جوزيف ليستر مكتشف مطهر الجروح في العمليات الجراحية

جوزيف ليستر الجراح البريطاني وعالم الطب الذي أكتشف المطهر الخاص بالجروح في العمليات الجراحية وهو الرائد في الطب الوقائي ، وطريقة جوزيف ليستر المستندة إلى استخدام المطهرات تُستخدم حتى الآن، فقد كان مبدأه يقول أن البكتيريا لا يجب أن تكون أبداً ضمن عملية جراحية ، ويظل هذا المبدأ هو أساس الجراحة حتى يومنا هذا، وتم رفع شأن جوزيف ليستر الى درجة النبلاء في عام 1897، ومن المعروف أن الجراح والباحث البريطاني جوزيف ليستر يشتهر بمسك زمام الاستخدام الطبي للأدوية المطهرة .

 

 

السنوات المبكرة من حياة جوزيف ليستر :
ولد جوزيف ليستر في أبتون ، إسيكس ، إنجلترا ، في 5 أبريل 1827 ، وهو الطفل الرابع من أبناء جوزيف جاكسون ليستر وهو واحد من أبناء إيزابيلا هاريس ليستر السبعة، وكان والده تاجر نبيذ ثري وعندما كان طفلا درس ليستر الأسماك والحيوانات الصغيرة، كما قام بأبحاث مجهرية، وقد يكون قبوله في وقت لاحق لعمل لويس باستور (1822 - 1895) مرتبطًا بفهمه لعملية التخمير (الإنهيار الكيميائي لمركب) فيما يتعلق بصنع النبيذ .

 

وعرف جوزيف ليستر في سن مبكرة أنه يريد أن يكون جراحًا، لكن والده أحب أن يتأكد من أنه أكمل تعليمه الرسمي أولاً، فالتحق بمدرسة في هيتشن وتوتنهام بإنجلترا، حيث درس الرياضيات والعلوم الطبيعية واللغات، وفي عام 1844 دخل إلى الكلية الجامعية في لندن، إنجلترا، لدراسة الطب، وبعد تخرجه في عام 1852، بدأ العمليات الجراحية في أدنبرة، أسكتلندا، وفي عام 1860 أصبح أستاذا للجراحة في المستوصف الملكي في غلاسكو باسكتلندا.

 

 

جوزيف ليستر والآمان الجراحي :
مع إدخال التخدير (وهو أمر يسبب فقدان المريض للإحساس في منطقة معينة من الجسم أو الجسم بأكمله) في أربعينيات القرن التاسع عشر، أصبحت العمليات الجراحية أكثر شيوعًا،  إلا أن العديد من المرضى ماتوا من العدوى بعد الجراحة نتيجة التهاب أو تورم وتقرح، وتكوين القيح يحدث في جميع الجروح العرضية تقريبا بعد الجراحة، وأكثر من ذلك عندما يتم علاج المرضى في المستشفى بدلا من المنزل من قبل الجراح الزائر، والسبب غير معروف، ولكن يعتقد أنه شيء في الهواء ونتيجة لذلك تم تنظيف الجروح بشدة أو غسلها بالماء لإبعاد الهواء .

 

وتركز بحث ليستر على التغيرات المجهرية في الأنسجة التي تؤدي إلى الإلتهاب، وعندما قرأ جوزيف ليستر عمل باستور على الجراثيم في عام 1864 ، قام ليستر بتطبيق فكر باستور على الفور على المشكلة التي كان يعمل عليها، وتوصل إلى أن الإلتهاب كان نتيجة لجراثيم تدخل وتتطور في الجرح، وبما أن فكرة باستور لقتل الجراثيم بالحرارة لا يمكن تطبيقه على الجسم الحي، فقرر ليستر تجربة مادة كيميائية تقوم بتدمير الجراثيم .

 

ففي العام نفسه، قرأ جوزيف ليستر في إحدى الصحف أنه يتم معالجة مياه الصرف الصحي (مادة النفايات السائلة من المجاري) بمادة كيميائية تسمى حامض الكاربوليك والتي قد أدت إلى تقليل الأمراض بين سكان كارلايل بإنجلترا، وبين الماشية التي تشرب مياه الصرف الصحي، وفي عام 1865 طور طريقة ناجحة لتطبيق حمض الكربوليك على الجروح .

 

وتم استخدام تقنية رش الهواء في غرفة العمليات بحامض الكربوليك لفترة وجيزة فقط، حيث كان من المعترف به أن الجراثيم في الهواء لم تكن المشكلة الرئيسية، وقد أتقن جوزيف ليستر تفاصيل طريقة التعقيم وواصل بحثه، وطور الاستخدام الجراحي لخيوط معقمة (خالية من الجراثيم) لإغلاق الجروح وأدخل الشاش الضمادات، فهو من وضع المبدأ الأساسي لتطوير الجراحة، وأصبحت عمليات البتر أقل تواترا، وكذلك الوفاة الناجمة عن العدوى، وأصبح التخطيط لعمليات جديدة وتنفيذها يحدث بأمان .

 

 

السنوات اللاحقة في حياة جوزيف ليستر :
في عام 1869 عاد جوزيف ليستر إلى أدنبره، وفي عام 1877 عين أستاذا للجراحة في كلية كينغز في لندن بإنجلترا، ونال إشادة من جميع أنحاء العالم، ولقب فخري وحصل علي الدكتوراة في عام 1897، وبعد تقاعده من مجال الدواء في عام 1893 أصبح ليستر عضوا في الجمعية الملكية (أقدم منظمة في بريطانيا العظمى تخص العلماء)، وكان رئيسها من 1895 إلى 1900 .

 

وتوفي جوزيف ليستر في ولمر ، كينت ، انجلترا، في 10 فبراير 1912، وعلى الرغم من أن طريقة جوزيف ليستر المطهرة سرعان ما حل محلها استخدام عقامة (الحفاظ على موقع العملية والأدوات المستخدمة خالية من الجراثيم)، إلا أن عمله كان أول تطبيق ناجح لنظرية باستور لعملية جراحية وتميز ببداية حقبة جديدة في عالم الطب .

مواضيع مميزة