هل سلحفاة كيمب ريدلي البحرية مهددة بالإنقراض؟

هناك الكثير من الحيوانات مهددة بالإنقراض، ومنها سلحفاة كيمب ريدلي البحرية، فقد مرت خمس سنوات على أسوأ تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة، وهي مأساة أودت بحياة 11 شخصا وخنقت النظم البيئية المحلية بملايين براميل النفط، ويبدو أن خليج المكسيك في حالة جيدة الآن، بالنظر إلى الظروف، وحتى تقرير عام 2015 الصادر عن شركة بريتيش بتروليوم يضم علامات قوية على التعافي البيئي.

 

أثبتت منطقة الخليج أنها منطقة مرنة بشكل عام، لكن موجة التراجع الأخيرة في الحياة البرية تثير الشكوك حول عمق تعافيها، وفي عام 2014، على سبيل المثال، ماتت الدلافين على طول ساحل لويزيانا بأربعة أضعاف المعدل التاريخي، وأظهرت الأبحاث أن الدلافين التي تعيش بالقرب من موقع الانسكاب أكثر عرضة للإصابة بأمراض الرئة بخمس مرات من الدلافين التي تعيش في أماكن أبعد في فلوريدا.

كما قتل التسرب حوالي ثلث طيور النورس الضاحكة في شمال الخليج إلى جانب 12 في المائة من طيور البجع البنية، ولا تزال الشعاب المرجانية تظهر عليها علامات التلف النفطي، وقد اكتشف العلماء مؤخرا أثر نفطي يلوث 9،200 ميل مربع (2400 كيلومتر مربع) من قاع البحر حول موقع الإنسكاب، وفي الشهر الماضي حدد الإتحاد الوطني للحياة البرية ما لا يقل عن 20 نوعا ما زالت تترنح من التسرب عام 2010.

 

ومع ذلك، فإن أحد أكثر الإنخفاضات إثارة للقلق هو هبوط سلحفاة كيمب ريدلي البحرية، حيث سقطت الزواحف المهددة بالإنقراض بشدة بالقرب من حافة الإنقراض في القرن الماضي، حيث تضررت جميع الزواحف بسبب كثير من الأنشطة البشرية مثل جمع البيض، وتطوير الشواطئ، وتلوث المحيطات والصيد العرضي في معدات الصيد، وساعدت جهود الحفظ على استعادة الأنواع على مدار الثلاثين عاما الماضية من 702 عش من أعشاش سلحفاة كيمب ريدلي البحرية في كيمب التي سجلت انخفاضا قياسيا في عام 1985 إلى حوالي 21000 في عام 2009 بمعدل نمو سنوي يتراوح من 15 إلى 18 في المائة.

 

لكن الأمور أخذت منعطفا نحو الأسوأ في عام 2010، حيث انخفضت أعداد أعشاش سلحفاة كيمب ريدلي البحرية بشكل مفاجئ بنسبة 35 في المائة في شواطئ التعشيش الأولية، وشهد عامي 2011 و 2012 زيادات طفيفة في أعداد سلحفاة كيمب ريدلي البحرية، وإن لم يكن بوتيرة ما قبل الإنسكاب، والآن انخفض عدد أعشاش سلحفاة كيمب ريدلي البحرية مرة أخرى، وكان إجمالي العش لعام 2014 هو الأدنى منذ ثماني سنوات، وفقا للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، حيث انخفض حتى عن إجمالي عام 2010.

 

من غير الواضح ما إذا كان هذا مرتبطا بالإنسكاب في عام 2010 ، خاصة وأن سلحفاة كيمب ريدلي البحرية من جميع الأنواع لا تزال تواجه وابلا من الأخطار اليومية مثل الصيد العرضي وبلاستيك المحيطات، كما أن سلالات سلحفاة كيمب ريدلي البحرية معرضة للخطر حتى وفقا لمعايير السلاحف البحرية، وفي حين أنه من المعروف أن الأنواع الأخرى من سلالات ريدلي البحرية تنتشر حول الكوكب، إلا أنها تقتصر بالكامل تقريبا على خليج المكسيك والساحل الأطلسي للولايات المتحدة، كما أنهم يميلون أيضا إلى الإحتفاظ ببيضهم في سلالات قليلة نسبيا، حيث يعششون في التجمعات الكبيرة المعروفة باسم أريبادا التي تحصر 90 في المائة من أنواع سلحفاة كيمب ريدلي البحرية بأكملها في حفنة من الشواطئ في المكسيك وتكساس.

 

يقترح بعض الباحثين أن الإنخفاض الحاد قد يكون مدفوعا بعوامل تتجاوز مشكلة الإنسكاب النفطي، فقد يكون الطقس البري في فصول الشتاء الأخيرة قد صدم الحيوانات ذوات الدم البارد بدرجات حرارة الماء البارد، على سبيل المثال، مشكلة شائعة للسلاحف البحرية بشكل عام، قد تكون روايات كيمب ضحية لنجاحها، بعد أن انتعشت سلحفاة كيمب ريدلي البحرية بسرعة كبيرة في العقود الأخيرة مما جعل النظام البيئي الخليجي المحاصر يحافظ عليها.

 

ومع ذلك، فإن سرعة إنخفاض سلحفاة كيمب ريدلي البحرية تشير إلى شيء كبير وصادم، وقد تعرضت كيمب بشكل كبير للنفط أثناء الإنسكاب وبعده، وتوصلت الأبحاث إلى أن مناطق البحث عن الطعام وسلحفاة كيمب ريدلي البحرية الحرجة وطرق الهجرة تتداخل بشكل كبير مع المناطق المتأثرة بالنفط من التسرب، وقد دفع هذا العديد من الخبراء للإشتباه في أن النفط مسؤول والقلق إذا كان الأسوأ لم يأت بعد، ولا تبدأ سلحفاة كيمب ريدلي البحرية في التكاثر حتى سن العاشرة تقريبا، لذلك قد تمر سنوات قبل معرفة التأثير الكامل للتسرب.

 

قد حذر الإتحاد الوطني للعراق في تقريره الجديد، قد يكون تعافي سلحفاة كيمب ريدلي البحرية الذي بدا حتميا في يوم من الأيام، وموضع شك الآن، ويحاول العلماء حاليا تحديد ما إذا كان الإنخفاض في الأعشاش ناتجا عن زيادة معدل الوفيات وحدها، أو إذا كانت الإناث البالغات من سلحفاة كيمب ريدلي البحرية أقل صحة وبالتالي أقل قدرة على التكاثر، وقد يكون هذا التأثير الصحي ناتجا عن التعرض للزيت أو بسبب انخفاض الإمدادات الغذائية المتاحة مثل السرطانات الزرقاء، وتشير الدراسات الأولية إلى أن موائل سلحفاة كيمب ريدلي البحرية قد تغيرت في العلف في 2011 و 2012، ولكن أهمية هذا التغيير ليست مفهومة جيدا.

 

في الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، هناك شيء أكثر إلحاحا في العديد من إناث سلحفاة كيمب ريدلي البحرية في الخليج، موسم التعشيش، والذي يبدأ في مايو، وإذا سارت الأمور على ما يرام فسوف يضعون اثنين إلى ثلاثة براثن من حوالي 100 بيضة، وهو ما سيأخذ ما يقرب من شهرين للإحتضان، وبعد ذلك، سيتفادى سيل من الصغار العديد من الحيوانات المفترسة أثناء عودتهم إلى البحر حيث نأمل أن تزدهر خلال العقد المقبل قبل أن تعود الإناث في النهاية إلى العش على نفس الشاطئ في وقت ما حوالي عام 2025 أو 2030.

مواضيع مميزة