من هو الامبراطور نيرون ؟

الامبراطور الروماني نيرون الذي عرف عهده بالفخامة والاستبداد فقتل امه وقام باضطهاد المسيحيين .

 

ملخص عن حياة الامبراطور الروماني نيرون :
ولد نيرون في عام 37 ميلاديا ، وكان هو ابن شقيق الامبراطور، وبعد وفاة والده، تزوجت والدته اغريبيتا عمه العظيم، كلوديوس، واقنعته بان يكون ابنها نيرون خلفه على العرش ، وبالفعل تولى نيرون العرش في سن 17، ولكنه رفض محاولات والدته للسيطرة عليه وقتلها، وكان هذا تصرف شديد الهمجية منه ، وبدأ في اضطهاد المعارضين والمسيحيين ، وفي سن 68 عاما ، انتحر نيرون عندما ثارت عليه الامبراطورية .

 

حياة نيرون المبكرة وصعوده الى العرش :
كان نيرون هو حفيد الامبراطور اغسطس ، وتلقى تعليمه عن التقاليد الكلاسيكية التي كتبها الفيلسوف سينيكا، ودرس اليونانية والفلسفة والبلاغة ، وبعد وفاة والده في عام 48 ميلاديا ، تزوجت والدته اغريبينا عمه، الامبراطور كلوديوس، واقنعته بان نيرون يكون خلفا له بدلا من ابنه، بريتانيكوس، وقام الامبراطور كلوديوس بتقديم ابنته، اوكتافيا، في عام 50 ميلاديا .

 

وتوفي الامبراطور كلوديوس في عام 54 ميلاديا ، ويشتبه بصورة كبيرة ان اغريبينا زوجته قامت بوضع السم له ، وبعدها عرض نيرون نفسه لمجلس الشيوخ ، وبالفعل صعد الى العرش في سن 17 عاما .

تأثير اغريبينا على نيرون :
كانت اغريبينا شخصية مستبدة وكانت دائما ما تحاول التأثير على حكم ابنها ، وبدا عليها الغضب عند تقديم اي من المستشارين مشورة الى نيرون ، فحاولت اغريبينا ايضا تأكيد سلطتها في حياة نيرون الخاصة، عندما بدأ نيرون علاقة غرامية مع كلوديا اكت، التي كانت خادمة سابقة ، مما هدد العلاقة بينه وبين اوكتافيا ، ولم يكترث نيرون لكلام والدته وبدأ يعيش علنا مع كلوديا اكت كزوجة له على الرغم من احتجاجات والدته .

 

كما نيرون رفض تأثير والدته في كل الشؤون العامة والخاصة، بل وحاولت اغريبينا تحريض الشعب ضد نيرون، مما جعل الامبراطور الصغير نيرون ينفيها من القصر الملكي ، ولكنها لم تقف عند هذا الحد ففي عام 58 ميلاديا ، كان نيرون يريد ان يتزوج من اكت ولكن لم يوافق الرأي العام على ذلك ، فوقفت والدته وعارضت طلاقه من اوكتافيا ، وهنا سأم نيرون من تدخل والدته ولم يعد مهتم باخراجها من القصر فحسب بل قتل والدته اغريبينا في عام 59 ميلاديا .

 

بدأ عهد نيرون :
حتى عام 59 ميلاديا ، تم وصف نيرون على انه زعيم سخي ومعقول ، فقام بالغاء عقوبة الاعدام، وخفض الضرائب وسمح للعبيد بتقديم شكاوى ضد اسيادهم ، وكان يؤيد الفنون والرياضة والترفيه ، وقدم المساعدات لمدن اخرى كانت في ازمة ، ولكنه كان دوما منغمس في الملذات الغير مسئولة .

 

ولكن بعد اغتيال اغريبينا، انحدر نيرون في حياة المتعة والفخامة وايضا في حياة الطغيان، فامر بصرف مبالغ باهظة من المال على المساعي الفنية ، وبعد ان طلق اوكتافيا ، بدأت الاتهامات بالخيانة ضد نيرون ، وبدأ نيرون الرد بقسوة على اي شكل من اشكال الخيانة المتصورة او النقد الموجه له عن طريق اعدام قائد الجيش في حفلة، ونفي سياسي اخر لكتابة رواية بها ملاحظات سلبية اتجاهه ، كما انه اعدم المنافسين الاخرين في السنوات التي تلت ذلك، مما سمح لنيرون من الحد من اي معارضة وترسيخ سلطته .

 

حريق نيرون الكبير :
وفي عام 64 ميلاديا ، بدأت طبيعة نيرون الفاضحة الفنية ان تثير الجدل، ولكنه استطاع تحويل انتباه الراي العام عن طريق الحريق الكبير ، فبدأ الحريق في المتاجر في الجنوب الشرقي لسيرك ماكسيموس ودمر روما لمدة 10 ايام، واستطاع ايضا ان يقضي على 75 في المئة من المدينة، وعلى الرغم من ان الحرائق العرضية كانت شائعة في ذلك الوقت، الا انه يعتقد العديد من الرومان ان نيرون اشعل النيران لافساح المجال امام مخططه ، فقد اشار باصابع الاتهام الى المسيحيين، حيث انه كان دينا جديدا ولم ينتشر بعد ، ومع هذا الاتهام ، بدأ اضطهاد وتعذيب المسيحيين في روما .

 

وفاة الامبراطور الروماني نيرون :
بعد حريق نيرون الكبير هذا ، كان نيرون يحتاج الى المال بشدة ، لذلك بدأ ان يبيع المناصب في الوظائف العامة لمن يدفع اكثر، وعمل على زيادة الضرائب واخذ المال من المعابد ، وعمل على تخفيض قيمة العملة واعاد سياسات مصادرة الممتلكات في حالات الاشتباه بالخيانة ، وادت هذه السياسات الجديدة الى مؤامرة شكلت ضد نيرون في عام 65 ميلاديا من غايوس بيزو، الارستقراطي، جنبا الى جنب مع العديد من الفرسان، واعضاء مجلس الشيوخ والشعراء ومعلم نيرون السابق، سينيكا ، وكلهم سويا خططوا لاغتيال نيرون وتتويج بيزو حاكم روما ، ولكن تم اكتشاف هذه الخطة، وقام نيرون باعدام المتأمرين ، فضلا عن العديد من الرومان الاغنياء .

 

وبعد ثلاث سنوات فقط، وتحديدا في مارس، عام 68 ميلاديا ، قام يوليوس بعمل تمرد ضد السياسات الضريبية لنيرون ، وبدأ العديد للانضمام الى هذا التمرد ، ورأي نيرون ان نهايته اصبحت وشيكة ، لذلك فر نيرون هاربا ، وكان يعتزم التوجه شرقا، حيث كانت العديد من المحافظات لا تزال موالية له، لكنه اضطر الى التخلي عن الخطة بعد رفض ضباطه الى طاعته، وعاد الى قصره، ولكنه في نهاية المطاف تم الحكم عليه بالاعدام من قبل مجلس الشيوخ قد حكم عليه بالاعدام ضربا حتي الموت ، لذا قرر الانتحار ، وساعده على عملية الانتحار سكرتيره الخاص .

مواضيع مميزة