حدوتة قبل النوم هي التي تعلم اطفالنا دروس مستفادة وهذه القصة تعتبر من اكثر حواديت الاطفال استفادة ، وتحكي انه في يوم من الايام كانت هناك اسرة تعيش في بلدة صغيرة وكانت هذه الاسرة تسمي اسرة راما وكانت اسرة كبيرة جدا، وكان راما هو الوالد والمعيل الوحيد للاسرة، وكان لديه ثلاثة اطفال، ولدان وابنة، وكان راما يعيش جنبا الى جنب مع والده ووالدته ، وكان راما يعمل ليلا ونهارا لكي يقوم باطعام اسرته .
فكان يعمل لاكثر من 16 ساعة في اليوم ، وكانوا اطفاله لا يمكنهم رؤيته حيث انه كان كل يوم يغادر البيت في الصباح الباكر قبل ان يستيقظوا ، ويعود الى المنزل في منتصف الليل تقريبا عندما يكون اطفاله نيام ، وكان جميع افراد العائلة ينتظرونه بفارغ الصبر لقضاء اي وقت ممتع معه .
وكان راما يأخذ عطلة ايام الجمعة ويقوم بقضاء يوم كامل معهم، وللاسف، لكي يقوم بتغطية نفقات الاسرة المتزايدة ونفقات تعليم اولاده ،تولى راما وظيفة في عطلة نهاية الاسبوع للعمل حتى في يوم الجمعة ، وهذا ادي الى تحطم نفسية اولاده وحتى زوجته ووالديه ، وهذا الروتين المعتاد استمر لعدة اسابيع وسنوات مرت ، ولكن كل هذا العمل الشاق عاد على راما بالكثير من الفوائد واصبح معه نقود تكفيهم .
وانتقلت العائلة الى منزل جديد، وحصلوا على افضل الملابس واخذوا يأكلون اغلى الاطعمة ، ومع ذلك، كالعادة، لا يزال راما يقوم بكسب المزيد والمزيد من المال، وفي يوم من الايام سألته زوجته "لماذا انت تعمل من اجل المال؟ يمكننا ان نكون سعداء بما لدينا الآن".
اجاب راما على زوجته قائلا "اريد ان اعطي افضل ما هو متاح في العالم لكم جميعا واريد منك ان تبقى سعيدة دائما " .
حدوتة قبل النوم
مرت سنتان وراما بالكاد كان يمضى بعض الوقت مع عائلته، وكانوا الاطفال يتوقون للجلوس مع ابيهم في المنزل ، وفي الوقت نفسه، جهود راما المخلصة جنت له ثروة كبيرة ، وتابع في كسب المزيد والمزيد من الثروة .
وبعد مرور الكثير من الوقت ، اصبحت اسرة راما هي واحدة من اغنى العائلات في المدينة ، وكان لديهم كل التسهيلات والكماليات، ومع ذلك، كان اطفاله يريدون ان يجلسون كباقي الاطفال مع والدهم الذي لا يكادون ان يروه في المنزل .
وكبر الاطفال واصبحوا مراهقين ، وحصل راما على ثروة كافية لكي يعيشون حياة كريمة لخمس اجيال مقبلة ، وذهبت اسرة راما لقضاء عطلتهم في منزل على الشاطئ ، وهنا سألته ابنته، "ابي هل يمكنك قضاء يوم واحد في المنزل والبقاء معنا هنا؟" ، اجابها والدها راما: "نعم يا حبيبتي، وغدا ايضا بالتأكيد، وسوف انضم اليكم للغداء وساكون معكم جميعا لايام مقبلة قليلة فانا متعب من العمل وفي حاجة الى الراحة .
اصبح جميع افراد العائلة سعداء جدا، فقد كانت المرة الوحيدة التي يجتمعون فيها سويا منذ وقت طويل جدا ، ولسوء الحظ، في اليوم التالي، لم يكن اي فرد من اسرة راما على قيد الحياة لانهم ماتوا من فيضان تسونامي ، وقد كان راما مشغولا جدا كالعادة وذهب لشراء بعض الاغراض ، حتى انه لم يسمع بانباء عن تسونامي ، وعندما وصل الى منزله على الشاطئ، رأى البحر والمياه في كل مكان وصرخ وجرى مسرعا لكي يرى عائلته، ولكنه لم يتمكن من العثور حتى على جثث عائلته .
شعر راما بالحزن الشديد لانه لن يتمكن ان يراهم مرة اخرى، ولا يمكنه ذلك حتى وان دفع الكثير من النقود بل كل نقوده ، فلا شئ سيعيدهم ثانية الى الحياة ، وهنا اخذ يتذكر كلمات زوجته "لماذا تركض من اجل المال ، يمكننا ان نكون سعداء بما لدينا الآن " ، شعر راما بالندم الشديد لما ضيعه من اوقات كثيرة كان من الاولى ان يكون فيها مع عائلته واكتشف شيئا هاما وهو ان " المال لا يشتري كل شيء بما فيها السعادة والعائلة" .