لماذا يتشبث دب الكوالا بجذوع الأشجار ؟

ذكر دب الكوالا يستحضر في كثير من الأحيان صورة مخلوق رائع ذو الأنف التي تشبه الملعقة ويوجه رأسه إلى جانب بينما يتشبث بشجرة، وطبقا للدراسات الجديدة، فإن العلماء إكتشفوا لماذا تعانق هذه الجرابيات الأسترالية الأشجار، حيث أن جذوع الأشجار تساعد دب الكوالا على الإحتفاظ بالبرودة، وقال مايكل كيرني الباحث المشارك في الدراسة في جامعة ملبورن بأستراليا، يمكن أن تكون جذوع الأشجار أيضا وسيلة مفيدة حقا للتخلص من الحرارة في يوم حار.

 

 

دب الكوالا المتشبث بالأشجار :

دب الكوالا يقضي الكثير من الوقت متشبثا بالأشجار، حيث تعيش هذه الجرابيات في الغابات الأسترالية حيث يلتهم دب الكوالا أوراق الشجر وينام، ولم يكن أحد يتساءل عن سبب احتضان دب الكوالا بجذوع الأشجار، وقال كيرني إن الناس ظنوا أنهم يأخذون إستراحة في مكان أكثر استقرارا بعد تناول أوراق الشجر على الفروع.

 

على هذا النحو، جاء هذا الأكتشاف مفاجأة، كان كيرني وطالبته، الدكتوره ناتالي بريسكو يحاولان التنبؤ بكيفية قيام مخلوقات الغابات في الجزيرة الفرنسية، بالقرب من ملبورن بتنظيم درجات حرارة أجسامهما مع ارتفاع حرارة القارة بسبب تغير المناخ، ويقول كيرني إن المنطقة باردة معظم العام، ولكن خلال فصل الصيف ترتفع درجة الحرارة بشكل روتيني أكثر من 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية).

 

تقيس الدكتورة بريسكو مستويات الرياح والظل بإستخدام محطة الطقس المحمولة، ولكن لم تجد أي اتجاه لافت للنظر، ثم أشارت إلى مقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، والذي يقيس درجة الحرارة على أساس الإشعاع الحراري على جذوع الأشجار حيث كان يتشبث دب الكوالا، وكانت جذوعها أكثر برودة بكثير من درجة حرارة الهواء المحيط، وأحيانا بمقدار 9 درجات فهرنهايت (5 درجات مئوية)، حسب قول كيرني.

 

لاحظت الدكتورة بريسكو أيضا أن دب الكوالا يتشبث بأشجار السنط، على الرغم من أنها عادة ما تأكل أوراق الكينا، وقال كيرني لمجلة علوم الحياة، كلما ازداد سخونة دب الكوالا ذهب إلى جذوع الأشجار وبدأ يتشبث حقا على الجذوع، وبدا ذلك غريبا بالنسبة لنا حتى توصلنا إلى أن الأشجار هي أكثر برودة قليلا.

 

 

دب الكوالا يبقى باردا :

يلهث دب الكوالا ليحافظ على برودة جسه، كي يسمح للرطوبة المتبخرة من فمه بحمل الحرارة بعيدا عن جسمه، وعندما قام الفريق بدراسة نقل حرارة دب الكوالا مع اللهث، وجدوا أن دب الكوالا يحتفظ بنصف المياه التي كان سيستخدمها أثناء اللهث إذا تشبث بالأشجار بدلا من ذلك، ويحصل دب الكوالا على معظم مياهه من نظامه الغذائي، ولكن لأن أوراق الكينا محملة بالسم، فإن دب الكوالا لا يأكل إلا كمية محدودة منها قبل أن يضر السم جسمه.

 

قال كيرني إن تشبث دب الكوالا بجذع الشجرة يمكن أن يكون حاسما لبقائه على قيد الحياة في الأيام الحارة، من خلال السماح له بالبرودة دون أن يهدر المياه الثمينة من خلال اللهث، وأضاف أنه من غير الواضح بالضبط لماذا تكون جذوع الأشجار المفضلة لديهم باردة، لكن أحد الاحتمالات هو أنها تسحب الكثير من المياه الجوفية، والتي تقترب من متوسط درجة حرارة الهواء السنوية، بدلا من درجة حرارة الهواء الحالية.

 

 

دب الكوالا وتغيير المناخ :

ستغير أشجار طعام دب الكوالا مداها مع الطقس الأكثر جفافا وحرارة الناتج عن تغير المناخ، كما كتب بيل إليس، الباحث في الحياة البرية بجامعة كوينزلاند في أستراليا، والذي لم يشارك في الدراسة، في رسالة بريد إلكتروني إلى علم الحياة، ولكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن الطعام قد يكون أقل نظرا في الحفاظ على موطن دب الكوالا.

 

طالما أننا نزرع أشجار دب الكوالا سوف يأكل الكوالا، ولعل الأشجار الأخرى التي نزرعها تحتاج فقط إلى توفير المزيج المناسب من خصائص المأوى والحرارة، يقول إليس، إنه مفهوم مثير للإهتمام، ولكن الأشجار غير الأصلية قد تكون المستقبل لدب الكوالا ما دام لديهم أيضا الطعام المناسب.

مواضيع مميزة