ما هو الميل البحري ؟

الميل البحري هو وحدة القياس المستخدمة في قياس المياه من قبل البحارة والملاحين في مجال النقل البحري والطيران ، والميل البحري ببساطة هو متوسط طول دقيقة واحدة من درجة واحدة على طول دائرة كبيرة من الارض ، فنجد ان الميل البحري يناظر دقيقة واحدة من خط العرض ، وهكذا، والدرجة من خط العرض تقيس ما يقرب 60 ميلا بحريا ، على النقيض من ذلك، فنجد إن مسافة الميل البحري بين درجات الطول ليست ثابتة وذلك لان خطوط الطول تصبح اقرب معا لانها تلتقي في القطبين .

وعادة ما يختصر الميل البحري مع رموز النانومتر ، فعلي سبيل المثال NM 60 تمثل 60 ميلا بحريا ، كما ان وحدة الميل البحري يتم استخدامها ايضا في الملاحة والطيران، وتستخدم هذه الوحدة ايضا في استكشاف القطب والقوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بحدود المياه الإقليمية .

تاريخ الميل البحري :

حتى عام 1929، لم يكن هناك تعريف محدد متفق عليه دوليا لوحدة الميل البحري ، وفي نفس هذا العام، تم عقد مؤتمر وهو المؤتمر الهيدروغرافي الدولي الاستثنائي الاول في موناكو وخلال هذا المؤتمر، قرروا ان الميل البحري الدولي سيكون تحديدا 6076 قدم اي 1852 متر ، وهذا هو حاليا التعريف الوحيد في استخدام وحدة الميل البحري على نطاق واسع ، فكان الميل البحري واحدا من الالقاب التي قبلتها المنظمة الهيدروغرافية الدولية المكتب الدولي للاوزان والمقاييس .

ومن المثير للاهتمام ان قبل عام 1929، كانت مختلف البلدان لها تعريفات مختلفة عن وحدة الميل البحري ، فعلى سبيل المثال، استندت قياسات الولايات المتحدة على كلارك الاهليلجي 1866 ، واعتمد طول الدقيقة الواحدة علي طول دائرة كبيرة ، ومع هذا التعرف ، كان الميل البحري 6080.20 قدم اي 1853 متر ، وتخلت الولايات المتحدة عن هذا التعريف وقبلت بالقياس الدولي للميل البحري في عام 1954 .

وفي المملكة المتحدة، استند الميل البحري على ما يسمي عقدة A ، وهذه العقدة هي وحدة تقاس من السرعة المستمدة من سحب قطعة من سلسلة معقودة من السفن الشراعية ، وعدد هذه العقدة عند الوقوع في المياه علي مدي فترة معينة من الزمن يحدد كم عقدة في الساعة ، وباستخدام هذه العقدة قررت المملكة المتحدة ان عقدة واحدة كانت علي بعد ميل بحري واحد ، والميل البحري الواحد يمثل 6080 قدم اي 1853.18 مترا ، وفي عام 1970 ، تخلت المملكة المتحدة عن هذا التعريف ويستخدم الآن بالضبط كما تم تعريفه علي انه 1853 متر .

استخدام الميل البحري :

اليوم، الميل البحري الواحد لا يزال يساوي بالضبط ما هو متفق عليه دوليا وهو ما يقدر ب 1852 متر اي 6076 قدم ، وهو يعتبر واحد من اهم المفاهيم في فهم الميل البحري ، على الرغم من علاقته المباشرة بخط العرض ، وذلك لانه قائم على بعد الميل البحري على محيط الارض، وهذا المفهوم بدون شك هو وسيلة سهلة لفهم حساب الميل البحري فهو يجعلك تتخيل الارض التي خفضت الى النصف ، وهنا دائرة النصف يمكن تقسيمها إلى اجزاء متساوية من 360 درجة ، ومن ثم يمكن تقسيم هذه الدرجات إلى 60 دقيقة ، وواحدة من هذه الدقائق على طول دائرة كبيرة علي الارض وتمثل ميل بحري واحد .

ومن حيث النظام الاساسي او ميل الارض ، فنجد ان الميل البحري الواحد يمثل 1.15 ميل ، وذلك لان درجة واحدة من خط العرض تساوي ما يقرب من 69 ميل من النظام الاساسي في الطول ، ومن الامثلة البسيطة علي ذلك السفر حول الارض عند خط الاستواء ، سنجد إن المرء لابد ان يسافر 24857 ميل اي 40003 كيلومتر للقيام بهذه المعادلة وعند تحويل هذه الاميال الي ميل بحري ستكون المسافة حوالي 21,600 NM .

بالإضافة إلى كل ما سبق سنجد ان الميل البحري يتم استخدامه ايضا في الاغراض الملاحية، فالميل البحري هو ايضا لا يزال من العلامات الكبيرة الدالة علي السرعة ، كما ان مصطلح "عقدة" هو اليوم يستخدم لكي يعني الميل البحري الواحد في الساعة ، لذلك إذا كانت السفينة تتحرك في 10 عقدات ، فإنها تتحرك في 10 ميلا بحريا في الساعة ، وكما ذكرنا ان مصطلح عقدة يتم استخدامه اليوم في العديد من الممارسات التي سبق ذكرها ، ودائما ما يرتبط هذا المصطلح بالسفينة وقياس سرعتها ، وللقيام بذلك ، يتم طرح سجل في الماء ويبقي وراء السفينة ، لكي يقوم بإحصاء عدد العقد التي مرت خلال خروج السفينة إلى الماء على مدى فترة معينة من الزمن وتحسب ايضا السرعة المحددة في "العقدة الواحدة " ، ويتم تحديد قياسات العقدة في الوقت الحاضر مع اساليب اكثر تقدما من الناحية التكنولوجية ولكنها تشبه الميكانيكية او رادار دوبلر .

استخدام الميل البحري في الخرائط الملاحية :

بسبب ان وحدة الميل البحري يرتبط دوما بالقياس المستمر لخطوط الطول، فاصبحت وحدة الميل البحري مفيدة للغاية في الملاحة ، وذلك لجعل الملاحة اسهل، فقد وضع البحارة والطيارين هذه الخرائط الملاحية والتي تكون بمثابة تمثيل رسومي من الارض مع التركيز على مناطقها في الماء ، ومعظم هذه الخرائط الملاحية تحتوي على معلومات عن البحر المفتوح، والسواحل والمياه الداخلية للملاحة وانظمة القناة .

وعادة، ما تستخدم الخرائط الملاحية واحدة من ثلاث توقعات ، وتأتي خطوط الطول والعرض لكي تكون عبارة عن زوايا قائمة وتقوم بتشكيل شبكة مستطيلة ، وعلى هذه الشبكة، يمكن بسهولة رسم الخطوط المستقيمة من خطوط الطول والعرض كما يمكن عمل دورات خط مستقيم وطريق للمياه كطرق جديدة للملاحة ، بالإضافة إلى وحدة الميل البحري وتمثيله من معادلة الدقيقة الواحدة والتي تجعل الملاحة سهلة نسبيا في المياه المفتوحة، مما يجعل الميل البحري عنصرا هاما للغاية لعملية التنقيب والشحن والجغرافيا .

مواضيع مميزة