الروبيان من الحيوانات اللافقارية المائية، والروبيان يطفو في أسراب ضخمة في المحيطات في جميع أنحاء العالم، وهذه الأسراب من الروبيان تصل أحيانا إلى كثافة يمكن أن تتحول إلى بقع وردية اللون على سطح المحيط، ويعتبر الروبيان من بين أكبر 85 نوعا معروفا، ويتراوح أعداده المقدرة له من 125 مليون طن إلى 6 مليار طن، وهو موجود في المياه التي تتواجد حول القارة القطبية الجنوبية، ويوجد الروبيان خلال أوقات معينة من السنة، ويتجمع في أسراب كثيفة جدا وعلى نطاق واسع، ولكن هناك الكثير لتتعلمه عن هذه القشريات الرائعة، لهذا السبب قمنا بتجميع أهم المعلومات والحقائق الرائعة عن الروبيان.

حجم وشكل الروبيان
يتميز الروبيان عن غيره من اللافقاريات بعيون سوداء كبيرة، وهو في الغالب شفاف، على الرغم من أن غطائه به مسحة حمراء زاهية، حتى إن الجهاز الهضمي عادة ما يكون مرئيا، وينقسم الروبيان إلى ثلاثة أجزاء، الرأس والصدر والبطن، كما أن لديه اثنين من الهوائيات وعدة أزواج من الأرجل الصدرية التي تختلف اعتمادا على الأنواع نفسها.

يتم تقسيم الأرجل إلى ثلاث وظائف متميزة والتي تشمل ساقين للسباحة، وساقين للتغذية، وساقين أخرين للعناية بأنفسهم، وعندما يكبر الروبيان فإنه يتطور لديه الهيكل الخارجي الصلب (والذي يبقى شفاف في معظم الأنواع) والذي يستخدمه أيضا لمساعدته في الدفاع عن نفسه ضد هجمات الحيوانات المفترسة، ويمثل الروبيان المتوسط حوالي بوصتين (خمسة سنتيمترات) في الطول، ولكنه لا ينتمي إلى الكائنات عملاقة الحجم في السلسلة الغذائية العالمية، وهذه القشريات تعتبر هي الوقود الذي يدير المحرك الخاص بالنظم الإيكولوجية البحرية للأرض.

غذاء الروبيان
يتغذى الروبيان على العوالق النباتية، المجهرية، والنباتات وحيدة الخلية التي تندفع قرب سطح المحيط، ويتغذى على المجدافيات و العوالق والطحالب ويرقات الأسماك، ويعيش الروبيان على ثاني أكسيد الكربون وأشعة الشمس، فالإثنين يعتبروا المحصول الرئيسي في غذاء المئات من الحيوانات المختلفة مثل الأسماك، والطيور، وحتى الحيتان، ويحصل الروبيان على طعامه عن طريق جمعه من خلال تصفيته من الماء وذلك باستخدام أرجله الأمامية، فالساقين تتصرف بمثابة الأمشاط وذلك لكي تسمح له بفصل طعامه من المياه التي يمر بها.

أقرأ أيضا - ما الفرق بين الكريل والروبيان؟

سلوك الروبيان
من المعروف عن هذه القشريات أنها تقوم باستخدام عدة أساليب مختلفة لحماية أنفسهم ضد كل الحيوانات المفترسة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فكما ذكرنا سابقا أن الروبيان يقوم بتطوير الهيكل الخارجي الصلب مما يجعل من الصعب على الفريسة الضعيفة مهاجمتهم بنجاح، ولا تستطيع جرحهم أو قتلهم، فعند مطاردته يقوم الروبيان بتسليط الهيكل الخارجي كطعم لصرف الحيوانات المفترسة.

يفضل الروبيان السفر في أسراب كبيرة مع الآلاف، ويقوم بالهجرة إلى أعماق تصل إلى 3000 قدم أو أكثر من أجل حماية أنفسهم من التعرض للأكل، و الأسراب الكبيرة هي بالنسبة لهذه القشريات بمثابة وسيلة للدفاع وتقلل من احتمال مهاجمة الروبيان عندما يكون وحده، وعند السفر يستخدم الروبيان الهجرات الرأسية للتقليل من احتمال تعرضه للهجوم، والسرب كمجموعة سيتوجه نحو سطح الماء لإطعام نفسه أو للتكاثر وبعدها يسافروا مرة اخرى إلى المياه العميقة معا، حيث يكونون أكثر أمانا وأقل عرضة للهجوم من قبل الحيوانات المفترسة التي تصطاد بالقرب من السطح.

تكاثر الروبيان
هناك تكهنات بأن توليد الضوء لدي الروبيان قد يلعب دورا في التزاوج، والبنية الإجتماعية، وحتى في الدفاع عن النفس وذلك من خلال توفير مستوى التمويه ضد أعدائهم ، وموسم التزاوج يمكن أن يختلف تبعا للأنواع والبيئة من أجل إخصاب البيض لدى الإناث خلال فترات التزاوج، ويسبح ذكور الروبيان لتصل إلى الأنثى ويودع هناك كيس السائل المنوي في الفتحة التناسلية لدى الإناث، ويمكن أن تضع إناث الروبيان آلاف من البيض موسميا وبعض الأنواع تحمل بيضها ليكون بحجم ثلث الجسم، وعندما يفقس بيضها فإنها تتجاهل الصغار وتنزل إلى قاع المحيط تاركة صغارها حتى يتعلمون السباحة من تلقاء أنفسهم.

أقرأ أيضا - ما هي دورة حياة الكريل ودوره في السلسة الغذائية؟

التهديدات التي تواجه الروبيان
من المثير للقلق، أن هناك دراسات حديثة تظهر أن أعداد الروبيان قد انخفضت بنسبة 80 %، وذلك منذ عام 1970، ويفسر العلماء هذه الانخفاضات إلى فقدان الغطاء الجليدي الناجم عن الاحتباس العالمي، وهذا بالفعل خسارة كبيرة فتزيل مصدرا رئيسيا لغذاء الروبيان، ويمكن أن يعيش الروبيان ما يصل إلى عشرة أعوام، وهذا يعتبر عمر مدهش لمثل هذه المخلوقات وذلك لأنه يتم صيده بشكل كبير، ويقضي الروبيان معظم أيامه في تجنب الحيوانات المفترسة الموجودة في أعماق المياه الباردة في المحيط المتجمد الجنوبي، فيكون تحت سطح الأرض على عمق 320 قدم (100 متر)، وأثناء الليل، فإن الروبيان ينجرف ليصل إلى عمود الماء نحو السطح بحثا عن العوالق النباتية.

حقائق عن الروبيان

1- يعتبر الروبيان مهما للنظام البيئي في القطب الجنوبي كمصدر للغذاء، ومعظم أنواع الحيوانات في القطب الجنوبي تأكل الروبيان، وبعضها بما في ذلك طيور البطريق أديلي تحصل على جميع السعرات الحرارية تقريبا من الروبيان، حتى أن فقمات الكرابتر لها أسنان ذات شكل فريد تم تكييفها خصيصا لأكل الروبيان، ويظهر بحث جديد أن الحيتان الحدباء و الزعنفية التي تتعافى سكانها بعد قرون من صيد الحيتان تأكل أكثر من مليوني طن متري من الروبيان مجتمعة كل عام من منطقة صغيرة بالقرب من شبه جزيرة أنتاركتيكا حيث تتركز مصايد أسماك الروبيان التجارية.

2- يلعب الروبيان دورا مهما في الدورة البيولوجية للمغذيات في المحيط الجنوبي، على سبيل المثال، بعد أن يتغذى على الطحالب التي امتصت ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي على سطح البحر، يهاجر الروبيان في أسراب إلى المياه العميقة ثم يفرز نفاياته، وينقل كميات كبيرة من هذا الكربون إلى أعماق المحيط.

3- أكبر صناعة صيد في القارة القطبية الجنوبية، من حيث حجم المصيد تستهدف الروبيان، وتشمل المنتجات الفاخرة المشتقة من الروبيان مكملات زيت أوميغا 3 للبشر وأعلاف الحيوانات، بما في ذلك الأسماك المستزرعة.

4- يتمتع الروبيان ببعض الخصائص المثيرة للاهتمام، ومثل بعض الكائنات البحرية الأخرى يمكن للروبيان أن يتوهج باستخدام حوامل ضوئية وهي أعضاء غدية منتجة للضوء، ويعتقد الخبراء أن الروبيان ينشط هذه الوظيفة إما للتواصل مع بعضهم البعض أثناء سربهم، أو للتشويش على الحيوانات المفترسة والتهرب منها، ويعتقد أيضا أن الروبيان يضم أكبر كتلة حيوية من أي نوع حيواني على الأرض، باستثناء البشر، وعندما يكون الطعام نادرا، يمكن أن يتقلص حجم الروبيان للحفاظ على الطاقة، ولدى الروبيان جينوم هائل حوالي 12 ضعف حجم البشر مما يشير إلى تعقيد بيولوجي متقدم، ومن يدري ما هي القدرات الأخرى التي يمتلكها الروبيان والتي لم يكتشفها العلماء بعد.

أقرأ أيضا - معلومات رائعة عن الكريل بالصور والفيديو

5- تكيف الروبيان مع المياه الباردة للمحيط الجنوبي ويعتمد على الجليد البحري لإكمال دورة حياته، ولسوء الحظ، فإن بعض الأماكن التي يعيش فيها الروبيان مثل شبه جزيرة أنتاركتيكا هي من بين أسرع المناطق ارتفاعا في درجة حرارة الأرض، وتسبب الاحترار بالفعل في قيام الروبيان بتحويل مركز توزيعه جنوبا بحوالي 275 ميلا (440 كيلومترا)، ويتوقع علماء المناخ أن موطنه سيستمر في الإنكماش، وعلاوة على ذلك، يقول العلماء إن تحمض المحيطات الذي يعطل نمو بيض الروبيان يمكن أن يتسبب في انهيار تجمعاته بحلول عام 2300.

6- أصبحت مصائد الروبيان التجارية شديدة التركيز في السنوات الأخيرة، حيث يتم الحصول على الغالبية العظمى من المصيد من المناطق الصغيرة القريبة من الشاطئ حيث تتغذى طيور البطريق والحيتان والحيوانات المفترسة الأخرى، وأظهرت الأبحاث الحديثة أن هذا النضوب الموضعي للروبيان جنبا إلى جنب مع تغير المناخ، يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة البطريق وحيويته وينخفض في العديد من مجموعات طيور البطريق في شبه جزيرة أنتاركتيكا.

7- يعرف الروبيان بأنه عوالق حيوانية، ويأكل العوالق النباتية أو الطحالب خلال فصل الشتاء، وكلاهما يقع في أسفل السلسلة الغذائية، وجميع الأنواع الأخرى في المحيطات تأكل الروبيان أو الأنواع التي تتغذى على الروبيان مما يجعل الكريل حيويا للحياة.

8- في الستينيات وحتى عام 1990، كان الجيش السوفيتي يتغذى على نظام غذائي من الروبيان، وكان لدى الإتحاد السوفيتي السابق عدة قوارب في المحيط المتجمد الجنوبي لغرض عسكري وحيد، وهو إطعام جيشهم، وعرف السوفييت الصفات الغذائية المدهشة للروبيان وكيف يمكن أن يلبي المتطلبات الغذائية العالية للجنود، وكان الروبيان معلبا في صناديق معدنية صغيرة تمامًا مثل السردين، مما جعله يدوم لفترة أطول.