هل التلفزيون حقًا له تأثير سيء على الأطفال ؟

عندما يتعلق الأمر بالتلفزيون والأطفال، فإن الأسئلة كثيرة، وعناوين الأخبار المزعجة حول الأذى الذي يلحق به التلفزيون على العقول الشابة الصغيرة تجعل الآباء يشعرون بالهلع والشعور بالذنب، فوفقًا لتقرير صدر عام 2006 أفاد بأن 74 % من الأطفال الصغار يشاهدون التلفزيون قبل سن عامين، ومن خلال الخدمات التي يتم توفيرها عند الطلب، وقنوات الكابلات التي أعدادها كبيرة، والتكدس على أكوام من البرامج الموجهة للأطفال، فنجد أنهم لديهم وصول مستمر إلى وسائل الإعلام التي تستهدف على وجه التحديد الأطفال الصغار جدا.

 

 

لا تتوقع أن يتعلم طفلك من التلفزيون في سن باكر :
من لا يريد أن ينمو طفله ويصبح بيتهوفن أو بيكاسو، خاصة إذا كان وقت تدريب الطفل يسمح لك بشرب فنجان من القهوة، ولكن لسوء الحظ، فإن مقاطع فيديو الأطفال "التعليمية" التي تبدو جيدة جدا بالنسبة لك يتفق الباحثون على أنها بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين ليس لها أي قيمة تعليمية علي الأطفال، لذا يجب أن تجعل التلفزيون يعمل من أجل أطفالك فيتضاعف حجم دماغ المولود الجديد بين الولادة وسنتين وهذا النمو في المخ يحدث استجابة مباشرة للتحفيز الخارجي، في سياق تجربة العالم الحقيقي.

 

ويمكن لأي نشاط بسيط تقومي به مع طفلك كالغسيل الذي يمكنك طيه أن يكون تعليمي أكثر بكثير من أي فيديو تم تصميمه لتعزيز فكرة، ففي دراسات متكررة، وجد الباحثون أن الأطفال الصغار جدًا أبطأ بكثير في تقليد مهمة ما عندما يشاهدونه على الشاشة مقارنةً بالوقت الذي يرون فيه أنها تؤدي بشكل مباشر أمامهم، ولكن في بعض الأحيان نحتاج جميعا إلى لحظات قليلة لإعادة تجميع صفوفنا ولن يكون هناك أي ضرر دائم من مشاهدة التلفزيون لوقت قصير جدا، لكننا نعرف أنه لا يساعدهم، ويبدو أنه يبطئ النمو.

 

 

لا تطعم أطفالك أمام التلفزيون :
تعتبر السمنة لدى الأطفال موضوعًا ساخنًا في الوقت الحالي، ولسبب وجيه أفاد المركز الوطني للإحصاءات الصحية أن حوالي 16 % من الأطفال في الولايات المتحدة يعانون من زيادة الوزن أي بزيادة قدرها 45 % خلال عقد واحد فقط، وليس هناك شك في أن التلفزيون له علاقة بهذا، ولكن ليس بالضرورة أن الفعل المستقر المتمثل في مشاهدة التلفزيون يقلل الوقت الذي يقضيه الأطفال في ممارسة الرياضة، ولكن بدلاً من ذلك، يعتقد الباحثون أن العلاقة أكثر ارتباطًا بالأطفال الذين يتناولون الطعام أمام التلفزيون وتسويق الأغذية الموجود في الإعلانات التجارية.

 

وتشير دراسة تم اجرائها عام 2004 إلى أن انتهاء الطفل من عشاءه يمثل تحديًا كلاسيكيًا للأب والأم، و يمكن للتلفزيون أن يعمل العجائب، الأمر الذي قد يساعد في تفسير سبب تناول 53 % من الأطفال دون سن 6 سنوات وجبة أو وجبة خفيفة واحدة على الأقل أثناء مشاهدة التلفزيون، ويقول الباحثون إن مشاهدة التلفزيون يمكن أن تتداخل مع قدرة الطفل على الإستجابة لإشارات الإمتلاء، مما يحتمل أن يسبب له زيادة في تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الوزن وخاصة في مرحلة ما قبل المدرسة الذين يتناولون الوجبات أثناء مشاهدة التلفزيون، حيث وجدوا أن التليفزيون بدا وكأنه يصرف انتباههم عن الأكل لذا يأكلوا أكثر أثناء مشاهدتهم للتليفزيون.

 

 

لا تجعل أطفالك يقومون بمشاهدة الإعلانات التجارية :
اكتشف الباحثون الكثير حول تأثير تسويق المواد الغذائية على الأطفال، ففي عام 2006، أصدر معهد الطب تقريراً يشير إلى أن الإعلانات تساهم في إتباع نظام غذائي أقل صحة للأطفال على المدى القصير بالإضافة إلى مخاطر صحية طويلة الأجل، ويُظهر البحث أن الإعلانات خلال برامج الأطفال عادة ما تكون مخصصة للأطعمة التي لا يرغب الآباء في أن يتناولها أطفالهم، مثل الوجبات الخفيفة والحلويات، ويظهر هذا البحث أيضًا أن الأطفال يميلون إلى طلب الأطعمة التي يرونها في الإعلان.

 

وإن الإعلانات التجارية لا تبيع أطفالنا فقط طعام غير صحي ولكن الطريقة التي يقطعوا بها البرمجة قد تجعل من الصعب على الأطفال فهم القصص التي يشاهدونها، وذلك لأن جزء الدماغ الذي يحتفظ بمعلومات قصيرة الأجل ليس متطورًا بشكل جيد لدى الأطفال، لذلك بعد مشاهدة إعلان أو اثنين، من المحتمل أن ينسى الأطفال خيط القصة التي كانوا يشاهدونها، وعندما يستأنف، سيرون أنها قصة جديدة بالكامل، وهذا ما تفعله هذه الإعلانات التجارية، حيث أنها تعمل علي توصيل العقول لإجراء تحولات سريعة في المعلومات، وهو عكس ما تريد القيام به، فأنت تريد زيادة مدى اهتمامه.

 

 

قم بإيقاف تشغيل التلفزيون عند انتهاء العرض :
قصر وقت الشاشة على ما لا يزيد عن ساعتين يوميًا، كما يوحي يظهر أن هذه العملية بسيطة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين، لكنها ليست دائما سهلة جدا في الممارسة، فعند إيقاف تشغيل التلفزيون، يؤدي هذا إلى إثارة الدراما في المنزل، وقد يكون من السهل ترك الطفل أمام برنامج واحد آخر، ولكن يجب أن تضع حد أقصى على وقت التلفزيون، فهذا أمر بالغ الأهمية، فيجب وضع وقت لشاشة التليفزيون لترك مساحة للأنشطة الأخرى، مثل المحادثات ووقت اللعب.

 

ومع ذلك، حتى عندما يبدو أن الأطفال لا يهتمون بالشاشة التي تتدفق خلفهم، نجد إن ذلك يغير طريقة لعبهم، ففي دراسة أجريت على الأطفال من سن 1 إلى 3 سنوات، وجد الباحثون في جامعة ماساتشوستس أن التلفزيون في الخلفية يقصر الفترات التي يلعبها الأطفال بالألعاب ويجعل اللعب الخيالي أقل احتمالًا، ويحذر الخبراء من وجود سبب للاعتقاد بأن التلفزيون الثابت في الخلفية قد يتداخل مع تطور لغة الأطفال الصغار.

 

 

هل تختار برامج التليفزيون بعناية حقا :
هناك أخبار جيدة جدا، فعلى الرغم من أن التليفزيون لن يعزز قوة الدماغ لدى الأطفال، إلا أن التلفزيون المناسب يمكنه تعليم أطفالك الأكبر سنًا شيئًا أو شيئين، ففي حوالي سن 2 أو 3 سنوات، يبدأ التلفزيون أن يصبح مفيدًا وليس هناك ما يدعو للقلق بشأن مشاهدة الأطفال للتلفزيون في هذه السن، إذا لم يتم ذلك بشكل مفرط، وإذا كنت تريد أن يتعلم طفلك، فاختر البرامج التي تتضمن أو تشجع على ما يلي :

* سرد القصة بخط مستقيم، والتي تأخذ الأطفال من النقطة "أ" إلى النقطة "ب" مع عدم وجود ذكريات للماضي.
* المشاركة، مثل الإيقاف المؤقت المضمّن في العرض، حيث يمكن للأطفال الرد على سؤال.
* وضع العلامات، مما يعني أن كل ما يتم مناقشته موجود بصريًا على الشاشة.
* المشاركة: إذا كانت الشخصيات والأفكار في البرنامج غير مثيرة للاهتمام للأطفال، فما الفائدة
* التكرار والمراجعة.
* محتوى غير عنيف.

 

وهناك ملاحظة حول اللاعنف حيث تقول الفطرة السليمة إن طفلك البالغ من العمر عامين ليس جاهزًا لفيلم مصاص دماء لكن العنف على الشاشة يمكن أن يتسلل إلى فيلم من إنتاج ديزني، حيث يُظهر الكثير من تليفزيونات الأطفال أن العنف مضحك، مما يجعل الآباء يعتقدون أنه غير ضار، فيتم ضرب شخصية كرتونية في الرأس بكرة بولينغ، ويظهر رأسه في الظهير الأيمن لكن هذا ليس ما يحدث في الحياة الحقيقية حيث إنه يعلم الطفل العنف بدون عواقب، وهو ضار لأن الأطفال الصغار لا يميزون بين الخيال والواقع.

 

 

هل يجب عليك مشاهدة التلفزيون مع أطفالك ؟
الحقيقة هي، في الغالب، أن النقطة الكاملة للتلفزيون هي أنها تبقى أطفالنا مشغولين بينما نقوم بعمل آخر، وتعتمد أغلب الأمهات على شاشة التلفزيون في الصباح حتى تتمكن من الحصول على وقت لنفسها لكي تجعل أطفالها جاهزين ليومهم، ومرة أخرى في المساء، حتى تتمكن من إعداد العشاء علي سبيل المثال، والخبراء اكتشفوا أنه على الرغم من أن التلفزيون لا يقلل من الوقت الذي يقضيه الأطفال في القراءة أو الركض، إلا أنه يقتصر على الوقت الذي يقضيه في التفاعل مع أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، حيث إن قضاء وقت اجتماعي مع الأشخاص الذين يحبونهم أمر ضروري لنمو الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.

 

ويمكن للتليفزيون أن يعيق الاهتمام الذي يمكن للوالد أن يوليه للطفل، لكن لا يجب أن يكون كذلك، ويمكن أن يكون بداية قصة جيدة عندما تتحول القيمة التعليمية للتلفزيون إلى أعلى درجاتها حيث يشاهد الآباء مع أطفالهم التليفزيون، لذلك تراقب عينيك أو أذنك التلفزيون عندما تستطيع، تضيف بعض السياق، تصف ما تراه، وتسأل عن أفكارهم فكلما استطعت التحدث معهم حول هذا الموضوع، كلما زاد ما سيحصلون عليه من هذه التجربة.

 

وفي نهاية اليوم، يجب أن يكون التلفزيون جزءًا صغيرًا فقط من يوم طفلك، ويجب أن يكون ذلك اليوم غنيًا بالتمارين البدنية، ووقت القراءة، واللعب غير المنظم، والكثير من الوقت الخاص معك أو مع أحبائك الآخرين كما هو الحال في جميع المسائل الأخرى، فإن الإعتدال يعتبر شعارًا جيدًا للغاية.

 

 

الواقع والتلفزيون :
وفي الواقع هناك العديد من الوسائل التي تساعد حقا في الحد من مشاهدة الأطفال للتليفزيون مثل إنك تقترح أن يشاهد أطفالك التلفزيون فقط مع زوجك، مما يحد من المشاهدة قبل العمل وفي عطلات نهاية الأسبوع فقط، أو أنك بمنتهي البساطة يمكنك أن تضع التلفزيون في موقع بعيد عن الأنظار، وبعيدًا عن الذهن.

 

 

حقائق عن التلفزيون والأطفال :
* يلعب الأطفال لفترات أقصر عندما يكون التلفزيون في الخلفية.
* يشاهد 74 % من جميع الأطفال والرضع التلفزيون قبل عيد ميلاده الثاني.
* في عام 1970، كان متوسط العمر الذي بدأ فيه الأطفال مشاهدة التلفزيون 4 سنوات، واليوم هو 4 أشهر.
* يشاهد 43 % من الأطفال دون الثانية من العمر التلفزيون كل يوم، و18 % يشاهدون مقاطع الفيديو أو أقراص DVD كل يوم.
* الأطفال أبطأ في بدء مهمة يرونها على الشاشة مقابل أي حدث مباشر.
* توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم وجود تلفزيون قبل عمر 2 عام ولا يزيد عن ساعتين بعد ذلك.

مواضيع مميزة