تفاصيل فضيحة مونيكا لوينسكي وبيل كلينتون

بدأت فضيحة مونيكا لوينسكي في أواخر التسعينيات، وذلك عندما هزت أمريكا فضيحة جنسية سياسية شملت الرئيس بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الأبيض والتي كانت في أوائل العشرينات من عمرها، ففي عام 1995، بدأ الاثنان علاقة جنسية استمرت بشكل متقطع حتى عام 1997، وخلال ذلك الوقت تم نقل لوينسكي إلى وظيفة في البنتاغون، حيث قامت زميلتها في العمل ليندا تريب بتسريب علاقتها مع الرئيس وقامت تريب بتسجيل بعض محادثاتها سرا مع لوينسكي، وفي عام 1998 عندما أصبحت أخبار علاقة كلينتون خارج إطار الزواج علنية أنكر كلينتون العلاقة قبل أن يعترف لاحقًا بإتصال جسدي حميم غير مناسب مع لوينسكي وقام مجلس النواب بتوجيه الإتهام إلى الرئيس بتهمة الحنث باليمين وعرقلة العدالة لكن برأه مجلس الشيوخ.

 

بداية العلاقة الرئاسية :
ولدت مونيكا لوينسكي في سان فرانسيسكو في عام 1973، وترعرعت مونيكا في عائلة غنية في منطقة لوس أنجلوس وفي صيف عام 1995 بعد تخرجها من كلية لويس وكلارك حصلت على فترة تدريب غير مدفوعة الأجر في مكتب رئيس أركان البيت الأبيض، وبدأت تعمل خارج مبنى المكتب التنفيذي القديم.

 

وفي شهر نوفمبر من هذا العام عندما تم الإطراء على العديد من موظفي البيت الأبيض أثناء إغلاق الحكومة الفيدرالية تم نقل لوينسكي وغيرها من المتدربين إلى الجناح الغربي للرد على الهواتف وإجراء المهمات وخلال هذا الوقت تغازلت لوينسكي مع الرئيس وأجرى الاثنان أول لقاء جنسي بينهما في ليلة 15 نوفمبر في البيت الأبيض، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر تولت وظيفة مدفوعة الأجر في مكتب الشؤون التشريعية.

 

ووفقا لما قالته مونيكا لوينسكي ففي الأشهر التي تلت ذلك تواصل كل من مونيكا وبيل كلينتون إلتقوا في اتصال جنسي سبع مرات في البيت الأبيض ولفتت زيارة لوينسكي في المكتب البيضاوي انتباه أشخاص في الإدارة وفي أبريل 1996 نقلت نائبة رئيس الأركان إلى وظيفة في البنتاغون.

ليندا تريب وبولا جونز :
في البنتاغون، أصبحت لوينسكي صديقة مع زميلة في العمل وهي ليندا تريب حيث قامت الأخيرة بتوثيق تفاصيل علاقتها مع الرئيس وشاركت تريب بدورها في القصة مع عميل أدبي عرفته والذي كان اسمه لوسيان جولدبرج والذي كان معاديًا لكلينتون وبناءً على طلب جولدبيرج سجلت تريب كل ما تعرفه عن هذه العلاقة سراً، وفي ديسمبر عام 1997، تم استدعاء مونيكا لوينسكي من قبل محامي جونز، وبعد أن زعم الرئيس أنها كانت مراوغة نفت المتدربة السابقة في شهادة خطية أن لديها أي علاقة جنسية مع كلينتون.

 

كينيث ستار :
في الوقت نفسه تقريبًا اكتشف المستشار المستقل كينيث ستار الذي كان يحقق مع كلينتون وكان يشارك زوجته هيلاري في مشروع تجاري فاشل يدعى وايت ووتر كل تسجيلات تريب، وبعد ذلك بوقت قصير قام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بتزويد تريب بميكروفون مخفي حتى تتمكن من ربط محادثاتها مع مونيكا، وبالإضافة إلى ذلك، وسّع ستار تحقيقه ليشمل علاقة الرئيس بالمتدربة السابق وأخبر المسؤولين الفيدراليون أن لوينسكي إذا لم تتعاون مع التحقيق توجه إليها تهمة الحنث باليمين وعندما تم إقالة كلينتون في يناير من قبل فريق جونز القانوني ادعى أنه لم يكن له أي علاقة جنسية مع لوينسكي.

 

الثورة الإعلامية وشهادة هيئة المحلفين الكبرى :
في 17 يناير 1998 تم نشر تقرير على الإنترنت مقالًا يتهم الرئيس بعلاقة جنسية مع مدربته السابقة في البيت الأبيض، وفي اليوم التالي كشف الموقع عن هوية لوينسكي وإلتقطت وسائل الإعلام الرئيسية القصة بعد بضعة أيام، واندلعت فضيحة وطنية، وأنكر كلينتون كل المزاعم التي تقال ضده.

 

فستان مونيكا لوينسكي الأزرق :
في يوليو أعلن محامو لوينسكي أنها منحت الحصانة مقابل شهادتها، كما أنها قدمت إلى فريق ستار دليلًا ملموسًا على إتصالها الجنسي مع كلينتون وهو فستانًا أزرق اللون مصبوغًا يحتوي على الحمض النووي للرئيس وبناءً على اقتراح تريب لم تغسل لوينسكي الملابس، وفي 17 أغسطس عام 1998 أدلى كلينتون بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى واعترف بأنه شارك في اتصال جسدي حميم غير مناسب مع لوينسكي، وفي تلك الليلة، ظهر كلينتون على شاشة التلفزيون الوطني واعتذر عن سلوكه لكنه أكد أنه لم يطلب أبدًا من أي شخص أن يتورط في الكذب أو فعل أي شيء غير قانوني.

 

تقرير ستار وعزل كلينتون :
في سبتمبر 1998، قدم ستار للكونغرس تقريرًا مكون من 445 صفحة يصف لقاءات كلينتون ولوينسكي بتفاصيل واضحة ويطرح 11 سببًا ممكنًا لعزله وسرعان ما أعلن الكونغرس تقرير ستار الذي أصبح معروفًا ونشر في صورة كتاب ليصبح أكثر الكتب مبيعًا، وفي أكتوبر صوت مجلس النواب الأمريكي على المضي قدما في جلسات الإستماع ضد كلينتون، وفي ديسمبر وافق مجلس النواب على مادتي عزل ضده وهما الحنث باليمين وعرقلة العدالة، وقد كان كلينتون هو ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتم عزله بعد الرئيس أندرو جونسون في عام 1868، وفي 12 فبراير 1999 بعد محاكمة استمرت خمسة أسابيع في مجلس الشيوخ تمت تبرئة كلينتون.

 

أعقاب الفضيحة :
استمر كلينتون في إنهاء فترة ولايته الثانية في البيت الأبيض وترك منصبه بتقييم شعبي قوي على الرغم من الفضيحة وخلال إجراءات عزله وافق على تسوية دعوى بولا جونز بمبلغ 850 ألف دولار لكنه لم يعترف بأي خطأ.

 

وأصبحت مونيكا لوينسكي اسماً مألوفاً بعد الكشف عن القضية، وفي عام 1999 جلست مونيكا في مقابلة تليفزيونية مع باربرا والترز وشاهدها حوالي 70 مليون أمريكي وبعد أن عملت كمصممة حقيبة يد ومتحدثة باسم برنامج جيني كريغ لفقدان الوزن، من بين مساعٍ أخرى، إلتحقت بكلية الدراسات العليا في لندن ثم تجنبت الأضواء لسنوات، وفي عام 2014 أصبحت لوينسكي التي تؤكد أن علاقتها بكلينتون كانت توافقية، من دعاة مناهضة البلطجة.

مواضيع مميزة