قصة السندباد البحري ورحلته السادسة

نستكمل اليوم معكم سلسلة قصة السندباد البحري ومغامراته الشيقة والمثيرة ، وموعدنا اليوم مع رحلة السندباد البحرية السابعة ، وتبدأ قصتنا اليوم انه بينما كان سندباد جالس بين اصدقائه يحتسون الشراب ، صمت سندباد للحظة قائلا لهم " انا اعلم، يا اصدقائي، انكم ترغبون في سماع كيف نجوت بعد خمس مغامرات صعبة ، وبعد هروبي من الكثير من المخاطر ، فبالرغم من صعوبة هذه الرحلات ، الا انني فكرت ثانية في محاولة جمع ثروة جديدة ومواجهة مصاعب جديدة ، شعرت بالدهشة من سلوكي هذا ، ولكني تيقنت ان هذه الرحلة ايضا جزء من قدري ولا يمكنني الهروب منه .

ويحكي سندباد انه سافر مرة اخري الي العديد من بلاد فارس والهند، ووصل بالفعل الى الميناء ويقول سندباد " شرعت في سفينة، وكانت هذه الرحلة رحلة طويلة، وبدأنا جميعا ان نشعر بالخوف عندما استقال القبطان من منصبه ، وفقدت السفينة مسارها الصحيح ، واكتشفنا اننا في اخطر مكان في جميع المحيطات حيث انه ان هناك تيار سريع يحمل السفينة معه وكانت نهايتنا اوشكت علي النهاية حيث كنا سنموت في اقل من ربع ساعة ، تعانقنا جميعا والدموع في اعييننا ، وبالفعل تحطمت السفينة وكان هناك جبل عند السفح ، كان يوجد به جزيرة طويلة وكبيرة للغاية ، وتمت تغطية هذا الساحل في جميع انحاؤه بحطام السفن ومع عدد كبير من العظام البشرية التي رأيناها في كل مكان ، مما اثار الرعب في قلوبنا ، فهنا تخيلنا كم الاشخاص الذين لقوا حتفهم هناك، ووجدنا ايضا كمية لا تصدق من السلع والثروات من جميع الانواع ، وكان هناك نهر كبير يتكون من اشواط المياه العذبة يؤدي الى كهف مظلم، ذات مدخل مرتفع جدا وواسع ، وكانت حجارة هذا الكهف من الكريستال والياقوت، و غيرها من الحجارة الثمينة .

 

ومن الصعب وصف هذا المكان، والذي كان يسمونه الخليج، والغريب في هذا الخليج انه من الصعب الابتعاد عنه مرة اخري بمجرد الاقتراب منه ، وفي الواقع ان قوة التيار في هذا المكان تدير الشاطئ له ، حيث يتم تقسيمه الى قطع، ولكن لم نجد حتي الان امكانية للوصول الى قمة الجبل، او الخروج منه باي شكل من الاشكال .

وهناك اولئك الذين لقوا حتفهم وتم دفنهم ، ومن جهتي، حفرت قبري بيدي واستلقيت علي الارض ، واحسست ان ساعة موتي قد حانت وبدأت دموعي تسيل ، ولكن يشاء الله مرة اخرى ان يرسل رحماته لي، وبدأت فكرة تأتي الي ذهني تقول لي ان اذهب الى ضفة النهر التي موجودة في الكهف الكبير،  قائلا لنفسي ان هذا النهر من المؤكد انه يمتد بالتالي تحت الارض، فيجب ان يكون هناك مكان ما او غيره هنا استطيع المرور منه ، فقد كان كل ما افكر به هو تجنب المصير الحزين الذي اصاب رفاقي، ذهبت على الفور لعمل قطع كبيرة من الاخشاب والكابلات، حتي قمت بمجموعة كبيرة قوية جدا ، وحملت بالة من الياقوت والزمرد والعنبر والصخور ، وسرعان ما وجدت ضوء صغير جدا اتي من بعيد ومعه تيار محمول لا اعلم من اين ، انتظرت لعدة ايام في الظلام الكمال، حتي سقطت نائما .

 

وعندما استيقظ سندباد وجد نفسه وسط عدد كبير من الزنوج ، واخذوا يتحدثون اليه، ولكنه لم يفهم لغتهم ، فكان لا يعلم ما اذا كان نائما ام مستيقظا ، ولكنه اخيرا استوعب انه لم يكن نائما ، وهنا جاء واحد من السود واقترب من سندباد ، قائلا له نحن سكان هذا البلد، وبينما نحن اتيين لعمل حفر قنوات صغيرة في هذا النهر، وجدنا شيئا عائما على الماء، وذهبنا مسرعين لمعرفة ما هذا ، حتي وجدناك تطوف وتسبح في النهر ، وهنا سأل الرجل الاسود سندباد " كيف يمكنك المغامرة في هذا النهر ولم اتيت الي هنا " .

 

توسل سندباد الي الرجال السود لكي يعطونه بعض الطعام ، وبالطبع اعطوه عدة انواع من الاغذية ، وعندما امتلئت بطن سندباد اخذ يروي لهم ما اصابه ، وجاء اليه الشخص الاسود الذي يتحدث العربية بينهم قائلا له ان قصصه من اكثر القصص دهشة واثارة ، وطلب من سندباد ان يذهب معهم ، وضعو سندباد علي حصان ، ودلوه علي الطريق ووضعوا له بعض البضائع ، وذهب سندباد بحصانه حتي وصل الي مدينة سرنديب، حيث يوجد ملك السود ، ورأي سندباد ملك السود يجلس علي عرشه وطلب منه الجلوس بالقرب منه ، وسأله الملك عن اسمه ، اجابه " انا ادعي سندباد البحري ، وقمت بالعديد من الرحلات وانا من سكان مدينة بغداد " .

 

وهنا سأله الملك قائلا " ماذا جاء بك الي هنا ، ومن اين اتيت " ، روي سندباد قصته علي الملك وانبهر الملك بمغامراته وقام بكتابتها بحروف من ذهب، ووضعها في محفوظات مملكته ، واخيرا امر الملك باحضار طوافة لسندباد لكي يري المدينة ، مع تجهيز بالة بها كمية من الخشب والعنبر والياقوت والزمرد، فقد زود له هذه البضائع اضعاف قائلا له الملك " هذا تذكار بسيط من بلدنا المتسامح " .

 

كاد سندباد لا يصدق نفسه من كرم وفضل هذا الملك ، فكان يطوف البلد مع اشخاص فوضهم الملك للاعتناء به وتنفيذ اوامره ، وبعد قضاء عدة ايام لسندباد في هذه المدينة ، طلب من الملك السماح له بالعودة الي بلاده ، وبالفعل تم تجهيز السفينة لكي تبحر ويعود سندباد الي بلاده، وبعد رحلة طويلة وناجحة جدا، هبط الي بغداد ، حيث قابل عائلته من جديد واعطاهم الكثير من الهدايا ، واخذ يصف لهم مدي روعة قصر ملك سرنديب  ،واخذ يصف لهم سندباد المكان الذي ذهب اليه .

 

وبعد ان انتهي سندباد من رواية قصته للحاضرين ، هنا امر سندباد صرف المئات من الترتر للشيال هندباد ، وطلب منه سندباد العودة في الغد لسماع رحلته السابعة والاخيرة .

مواضيع مميزة