من هو نابليون بونابرت ؟

كان نابليون بونابرت هو الجنرال العسكري الذي اصبح اول امبراطور لفرنسا، وكانت حملته تهدف للتوسع العسكري الذي غير شكل العالم .

 

ملخص عن حياة نابليون بونابرت :
ولد نابليون بونابرت في 15 اغسطس عام 1769، في اجاكسيو، كورسيكا، فرنسا ، وهو واحد من القادة الاكثر شهرة في تاريخ الغرب، واحدث ثورة في التنظيم العسكري والتدريب، فبفضل قانون نابليون اعاد تنظيم وتأسيس اتفاق عاش فترة طويلة مع البابوية، وتوفي في 5 مايو عام 1821، على جزيرة سانت هيلينا في جنوب المحيط الاطلسي .

 

السنوات المبكرة من حياة نابليون بونابرت :
يعتبر نابليون واحدا من اعظم القادة العسكريين في العالم، وكان ترتيب نابليون الرابع من بين اخوته وهو من بقي على قيد الحياة هو واخوه كارلو بونابرت ، والذي كان محاميا بدوره ، وبحلول الوقت الذي ولد به نابليون، كانت كورسيكا محتلة من قبل الفرنسيين وكان اخاه الاكبر كارلو بونابرت يدعم المقاومة المحلية في البداية وكان يدعم زعيم المقاومة باسكال باولي ، ولكن بعد ان اضطر باولي الفرار من الجزيرة، تحول ولاء كارلو للفرنسيين .

 

وانتهي نابليون من دراسته في الكلية العسكرية برين، حيث درس هناك لمدة خمس سنوات ، وانتقل بعد ذلك الى الاكاديمية العسكرية في باريس ، وفي 1785، حينما كان نابليون في الاكاديمية، توفي والده بسبب سرطان المعدة، واصبح نابليون هو رب الاسرة ، وتخرج في وقت مبكر من الاكاديمية العسكرية، برتبة ملازم ثان ، وعاد الى كورسيكا في 1786 .

 

وعاد نابليون الى منزله ، ووقف مع حليف والده السابق باسكال باولي مع المقاومة الكورسيكية، ولكن سرعان ما اصبحت علاقتهما في هبوط تدريجي، وعندما بدأت الحرب الاهلية في كورسيكا في ابريل 1793، اصبح نابليون عدوا لباولي، وقام بالذهاب مع اسرته الى فرنسا، حيث بدأت النسخة الفرنسية الجديدة له حيث عرف باسم بونابرت .

 

اعتلاء نابليون السلطة :
وعند عودة نابليون الى فرنسا عاد الى الخدمة في الجيش الفرنسي ، وكان ضمن حركة سياسية متطرفة ولكنها كانت الاكثر شهرة وشعبية في النادي السياسي ، وبعد اندلاع الثورة عاشت فرنسا سنوات قليلة مضطربة ، واتم اعلانها كجمهورية في عام  1792، بعد ثلاث سنوات من بدأ الثورة ، وفي السنة التالية اعدم الملك لويس السادس عشر .

 

وكل هذا الاضطراب خلق فرص للقيادات العسكرية الطموحة مثل نابليون ، فبعد ان تم انقاذ الحكومة من القوى المعادية للثورة ، كان لنابليون جهوده القوية التي جعلته قائد الجيش الداخلي ، وبالاضافة الى ذلك كان مستشارا موثوقا به للمسائل العسكرية ، وفي عام 1796، كان نابليون على رأس الجيش، وهو المنصب الذي كان يطمع اليه ، وتحت ادارته فاز الجيش بالعديد من الانتصارات الحاسمة ضد النمساويين، وقام بتوسع كبير في الامبراطورية الفرنسية وساعد هذا بدون شك في جعل نابليون المع نجم في الجيش ، وتعززت مكانته الوطنية من خلال زواجه من جوزفين، ارملة الجنرال الكسندر دي وكانت ام لطفلين، وتزوج الاثنان في حفل مدني في 9 مارس عام 1796 .

 

وقام بسحق التهديد الداخلي للذين كانوا يرغبون في العودة بفرنسا الى نظام ملكي، وبدأ في الاتجاه الى منطقة الشرق الاوسط حيث انه كان يريد تقييض امبراطورية بريطانيا العظمى عن طريق احتلال مصر وتعطيل الطرق التجارية الانجليزية الى الهند ، ولكن حملته العسكرية كانت كارثية ، ففي 1 اغسطس 1798، حطم اسطول الادميرال هوراشيو نيلسون قواته في معركة النيل ، ولكن لم يصب نابليون كثيرا من الخسارة، وشكلت بريطانيا والنمسا وروسيا وتركيا تحالف جديد ضد فرنسا، وفي ربيع عام 1799، هزمت الجيوش الفرنسية في ايطاليا، مما اضطر فرنسا على التخلى عن الكثير من شبه الجزيرة الكورية .

 

اما في داخل فرنسا نفسها، فواصلت حركة المقاومة في اثارة الكثير من الاضطرابات ، وعاد نابليون الى فرنسا ، وبدأ القضاء على الانقلاب الثاني ، واستطاع ان يقف على رأس حكومة جديدة .

نابليون القنصل الاول :
سرعان ما ادت مهارات نابليون السياسية الكبيرة الى انشاء دستور جديد والذي انشأ فيه منصب القنصل الاول وهذا المنصب جعله دكتاتور ،وفي اطار المبادئ التوجيهية الجديدة كان مسموح للقنصل الاول تعيين وزراء وجنرالات وموظفي الخدمة المدنية والقضاة وحتى اعضاء المجالس التشريعية .

 

وتحت ادارته تحولت اصلاحات نابليون الى مناطق اخرى من البلاد، بما في ذلك اقتصادها، والنظام القانوني والتعليم، حتى انه كان يتحكم بالكنيسة، كما انه اعاد الرومانية الكاثوليكية دين الدولة، فبدأ ان يفرض قانونه الخاص والذي قضى على العديد من الامتيازات والذي سمح بحرية الدين ، واوضح ان الوظائف الحكومية يجب ان تعطى لمن هم اكثر تأهيلا، اما على الصعيد الدولي، فتفاوض نابليون على السلام في اوروبا .

واصلاحات نابليون اثبتت شعبية كبيرة ، ففي عام 1802 انتخب نابليون في منصب القنصل مدى الحياة، وبعد ذلك بعامين اعلن كامبراطور لفرنسا .

 

نابليون والمزيد من الحروب وهزيمته :
اما عن التفاوض مع اوروبا ونابليون استمر ثلاث سنوات فقط ،وفي عام 1803 عاد نابليون مرة اخرى الى فرنسا ليبدأ الحرب مع بريطانيا، ثم مع روسيا والنمسا، وسجل البريطانيين انتصارا هاما بحري ضد نابليون في عام 1805 ، مما جعل نابليون يقوم بالغاء خططه لغزو انجلترا ، وبدلا من ذلك وضع نصب عينيه على النمسا وروسيا وهزم كل من الجيشين في اوسترليتز .

 

وسرعان ما تتبع هذا الانتصار انتصارات اخرى، مما اتاح لنابليون زيادة حجم الامبراطورية الفرنسية، مما مهد له الطريق الى دول مثل هولندا، ايطاليا، نابولي، السويد، اسبانيا ويستفاليا .

 

وكانت التغييرات حتي على حياة نابليون الشخصية ، ففي عام 1810 رتب لفسخ زواجه من جوزفين، فلم تتمكن من ان تنجب له ابنا، وقام بالزواج من ماري لويز التي تبلغ من العمر 18 عاما وهي ابنة امبراطور النمسا ، واستطاعت ان تنجب له ابنا، واسموه نابليون الثاني (ويعرف ايضا باسم ملك روما) في 20 مارس 1811 .

 

وفي الواقع ان النجاح العسكري لنابليون ما اصبح وسيلة لهزائم اوسع، فابتداء من عام 1810، عانت فرنسا سلسلة من الخسائر التي استنزفت الميزانية العسكرية للبلاد،وفي عام 1812 دمرت فرنسا عندما حولت غزوها الى روسيا ، فنتج عنه الفشل الذريع حيث ان عشرات الجنود من جيش نابليون الكبير تم قتلهم والباقي اصابه جروح خطيرة ، فلم يتبق من 600،000 رجل الا 10000 رجل لائقا للمعركة .

 

نبأ الهزيمة هذا انعش اعداء نابليون، على حد سواء داخل وخارج فرنسا، وجرت مرة اخرى محاولة انقلاب فاشلة حينما قاد نابليون جيشه ضد روسيا، حيث بدأ البريطانيون المضي قدما من خلال الاراضي الفرنسية ، ومع تصاعد الضغوط الدولية وحكومته التي تفتقر الى الموارد اللازمة للقتال مرة اخرى ضد اعدائه، استسلم نابليون لقوات الحلفاء في 30 مارس 1814 ، وذهب الى المنفى في جزيرة البا .

 

عودة نابليون الى السلطة :
لم يدم نفي نابليون طويلا، فقد تعثرت فرنسا بدونه ، وفي مارس 1815 قام بالهروب من الجزيرة وسرعان ما شق طريقه الى باريس، حينها عاد منتصرا الى السلطة، ولكن لم يكن الحماس الذي استقبله به من حوله كبيرا ، وهذا جعل لدي نابليون مخاوف حول قيادته ، ولم يعطي هدنة لنفسه ، حيث اراد نابليون ان يقود بلاده مرة اخرى الى المعركة، وبالفعل قاد قواته الى بلجيكا وهزم بروسيا في 16 يونيو 1815 ، وبعد ذلك، تقابل مع البريطانيين في واترلو، وهُزم في معركة ضد البريطانيين، الذين كانوا معززين بمقاتلين اقوياء ، ونابليون عانى مرة اخرى خسارة مذلة له ولجيشه .

 

السنوات اللاحقة من حياة نابليون وموته :
وفي يوم 22 يونيو عام 1815، تنازل نابليون عن صلاحياته ، ولكنه اراد باطالة سلالته، فدفع نابليون ابنه الصغير، نابليون الثاني، الى الساحة وحتي انه اسماه الامبراطور، ولكن الائتلاف قد رفض هذا ، وقامت الحكومة البريطانية بنفيه الى جزيرة نائية تدعي سانت هيلينا في جنوب المحيد الاطلسي ، فكانوا خائفين من تكرار هروبه وعودته من المنفي مرة اخرى .

 

وكان نابليون حر في ان يفعل ما يشاء في بيته الجديد، فكان يستيقظ في الصباح على مهله، ويكتب في الكثير من الاحيان وقرأ الكثير ، ولكن روتين الحياة سريعا ما اصابه بالملل ، فشعر بانه محبوسا ، وبدأت حالته الصحية في التدهور، وفي عام 1817 تبين ان لديه علامات مبكرة من قرحة في المعدة او ربما سرطان المعدة ، وفي اوائل عام 1821 كان طريح الفراش واصبح اضعف يوما بعد يوم، حتى توفى في 5 مايو 1821 .

مواضيع مميزة