يفضل دائما قراءة المزيد من قصص الاطفال للاطفال الذين هم فى سن مبكرة وذلك لمساعدتهم فى توسيع الخيال فيوجد العديد من القصص المثيرة والشيقة والممتعة للاطفال ،ايضا يمكن ان يستفاد الاطفال من قراءة وسماع تلك القصص ومن الحكم والدروس المستفادة الموجودة بكل قصة .
وقصتنا اليوم عن الحورية الصغيرة وتبدأ قصتنا " يحكى انه بعيدا فى احدى المحيطات حيث المياه الزرقاء الجميلة كانت تعيش اميرة جميلة تسمى بالاميرة سارة ، وكانت الاميرة سارة جميلة جدا فهى تشبه حورية البحر حيث ان تلك الاميرة الجميلة كانت اجمل من الاميرات الاخريات، وكانت تعيش الاميرة سارة فى مكان جميل تحت البحر حيث يوجد فى قاع البحر الرمال الصفراء والزهور وكانت تنمو النباتات المدهشة وايضا كانت توجد الاسماك الملونة الكبيرة والصغيرة وكانت القلعة التى يعيش بها الملك والد الاميرة سارة مبني جدرانها من المرجان اما سقف القلعة فكان يقفل ويفتح مثل المرجان تماما ليتدفق منه الماء فكان يتميز بمظهر جميل جدا حيث كانت القلعة تتميز بوجود اللؤلؤ فى كل مكان لتصبح القلعة متألقة وجميلة .
وكان للاميرة سارة خمسة اخوات وهم اكبر سنا منها يعيشون جميعا فى القلعة مع والدهم ،يلعبون جميعا فى قاعة القلعة الكبيرة طوال اليوم ،ودائما كانت نوافذ القلعة مفتوحة و الاسماك تسبح فى القلعة ليتناولوا بقايا الطعام .
وعلى الرغم من ان سارة كانت تحب عائلتها والعالم الازرق السلمى التى تعيش به لكنها كانت تتشوق لرؤية السماء والقمر ولو ليوم واحد فقط وكانت تتلهف ان ترى البشر فقد سمعت الكثير من القصص حولهم .
فقال الملك للاميرة سارة : عندما تبلغين من العمر خمسة عشر سنة سوف أذن لكى بالسباحة للخروج من البحر والجلوس على صخرة حتى ترى ضوء القمر وفى تلك الوقت ربما تشاهدين البشر من خلال السفن التى تعبر فى البحر .
كانت الاميرة سارة تنتظر ان يصبح سنها خمسة عشر عام بفارغ الصبر حيث ان كل اخواتها هم اكبر منها فى السن واصبحت رحلاتهم الى العالم السطحى ، وكان اخواتها عندما يعودون من رحلاتهم يحكوا للاميرة سارة عن عجائب ما رأوه فوق سطح البحر من الامواج التى تتلاطم على الصخور ودفء اشعة الشمس واصوات طيور النورس فى الهواء الطلق حيث كانت تلك الحكايات تحكيها الاخت الثالثة للاميرة سارة وكانت تلك الحكايات من افضل ما تستمع اليه الاميرة سارة فقد قالت تلك الاخت للاميرة سارة عن ما رأته فى احدى الايام حيث انها سبحت حتى وصلت الى نهر واسع ورأت على ضفاف النهر التلال الخضراء حيث القصور والقلاع المصنوعة من الفضة والتى تحيطها الاشجار وقالت الاخت الثالثة للاميرة سارة انها سمعت زقزقة الطيور وشعرت بدفء اشعة الشمس التى تسطع فى السماء وايضا قابلت الاخت الثالثة للاميرة سارة مجموعة من الاطفال يلعبون فى الماء لكنها هربت منهم بمجرد ان رأوها وشاهدت ايضا حيوانات لها اربعة ارجل وذيل فخافت منها وهرعت الى منزلها فى قاع البحر .
وردت الاميرة سارة على اختها بعدما انتهت من قصتها قائلة :اننى لا انسى ابدا الغابة الجميلة و التلال الخضراء والاطفال الصغار وهم يلعبون فى المياه ويستطيعون السباحة فى مياه البحر دون ان يكون لهم ذيل مثلنا .
وفى العام التالى بلغت سارة من العمر خمسة عشر عام فقال لها والدها : حسنا الآن قد بلغت من العمر ما يكفى ليمكن ان تقومى بزيارة الى سطح البحر لكن عليك توخى الحذر لانى احبك كثيرا واخاف عليكي جدا ، احتضنت سارة والدها وقالت له وداعا ثم سبحت فى المياه حتى وصلت على سطح المياه وكان ذلك الوقت هو وقت غروب الشمس فرفعت الاميرة سارة رأسها على سطح البحر فرأت لون البحر قرمزى وذهبى وذلك من خلال الضوء الشمس عند غروبها ،وكانت توجد سفينة كبيرة ترسو على مياه البحر فى هدوء تام وكانت عليها مجموعة من البحارة الذين اضاءوا الفوانيس عندما جاء الظلام لتوهج منها انوار واضاءات مختلفة جميلة فى الليل .
سبحت الاميرة سارة حورية البحر بالقرب من نوافذ السفينة بين الحين والآخر لكى تنظر على البحارة الموجودين على السفينة وبالفعل رأت الاميرة سارة من زجاج النافذة الاشخاص الموجودين بالسفينة وكان من بين تلك الاشخاص امير شاب وسيم جدا عينيه لونها بنى كبيرة وكان عمره ستة عشر عاما وكان هذا الامير الوسيم يحتفل بعيد ميلاده ،فكان البحارة يرقصون ويغنون على سطح السفينة وعندما جاء الامير وسطهم ، اطلقوا بعض الصواريخ بالهواء ليجعل السماء المظلمة كلها انوار جميلة فاندهشت الاميرة سارة لما رأته لدرجت انها نزلت تحت الماء وعندما رفعت رأسها مجددا شعرت بان كل نجوم السماء تتساقط من حولها فقالت فى نفسها انها لم ترى مثل ذلك من قبل ،وقام الامير الوسيم بمصافحة كل من كانوا على السفينة وكانت اصوات الموسيقى عالية والضوء كثيف وفى لحظة هبت رياح عاصفة عند السفينة ،فصرخت الاميرة سارة "انتبه" .
ولكن لا احد يسمعها لان الموسيقى صوتها عالى وفجأة جاءت موجة عالية حطمت السفينة فرأت الاميرة سارة الامير الوسيم قد اصطدم رأسه بالحواجز الحديدية الموجودة على سطح السفينة فسقط فى اعماق البحر ، اسرعت الاميرة سارة الى اسفل المياه لكى تنقذ الامير الوسيم وتمكنت بالفعل الاميرة سارة من الوصول للامير الشاب وكانت عيناه مغلقتين فقالت الاميرة سارة فى نفسها انه قد توفى .
ومع طلوع الفجر توقفت العاصفة واستطاعت الاميرة سارة سحب الامير على الشاطئ بقوة شديدة ثم عندما وصلت به الى غنت له بلطف حتى ارتفعت الشمس فى اعلى السماء وجاءت اشعة الشمس على جبين الامير الوسيم وفى هذا الوقت كانت توجد فتاة تمر على الشاطئ فاختبأت الاميرة سارة بسرعة حتى لا تراها تلك الفتاة ،وعندما اقتربت الفتاة من الامير الوسيم فتح عينيه ورأى الفتاة فاعتقد انها سبب فى نجاته فهمس لها وقال شكرا جزيلا على انقاذك لى لكن الفتاة اجابته قائلة :ليس انا من انقذك ولكنى سعيدة للغاية على اننى وجدتك فقد كانت المملكة كلها تبحث عنك الليلة الماضية !
عادت سارة الى والدها وهى حزينة حيث قالت انها اصبحت حزينة اكثر من اى وقت مضى فسألها اخواتها عما رأته فى اول زيارة لها فوق سطح البحر فلم تستطيع ان تحكى لهم ما رأته من كثرة حزنها وجلست بغرفتها حزينة لمدة ثلاث ايام وفى صباح اليوم الثالث استيقظت الاميرة وهى قد اتخذت قرار بالعودة لترى الامير الوسيم ولكنها عرفت ان والدها لم يسمح لها بالعودة الى العالم البشرى مرة اخرى ولكن كان املها الوحيد فى زيارة تقوم بها الى ساحرة المحيط .
وبالفعل ذهبت اليها فابتسمت الساحرة قليلا عندما رأت الاميرة سارة حيث انها تعلم من خلال سحرها الطلب الذى أتت من اجله الاميرة سارة فاعطت الساحرة للاميرة سارة زجاجة بها سائل اسود يجعل الامير الوسيم يحبها ويجعلها تكون زوجته .
اخذت الاميرة سارة الزجاجة بعناية شديدة وذهبت الى الشاطئ وشربت جرعة من ذلك السائل الاسود فوقعت على الشاطئ مغشى عليها وكان فى تلك اللحظة الامير الوسيم يمر من الشاطئ فوجد الاميرة سارة ملقاة على الارض فشعر بان حلمه سيتحقق حيث انه كان يحلم بوجود اميرة من البحر ثم تسأل الامير الوسيم من انت وكيف اتيت الى هنا ؟ لم تستطيع الاميرة سارة ان ترد عليه لان صوتها العذب قد ذهب بشرب السائل الاسود ولكنها ابتسمت فى وجهه ، اخذ الامير الوسيم الاميرة سارة الى القصر الذى يعيش به وكان لطيف جدا معها .
وبعد فترة من الزمن ادركت الاميرة سارة انها لا يمكن ان تصبح زوجة لتلك الامير وشعرت بالوحدة على الرغم من سعادتها بانها كسبت صديق جيد هو الامير الوسيم وعلمت الاميرة سارة بان بمجرد زواج الامير الوسيم من فتاة احلامه سوف تموت فقررت ان تعود مرة اخرى الى العالم التى تعيش به وهو عالم البحار بعيدا عن البشر .
وقررت ان تعيش حياتها العادية مع اهلها واصدقائها الذين يشبهونها وان تبتعد عن التفكير في خيالات لا يمكن ان تتحقق ابدا ، وبعد قرارها هذا اصبحت الامبرة سارة اكثر سعادة لانها اصبحت تعيش واقعها الجميل المناسب لها .