هل تعلم أن الغربان ذكية جدا؟

نحن نعلم أن الغربان ذكية جدا، لكن الأبحاث العلمية تظهر أنها قد تكون أكثر ذكاء مما ندرك، فالغربان تستطيع أن تتبع الوضع الإجتماعي للغربان الأخرى، كما أنها تستطيع أن تتذكر الوجوه البشرية الفردية ولفترة طويلة من الزمن، كما أن الفربان تستطيع بذكائها الخارق للعادة أن تحل الألغاز بتفوق.

 

الغربان تتبع الوضع الإجتماعي للغربان الأخرى:
تستطيع الغربان تتبع الحالة الإجتماعية للغربان الأخرى سواء في مجموعتها أو في مجموعات من الغربان غير المألوفة، وهذه إستراتيجية مفيدة خاصة إذا كان لدى الغربان أي خطط لمغادرة مجموعتهم الخاصة والإنضمام إلى مجموعة أخرى، وسيعرفون فقط المكان الذي يناسبهم في ترتيب النقر وأيضا من يجب أن يخضعوا له من أجل شق طريقهم إلى المجموعة، وقد اكتشف الباحثون ذلك من خلال تجربة تشغيل المحادثات بين الغربان إلى الغراب الموضوع في المجموعة، وهي محادثات عكست الترتيب الإجتماعي الذي كان الغراب الموضوع مألوفا به.

كتب الباحثون، لقد وجدوا أن الغربان أولت اهتماما خاصا وبدت متوترة وعرضت سلوكيات مثل انعطاف الرأس واهتزاز الجسم عندما سمعوا عمليات التشغيل التي تحاكي انعكاس الترتيب في مجموعتهم، ولم يتوقعوا طائرا من رتبة منخفضة للتباهي بأحد أعلى مرتبة، وهذا ينتهك علاقات الترتيب، لقد كانوا بخير عندما تعكس البنية المهيمنة في تشغيل التسلسل الهرمي بدقة.

 

واستجابت الغربان أيضا لإنعكاسات الترتيب المحاكاة في المجموعات المجاورة، مما يشير إلى أنهم اكتشفوا معرفة من هو الرئيس بين الطيور المجهولة فقط من خلال مشاهدتها والإستماع إليها (نظرا لعدم وجود اتصال جسدي بين المجموعات)، وإنه أول دليل على تتبع الحيوانات لعلاقات مرتبة بين الأفراد الذين لا ينتمون إلى مجموعتهم، وهي مهارة مفيدة للطيور تبديل وحدات البحث عن العلف، ولذلك، تتعلم الغربان الرتب الإجتماعية جيدا بما يكفي حتى لمعرفة ما هو موجود في مجموعات الغربان الأجنبية التي لم يتفاعلوا معها في الواقع، وبعبارة أخرى، الغربان هم سياسيون أذكياء.

 

تستطيع الغربان أن تتذكر الوجوه البشرية الفردية:
جرب الباحثون ارتداء الأقنعة أثناء محاصرة الغربان ووضع علامات عليها، وكانوا يرتدون قناعا معينا عند محاصرة الغربان وإطلاقها، ثم كان لديهم قناع آخر محايد لم يتم استخدامه عند الإصطياد، واكتشفوا أن الغربان تعلمت وتعرفت على وجه الصياد، وليس هذا فقط فهم يعلمون ذريتهم وأعضاء المجموعة الآخرين من هو فقط حتى يتمكن أصدقاؤهم وعائلاتهم من تجنب الوقوع في شرك الشخص المقنع.

 

كتبت صحيفة نيويورك تايمز، في الأشهر التي أعقبت الإصطياد ووضع العلامات، ارتدى الباحثون والمتطوعون الأقنعة في الحرم الجامعي، وهذه المرة ساروا في طرق محددة ولم يزعجوا الغربان، ولم تنس الغربان، ولقد عنفو الناس في الحرم الجامعي، المقنعين أكثر بكثير مما فعلوه قبل أن يحاصروا حتى عندما تم إخفاء القناع بقبعة أو ارتداؤه رأسا على عقب، وأثار القناع المحايد القليل من رد الفعل، ولم يستمر التأثير فحسب، بل تضاعف أيضا خلال العامين الماضيين، وقال الدكتور مارزلوف إن القناع الخطير في إحدى جولاته الأخيرة في الحرم الجامعي تعرض للتعنيف من قبل 47 من الغربان الـ 53 التي واجهها، أكثر بكثير مما شهده في البداية، ويفترض الباحثون أن الغربان تتعلم التعرف على البشر المهددين.

 

تستطيع الغربان حل الألغاز:
الغربان لديها مهارات لا تصدق في حل المشكلات، في بعض التجارب، تم تقديم أحجية جديدة لهم، والتي يدرسونها قليلا ثم يحلونها بسرعة، وكتبت مدونات العلوم عن مجموعة واحدة من التجارب التي أجراها الباحثان بيرند هاينريش وتوماس بوغنيار، لقد وجدوا أن بعض الطيور البالغة ستفحص الموقف لعدة دقائق ثم تنفذ هذا الإجراء متعدد الخطوات في أقل من 30 ثانية دون أي تجربة وخطأ، كما لو كانوا يعرفون بالضبط ما كانوا يفعلونه.

 

ونظرا لعدم وجود فرصة للطيور لمواجهة مشكلة مماثلة في البرية، فإن أبسط تفسير هو أنهم كانوا قادرين على تخيل الإحتمالات وأداء السلوكيات المناسبة، ووجد الباحثون أيضا أن أداء هذا السلوك بنجاح يتطلب نضجا، فالغربان غير الناضجة لم تكن قادرة على القيام بذلك بينما أجرت الغربان البالغة من العمر عاما مجموعة متنوعة من التجارب قبل أن تتمكن من النجاح.

مواضيع مميزة