ماذا تعلم عن الحيوانات المفترسة ؟

الحيوانات المفترسة سمع عنها الجميع فيكاد لا يعرف احد عن شراسه الحيوانات المفترسة و قسوتها في التهام الفريسة و لكن هل فكرت من قبل ان الحيوانات المفترسة ليست مجرد كائنات قوية تفرض هيمنتها علي بيئتها و انها حقا كائنات تحتاجها بشدة الطبيعة للبقاء,تعرف اكثر علي الحيوانات المفترسة و اهميتها في هذا المقال .


* ما هو الحيوان المفترس :


الحيوانات المفترسة او الحيوانات البرية هي التي تطارد، أو تفترس حيوانات اخرى ، كما نعلم ان جميع الحيوانات بحاجة إلى الغذاء لكي تعيش ، والحيوانات المفترسة تحتاج الي اكل لحم الحيوانات الاخري من أجل البقاء ، فنجد ابن عرس والصقور والذئاب والأسود الجبلية، والدببة الرمادية الضخمة من ضمن هذه الحيوانات المفترسة ، والحيوانات المفترسة من الحيوانات الاكلة للحم ، وهذا يعني ان نظامهم الغذائي يتكون من اللحوم ، وهناك بعض الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والدببة حيوانات تحب ان تأكل جثث الحيوانات التي لم تستطع ان تطاردها بنفسها.


وفي معظم الأحيان، كلمة المفترس تذهب إلى الأذهان في صورة حيوان ضخم متزمجر وذات أسنان حادة  ومخالب قوية ، وفي الواقع ان العديد من الحيوانات المفترسة تتناسب مع هذه الصورة، والبعض الآخر لا، فالحيوانات المفترسة تأتي في الكثير من الاحجام والأشكال ، فيمكن أن تكون صغيرة أو كبيرة.


* دور الحيوانات المفترسة :


من المعروف ان الحيوانات المفترسة هي جزء من السلسلة الغذائية ، وهناك ما يسمي بعملية تمرير الطاقة من كائن إلى آخر ، والنباتات هي الحلقة الأولى في السلسلة الغذائية ، وتستخدم النباتات طاقة الشمس لعمل المواد الغذائية ، وتسمى النباتات  بالمنتجين ، والحيوانات أكلة النبات، تسمى أيضا بالحيوانات العاشبة، وهنا تأتي الحيوانات المفترسة مثل الطيور والثعالب للانضمام إلى السلسلة الغذائية هذه عن طريق تناول الحيوانات أكلة النبات وتعرف بالمستهلكين الأساسين.


معظم المجتمعات الطبيعية لديها عدة سلاسل غذائية التي تكون مربوطة سويا ، والتي تسمى بالشبكة الغذائية ،فعندما يتم رسم الشبكة الغذائية، فإنها تبدو وكأنها هرم مع المفترس المهيمن في الجزء العلوي والحيوان أكل النباتات في القاع ، والسلسلة الغذائية أو الشبكة الغذائية ايضا هي التي تسمح لكمية صغيرة من طاقة الشمس ان تمر من خلال كل حيوان ، وعندما يموت اي حيوان، فإنه يتحلل ، أو ينهار، ويتم توافرالتربة مع المواد المغذية التي تساعد النباتات علي تحويل طاقة الشمس إلى غذاء مرة أخرى.


* توازن الطبيعة :

غالبا ما توصف العلاقة بين الحيوانات المفترسة والفرائس بتوازن الطبيعة ، والنظام البيئي الطبيعي لديه درجة من التوازن ، والحيوانات المفترسة في هذا النظام ليست هي العامل الوحيد الذي يؤثر على هذا النظام ، بل هناك مجموعة متنوعة من الأشياء التي تسبب وفرة الأنواع، بما في ذلك الحيوانات المفترسة، وتوافر الغذاء، والمنافسة مع الأنواع الأخرى، والمرض، وحتى الطقس.


* اين تعيش الحيوانات المفترسة :

يمكن العثور علي الحيوانات المفترسة في أي قارة من قارات العالم ، فتجدها في المناخات الحارة ، في الصحراء الجليدية التي تتميز بالمناخات القطبية الباردة، وحتي في الغابات المطيرة، او قمم الجبال والوديان والمحيطات والبحيرات ، فقد تم العثور على الحيوانات المفترسة تقريبا في كل موطن معروف بالنسبة لنا.


* الحيوانات المفترسة الفقارية :

تسمى الحيوانات التي تتميز بهيكل عظمي داخلي مصنوع من العظم  بالحيوانات الفقارية ، وتشمل الفقاريات والثدييات والبرمائيات والزواحف والطيور والأسماك ، وعلى الرغم من ان الفقاريات لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جدا من جميع الحيوانات الموجودة ،الا ان حجمها وتنقلها في كثير من الأحيان يسمحون لها بالسيطرة على بيئتها.


* الحيوانات المفترسة اللافقارية :

تسمى الحيوانات التي لا يكون لديها عظم في الظهر باللافقاريات  ،واللافقاريات هي حيوانات ذات دم بارد ، وهذا يعني ان درجة حرارة جسمهم تعتمد على درجة حرارة البيئة المحيطة بهم ، وتشمل بعض المجموعات الرئيسية من اللافقاريات الأميبا، والإسفنج، وقنديل البحر والمرجان والديدان الشريطية، والحشرات والعناكب والقشريات والرخويات.


* استراتيجيات الصيد لدي الحيوانات المفترسة :

في الواقع ان العلاقة بين الحيوان المفترس والفريسة تحتاج الي العديد من العوامل ، وتتوقف علي بعض الاشياء مثل نوع البيئة التي يعيشون فيها ، وعادة ما تكون الاستراتيجيات المستخدمة من قبل الحيوانات المفترسة هي :

1- المطاردة :

تعتبر الصقور هي من بين العديد من الحيوانات المفترسة التي تقبض علي فرائسها عن طريق ملاحقتها ، ولكن هنا المطاردة تأخذ الكثير من الوقت والجهد لكي تنجح عملية الصيد ، وهنا الحيوانات المفترسة يجب التركيز على الأنواع التي من شأنها أن توفر ما يكفي من التغذية لتعويض الطاقة التي أحرقتها اثناء المطاردة ، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الصقر يميل إلى تناول المزيد من القوارض والطيور اكثر من تناول الجنادب ، فالجنادب فقط لا توفر قيمة غذائية كافية لتعويض الجهد الذي يقوم به للقبض عليهم.

2- الوقوف بلا حراك :

هناك بعض الحيوانات تستخدم تقنية مختلفة، وهي الوقوف بلا حراك في المياه الضحلة أو الخوض ببطء على طول الشاطئ، لكي تبحث بصبر عن فريستها ، وعندما ترى فريستها تقوم بالقبض عليها مع اندفاع سريع وطويل، وفي الواقع لا يتطلب هذا الأسلوب الكثير من الطاقة.

3- الانتظار

هناك حيوانات مثل التمساح يفضل أن يظل مكانه ويقوم بالانتظار ، وفي الواقع ان هذه الطريقة في الصيد تتطلب القليل من الجهد، وقد تكون فرص الحصول على الغذاء فيها منخفض ، والتماسيح من الحيوانات ذات الدم البارد ، ومعظم انتظارهم ينجح الي حد ما بسبب عمل كمين ناجح لفرائسهم.

4- العمل بروح الفريق الواحد

هناك بعض الحيوانات التي تحب ان تصطاد في فرق ، مثل الذئاب والأسود والضباع والحيتان القاتلة التي عادة ما تطارد فرائسها  في فرق الأسرة ، وفي الواقع ان هذه المجموعات تحمي بعضها البعض من الحيوانات المفترسة الكبيرة الأخرى، ومثال علي ذلك جيوش النمل او الحشرة الاستوائية التي تصطاد كجزء من فريق ، وتسافر الي أمريكا الجنوبية في عشرات الآلاف وتلتهم كل شيء حي في طريقها مثل الحشرات والثعابين والماشية والفئران والجرذان ، فلا يوجد العديد من المخلوقات التي يمكن أن تصمد أمام زحف هذا النوع من النمل.


* أدوات الحيوانات المفترسة :

هناك العديد من الخصائص الفيزيائية أو السلوكيات التي تساعد النبات أو الحيوان في البقاء على قيد الحياة ، وهذه الخصائص بمثابة ادوات تساعد الحيوانات علي الاستنساخ، وعلي تأمين احتياجاتهم الغذائية، أو تستخدمها الحيوانات للدفاع عن نفسها ضد أعدائها ، لتحديد موقع الفريسة ، وإخضاعها ، ومن اولي هذه الادوات :


1- الرؤية :

الرؤية غالبا ما تكون هي الخاصية الأكثر أهمية بالنسبة للحيوان المفترس ، فتقع عيون المفترس عادة أمام رأسه ، لتعطي رؤية الحيوانات مجهر من نوع خاص ، وهذا يساعد الحيوان المفترس علي تحديد مدى سرعة فريسته ، فنجد ان الطيور والحشرات لديها القدرة على التقاط الفريسة في الهواء ، فهي تستطيع رؤية فريستها مثل تلسكوب اقوي ثماني مرات من الرؤية العادية ، وبعض الحيوانات المفترسة تعتمد على أكثر من عين واحدة فقط ، كالعناكب والعقارب لديها  مجموعة من ستة إلى ثمانية عيون ، وهناك انواع من الحيوانات المفترسة التي تقوم بمطاردة فريستها ليلا  ،ولديها هياكل خاصة تشبه المرآة في الجزء الخلفي من عيونهم ، تساعدهم في الرؤية في الظلام.


2- السمع :

معظم الحيوانات المفترسة لديها شعور جيد للغاية من حيث حاسة السمع ، وفي الثدييات، الأذن الخارجية تستدير إلى الأمام أو الخلف من أجل تحديد اتجاه الصوت ، فعلي سبيل المثال آذان الخفافيش في كثير من الأحيان لديها كفاءة عالية ، وايضا يمكن للطيور ان تسمع جيدا مثل البوم الذي يعتبر من اكفء الطيور التي تسمع جيدا ، وبعض الحيوانات لا تحتاج أذنان للسمع ، ولكن بدلا من ذلك فانها تعتمد على الذبذبات التي تصدر من أجسامهم ، فهذه طريقة أخرى لإبراز مصدر الأصوات.


3- الرائحة :

لدي بعض الحيوانات المفترسة قدرة علي شم اي رائحة وجبة من علي بعد ميل واحد ، فعلي سبيل المثال الثعالب، لديها قدرة على شم رائحة الطعام الذي تدفنه تحت قدميها في التربة ، وايضا نجد سمكة القرش التي لديها القدرة علي العمل بشكل مختلف قليلا ، فأنوفها ليست للتنفس، ولكنها تستخدمها لاستشعار الرائحة ، ويحدث تدفق المياه داخل وخارج فتحتي الأنف ، فسمكة القرش غير قادرة على التعرف على الروائح المختلفة الموجودة في المياه علي بعد 2 ميل.


* كيف تصطاد الحيوانات المفترسة فريستها :

الحيوانات المفترسة لديها أسلحة مختلفة تستخدمها لقتل وأكل الفريسة ، وهناك ثلاثة أسلحة رئيسية تستخدمها الحيوانات المفترسة ومنها الاسنان الحادة ، فتستخدم الحيوانات المفترسة اسنانهم لقتل الفريسة ، ومعظم الحيوانات لديهم ثلاثة أنواع من الأسنان ، ففي الجبهة، ستجد القواطع  ،وهذه القواطع تستخدم لقطع الطعام ، وعلى الجانبين، سترى الأسنان أطول، وتدعي الأنياب ، وتستخدم لتمزيق قطع من اللحم ويمكن أيضا للانياب أن تستخدم لقتل الفريسة من ثقب الرقبة أو الحلق ، اما عن الأضراس فالضروس تم العثور علىها في الجزء الخلفي من الفم ، وهي مسطحة وقوية وتستخدم للمضغ أو الطحن وفي بعض الحالات، تحل المناقير محل الأسنان ، فيمكن ان تستخدم الحيوانات المفترسة مناقيرها المعقوفة في البحث او تمزيق الفريسة او طحن البذور ، وايضا المخالب الحادة هي أسلحة قوية ، فالطيور الجارحة لها مخالب قوية، تساعدها على الاستيلاء على فريستها ، وهناك سلاح آخر للصيد وهو السم ، فالثعابين تستخدم السم، والتي تأتي من الأنياب، والتي تؤدي إلى شلل أو قتل الفريسة.

مواضيع مميزة