معلومات عن حيوان خلد الماء أو منقار البط كما يطلق عليه بالصور

خلد الماء الذي يطلق عليه أيضا لقب منقار البط، هو حيوان ثدي استرالي برمائي صغير اشتهر بمجموعة من السمات البدائية الغريبة والتكيفات الرائعة، ويعتبر خلد الماء واحد من أكثر المخلوقات غرابة في المملكة الحيوانية، حيث يمتلك خلد الماء ذيل على شكل مضرب مثل حيوان القندس مع جسم أملس مثل القضاعة وأطراف مفلطحة مثل أقدام البطة والمنقار المسطح الذي يعطي الحيوان شكل البطة.

 

ولكن هل تعلم أن خلد الماء يستخدم منقاره كـ حاسة سادسة؟ هل تعلم أن لديه نظاما كهروميكانيك فريد؟ وما فائدة هذا النظام العجيب؟ كل هذه السئلة يمكنك أن تجد إجاباتها من خلال السطور التالية، وبالإضافة إلى مظهره المميز يمكن القول إن خلد الماء هو أحد أكثر الحيوانات تميزا على هذا الكوكب، وإليك بعض الأشياء المثيرة التي قد لا تعرفها عن هذا المخلوق الغريب.

 

يعتبر خلد الماء شائعا في الممرات المائية في شرق أستراليا، حيث يتغذى بشكل عام على اللافقاريات التي تعيش في القاع ولكنه أيضا يتناول الضفادع أو الأسماك أو الحشرات في بعض الأحيان على سطح الماء، ويتغذى هذا المخلوق الخجول بشكل أكثر نشاطا من الغسق حتى الفجر، ويحتمي خلال النهار في الجحور المحفورة في ضفاف النهر.

 

وتم تكييفه بشكل رائع مع أسلوب حياته المائي، حيث يتميز بجسم يشبه الطوربيد على الأرض، و فراء كثيف مقاوم للماء، وأطراف أمامية قوية تستخدم للسباحة والحفر، حتى الرأس منبسط، وكل أذن موضوعة في أخدود مع عين صغيرة، ويتم إغلاق حواس البصر والشم والسمع بشكل أساسي أثناء غمر خلد الماء للتغذية، ولكنه يمتلك نظاما كهروميكانيكيا فريدا من المستقبلات الكهربائية و مستقبلات اللمس التي تسمح له بالتنقل بشكل مثالي تحت الماء.

من هو خلد الماء؟
خلد الماء بشكل عام حيوان منعزل، ويقضي حياته إما يتغذى على طول قيعان الأنهار والجداول والبحيرات أو يستريح في الجحور المحفورة، وهو نشط للغاية، ويتغذى بشكل مستمر تقريبا أثناء وجوده في الماء، وينجرف من خلال حطام مجرى النهر مع منقاره المسطح أثناء اصطياده للحشرات اليرقية و قشريات المياه العذبة (طعامه المفضل)، ويستخدم خلد الماء نظامه الكهروميكانيكي المعقد لإكتشاف الإشارات الكهربائية الدقيقة الصادرة عن عضلات فريسته، وبعد الغذاء، يتراجع إلى جحره، حيث يكون مدخله كبيرا بما يكفي للسماح لخلد الماء بالدخول والذي يساعده على عصر الرطوبة الزائدة من الفراء.

 

تم العثور على خلد الماء في تضاريس تتراوح من بلد تسمانيا المرتفعة وجبال الألب الأسترالية إلى مناطق الأراضي المنخفضة القريبة من البحر، وعلى الرغم من أنه شوهد في بعض الأحيان يسبح في المياه المالحة، إلا أن خلد الماء يجب أن يتغذى في المياه العذبة، حيث يعمل نظام الملاحة الكهربائي الخاص به، ويوجد خلد الماء في جميع ولايات شرق أستراليا في كل من أنظمة الأنهار التي تتدفق باتجاه الشرق والغرب، ولكنه غائب من أقصى شمال كوينزلاند، وعلى عكس أقاربه الإيكيدنا قصير المنقار، لا يبدو أنه استعمر جزيرة غينيا الجديدة.

 

خلد الماء أكثر نشاطا بشكل عام عند الفجر والغسق (شفقي)، ويمكن أن يكون خلد الماء نشط أيضا خلال النهار اعتمادا على الموسم، ومن غير المعروف أن خلد الماء يدخل في فترة السبات، ومع ذلك، فإن درجة حرارة الجسم لديه منخفض بشكل غير عادي بالنسبة للثدييات (حوالي 32 درجة مئوية)، وأظهرت الدراسات أنه يمكنه الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم حتى بعد فترات طويلة في الماء مع درجات حرارة منخفضة تصل إلى 4 درجات مئوية (39 درجة فهرنهايت).

 

موطن خلد الماء:
يعيش خلد الماء في أستراليا في نطاق يمتد من غرب فيكتوريا إلى أقصى الشمال تقريبا مثل كوكتاون في كوينزلاند، مما يعني أنه يحتل مساحة كبيرة من الساحل الشرقي والجنوبي الشرقي للبلاد، وفقا لمعهد البلاتيبوس الأسترالي، ويمكن أيضا العثور على خلد الماء في تسمانيا وجزيرة كينج، وكذلك في جزيرة كانجرو حيث أدخل البشر خلد الماء في أوائل القرن العشرين، ويشغل خلد الماء أنظمة المياه العذبة بما في ذلك أحواض الأنهار والبحيرات والبرك والجداول في جميع أنحاء موائلها، ويقضي الحيوان حوالي 10 إلى 12 ساعة في الليل في الماء بحثا عن الطعام، وهو أكثر نشاطا خلال الليل والغسق، لأنه حيوان ليلي، ويلاحظ المتحف الأسترالي أنه يمكنه البقاء تحت الماء لمدة 30 إلى 140 ثانية فقط.

 

خلال النهار، يختبيء خلد الماء في الجحور على الشاطئ، حيث تنفتح الأنفاق الترابية في غرف بيضاوية الشكل تحت الأرض، وفقا لحديقة حيوان سان دييغو، كما يحتمي خلد الماء تحت الحواف الصخرية والجذور والحطام، وفقا لمعهد خلد الماء الأسترالي، وعلى الرغم من وجوده على جانب واحد فقط من قارة واحدة، إلا أن خلد الماء يتغلب على العديد من الظروف المناخية المتطرفة، وتم العثور عليه في الهضاب والأراضي المنخفضة والغابات الاستوائية المطيرة والجبال الباردة في تسمانيا وجبال الألب الأسترالية، وفراء خلد الماء السميك المقاوم للماء يبقيه دافيء في الطقس البارد، وذيله الكبير يخزن دهون إضافية من أجل الطاقة، وفقا لمعهد بلاتيبوس الأسترالي.

وصف خلد الماء:
يتراوح طول خلد الماء من 38 إلى 60 سم (15 إلى 24 بوصة)، والذكور أكبر بشكل عام من الإناث، وتتضمن التكيفات المائية الجسم الانسيابي المسطح والعينين الموضوعة ظهرا وفتحتي الأنف، والفراء الكثيف المقاوم للماء الذي يحافظ على خلد الماء معزولا جيدا، ويحمي الشعر الحارس الطويل الطبقة السفلية الناعمة، والتي تظل جافة حتى بعد ساعات في الماء، وتمتد الكفوف العريضة على أقدام خلد الماء الأمامية إلى ما بعد المخالب وهي ضرورية لدفع الحيوان عبر الماء، ويعمل الذيل الشبيه بالمضرب كمثبت أثناء السباحة، بينما تعمل القدم الخلفية كدفة ومكابح.

 

تشتمل السمات الهيكلية الغريبة لخلد الماء على حزام كتف قوي وعضد قصير وعريض يوفر مناطق ربط عضلية واسعة للأطراف الأمامية القوية بشكل استثنائي، والجزء الخارجي من منقار خلد الماء مغطى ببشرة ناعمة وحساسة، وداخل المنقار، لا يمتلك خلد الماء البالغ أسنانا حقيقية ولكن بدلا من ذلك طورت زوائد مسطحة من أنسجة اللثة الصلبة، ويحتوي خلد الماء الذكور على نتوء على الجانب الداخلي من كل كاحل متصل بغدة السم الموجودة فوق الفخذين، ويمكن استخدام النتوءات في الدفاع، والسم قوي بما يكفي لقتل الحيوانات الصغيرة والتسبب في ألم شديد للإنسان إذا اخترق الجلد

 

أقرأ أيضا - معلومات مثيرة عن قنديل رجل الحرب البرتغالي

 

غذاء خلد الماء:
خلد الماء من الحيوانات آكلة اللحوم، وهو يبحث عن طعامه في الماء الذي يعيش فيه أثناء السباحة، ويكتشف الطعام على طول القاع الموحل من النهر أو المجرى أو البركة أو البحيرة بإستخدام منقاره الحساس فقط، وخلد الماء في الواقع يغلق عيونه واذانه وفتحتي الأنف أثناء البحث عن الطعام تحت الماء، وعندما يجد خلد الماء شيئا مثيرا للإهتمام مثل يرقات الحشرات، فإنه يلتقطها بمنقاره، ويخزنها في أكياس الخد ويسبح إلى السطح، ويتغذى خلد الماء أيضا على الجمبري وخنافس السباحة وبق الماء والضفادع الصغيرة وكذلك الديدان العرضية وبلح البحر البازلاء أو الحلزون، ولوحظ حتى أن خلد الماء يأكل السيكادا والعث التي يصطادها على سطح الماء.

 

بعد الخروج من الغطس، يطفو خلد الماء فوق الماء ويمضغ طعامه بإستخدام زوائد طحن في فمه، ويلتقط الحيوان أحيانا الطين والرمل في أكياس خده، وبينما يأكل، فإنه يطرد هذه الرواسب غير الصالحة للأكل، جنبا إلى جنب مع الماء الزائد، من خلال الأخاديد في فكه السفلي.

تكاثر خلد الماء:
على الرغم من وفرته، لا يعرف الكثير عن دورة حياة خلد الماء في البرية، وقد تم الإحتفاظ بقليل منه بنجاح في الأسر، ويتجنب الجنسان بعضهما البعض إلا عند فترة التزاوج، ولا يتزاوجان حتى يبلغان أربع سنوات على الأقل، وغالبا ما يقاتل الذكور خلال موسم التكاثر، مما يتسبب في إصابة بعضهم البعض بجروح بسبب نتوءات الكاحل الحادة، وتتم المغازلة والتزاوج في الماء من أواخر الشتاء حتى الربيع، ويختلف التوقيت حسب البيئة التي يعيش فيها، حيث يحدث التزاوج في وقت مبكر في الأجزاء الشمالية من النطاق وبعد ذلك في المناطق الجنوبية، والتزاوج أمر شاق عند خلد الماء.

 

لا يشارك ذكور خلد الماء في تربية الصغار، وتقوم إناث خلد الماء ببناء جحور حضانة مبنية خصيصا، حيث تضع عادة بيضتين صغيرتين جلدية، ويستغرق الحمل أسبوعين على الأقل (ربما يصل إلى شهر)، وربما يستغرق حضانة البيض من 6 إلى 10 أيام أخرى، و تحضن الأنثى البيض عن طريق الالتفاف حوله مع ملامسة ذيله لمنقاره، ويمتص الصغار الحليب من شعيرات ثديية خاصة ويظلون محميين في الجحر، ويرضعون لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل أن يصبحوا مستقلين، والصغار الذين يزيد وزنهم غالبا بمقدار 20 مرة خلال الأسابيع الـ 14 الأولى من حياتهم.

 

ويمتلك الصغار أسنانا أثرية يتم التخلص منها بعد وقت قصير من مغادرتهم الجحر لتتغذى من تلقاء نفسها، ويكبر الذكور والإناث بشكل كامل بين عمر 12 و 18 شهرا، ويصبحون ناضجين جنسيا في حوالي 18 شهرا، وخلد الماء حيوان معمر نسبة إلى الثدييات الصغيرة، ولقد وثقت بعض الدراسات أفرادا يعيشون أكثر من 20 عاما في البرية، ويمكن أن يعيش خلد الماء لما يقرب من 23 عاما في الأسر.

 

تطور خلد الماء وعلم الحفريات والتصنيف:
من المحتمل أن تكون أحاديات المذرق التي تشبه خلد الماء المتكيفة مائيا قد تطورت من أحاديات أرضية أكثر عمومية، واول ظهور في السجل الأحفوري لأحاديات المذرق يشبه خلد الماء يعود إلى حوالي 110 مليون سنة، في أوائل العصر الطباشيري، عندما كانت أستراليا لا تزال متصلة بأمريكا الجنوبية عن طريق القارة القطبية الجنوبية، وحتى وقت قريب، وضع أحادي المذرق الطباشيري (ستيروبودون جالماني) ضمن عائلة خلد الماء.

 

تشمل عائلة خلد الماء الحية بطية المنقار الأجناس المنقرضة أحاديات المذرق (التي تعود إلى العصر الباليوسيني منذ حوالي 61 مليون سنة) وأوبدوردون (التي ربما ظهرت لأول مرة بالقرب من حدود عصري الأوليغوسيني وعصر الميوسين منذ حوالي 23 مليون سنة)، وأكد اكتشاف في رواسب باتاغونيا التي يبلغ عمرها 62 مليون عام أن خلد الماء كان ينتشر عبر القارات الجنوبية.

 

أقرأ أيضا - معلومات عن قنفذ البحر

 

سلوك خلد الماء في الماء:
يصطاد خلد الماء تحت الماء، حيث يسبح برشاقة من خلال التجديف بأقدامه الأمامية المكشوفة والتوجيه بأقدامه الخلفية والذيل، وتغطي ثنيات الجلد عيونه واذانه لمنع دخول الماء، وتغلق فتحات الأنف بختم مانع لتسرب المياه، وفي هذا الوضع، يمكن أن يظل خلد الماء مغمورا لمدة دقيقة أو دقيقتين ويستخدم منقاره الحساس للعثور على الطعام، وهذه الثدييات الأسترالية تتغذى على القاع، ويلتقطون الحشرات واليرقات والمحار والديدان بمنقارها جنبا إلى جنب مع قطع من الحصى والطين من القاع، ويتم تخزين كل هذه المواد في أكياس الخد، وعلى السطح، يهرس خلد الماء الغذاء للإستهلاك، وخلد الماء ليس له أسنان، لذا فإن قطع الحصى تساعده على مضغ وجبته.

 

سلوك خلد الماء على الأرض:
على الأرض، يتحرك خلد الماء بشكل أكثر إحراجا، ومع ذلك، فإن الكفوف على أقدامه تتراجع لإظهار الأظافر الفردية والسماح للمخلوق بالجري، ويستخدم خلد الماء أظافره وأقدامه لبناء جحور ترابية على حافة المياه.

 

سم خلد الماء:
يحمل خلد الماء الذكور غدد سامة تقع بالقرب من حوضه، وتتصل بنتوءات مجوفة على أرجلها الخلفيتين، ولدى إناث خلد الماء اليافعات أيضا هذه النتوءات، ولكنهن يفقدنها في السنة الأولى من الحياة، وتختلف غدد السم عند الذكور البالغين في الحجم على مدار العام، لتصل إلى أقصى حجم لها خلال موسم التكاثر، عندما يستخدم الذكور سمهم للتنافس على رفقاء.

 

ولحقن السم، يلف الذكر ساقيه حول ضحيته ويدفع النتوءات عبر لحم الحيوان، وأن السم نفسه يحتوي على مزيج من أكثر من عشرة بروتينات تنتمي إلى ثلاث فئات رئيسية من السموم، والسم ليس قاتلا لخلد الماء أو البشر، ولكنه يسبب تورما وألما مبرحا، ويمكن أن يعطل التئام الجروح ووظيفة أغشية الخلايا، وفي البشر، يمكن علاج الألم الناتج عن لسعة خلد الماء باستخدام حاصرات الأعصاب، والتي تمنع خلايا عصبية معينة من إرسال إشارات إلى الدماغ.

 

هل خلد الماء مهدد بخطر الانقراض؟
خلد الماء ليس مهدد بالإنقراض، ولكن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة يدرج خلد الماء على أنه شبه مهدد بخطر الانقراض، مما يعني أن الأنواع قد تكون عرضة للإنقراض في المستقبل القريب ولكنها غير مؤهلة حاليا باعتبارها مهددة، وتم إدراج خلد الماء لأول مرة على أنه شبه مهدد في عام 2016 بعد أن لاحظ العلماء انخفاضا في الأعداد الإجمالية للأنواع، على الرغم من أن التراجع غير محدد بشكل جيد عبر نطاق خلد الماء.

 

حقائق عن خلد الماء:

* خلد الماء ليس له معدة
* يمنح منقار خلد الماء حاسة سادسة
* كان خلد الماء عملاقا
* ذكور خلد الماء لها نتوءات سامة.
* خلد الماء له كفوف جلدية قابلة للطي
* اعتقد العلماء أن أول خلد الماء المعروف كان خدعة
* يستخدم خلد الماء الحصى كأسنان مؤقتة
* يستخدم خلد الماء ذيله لأغراض عديدة

 

أقرأ أيضا - 13 من أخطر أنواع الأسماك في العالم

مواضيع مميزة