6 أشياء يجب معرفتها حول الإنقراض الجماعي السادس للأرض

دعمت الأرض الحياة لمدة 3.5 مليار سنة، وتسببت الكوارث الطبيعية في حدوث خمس حالات من الإنقراض الجماعي على الأقل في 500 مليون سنة الماضية، وقضى كل منها على ما بين 50 و 90 في المائة من جميع أنواع الحيوانات على هذا الكوكب، وأحدثها حدثت منذ حوالي 65 مليون سنة، وعندما أنهى كويكب عهد الديناصورات وفتح أبوابا جديدة للثدييات.

 

الآن هذا يحدث مرة أخرى، وقد أفادت دراسة أجريت عام 2015 أن الإنقراض الجماعي السادس للحياة البرية على كوكب الأرض الذي يشتبه منذ فترة طويلة جاري بالفعل، وتصف دراسة أجريت عام 2017 فقدان تلك الحياة البرية بأنه إبادة بيولوجية وهجوم مخيف على أسس الحضارة الإنسانية، ووجد باحثون من جامعة المكسيك الوطنية المستقلة أن معدل فقدان السكان مرتفع للغاية حتى بين الأنواع التي لا تعتبر مهددة بالإنقراض، ووجدوا أيضا أن ما يصل إلى نصف جميع الحيوانات الفردية قد فقدت في العقود القليلة الماضية.

 

تشير دراسة أجريت عام 2016 أيضا إلى أن هذا الإنقراض الجماعي السادس يقتل عددا كبيرا من سكان المحيطات (مثل أسماك القرش والحيتان والمحار العملاق والسلاحف البحرية والتونة) بأعداد أكبر بشكل غير متناسب من الحيوانات الصغيرة، هذا انعكاس للإنقراضات الماضية، وعندما كان هناك ارتباط طفيف بين الحجم الأصغر والإنقراض، وبينما كانت حالات الإنقراض الجماعي السابقة مرتبطة في كثير من الأحيان بالكويكبات أو البراكين، فإن هذا الإنقراض هو عمل داخلي، والأزمة الحالية هي عمل البشر ولدينا نزعة فريدة لإستبعاد أكبر عدد من السكان، كما كتب باحثوا دراسة عام 2016.

ظل العديد من العلماء يحذروننا منذ سنوات، مستشهدين بوتيرة الإنقراضات التي تتجاوز بكثير معدل الخلفية التاريخي، ومع ذلك، جادل النقاد بأن ذلك يعتمد على بيانات غير كافية، مما يحافظ على الشك حول نطاق انخفاض الحياة البرية الحديثة، ولمعرفة ما إذا كان هذا الشك له ما يبرره قارنت دراسة عام 2015 تقديرا منخفضا بشكل متحفظ للإنقراضات الحالية مع معدل خلفية تقديري يبلغ ضعف تلك المستخدمة في الدراسات السابقة، وعلى الرغم من الحذر الإضافي، فقد وجد أن الأنواع تختفي بسرعة تصل إلى 114 مرة أسرع مما يحدث عادة بين حالات الإنقراض الجماعي، وفيما يلي ستة أشياء مهمة يجب معرفتها عن الحياة في الإنقراض الجماعي السادس:

 

1- الإنقراض الجماعي السادس ليس طبيعيا:
يعد الإنقراض الجماعي جزءا طبيعيا من التطور، حيث تسبب بالفعل في مقتل ما يقدر بنحو 99% من جميع الأنواع في تاريخ الأرض، ولكن الأمور يمكن أن تصبح غير جيدة عندما ينقرض عدد كبير جدا من الأنواع بسرعة كبيرة، مما يخلق تأثير الدومينو القادر على تدمير النظم البيئية، وفي دراسة 2015 المذكورة أعلاه، استخدم الباحثون معدل الخلفية لإنقراض اثنين من الثدييات لكل 10000 نوع لكل 100 عام وهو ضعف معدل الخلفية المستخدم في العديد من الدراسات السابقة، وعندما قارنوا ذلك بتقدير متحفظ لحالات الإنقراض الحديثة، لم يجدوا طريقة لتجنب وصف هذا بالإنقراض الجماعي.

 

كتب الباحثون، حتى في ظل افتراضاتنا، والتي من شأنها أن تميل إلى تقليل الأدلة على الإنقراض الجماعي الأولي، فإن متوسط معدل فقدان أنواع الفقاريات خلال القرن الماضي يصل إلى 114 ضعفا من معدل الخلفية، وفي ظل معدل الخلفية كان عدد الأنواع التي انقرضت في القرن الماضي قد استغرق ما بين 800 و 10000 سنة للإختفاء، اعتمادا على تصنيف الفقاريات، وتكشف هذه التقديرات عن فقدان سريع بشكل استثنائي للتنوع البيولوجي على مدى القرون القليلة الماضية، مما يشير إلى أن الإنقراض الجماعي السادس قد بدأ بالفعل.

 

2- فقدان الموائل وتغيير المناخ من أسباب الإنقراض الجماعي السادس:
السبب الأول لإنخفاض الحياة البرية الحديثة والإنقراض الجماعي السادس هو فقدان الموائل وتجزئتها، وهو ما يمثل التهديد الأساسي لـ 85% من جميع الأنواع المدرجة في القائمة الحمراء للإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ويشمل ذلك إزالة الغابات من أجل الزراعة وقطع الأشجار والإستيطان، ولكن أيضا التهديد الأقل وضوحا المتمثل في التجزئة بالطرق والبنية التحتية الأخرى.

 

وحتى في حالة عدم تجريف الموائل أو تقسيمها، فإنها تتغير بشكل متزايد بفعل الأنشطة البشرية الأخرى، وتهدد الأنواع الغازية الآن مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات المحلية في جميع أنحاء العالم، إما بقتلها مباشرة أو عن طريق التنافس عليها من أجل الغذاء ومواقع العش، والتلوث منتشر في العديد من الأماكن، من المواد الكيميائية مثل الزئبق الذي يتراكم في الأسماك إلى الحطام البلاستيكي الذي يقتل ببطء السلاحف البحرية والطيور البحرية والحيتانيات.

 

وتهاجر أنظمة بيئية بأكملها الآن بسبب تغير المناخ، تاركة وراءها أنواعا أقل قدرة على الحركة أو التكيف، وفي بعض أنحاء العالم يقضي الصيد غير المشروع على الأنواع النادرة لتلبية الطلب على أجزاء الحياة البرية مثل قرن وحيد القرن وعاج الفيلة.

 

3- الفقاريات تتلاشى في الإنقراض الجماعي السادس:
عدد أنواع الفقاريات التي انقرضت بالتأكيد منذ 1500 هو 338 نوعا على الأقل، وفقا لدراسة عام 2015، قد حدث أكثر من نصف الإنقراض الجماعي السادس منذ عام 1900-1980، وقد لاحظ الباحثون أنه حتى في ظل أكثر التقديرات تحفظا، فإن معدلات انقراض الثدييات والطيور والبرمائيات والأسماك كانت على الأقل 20 ضعف المعدلات المتوقعة منذ عام 1900 (معدل الزواحف يتراوح من 8 إلى 24 مرة فوق المتوقع).

 

وأفادت التقارير أن مجموع الفقاريات على الأرض قد انخفض بنسبة 52 في المائة في الـ 45 عاما الماضية وحدها، ولا يزال خطر الإنقراض الجماعي السادس يلوح في الأفق بالنسبة للكثيرين بما في ذلك ما يقدر بنحو 41 في المائة من جميع أنواع البرمائيات و 26 في المائة من الثدييات.

 

4- ربما لا يزال الإنقراض الجماعي السادس أسوأ مما نعتقد:
كانت دراسة 2015 متحفظة عن قصد، لذا فإن المعدل الفعلي للإنقراض يكاد يكون بالتأكيد أكثر تطرفا مما يوحي به، وكتب الباحثون، نؤكد أن حساباتنا من المحتمل جدا أن تقلل من خطورة أزمة الإنقراض الجماعي السادس، لأن هدفنا كان وضع حد أدنى واقعي لتأثير البشرية على التنوع البيولوجي، وتركز الدراسة أيضا على الفقاريات، التي يسهل عدها عادة مقارنة بالحياة البرية الأصغر أو الرقيقة مثل الرخويات والحشرات والنباتات، كما أشارت دراسة حديثة أخرى، فإن هذا يترك الكثير من الأزمة دون دراسة.

 

وكتب مؤلفو هذه الدراسة، تقدم الثدييات والطيور أقوى البيانات، لأنه تم تقييم حالة جميعهم تقريبا، وتشكل اللافقاريات أكثر من 99% من تنوع الأنواع، ولكن تم تقييم حالة جزء ضئيل فقط، وبالتالي التقليل بشكل كبير من المستويات الإجمالية للإنقراض، ومن خلال دمج البيانات حول اللافقاريات الأرضية، يضيفون، تقدر هذه الدراسة أننا قد فقدنا بالفعل 7 في المائة من الأنواع المعاصرة على الأرض وأن أزمة التنوع البيولوجي حقيقية.

 

5- لا توجد أنواع آمنة مع الإنقراض الجماعي السادس:
البشر ليس الأنواع المهددة بالإنقراض ، حيث يبلغ عدد سكان العالم حوالي 7.2 مليار نسمة ويتزايد عددهم، ولكن الثروات يمكن أن تتغير بسرعة، كما أوضحنا في العقود الأخيرة مع الكثير من الحيوانات البرية الأخرى، وعلى الرغم من بذل قصارى جهدنا لدرء أنفسنا ضد الطبيعة وهذا مستحيل، إلا أن الحضارة لا تزال تعتمد على النظم البيئية الصحية للغذاء والماء والموارد الأخرى.

 

وقد يمثل التكيف مع حالات الإنقراض الجماعي السادس تحديا تحت أي ظرف من الظروف، ولكنه أمر شاق بشكل خاص في سياق تغير المناخ، ويقول جيراردو سيبالوس من جامعة المكسيك المستقلة، المؤلف الرئيسي لدراسة عام 2015، إذا سمح لها بالإستمرار، فستستغرق الحياة عدة ملايين من السنين للتعافي.

 

6- نستطيع أن نفهم سبب الإنقراض الجماعي السادس:
ربما كانت حالات الإنقراض الجماعي السابقة حتمية، لكن لم يفت الأوان بعد لإيقاف هذا الإنقراض، وبينما يعترف باحثو دراسة 2015 بصعوبة الحد من التدمير المربح مثل إزالة الغابات، ناهيك عن تغير المناخ، إلا أنهم لاحظوا أنه لا يزال ممكنا، حتى أنها تكتسب زخما، بفضل الوعي العام المتزايد وكذلك الإهتمام البارز من الحكومات والشركات، وكتب باحثوا الدراسة، إن تجنب الإنقراض الجماعي السادس الحقيقي سيتطلب جهودا سريعة ومكثفة بشكل كبير للحفاظ على الأنواع المهددة بالفعل، وتخفيف الضغوط على سكانها لا سيما فقدان الموائل، والإستغلال المفرط لتحقيق مكاسب اقتصادية وتغير المناخ.

مواضيع مميزة