يبدو أننا نتعلم شيئا جديدا كل يوم عن كيف أن تغير المناخ يعيث فسادا على كوكبنا، وهنا إحصائية اليوم، تلك التي ستجعلك تجلس في مقعدك مذهولاُ، فسيتم اختفاء 40٪ من أعداد السحالي على كوكب الأرض بحلول عام 2080، لماذا ؟ لأن درجات الحرارة العالمية ترتفع كل عام، وهذه المخلوقات ذات الحراشيف تكافح من أجل تكييف عمليات تنظيم حرارة أجسامها مع واقع المناخ الجديد.
ما هو أكثر إثارة للقلق هو أن هناك دراسة حديثة لفحص التنظيم الحراري في السحالي الشوكية في نيو مكسيكو قد كشفت عن مدى عدم دقة النماذج العلمية الحالية عند التنبؤ بمدى أن هذه الأنواع من السحالي سوف تكون معرضة لإرتفاع درجة حرارة الأرض، ويشرح مايك سيرز، أستاذ علم الأحياء في جامعة كليمسون والباحث المشارك، إذا أردنا حقا فهم الكيفية التي ستستجيب بها الكائنات الحية للتغير المناخي، فلا يمكننا استخدام طرق بسيطة لإدراك ذلك نحن بحاجة إلى التفكير على نطاق أدق مما كنا عليه.
في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم، قام فريق من العلماء بتقييم كمية الطاقة المطلوبة من السحالي الشوكية للتنقل داخل وخارج بقع الشمس والظل، وتفترض معظم النماذج أن الحيوان يمكن أن يكون في أي مكان في بيئته في أي وقت، وهذا لا يفسر كمية الطاقة التي ينفقها الحيوان لتنظيم درجة حرارته، وقال مايك أنجيليتا، الأستاذ في جامعة ولاية أريزونا والباحث المشارك في الدراسة، يجب أن تتحرك الحيوانات وتبحث عن الظل، مما يجعل التبريد أكثر صعوبة عندما تكون بقع الظل متباعدة.
يمكن أن نقرأ كل شيء عن الدراسة على مدونة جامعة ولاية أريزونا، ولكن ما وجدوه هؤلاء الباحثون في الأساس هو أن فعالية التنظيم الحراري لدى السحالي تعتمد إلى حد كبير على توافر ظهور بقع ظليلة متميزة، ويقول ريمون هيوي، الأستاذ الفخري في علم الأحياء بجامعة واشنطن، إن هذا الإنجاز هو اختراع، سيضطر العلماء الذين يدرسون الاحترار المناخي الآن إلى تقييم التوزيع المكاني للبقع المشمسة، وليس مجرد حساب جزء من المنطقة، وهذا مشمس أو ظليل، وبصراحة، هذا يجعل بحثنا يعيش فترة أصعب بكثير، ولكن أيضا أكثر إثارة للإهتمام .
في حين أن السحالي الشوكية ليست معرضة للخطر بشكل كبير، فمن المهم ملاحظة أن هناك الكثير من العوامل الأخرى، من الحيوانات المفترسة الغازية إلى تدمير الموائل التي تستهدف الكائنات من الزواحف في العالم، وتابع أدناه لرؤية خمسة من السحالي لا تصدق قد نخسرها قريبا إذا لم يتم عمل شيء لوقف زوالها.
1- أبو بريص الأزرق الكهربائي :
أبو بريص الأزرق الكهربائي من السحالي المعرضة لخطر الإنقراض، وموطنه الأصلي في بضعة كيلومترات مربعة فقط من تنزانيا الشرقية، ويصنف أبو بريص الأزرق الكهربائي على أنه معرض للخطر بشكل كبير بسبب التجارة الدولية غير المشروعة للحيوانات الأليفة، وتوضح دراسة أجريت عام 2012 إلى أنه تم جمع 42 ألف عينة من هذه السحالي من أجل تجارة الحيوانات الأليفة بين عامي 2004 و 2009، وهو عدد يمثل 15 % من عددهم.
ويسمى أبو بريص الأزرق الكهربائي أحيانا أبو بريص القزم الفيروزي، والذكور المهيمنة فقط لديهم اللون الأزرق الزاهي حقا، والإناث والصغار والذكور التابعين هم من اللون الأخضر أو اللون النحاسي، وتضع الإناث واحدة أو اثنتين من البيض وتلصقهما على سطح مخفي، ويفقس البيض في حوالي 90 يوما.
2- الإغوانا الصخرية :
الإغوانا الصخرية لجزر توركس وكايكوس من السحالي المعرضة لخطر الإنقراض، وقد ازدهرت هذه السحالي التي كانت موطنها الأصلي في جزر توركس وكايكوس في منطقة البحر الكاريبي بأعداد كبيرة، ولكن أعدادها قد انخفت بشكل كبير في نصف القرن الماضي بسبب الحيوانات المفترسة الغازية، وفي السبعينيات تم القضاء على 15000 من هذه السحالي الإغوانا الصخرية لجزر توركس وكايكوس من قبل القطط والكلاب على مدى خمس سنوات فقط.
3- حرباء الغابة ذات الذيل القزم :
حرباء الغابة ذات الذيل القزم تم العثور علي هذه السحالي الغريبة في محمية فريت دومبري الخاصة في مدغشقر الشمالية قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا بسبب فقدان موطنها الأصلي بسبب التنمية الزراعية وإنتاج الأخشاب والمحاجر والعمليات الصناعية الأخرى، وحرباء الغابة هي من السحالي المعرضة لخطر الإنقراض، وهذا هو المكان الوحيد في العالم كله الذي يمكنك العثور فيه عليها، وهي تعيش على الأرض في قمامة أوراق الأشجار من الغابات النفضية الجافة، والغابات المطيرة، وهي من السحالي النهارية التي تصطاد أثناء النهار.
4- الإغوانا المتوجة فيجي :
الإغوانا المتوجة فيجي مثل العديد من السحالي الأخرى المهددة بالإنقراض في جميع أنحاء العالم، حيث أن الإغوانا المتوجة فيجي تواجه مجموعة كبيرة من التهديدات بما في ذلك فقدان الموائل، والحيوانات المفترسة الغازية، والتنمية الزراعية والرعي التنافسي من الماعز الوحشي الذي تم نقله إلى الجزيرة في السبعينيات.
5- حرباء طرزان :
حرباء طرزان من السحالي المعرضة أيضا لخطر الإنقراض، وقد تم اكتشاف هذا النوع من الحرباء الجميلة فقط في عام 2009، ولكنها سرعان أن أدرجها الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها من السحالي المعرضة للخطر الشديد من التهديدات، وهي مثل العديد من الحرباء، تعيش هذه المخلوقات معظم حياتها على الشجيرات والأشجار، ولكن من المستبعد أن تجد واحدة تتأرجح على نباتات الكروم.