كيف تستطيع الثعابين أن تبقى على قيد الحياة وهي جائعة ؟

الثعابين لديها قدرة كبيرة على أن تبقى على قيد الحياة لفترات طويلة لا مثيل لها في المملكة الحيوانية بين كل وجبة والتي تليها، فالثعابين قادرة على تحمل الصيام لعدة أسابيع أو شهور بسبب عدد من الآليات الفسيولوجية، بما في ذلك تكيفات الجمجمة والجهاز الهضمي للمساعدة في تناول الفريسة الضخمة، وإحتياجات السعرات الحرارية المنخفضة بالنسبة لكتلة الجسم، والقدرة الغريبة على خفض معدل الأيض في الإستجابة للصوم الطويل، وهي قدرة غير معروفة في الفقاريات الأخرى .

 

 

الفترة التي تبقى فيها الثعابين جائعة :

 

هناك دراسة نشرت عام 2006 والتي توضح أن الثعابين البرية الشجرية مثل الأفعى الجرسية تأكل من 12 إلى 15 مرة كل موسم في المتوسط حوالي مرتين في الشهر، وبعض الثعابين في المنطقة المعتدلة معروفة جيدا بأنها خاملة لخمسة أو ستة أشهر في كل مرة، ولا تأكل خلال هذه الفترة، وتوجد سجلات لكل من ثعابين الكرة التي تسمى أيضا الثعابين الملكية، والثعابين الشبكية التي توضح أنها تصوم لأكثر من 22 شهرا قبل البدء في النظام الغذائي المنتظم .

 

 

تكيف الجمجمة لدى الثعابين :

 

جميع الثعابين هي من آكلات اللحوم، والتي ليس لديها أطراف لتفكيك الفرائس الضخمة أو الفم المصمم للمضغ، ويجب على الثعابين إبتلاع هذه الفرائس كاملة، ولإستيعاب هذه الفرائس الضخمة الكبيرة تطورت جماجم الثعابين لتصبح مرنة ولديها القدرة على الحركة بحرية تامة، فجمجمة الثعابين قادرة على فتح الفم حتى 130 درجة، في حين أن الفك البشري هو عبارة عن مفصل بسيط يقوم بالدوران في مكان واحد، ويحتوي فك الثعابين على نقطتين محوريتين تقعان في أي من طرفي العظم المربعي، وهذ الفتحة الواسعة لفم الثعابين تسمح لها بتناول الفريسة مع قطر أكبر من جمجمة الثعابين .

 

 

تكيف معدة الثعابين :

بالإضافة إلى فم الثعابين المرن، تمتلك الثعابين أيضا حامض قوي في معدتها يساعد على هضم هذه الفريسة الكبيرة قبل أن تقوم البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي لدى الفريسة بهضمها من الداخل، وتتسع أمعاء الثعابين بشكل كبير عندما يكون الطعام في المعدة، مما يوفر مساحة أكبر في الأمعاء للهضم، وتساعد هذه التكيفات المعدية والمعوية لدى الثعابين على تناول 25٪ من وزن الجسم بشكل روتيني، وأحيانا تقترب من وزن جسمها، وعلى النقيض من ذلك، يجد البشر صعوبة في تناول 2 أو 3 % من كتلة أجسادهم عند الجلوس (حوالي 2 كيلوجرام مقابل 80 كيلوجرام)، ومن خلال تناول هذه الوجبات الهائلة يمكن أن تستوعب الثعابين ما يكفي من السعرات الحرارية دون تناول الطعام بشكل متكرر .

 

 

السعرات الحرارية المنخفضة لدى الثعابين :

 

هناك دراسة صدرت عام 1982 من قبل باحث في عالم الزلازل، والتي وجدت أن الثعابين التي تعيش في المناخ المعتدل يتطلب ما بين ضعفين إلى أربعة أضعاف وزن جسمها من الغذاء سنويا، فبالنسبة لثعبان الكرة المثالي الذي يزن حوالي 1.3 كيلوجرام يمكن أن يتناول ما يعادل 2.7 إلى 5.4 كيلوجرام من الطعام سنويا .

 

وإذا كانت الثعابين تأكل الفئران التي تزن حوالي ربع رطل، فإن ثعبان الكرة الذي يزن 1.3 كيلوجرام سيتطلب حوالي 25 إلى 50 فأرا في السنة، وسوف تسمح الفريسة الأكبر للثعابين أن تبقى فترات أطول بين الوجبات، وثعابين الكرة يمكن أن تأكل فأر يزن نصف كيلوجرام كل شهر، ولا تزال تحصل على ما يكفي من الطعام من أجل البقاء والنمو، وللمساعدة في توفير السياق لهذه الأرقام، وتتناول الثعابين الأمريكية ما يقرب من 900 كيلوجرام من الطعام سنويا، أو حوالي 10 إلى 12 ضعفا من وزن الإنسان المتوسط .

 

 

- التمثيل الغذائي لدى الثعابين :

الحيوانات ذوات الدم البارد مثل الثعابين لديها معدل أيض بطئ جدا، وعلى الرغم من أن الثعابين قد تنتج حرارة أيضية إضافية عند هضم الفريسة، إلا أنها عادة لا تنتج ما يكفي لتسخين الحيوان من الداخل، وبما أن الثعابين تتطلب قدرا أقل من الطعام لتزويد جسمها بالوقود، فإن بإمكانها البقاء لفترات طويلة دون تناول الطعام، وبالإضافة إلى أن الثعابين بطيئة في العادة، فيمكن لبعض الثعابين أن تقلل من معدل الأيض عند 72٪ عندما يكون الغذاء نادرا، وهذا يسمح لها بالعمل على سعرات حرارية أقل .

مواضيع مميزة