كيف يشرح العلم الوجبات الضخمة لثعبان البايثون ؟

من المعروف عن ثعبان البايثون الضخم أكل وجبات ضخمة كل فترة من الزمن ويستمر لفترة طويلة من الوقت دون تناول أي وجبات أخرى خلال هذه المدة، والسؤال المطروح هنا هو لماذا يتناول ثعبان البايثون وجبة ضخمة في كل مرة على فترات طويلة ولا يأكل وجبات صغيرة على فترات قصيرة مثل معظم الكائنات الحية الأخرى ؟، هذا ما سنحاول الإجابة عليه اليوم في هذا المقال من الناحية العلمية كما فسرة بعض العلماء .

 

يبلغ متوسط طول ثعبان البايثون حوالي 12 قدم أي ما يقرب من 3.7 متر، أي أن طوله يساوي طول رجلين بالغين، ولهذا يمكن لثعبان البايثون تناول وجبة ضخمة تساوي حجم جسمه، وتستمد قدرات أكل ثعبان البايثون المذهلة من القدرة الجينية على تغيير عملية الأيض وتغيير حجم أعضائه بعد تناول وجبة وفقا لدراسة جديدة نشرت في دورية وقائع مجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم، ويزداد حجم بعض الأعضاء أكثر من الضعف في اليومين التي تلي تناول ثعبان البايثون لوجبته .

 

وتتطلب التغييرات التي تحدث في جسم ثعبان البايثون بعد التغذية تنسيق آلاف الجينات، وهناك أبحاث جديدة توضح تغيرات الجينوم الخاصة بالزواحف، ويكشف التسلسل الكامل الأول لأي جينوم ثعبان، وأن ثعبان البايثون البورمي قد تطور بسرعة كي يتمكن من أكل فريسة بحجم جسمه .

 

 

الطعام ليس هو فقط ما جعل ثعبان البايثون له تاريخ تطوري، ولكي تصبح المخلوقات الطويلة موجودة اليوم، فقد ثعبان البايثون أطرافه، وإنخفاض إحدى رئتيه عن العمل، وإطالة هياكله العظمية وأعضائه، وطور ثعبان البايثون فكه المصغر، وفي كثير من الحالات قد طور من سمية السموم لديه، كما أنه يغير بسرعة من عملية التمثيل الغذائي الخاصة به على أساس نظامه الغذائي في الولائم أو المجاعة عند إبتلاع فرائس كبيرة بأكملها .

 

 

التطور النهائي لثعبان البايثون :

لفهم هذا التطور المذهل لثعبان البايثون، قام عالم الأحياء أرلنغتون تود كاستو وزملاؤه من أربع دول في جامعة تكساس بتسلسل جينوم ثعبان البايثون البورمي، وأفعى كوبرا الملك من خلال مقارنة الاثنين، وكذلك مقاطع من جينوم الزواحف الأخرى، والبرمائيات والطيور والثدييات، وقد تمكن الباحثون من تتبع تطور الجينات التي تجعل ثعبان البايثون أكول بشكل لا يصدق .

 

قال كاستو في تقاريره، "نرغب في معرفة كيف يستخدم ثعبان البايثون جينات حيث يتعين علينا نحن جميعا القيام بأشياء لا تستطيع أي فقاريات أخرى القيام بها"، وقد مكنت مقارنة جينوم الثعابين كاستو وزملائه من تتبع الإنتقاء الإيجابي خلال تاريخ ثعبان البايثون، والانتقاء الإيجابي هو العملية التطورية من خلال أحد الصفات المفيدة مثل الفكوك المفصلية التي قد تحورت لثعبان البايثون، وقد وجد الباحثون أن هذه العملية كانت سريعة بشكل غير معتاد في الثعابين، وقال ديفيد بولوك الباحث في الدراسة من كلية الطب بجامعة كولورادو في تقاريره أن ما نراه في الثعابين لا مثيل لها .

 

 

التغيرات الجينية لثعبان البايثون :

وجد الباحثون أن الثعابين تأتي من خلال خصائصها المفرطة لمجموعة من التغيرات في الحمض النووي والتغيرات في كيفية تنفيذ تعليمات الحمض النووي في الجسم والتغيرات في بروتينات الزواحف، وعلى سبيل المثال، تتطلب التغييرات التي تحدث في جسم ثعبان البايثون بعد التغذية تنسيق آلاف الجينات .

 

الجينات هي المخططات الأساسية للبروتينات التي تشكل لبنات بناء أنسجة الجسم، وتسمى عملية تنفيذ هذه الخطط الوراثية التعبير الجيني، وبعد أن يأكل ثعبان البايثون يتغير التعبير الجيني بسرعة، والجينات التي ربما كانت هادئة أصبحت فجأة حية كتعبير عن تعليماتها، وتصبح بعض الجينات التي يتم التعبير عنها بشكل مطرد في الحياة اليومية أكثر نشاطا، وتنتج كميات هائلة من البروتينات التي تعزز النمو أو التمثيل الغذائي، وبعض من هذه الجينات مهمة لأمراض الإنسان، فعلى سبيل المثال، هناك جين يسمى GAB1 والذي يبدو أنه قد تم تغييره في جينوم ثعبان البايثون، وهو يشارك في بعض أنواع السرطان البشري .

 

 

قال ستيفن سيكور، وهو عالم بيولوجي من جامعة ألاباما ومؤلف مشارك في الدراسة في تقريره أن ثعبان البايثون البورمي له فيسيولوجية مذهلة، ومع وجود الجينوم في متناول أيدينا يمكننا الآن استكشاف العديد من الآليات الجزيئية الغير مستغلة التي تستخدم لزيادة معدل الأيض بشكل كبير، وإيقاف إنتاج الحمض، وتحسين وظيفة الأمعاء، وزيادة حجم القلب والأمعاء والبنكرياس والكبد بسرعة، وفوائد هذه الإكتشافات تفوق معالجة الأمراض الأيضية، والقرحة، وسوء الإمتصاص المعوي، وداء كرون، وتضخم القلب، وفقدان أداء الأعضاء .

مواضيع مميزة