممكن أن يموت الشخص من جرعة زائدة من مادة الكافيين، ولكن هذا قد يكون أقرب إلى المستحيل أن تفعل القهوة هذا وحدها ، وسيكون عليك شرب أكثر من 100 كوب قهوة في اليوم الواحد.



تأثر الاشخاص بكميات متفاوتة من القهوة والكافيين :


يؤثر الكافيين  بطرق مختلفة في الاشخاص ، وقد تم اكتشاف العديد من الجينات التي تؤثر على حساسيتنا لمادة الكافيين ، وهذه الجينات لها علاقة بالانزيمات التي تفتت الكافيين في الكبد، وكذلك المستقبلات الموجودة في الدماغ والتي تتأثر الكافيين ، كما انه تم تحديد آثار الكافيين على النوم وراثيا ، فبعض الاشخاص يمكنهم شرب القهوة والذهاب إلى النوم مباشرة بعد ذلك ، والبعض الآخر يحرمون من النوم طوال الليل ، وهذا يكون اعتمادا على التركيب الجيني الخاص بك، وهناك ما يسمي بالتسامح الشعبي الفردي والذي هو أيضا مهم جدا ، فالذين يشربون القهوة كل يوم يمكن أن يتأثروا أكثر بكثير من أولئك الذين يشربونها نادرا.


ومن المهم أيضا أن ندرك أن الظروف الطبية يمكن أن تؤثر على الحساسية ناحية مادة الكافيين ، وإذا كان لديك قلق وهلع، وعدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم ، ومرض السكري، او انك تتناول دواء معين أو لديك أي حالة طبية، فيجب عليك شرب نسبة أقل من الكافيين ويجب التحدث إلى الطبيب الخاص بك حول ذلك.


من يشربون القهوة يواجهون مخاطر أقل من بعض الأمراض :


كما تم ربط استهلاك القهوة مع خفض بعض مخاطر الإصابة بأمراض مختلفة ،وفيما يلي بعض النتائج الرئيسية:


مرض السكري من النوع 2 : هناك المزيد من الاشخاص التي تشرب القهوة، والتي تساعدهم علي انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ، فوجدت دراسة واحدة انه حدث انخفاضا بنسبة 7٪ لكل كوب يوميا .


تليف الكبد :  شرب 4 أكواب أو أكثر من القهوة يجلب انخفاضا يصل إلى 84٪ من حيث تليف الكبد.


سرطان الكبد :  تم خفض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 44٪ لكل 2 كوب يومي في اليوم الواحد .


مرض الزهايمر :  في دراسة واحدة، تم ربط من 3-5 أكواب يوميا إلى 65٪ من انخفاض مخاطر التعرض لمرض الزهايمر .


الاكتئاب :  قد أظهرت الدراسات أن 4 أكواب من القهوة يوميا يرتبط بانخفاض مخاطر 20٪ من الاكتئاب وانخفاض 53٪ من خطر الانتحار.



* ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن كل هذه الدراسات هي مجرد ملاحظة في الطبيعة ، وان هذه الدراسات لا يمكن أن تثبت أن القهوة تسبب انخفاض في اي مرض، إلا أن شاربي القهوة هم اقل عرضة للحصول علي المرض ، وفي معظم الحالات، يجب أن يكون تناول القهوة منزوعة الكافيين له نفس التأثيرات المفيدة.



* هل ينبغي التقليل من الكافيين اثناء الحمل او تجنبه :


مع النساء الحوامل، يمكن للكافيين عبور المشيمة والوصول إلى الجنين، ويحدث مشاكل تسمي باستقلاب الكافيين ، وهناك بعض الدراسات ربطت بين استهلاك كميات كبيرة من الكافيين خلال فترة الحمل وإلى زيادة خطر الإجهاض، او ولادة جنين ميت، او حتي الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عند الولادة ، ويوصى عموما للمرأة ان تحد من استهلاكها لتصل الي 100-200 ملليجرام من الكافيين يوميا (حوالي 1-2 أكواب من القهوة ) ، ومع ذلك، العديد من الخبراء توصي بتجنب القهوة تماما أثناء الحمل ، إذا كنتي تريدين أن تكوني آمنة تماما، وقد يكون هذا هو الاختيار الذكي.


* ما هي الكمية المناسبة التي يجب شربها من القهوة :


من النظر في العديد من الأدلة، يبدو ان من 4-5 أكواب يوميا من القهوة قد يكون هو الحد الأمثل ، وترتبط هذه الكمية بنسبة أقل من امراض خطر الوفاة المبكرة، وتسبب القهوة انخفاض في مخاطر العديد من الأمراض الشائعة، والتي البعض منها يؤثر على مئات الملايين من الناس.


وبالطبع، هذا لا يعني أن كل الاشخاص بحاجة لشرب القهوة ، فالاشخاص الذين لديهم حساسية للكافيين، او انهم يكون لديهم بعض الظروف الطبية أو ببساطة لا يحبون القهوة ، فمن المرجح انهم يتجنبون القهوة.



* الرسالة الرئيسية :


بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بشرب القهوة، فهناك أدلة قليلة جدا عن الأذى والكثير من الأدلة عن فائدة القهوة ، وعلى الرغم من ان 4-5 أكواب يوميا من القهوة قد تكون هي الكمية الأفضل، الا ان يمكن للعديد من الاشخاص تحمل أكثر من ذلك دون أي مشاكل ، فإذا كنت تحب شرب الكثير من القهوة، فلا يبدو أن هناك أي سبب وجيه للحد من ذلك طالما انك لا تعاني من اي اسباب تمنع ذلك.

مواضيع مميزة