تتكون الأنظمة البيئية البحرية من الكائنات الحية، والموائل التي تعيش فيها، والهياكل غير الحية الموجودة في المنطقة، وكيفية إرتباط كل منها ببعضها البعض وتأثيرها، وقد تختلف الأنظمة البيئية البحرية في الحجم، ولكن جميع أجزاء الأنظمة البيئية البحرية تعتمد على بعضها البعض، وإذا تمت إزالة جزء واحد من النظام البيئي، فإنه يؤثر على كل شيء آخر، والأنظمة البيئية البحرية هو ما يوجد في المياه المالحة أو بالقرب منها، مما يعني أنه يمكن العثور على الأنظمة البيئية البحرية في جميع أنحاء العالم، من الشاطئ الرملي إلى أعمق أجزاء المحيط، ومثال على الأنظمة البيئية البحرية هو الشعب المرجانية، مع الحياة البحرية المرتبطة بها بما في ذلك السلاحف البحرية والأسماك والصخور والرمال الموجودة في المنطقة.
يغطي المحيط 71 % من الكوكب، لذلك تشكل الأنظمة البيئية البحرية معظم الأرض، وتحتوي هذه المقالة على نظرة عامة على الأنظمة البيئية البحرية الرئيسية مع أنواع الموائل، وأمثلة للحياة البحرية التي تعيش في كل منها.
1- البيئة الساحلية الصخرية :
على طول البيئة الساحلية الصخرية التي تعتبر من الأنظمة البيئية البحرية قد تجد المنحدرات الصخرية والصخور الصغيرة والكبيرة، وبرك المد والجزر (برك من الماء يمكن أن تحتوي على مجموعة مذهلة من الحياة البحرية)، وستجد أيضا منطقة المد والجزر، وهي المنطقة الواقعة بين المد العالي والمنخفض، ويمكن أن تكون الشواطئ الصخرية أماكن قاسية للحيوانات والنباتات البحرية التي تعيش فيها في المد والجزر المنخفض.
والحيوانات البحرية لديها خطر متزايد من الإفتراس، وقد يكون هناك موجات ساحقة والكثير من الرياح، بالإضافة إلى إرتفاع وإنخفاض المد والجزر معا، وهذا النشاط لديه القدرة على التأثير على توافر المياه ودرجة الحرارة والملوحة، وتختلف أنواع الحياة البحرية بإختلاف الموقع في البيئة الساحلية الصخرية، ولكن بشكل عام بعض أنواع الحياة البحرية التي ستجدها على الشاطئ الصخري تشمل الطحالب البحرية، والأشنات، والطيور واللافقاريات مثل سرطان البحر والكركند ونجوم البحر والقنفذ وبلح البحر والبرنقيل والقواقع والشباك العفنة والنافورات البحرية وشقائق النعمان البحرية، والأسماك، والفقمات، وأسود البحر.
2- البيئة الساحلية الرملية :
قد تبدو الشواطئ الرملية بلا حياة مقارنة بالأنظمة البيئية البحرية الأخرى، وعلى الأقل عندما يتعلق الأمر بالحياة البحرية، ومع ذلك، فإن هذه البيئة الساحلية الرملية لديها كمية مدهشة من التنوع البيولوجي، على غرار الشاطئ الصخري، كان على الحيوانات في النظام البيئي للشواطئ الرملية أن تتكيف مع البيئة المتغيرة بإستمرار، وقد تحفر الحياة البحرية في النظام البيئي للشاطئ الرملي في الرمال أو تحتاج إلى التحرك بسرعة بعيدا عن الأمواج، ويجب أن يتعاملوا مع المد والجزر، وحركة الأمواج، والتيارات المائية، وكلها قد تجرف الحيوانات البحرية قبالة الشاطئ، ويمكن لهذا النشاط أيضا نقل الرمال والصخور إلى مواقع مختلفة.
داخل النظام البيئي للشواطئ الرملية، ستجد أيضا منطقة مدية، على الرغم من أن المناظر الطبيعية ليست مثيرة مثل منظر الشاطئ الصخري، ويتم دفع الرمال عموما على الشاطئ خلال أشهر الصيف، ويتم سحبها من الشاطئ في أشهر الشتاء، مما يجعل الشاطئ أكثر صخور وحصى في تلك الأوقات، وتشمل الحياة البحرية التي تسكن بعض الشواطئ الرملية السلاحف البحرية التي قد تعشش على الشاطئ، والفقمات وأسود البحر التي قد تستريح على الشاطئ، كما يوجد الطحالب والعوالق، واللافقاريات مثل البرمائيات، ومزدوجات الأرجل، وسرطان البحر، والرخويات، والديدان، والقواقع، والذباب ويمكن العثور على الأسماك بما في ذلك أسماك الراي وسمك الورنك وأسماك القرش والسمك المفلطح في المياه الضحلة على طول الشاطئ كا يوجد الطيور مثل الزقزاق، والبالشون، والنورس، والخرشنة، والكروان.
3- المنجروف :
أشجار المنجروف هي أنواع نباتية تتحمل الملح مع جذور تتدلى في الماء، وهي تعتبر من الأنظمة البيئية البحرية، وتوفر غابات هذه النباتات مأوى لمجموعة متنوعة من الحياة البحرية وهي مناطق حضانة مهمة للحيوانات البحرية اليافعة، وتوجد هذه النظم الإيكولوجية عموما في المناطق الأكثر دفئا بين خطي العرض 32 درجة شمالا و 38 درجة جنوبا، والأنواع البحرية الموجودة في غابات المنجروف التي يمكن العثور عليها في الأنظمة البيئية البحرية تشمل الطحالب، والطيور، واللافقاريات مثل سرطان البحر والروبيان والمحار، والزقيات، والإسفنج، والقواقع، والحشرات، والسمك، والدلافين، وخراف البحر، والزواحف مثل السلاحف البحرية والسلاحف البرية والتماسيح والكيمان والثعابين والسحالي.
4- المستنقع الملحي :
المستنقع الملحي من الأنظمة البيئية البحرية وهو مناطق تغمرها مياه المد وتتكون من نباتات وحيوانات تتحمل الملح، والمستنقع الملحي مهم من نواح كثيرة فهو يوفر الموائل للحياة البحرية والطيور والطيور المهاجرة، وهو مناطق حضانة مهمة للأسماك واللافقاريات، وأيضا يحمي بقية الخط الساحلي عن طريق تخزين حركة الأمواج، وإمتصاص الماء أثناء المد العالي و العواصف، وأمثلة على الحياة البحرية في المستنقعات المالحة الطحالب، والعوالق، والطيور، والسمك، وفي بعض الأحيان الثدييات البحرية مثل الدلافين والفقمات.
5- نظم الشعب المرجانية :
تمتلئ الأنظمة البيئية البحرية بالشعاب المرجانية الصحية بكمية مذهلة من التنوع، بما في ذلك الشعاب المرجانية الصلبة واللينة، واللافقاريات ذات الأحجام المتعددة، وحتى الحيوانات الكبيرة مثل أسماك القرش والدلافين، وتتكون الشعب المرجانية من المرجان الصلب، والجزء الأساسي من الشعب المرجانية هو الهيكل المصنوع من الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم) ويدعمه الكائنات الدقيقة الصغيرة التي تسمى السليلات، وفي النهاية ، تموت السليلات تاركة وراءها الهيكل الكلسي، والأنواع البحرية التي توجد في نظم الشعب المرجانية قد تشمل اللافقاريات التي تشمل مئات الأنواع من الشعب المرجانية والإسفنج والسرطان والروبيان والكركند وشقائق النعمان والديدان ونجوم البحر والقنفذ والأخطبوط والحبار والقواقع، وقد تشمل الفقاريات مجموعة واسعة من الأسماك والسلاحف البحرية والثدييات البحرية (مثل الفقمات والدلافين).
6- غابة عشب البحر :
غابات عشب البحر هي من الأنظمة البيئية البحرية المنتجة للغاية، والميزة الأكثر هيمنة في غابات عشب البحر هي بالطبع عشب البحر، وعشب البحر يوفر الغذاء والمأوى لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، وقد تم العثور على غابات عشب البحر في المياه الباردة التي تتراوح بين 5.5 و 22 درجة مئوية وفي أعماق المياه من حوالي ستة إلى 90 قدم، والحياة البحرية في غابات عشب البحر تشمل الطيور مثل الطيور البحرية مثل النورس والخرشنة المائي، والطيور الساحلية مثل البلشون ، وطائر مالك الحزين، والغاق، وتشمل أيضا اللافقاريات مثل سرطان البحر ونجوم البحر والديدان وشقائق النعمان والقواقع وقناديل البحر والأسماك بما في ذلك سمك السردين وغاريبالدي وسمك الروك والقاروص والباراكودا وسمك الهلبوت وسمك الماكريل وسمك القرش (على سبيل المثا، قرش القرن والقرش النمر)، والثدييات البحرية بما في ذلك ثعالب البحر وأسود البحر والفقمات والحيتان.
7- البيئة القطبية :
توجد البيئة القطبية في المياه شديدة البرودة في أقطاب الأرض، وتتمتع هذه المناطق في الأنظمة البيئية البحرية بدرجات حرارة باردة وتقلبات في توفر ضوء الشمس، وفي بعض الأوقات في المناطق القطبية لا تشرق الشمس لأسابيع، والحياة البحرية في النظم البيئية القطبية هي الطحالب والعوالق، واللافقاريات مثل الكريل وهو أحد أهم اللافقاريات في الأنظمة البيئية القطبية، والطيور مثل البطاريق وهم سكان معروفون في النظم الإيكولوجية القطبية ولكنهم يعيشون فقط في القطب الجنوبي، وليس في القطب الشمالي، والثدييات مثل الدببة القطبية (نعيش فقط في القطب الشمالي وليس في القطب الجنوبي)، ومجموعة متنوعة من أنواع الحيتان، بالإضافة إلى الفقمات والأسود البحرية وحصان البحر.
8- أعماق البحار :
يشير مصطلح أعماق البحار إلى أجزاء من المحيط تزيد مساحتها عن 1000 متر (3،281 قدم)، وأحد التحديات التي تواجه الحياة البحرية في أعماق البحار أحد الأنظمة البيئية البحرية هو الضوء وتتكيف العديد من الحيوانات بحيث يمكنها أن ترى في ظروف الإضاءة المنخفضة، أو لا تحتاج إلى رؤيته على الإطلاق، والتحدي الآخر هو الضغط، والعديد من حيوانات أعماق البحار لها أجسام لينة بحيث لا يتم سحقها تحت الضغط العالي الموجود في الأعماق القصوى، ويبلغ عمق أعماق أجزاء المحيط أكثر من 30000 قدم، لذلك لا نزال نتعرف على أنواع الحياة البحرية التي تعيش هناك، والأمثلة على الأنواع العامة للحياة البحرية التي تعيش في هذه النظم الإيكولوجية اللافقاريات مثل سرطان البحر والديدان وقناديل البحر والحبار والأخطبوط، والشعب المرجانية، والأسماك مثل أسماك القرش، والثدييات البحرية مثل حيتان العنبر وفقمات الفيل.
9- الفتحات الحرارية المائية :
تقع في أعماق البحار، وتشكل الفتحات الحرارية المائية والمناطق المحيطة بها نظامًا بيئيا فريدا ضمن الأنظمة البيئية البحرية، وفتحات التهوية الحرارية المائية هي عبارة عن نوافير تحت الماء تنفث مياه غنية بالمعادن تبلغ 750 درجة في المحيط، وتقع هذه الفتحات على طول الصفائح التكتونية، حيث تحدث شقوق في قشرة الأرض ويتم تسخين مياه البحر في الشقوق بواسطة المجما، ومع إرتفاع درجة حرارة الماء وارتفاع الضغط، يتم إطلاق الماء حيث يختلط بالماء المحيط ويبرد، مما يؤدي إلى ترسب المعادن حول الفتحة الحرارية المائية، وعلى الرغم من تحديات الظلام والحرارة وضغط المحيطات والمواد الكيميائية التي قد تكون سامة لمعظم الحياة البحرية الأخرى، هناك كائنات حية تكيفت لتزدهر في هذه النظم البيئية للتهوية الحرارية المائية، ومنها اللافقاريات بما في ذلك الديدان الأنبوبية، والمحار، وبلح البحر، وسرطان البحر، والروبيان، وجراد البحر، والأخطبوطات.