الأفعى النفاثة سميت بهذا الإسم لأنها تنفخ جسدها لتبدو أكبر مما هي عليه عندما تتعرض للتهديد المباشر من قبل حيوان مفترس أو من البشر، ونظرا لكونها من الأنواع شديدة العدوانية والسامة يجب تجنب الإتصال بها بأي ثمن، وتغطي هذه المقالة بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول تحديد حجم وموقع ومدى خطورة سم الأفعى النفاثة، مع نظامها الغذائي، تابعونا.
حقائق مذهلة عن الأفعى النفاثة
* يأتي موسم تزاوج الأفعى النفاثة كل عام بين أكتوبر وديسمبر، عندما تطلق الإناث فرمونا قويا لجذب رفيقة، وبعد طقوس المغازلة الطويلة وما يسمى بالرقص القتالي، حيث يبدو أن الثعابين تتلوى وتتصارع، ستختار الأنثى إما قبوله أو رفضه، وكلا الجنسين سوف يكون لهما عدة شركاء في الموسم الواحد.
* بمجرد أن يتم تخصيب الأنثى، تلد الأنثى من 20 إلى 50 صغيرا حيا (وليس بيضا) في أبريل، سيصل النسل إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر أربع سنوات ويكون له عمر نموذجي من 13 إلى 16 عاما في الأسر، ويصعب تقدير العمر الإفتراضي في البرية، والذي غالبا ما تقصره الحيوانات المفترسة.
* مثل معظم الثعابين، تستطيع الأفعى النفاثة استشعار الاهتزازات عبر الأرض.
* في البرية، تمتلك الأفعى النفاثة العديد من الحيوانات المفترسة المحتملة، بما في ذلك النسور، وأبقار البوق، والخنازير، وغرير العسل، والكوبرا، وتمكنها ألوانها الباهتة من الاندماج مع البيئة المحيطة وتجنب الكشف، ولديها أيضا القدرة على إخفاء رائحتها.
* يمكن أن تكون الأفعى النفاثة نشطة ليلا أو نهارا، ولكنها تميل إلى أن تكون مفترسة ليلية، مما يعني أنها تخرج ليلا للبحث عن الفريسة.
وصف الأفعى النفاثة
الأفعى النفاثة هي أحد أنواع الأفعى السامة الموجودة في أفريقيا جنوب الصحراء وشبه الجزيرة العربية، وهذا الثعبان مسؤول عن التسبب في معظم وفيات لدغات الأفاعي في أفريقيا بسبب عوامل مختلفة، مثل انتشاره على نطاق واسع، وحدوثه المتكرر في المناطق المكتظة بالسكان، والتصرف العدواني، ويختلف نمط الألوان بسبب انتشاره الجغرافي، ويحتوي رأسه على شريطين داكنين واضحين أحدهما على القمة والآخر بين العينين.
وعلى جانبي الرأس، هناك شريطين مائلين داكنين أو شريطين يمتدان من العين، والرأس أبيض مائل للصفرة مع بقع داكنة متناثرة، ومن الناحية الظهرية، يختلف لون الثعبان الأرضي من الأصفر إلى البني الفاتح إلى البرتقالي أو البني المحمر، وهذا مغطى بنمط من 18-22 شرائط موجهة للخلف، بنية داكنة إلى سوداء تمتد إلى أسفل الظهر والذيل، وعادة ما تكون هذه الأشرطة على شكل حرف U في بعض المناطق، كما أنها تشكل 2-6 شرائط متقاطعة فاتحة وداكنة على الذيل.
وبعض المجموعات من الأفعى النفاثة مرقطة بشدة باللونين البني والأسود، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى حجب الألوان الأخرى، مما يعطي الأفعى النفاثة مظهرا بنيا مغبرا أو أسودا، ولون البطن أصفر أو أبيض مع بقع داكنة قليلة متناثرة، والصغار حديثي الولادة لديهم علامات رأس ذهبية مع صفائح بطنية وردية إلى حمراء باتجاه الحواف الجانبية.
الأفعى النفاثة هي ثعبان سميك متوسط الحجم يبلغ متوسط طوله حوالي ثلاثة أقدام، ويتميز بألوان البشرة السمراء والبني والذهبي وحتى الرمادي مع أنماط متموجة غير منتظمة، وتتناوب بين الداكنة والفاتحة على طول جانبي الجسم، وتساعده الألوان الخافتة على الإندماج مع موائلها الطبيعية، وعلى الرغم من أن الجنسين متشابهين في المظهر، يمكن تمييز الإناث عن الذكور من خلال الذيل الأقصر قليلا، ويجب أن يساعد اختلاف الحجم قليلا في تحديد الجنسين، وهي كمثل باقي الأفاعي لها أنياب تتدلى من سقف الفم ويتم من خلالها حقن الفريسة بالسم.
موطن و موئل الافعى النفاثة
تم العثور على الأفعى النفاثة في معظم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى جنوب رأس الرجاء الصالح، بما في ذلك جنوب المغرب، وموريتانيا، والسنغال، ومالي، وجنوب الجزائر، وغينيا، وسيراليون، وكوت ديفوار، وغانا، وتوغو، والنيجر، ونيجيريا، وتشاد، والسودان، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وشمال وشرق وجنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، وكينيا، والصومال، ورواندا، وبوروندي، وتنزانيا، وأنغولا، وزامبيا، وملاوي، وموزمبيق، وزيمبابوي وبوتسوانا، وناميبيا، وجنوب أفريقيا.
وتوجد هذه الثعابين أيضا في شبه الجزيرة العربية حيث توجد في جنوب غرب المملكة العربية السعودية واليمن، كما تم الإبلاغ عن وجودهم في منطقة ظفار جنوب عمان، وتعيش الأفعى النفاثة في جميع الموائل باستثناء الصحاري الحقيقية والغابات المطيرة وموائل جبال الألب (الإستوائية)، وغالبا ما ترتبط بالسافانا والأراضي العشبية الصخرية، والسبب الرئيسي في تعرض البشر للدغاتها أنها غالبا ما تتواجد في المناطق المتطورة فهي جيدة التكيف مع البيئة المحيطة بها.
أقرأ أيضا - كيف تفرق بين الأفعى السامة والغير سامة؟
سلوك الأفعى النفاثة وعلاقتها بالبشر
تخرج الأفعى النفاثة في الليل والنهار بالرغم من أنها نشطة جدا في الليل، وبسبب جسمها السمين فهي بطيئة الحركة، وتعتمد في الدفاع عن نفسها على التمويه نظرا لعدم قدرتها على التحرك بسرعة، وعندما تشعر الأفعى النفاثة بالخطر تضخم الجزء العلوي من الجسم وتصدر هثيث، وبالرغم من أن الأفعى النفاثة أرضية إلا أنها تستطيع تسلق الأشجار وتستطيع السباحة.
هناك العديد من العوامل التي تجعل هذه الثعابين خطرة بشكل لا يصدق على البشر، بما في ذلك حجمها الكبير، ونطاقها الجغرافي الواسع، وميلها إلى التشمس على ممرات المشاة، وأنيابها الطويلة وسمومها السامة للغاية، ونظرا لأنهم يحبون الإنتظار بهدوء للفريسة وهم مموهون على الأرض، فغالبا ما يتعثر عليهم الناس دون أن يلاحظوا وجودهم هناك، وعندما يتم تهديدهم أو إزعاجهم بشكل مباشر، فإنهم يفضلون الوقوف في مكانهم على الفرار، وسوف ينفخون أجسادهم ويعطون همسة تحذير قبل الضرب.
غذاء الأفعى النفاثة
الأفعى النفاثة من الحيوانات آكلة اللحوم، وتشمل فرائسها الثدييات والطيور والبرمائيات و السلاحف والسحالي، وتتغذى الصغار على القوارض الصغيرة والحشرات والضفادع الصغيرة، وهي لا تقبل على الصيد ولكنها تنصب الكمائن لفرائسها.
تكاثر الافعى النفاثة
الأفعى النفاثة هي متعددة الزوجات مما يعني أن كلا من الذكور والإناث لديهم شركاء متعددين، وعادة ما يحدث موسم التزاوج بين أكتوبر وديسمبر، وخلال هذا الوقت، تنتج الإناث فرمونا لجذب الذكور، والذين ينخرطون في رقصات مصارعة الرقبة، وتلد الإناث البيوضة الولودة ما بين 50 و 60 صغيرا حيا بعد فترة الحمل التي تستمر من 136 إلى 159 يوما، ويبلغ طول الصغار حديثي الولادة 12.5-17.5 سم، وإنهم مستقلون تماما عند الولادة ومستعدون للعناية بأنفسهم، وعادة ما تنضج الأفعى النفاثة عندما تبلغ من العمر 4 سنوات.
أقرأ أيضا - 20 من أشهر أنواع الأفاعي ومدى خطورتها
ما مدى خطورة سم الافعى النفاثة؟
تنتج الأفعى النفاثة سما قويا يهاجم الأنسجة ويدمرها بشكل مباشر، وبعض آثار سمومها تشمل النزيف، والتورم، والألم، والغثيان، وضعف العضلات الموضعي، ويهدف السم إلى شل حركة الفريسة الصغيرة تماما حتى لا تتمكن من الهروب من الثعبان أو إصابته بأي شكل من الأشكال، وعلى الرغم من أن السم خطير للغاية، إلا أن التشخيص يكون جيدا بشكل عام للأشخاص الذين يتلقون العلاج بمضاد السموم في الوقت المناسب، ومع ذلك، بدون مضاد السم يمكن أن يتجاوز معدل الوفيات 15٪ بسهولة (حسب شدة اللدغة)، وفي أغلب الأحيان لا تكون الوفاة بسبب شدة السم ولكن بسبب سوء الرعاية الطبية.
هل الأفعى النفاثة مهددة بخطر الانقراض؟
لم تعد الأفعى النفاثة من الأنواع المهددة بالإنقراض، لذلك لم تقع ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الحياة البرية من الانقراض وكذلك لم تقع ضمن اتفاقية التجارة الدولية للحفاظ على الحياة البرية.
مكانة الأفعى النفاثة البيئية
تعتبر الأفعى النفاثة من الحيوانات المفترسة المهمة في نظامها البيئي لأنها تتحكم في مجموعات العديد من أنواع الفرائس التي تتغذى عليها، كما أنها تساعد في السيطرة على تجمعات الآفات حيث توجد هذه الثعابين غالبا بالقرب من المستوطنات البشرية وتفترس القوارض، وتتغذى الأفعى النفاثة على الحشرات المختلفة ويمكنها أيضا أن تلعب دورا مفيدا للمزارعين.
أسئلة شائعة عن الأفعى النفاثة
س: هل الأفعى النفاثة سامة؟
ج: نعم، تعد الأفعى النفاثة من أكثر الثعابين السامة في إفريقيا.
س: كيف تصطاد الأفعى النفاثة؟
ج: الأفعى النفاثة هي مفترس كمائن، وستظل مختبئة وغير متحركة على طول الأرض، وأحيانا لعدة أسابيع، بينما تعتمد على الإشارات الكيميائية والحرارية لاستشعار الفريسة، وبعد أن تجول الفريسة بالقرب منها تضربها وتعضها بأنيابها الطويلة، وعادة ما يتم ابتلاع الفريسة كاملة.
س: هل الأفعى النفاثة عدوانية؟
ج: نعم، تعتبر الأفعى النفاثة شديدة العدوانية، وهي تهاجم بسرعة ولا تميل إلى الهروب والاختباء من التهديدات.
س: أين تعيش الأفعى النفاثة؟
ج: تعيش الأفعى النفاثة في مواقع شبه قاحلة مختلفة حول أفريقيا جنوب الصحراء وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى جزء صغير من غرب المغرب
س: ماذا تأكل الأفعى النفاثة؟
ج: يتكون النظام الغذائي للأفعى النفاثة من القوارض والطيور والضفادع والزواحف الأخرى وحتى الغزلان الصغيرة، وتستهلك الصغار الحيوانات الصغيرة والحشرات أيضا، والمثير للدهشة أنها توفر بعض الفوائد للبشر، ومن خلال التحكم في أعداد الحشرات، فإنها تمنع الآفات من استهلاك المحاصيل ونشر الأمراض (على الرغم من أن هذا غالبا ما يفوقه عدد الأشخاص الذين يقتلون كل عام).
س: ما هي الأفعى النفاثة؟
ج: الأفعى النفاثة هي ثعبان سام كبير مستوطن في العديد من الموائل في جميع أنحاء أفريقيا، وكعضو في عائلة الأفاعي، يتم تعريفها بأنياب طويلة مفصلية تخترق عمق الجلد وتحقن السم، وهي ثقيلة وسميكة بشكل عام، على الرغم من أنها ربما ليس بالطول الذي تتوقعه، وتحديد الهوية ليس بالأمر الصعب للغاية، ولكن يمكن أن يتم الخلط بينها وبين أنواع قليلة أخرى من الأفاعي أيضا.
س: هل الأفعى النفاثة يمكن أن تقتلك؟
ج: نعم، يبدو أن الأفعى النفاثة مسؤولة عن نسبة كبيرة من 32000 حالة وفاة من لدغات الثعابين في إفريقيا سنويا.
س: ما مدى سمية الأفعى النفاثة؟
ج: الأفعى النفاثة من بين أكثر الزواحف السامة في القارة، ويمكن أن تفرز كمية عالية جدا من السموم التي يمكن أن تقتل الناس بلدغة واحدة.
س: ماذا يحدث إذا لدغتك الأفعى النفاثة؟
ج: السم يمنع الدم من تكوين الجلطات بشكل صحيح، كما يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى موت الأنسجة، وفي الحالات القصوى، يمكن أن يسبب تلفا شديدا للجلد حيث ينتشر إلى الخارج من موقع اللدغة، و التندب الدائم ممكن.
س: إذا لدغتك الأفعى النفاثة، إلى متى ستعيش؟
ج: تعتمد الإجابة على هذا السؤال على العديد من العوامل، بما في ذلك العمر والصحة وشدة اللدغة، وسينتهي الأمر بغالبية الناس بالعيش، حتى بدون العلاج بمضاد السموم، وإن كان ذلك معاناة كبيرة، ولأن التأثيرات تعمل ببطء، فإن الموت عادة ما يستغرق يومين إلى أربعة أيام دون علاج، ولحسن الحظ، يجب أن يقضي المضاد تقريبا على خطر الموت.